قنبلة فجرها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في خطابه الاخير وهي تفاصيل زيارته الى دمشق خلال الايام القليلة الماضية ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، لطلب بشكل شخصي نقل ارهابيي «داعش» من منطقة رأس بعلبك اللبنانية والقلمون الغربي داخل الاراضي السورية.

اذا، هذا الامر يؤكد ان الموضوع طرح على القيادة السورية وتم رفضه، ما جعل السيد نصر الله يتوجه شخصيا لتوسط لحله.

المفاجآت ظهرت تباعا في خطاب السيد نصر الله، فمثلا كشف بأن حزب الله طلب من القيادة السورية رسميا الدخول بمعركة الحدود لطرد الارهاب، وهو امر كانت دمشق قد اجلته لان لديها اهدافا ميدانية اهم من الحدود، ولان الارهاب فيها لا يشكل تهديدا واقعيا، لان المسلحين عددهم قليل وباتوا محاصرين، الا ان هذه المعركة تشكل امرا مهما جدا للبنان سواء من الناحية الامنية او الاقتصادية وحتى الانسانية، لأن في معركة عرسال كان هناك اسرى المقاومة في ايدي ارهابيي «النصرة» في ادلب ضمن الاتفاق، وفي رأس بعلبك كان الكشف عن مصير اسرى الجيش اللبناني في ايدي «داعش»، وفي تلك الحالتين تعاونت الدولة السورية لاقصى الحدود، حيث وافقت في معركة عرسال، على نقل ارهابيي «النصرة» من لبنان الى ادلب، بل ا كثر من ذلك، حيث نقل نحو 600 ارهابي من «سرايا اهل الشام» الى منطقة الرحيبة في محيط العاصمة دمشق، في وقت تعمل فيه الحكومة منذ اعوام على تأمين العاصمة ومحيطها.

اما في الحالة الثانية وافقت دمشق على التفاوض لنقل بضعة مئات من ارهابيي «داعش» الى دير الزور وكل ذلك لإنهاء ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، وقد احرجت الحكومة السورية بذلك، وهو ما اكده السيد نصر الله نفسه.

خطاب السيد نصر الله، يحمل عدة ابعاد ورسائل للجميع سواء المحبين او الكارهين، واهمها ان حزب الله صحيح هو مفصل مهم في الحرب على الارهاب ومساعدة الدولة السورية بهذا الامر، ولكنه ليس كل المعركة، والرسائل تؤكد بأن الحزب له دور بالحرب وله حجم معين، حيث ان هناك الكثير من الاصوات التي تخرج من هنا او هناك، وتحاول ان تخفي او تمسح دور الدولة السورية او الجيش السوري بالحرب على الارهاب، وهو خطة مدروسة قام بها المحور المعادي لدمشق، من اجل خلق ازمة بينها وبين حلفائها، ولكن كانت القيادة السورية اوعى من ذلك وحلفائها ايضا، وكان خطاب السيد نصر الله، المسمار الاخير في نعش هذه الخطة التي فشلت كما فشل قبلها الكثير من المخططات التي هدفت الى ايقاع الفتنة في هذا المحور.

اذا خطاب السيد نصر الله كان رسالة على عمق التعاون والتنسيق المباشر ومن اعلى الهرم بين سوريا وحزب الله، وتأكيد على متانة وصلابة العلاقة بين الجانبين، ورسالة للمحب والكاره، بأن العلاقة بين الحزب ودمشق، هي علاقة تكاملية وليست علاقة هيمنة متبادلة.

وتبقى كلمة الرئيس الاسد التي يرددها عن السيد حسن نصر الله بأنه سيد الوفاء خير شاهد على متانة العلاقة بين الرجلين.

  • فريق ماسة
  • 2017-09-03
  • 13412
  • من الأرشيف

السيد نصر الله في دمشق.. رسائل للقريب قبل الغريب

قنبلة فجرها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في خطابه الاخير وهي تفاصيل زيارته الى دمشق خلال الايام القليلة الماضية ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد، لطلب بشكل شخصي نقل ارهابيي «داعش» من منطقة رأس بعلبك اللبنانية والقلمون الغربي داخل الاراضي السورية. اذا، هذا الامر يؤكد ان الموضوع طرح على القيادة السورية وتم رفضه، ما جعل السيد نصر الله يتوجه شخصيا لتوسط لحله. المفاجآت ظهرت تباعا في خطاب السيد نصر الله، فمثلا كشف بأن حزب الله طلب من القيادة السورية رسميا الدخول بمعركة الحدود لطرد الارهاب، وهو امر كانت دمشق قد اجلته لان لديها اهدافا ميدانية اهم من الحدود، ولان الارهاب فيها لا يشكل تهديدا واقعيا، لان المسلحين عددهم قليل وباتوا محاصرين، الا ان هذه المعركة تشكل امرا مهما جدا للبنان سواء من الناحية الامنية او الاقتصادية وحتى الانسانية، لأن في معركة عرسال كان هناك اسرى المقاومة في ايدي ارهابيي «النصرة» في ادلب ضمن الاتفاق، وفي رأس بعلبك كان الكشف عن مصير اسرى الجيش اللبناني في ايدي «داعش»، وفي تلك الحالتين تعاونت الدولة السورية لاقصى الحدود، حيث وافقت في معركة عرسال، على نقل ارهابيي «النصرة» من لبنان الى ادلب، بل ا كثر من ذلك، حيث نقل نحو 600 ارهابي من «سرايا اهل الشام» الى منطقة الرحيبة في محيط العاصمة دمشق، في وقت تعمل فيه الحكومة منذ اعوام على تأمين العاصمة ومحيطها. اما في الحالة الثانية وافقت دمشق على التفاوض لنقل بضعة مئات من ارهابيي «داعش» الى دير الزور وكل ذلك لإنهاء ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين، وقد احرجت الحكومة السورية بذلك، وهو ما اكده السيد نصر الله نفسه. خطاب السيد نصر الله، يحمل عدة ابعاد ورسائل للجميع سواء المحبين او الكارهين، واهمها ان حزب الله صحيح هو مفصل مهم في الحرب على الارهاب ومساعدة الدولة السورية بهذا الامر، ولكنه ليس كل المعركة، والرسائل تؤكد بأن الحزب له دور بالحرب وله حجم معين، حيث ان هناك الكثير من الاصوات التي تخرج من هنا او هناك، وتحاول ان تخفي او تمسح دور الدولة السورية او الجيش السوري بالحرب على الارهاب، وهو خطة مدروسة قام بها المحور المعادي لدمشق، من اجل خلق ازمة بينها وبين حلفائها، ولكن كانت القيادة السورية اوعى من ذلك وحلفائها ايضا، وكان خطاب السيد نصر الله، المسمار الاخير في نعش هذه الخطة التي فشلت كما فشل قبلها الكثير من المخططات التي هدفت الى ايقاع الفتنة في هذا المحور. اذا خطاب السيد نصر الله كان رسالة على عمق التعاون والتنسيق المباشر ومن اعلى الهرم بين سوريا وحزب الله، وتأكيد على متانة وصلابة العلاقة بين الجانبين، ورسالة للمحب والكاره، بأن العلاقة بين الحزب ودمشق، هي علاقة تكاملية وليست علاقة هيمنة متبادلة. وتبقى كلمة الرئيس الاسد التي يرددها عن السيد حسن نصر الله بأنه سيد الوفاء خير شاهد على متانة العلاقة بين الرجلين.

المصدر : ابراهيم شير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة