دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
فيما يبدو أنه متوافق مع نتائج القمة الروسية التركية الأخيرة، نشرت تركيا عناصر من قوات شرطتها العسكرية في شمال محافظة إدلب، وذلك مع استعداد كل من روسيا وإيران لاتخاذ إجراء مماثل.
وجاء الإعلان عن نشر القوات التركية من موسكو وذلك بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في المحافظة الشمالية الغربية.
وتمكنت روسيا، إيران وتركيا من الاتفاق بشأن منطقة خفض التوتر في إدلب خلال الجولة السادسة من محادثات العاصمة الكازاخية أستانا، ولاحقاً، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس العاصمة التركية أنقرة حيث التقى نظيره التركي رجب طيب أردوغان لوضع اللمسات الأخيرة على عملية إدلب
ولم تمض أربع وعشرون ساعة على عودة الرئيس الروسي من أنقرة حتى تم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، أسوة بما جرى في مناطق خفض التوتر الثلاث سابقاً، ريف حمص الشمالي، غوطة دمشق الشرقية، ومنطقة جنوب غرب سورية على أن يليه انتشار قوات شرطة عسكرية من الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا. وتتحفظ دمشق على انتشار قوات تركية على الأراضي السورية.
ويستثني اتفاق خفض التوتر في إدلب جبهة النصرة الإرهابية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من محافظة إدلب.
وفي أيار الماضي، اتفقت الدول الضامنة لعملية أستانا على تأسيس أربع مناطق خفض توتر في سورية، حددت معالم الأولى منها جنوب غرب سورية بموجب اتفاق روسي أميركي أردني، والثانية منها غوطة دمشق الشرقية بموجب اتفاق روسي سعودي تم بوساطة مصرية، والثالثة في ريف حمص الشمالي، بموجب اتفاق روسي سعودي إماراتي تم أيضاً بوساطة القاهرة.
ونقلت وكالة «أنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر مطّلع على تطور الأحداث في محافظة إدلب: أن الشرطة العسكرية الروسية لم تنتشر حتى اللحظة في المحافظة، وأضاف «لكن عناصر الشرطة العسكرية التركية ينتشرون هناك».
وبموجب الاتفاق، ستقوم القوات الإيرانية والروسية والتركية بمراقبة منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب، على حين ستتولى الشرطة العسكرية الروسية الأمر في المناطق المتبقية.
وذكر المصدر لوكالة «انترفاكس»، ستنتشر الشرطة العسكرية الإيرانية أيضاً في محافظة إدلب، في حين لا تزال الشرطة العسكرية الروسية منتشرة في المناطق الثلاث الأولى المتفق عليها.
وأكد المصدر، أن سورية أصبحت أكثر هدوءاً بعد محادثات أستانا الأخيرة، فور بدء سريان مفعول الاتفاق «على الأرض»، مشيراً إلى أن تحديد مواقع الشرطة العسكرية المراقبة للاتفاق، «لا تزال مستمرة».
وتشهد محافظات إدلب وحماة وحلب هدوءاً منذ منتصف ليلة السبت، مع دخول وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الرئيسان بوتين وأردوغان حيز النفاذ. وتبدي تركيا حماسة لإرسال قواتها إلى محافظة إدلب لدعم عمليات ميليشيا «الجيش الحر» ضد تنظيم «جبهة النصرة» التي تتخذ من «هيئة تحرير الشام» واجهة لها حالياً واستولت على كامل محافظة إدلب مؤخراً.
وفي هذا السياق تدفق مؤخراً، المزيد من التعزيزات العسكرية التركية الإضافية إلى المناطق الحدودية المطلة على محافظة إدلب سواء في قضاء الريحانية أو هطاي التابعين للواء اسكندرون السليب وإلى ولاية كلس. وتعتقد تركيا أنها تواجه مشروعاً غربياً لتقسيم المنطقة عبر الحصان الكردي.
واعتبر نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو، أن بعض الجهات تحاول إعادة رسم حدود المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده تعلم أين تحاك تلك المؤامرات.
وقال جاويش أوغلو، في كلمة ألقاها بمدينة اسطنبول، نقلتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء إن «بعض الجهات (لم يسمها) تحاول إعادة رسم حدود المنطقة، بعد 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو»
وأضاف: «لقد شاهدنا ذلك في الأحداث التي نعيشها في سورية، واستفتاء انفصال إقليم شمال العراق»، في إشارة إلى توسع مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية بدعم من الولايات المتحدة وأوروبا.
وأضاف مهدداً: «لكننا واثقون من الخطوات التي اتخذناها». وتابع «كما أننا ندرك جيداً أين تكتب سيناريوهات اللعبة «التي تحاك ضد المنطقة»، ونعلم الدمية والجهة التي تستخدمها أيضاً».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة