حذر تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” من نشاط “داعش” المتزايد لإعادة تنظيم صفوفه على مقربة من أوروبا، في ليبيا بعد عام من خسارته معقله الرئيس في مدينة سرت الليبية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أوروبيين وليبيين أن “التنظيم شكل خلايا صغيرة تتكون من بضع عشرات من المقاتلين، وأقام قواعد جديدة خارج المدن الليبية، مثل بني وليد وغات، خلال الأشهر القليلة الماضية، وبدأ في كسب الأموال عن طريق اعتراض طريق الشاحنات التجارية، واستغلال شبكات تهريب المهاجرين والوقود”.

ولفت المصدر أيضا الى أن تنظيم “داعش” طلب من مقاتليه الانتقال من سوريا إلى ليبيا، بسبب تضييق العمليات العسكرية الخناق عليه في مناطق سيطرته في العراق وسوريا.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن قيادي سابق في “داعش”  عمل بمدينة الرقة يدعى “ابو براء الأنصاري”، ويقيم حاليا في تركيا بعد ان انشق عن التنظيم في يونيو/حزيران الماضي، قوله إن “التنظيم يعتبر ليبيا مدخله الرئيس إلى أوروبا.

كما كشف مقاتل آخر منشق عن التنظيم أن “ليبيين تدربوا على استخدام وبناء الأسلحة في معسكرات التنظيم في الرقة»، موضحًا أن «بعض أجهزة التفجير كانت مخصصة للاستخدام المحلي وللاستخدام في الميدان، وبعضها مخصص لتنفيذ هجمات في أوروبا، ومعظم مكونات تلك الأجهزة متاحة، وشراؤها وبناؤها سهل جدًا”.

واشر مقاتل ثالث بأن تنظيم “داعش أوفد اثنين من عناصره إلى تركيا، بعد طرد التنظيم من مدينة بنغازي في مايو/أيار الماضي، واقتضت الأوامر أن ينتقلا إلى أثينا وانتظار تنفيذ هجوم هناك”. وأكد مسؤول أوروبي المعلومات نفسها، وقال إن تحركات هذين الشخصين تحت المراقبة.

وكشف مسؤول من مدينة مصراتة الليبية أن مسلحي “داعش” الذين فروا  من سرت توجهوا إلى مدن أخرى مثل بن وليد، واختبأوا في أودية حول المدينة، لكنهم ظهروا في المدة الأخيرة وأقاموا نقاط تفتيش واستولوا على عدد من الشاحنات التجارية، فيما فر آخرون  إلى مدينة غات، حيث كثف التنظيم تواجده قرب أوباري، وهو يعقد اجتماعات منتظمة لعناصره ويتحرك بحرية في محيط منطقة الحقول النفطية.

وكشف مسؤول أوروبي أن مقاتلي التنظيم  ينتقلون إلى ليبيا وذلك انطلاقا من تركيا ومنها إلى السودان جوا، ويدخون ليبيا عن طريق البر.

وبهذا الشأن نُقل عن مسؤول ليبي أن “القوات في الجنوب تراقب مجموعة من عناصر (داعش)، وصلوا إلى السودان قادمين من سورية، ويحاولون العبور إلى ليبيا”.

كما صرح مسؤول المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ربيع عبد العاطي، بأن السودان على علم بمجموعة من المقاتلين يحاولون التسلل إلى ليبيا عبر حدود السودان الغربية، مشيرا إلى أن الحكومة نشرت قوات لمنعهم من ذلك.

وقال مسؤول أمني أوروبي للصحيفة  إن “ظهور (داعش) من جديد أصبح بالتأكيد مشكلة كبيرة في ليبيا”، محذرا من قدرة التنظيم على زيادة دخله المالي عبر الاستفادة من مخزون الأسلحة في ليبيا، في ظل انعدام الأمن والاستقرار.

وأكد مسؤول آخر أن “مقاتلين للتنظيم، بينهم ليبيون وسوريون وعراقيون، يحاولون دخول ليبيا أملا في الوصول إلى أوروبا لشن هجمات إرهابية”.

  • فريق ماسة
  • 2017-09-18
  • 7775
  • من الأرشيف

عناصر “داعش” يفرون من سورية الى ليبيا

  حذر تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” من نشاط “داعش” المتزايد لإعادة تنظيم صفوفه على مقربة من أوروبا، في ليبيا بعد عام من خسارته معقله الرئيس في مدينة سرت الليبية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أوروبيين وليبيين أن “التنظيم شكل خلايا صغيرة تتكون من بضع عشرات من المقاتلين، وأقام قواعد جديدة خارج المدن الليبية، مثل بني وليد وغات، خلال الأشهر القليلة الماضية، وبدأ في كسب الأموال عن طريق اعتراض طريق الشاحنات التجارية، واستغلال شبكات تهريب المهاجرين والوقود”. ولفت المصدر أيضا الى أن تنظيم “داعش” طلب من مقاتليه الانتقال من سوريا إلى ليبيا، بسبب تضييق العمليات العسكرية الخناق عليه في مناطق سيطرته في العراق وسوريا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن قيادي سابق في “داعش”  عمل بمدينة الرقة يدعى “ابو براء الأنصاري”، ويقيم حاليا في تركيا بعد ان انشق عن التنظيم في يونيو/حزيران الماضي، قوله إن “التنظيم يعتبر ليبيا مدخله الرئيس إلى أوروبا. كما كشف مقاتل آخر منشق عن التنظيم أن “ليبيين تدربوا على استخدام وبناء الأسلحة في معسكرات التنظيم في الرقة»، موضحًا أن «بعض أجهزة التفجير كانت مخصصة للاستخدام المحلي وللاستخدام في الميدان، وبعضها مخصص لتنفيذ هجمات في أوروبا، ومعظم مكونات تلك الأجهزة متاحة، وشراؤها وبناؤها سهل جدًا”. واشر مقاتل ثالث بأن تنظيم “داعش أوفد اثنين من عناصره إلى تركيا، بعد طرد التنظيم من مدينة بنغازي في مايو/أيار الماضي، واقتضت الأوامر أن ينتقلا إلى أثينا وانتظار تنفيذ هجوم هناك”. وأكد مسؤول أوروبي المعلومات نفسها، وقال إن تحركات هذين الشخصين تحت المراقبة. وكشف مسؤول من مدينة مصراتة الليبية أن مسلحي “داعش” الذين فروا  من سرت توجهوا إلى مدن أخرى مثل بن وليد، واختبأوا في أودية حول المدينة، لكنهم ظهروا في المدة الأخيرة وأقاموا نقاط تفتيش واستولوا على عدد من الشاحنات التجارية، فيما فر آخرون  إلى مدينة غات، حيث كثف التنظيم تواجده قرب أوباري، وهو يعقد اجتماعات منتظمة لعناصره ويتحرك بحرية في محيط منطقة الحقول النفطية. وكشف مسؤول أوروبي أن مقاتلي التنظيم  ينتقلون إلى ليبيا وذلك انطلاقا من تركيا ومنها إلى السودان جوا، ويدخون ليبيا عن طريق البر. وبهذا الشأن نُقل عن مسؤول ليبي أن “القوات في الجنوب تراقب مجموعة من عناصر (داعش)، وصلوا إلى السودان قادمين من سورية، ويحاولون العبور إلى ليبيا”. كما صرح مسؤول المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ربيع عبد العاطي، بأن السودان على علم بمجموعة من المقاتلين يحاولون التسلل إلى ليبيا عبر حدود السودان الغربية، مشيرا إلى أن الحكومة نشرت قوات لمنعهم من ذلك. وقال مسؤول أمني أوروبي للصحيفة  إن “ظهور (داعش) من جديد أصبح بالتأكيد مشكلة كبيرة في ليبيا”، محذرا من قدرة التنظيم على زيادة دخله المالي عبر الاستفادة من مخزون الأسلحة في ليبيا، في ظل انعدام الأمن والاستقرار. وأكد مسؤول آخر أن “مقاتلين للتنظيم، بينهم ليبيون وسوريون وعراقيون، يحاولون دخول ليبيا أملا في الوصول إلى أوروبا لشن هجمات إرهابية”.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة