دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نجح الجيش السوري في تقطيع مناطق سيطرة «داعش» في بادية حمص الشرقية، بشكل يتيح له قضم تلك المناطق المحاصرة تباعاً، بينما يتابع عملياته نحو دير الزور شرقاً. وبالتوازي، عقدت جولة أولى من المحادثات في الرياض بين أطياف المعارضة برعاية كل من روسيا ومصر والسعودية، بغية الوصول إلى وفد واحد يضم منصات الرياض وموسكو والقاهرة
تتكثف الاجتماعات والمشاورات الخاصة بالملف السوري، توازياً مع استقرار تشهده الجبهات المشتركة بين الجيش والفصائل المسلحة، وترقب لمستقبل وقف إطلاق النار المراقب روسيّاً في الجنوب والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي. وفي المقابل، تدور المعارك ضد «داعش» في معزل عن المشهد السابق، وإن كانت قد تعززت بتفرّغ الجيش السوري وحلفائه للجبهة الشرقية على حساب الجبهات الهادئة.
وبينما يبدو تكتيك تلك القوات فعالاً ضد التنظيم برغم طبيعة البادية وجبالها القاسية، تتحرك قوات «التحالف الدولي» ببطء لافت داخل أحياء الرقة، مكثفة من غاراتها الجوية على المدينة، والتي تحصد عشرات المدنيين هناك. وبينما يستكمل الجيش وحلفاؤه المعارك الضرورية قبيل تركيز الجهود نحو دير الزور، والتي تتضمن إنهاء وجود «داعش» شمال غرب السخنة، يكثف «التحالف» من نشاطه مع «المجالس المحلية» وشيوخ العشائر المنتشرة في الرقة ودير الزور، وذلك بهدف حشد حلفاء محليين لأي معركة مرتقبة ينوي خوضها على طول شرق الفرات.
وعلى مقلب آخر، تحاول منصات المعارضة المجتمعة في الرياض، الخروج بتوافقات رئيسية تمكنها من الحضور بوفد واحد إلى محادثات «جدية» مع الجانب الحكومي، وفق تعبير المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وشهد أمس جولتين من الاجتماعات بين كل من «هيئة التفاوض العليا» ومنصتي القاهرة وموسكو، وركزت في معظمها على تفاصيل عملية الانتقال السياسي وقضية الدستور. ونقلت مصادر معارضة أن إصرار منصة موسكو على عدم ذكر أي تفصيل يخصّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد، هو أبرز النقاط الخلافية بينها وبين «الهيئة» ومنصة القاهرة، اللتين توافقتا على ضرورة عدم وجود أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية. كذلك، رفضت منصة موسكو إصرار الطرف المقابل على ضرورة إنجاز دستور جديد للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، داعية إلى اعتماد دستور عام 2012.
أكدت «الهيئة» أنها «لن تقدم تنازلات مجانية» في لقاء الرياض
وأشارت تلك المصادر إلى أن «الهيئة» تحاول تحصيل مكاسب سياسية من موسكو، للقبول بحلول وسطية مع منصة موسكو، وهو ما عبّر عنه المتحدث باسم «الهيئة» يحيى العريضي، بقوله إن «الهيئة لن تقدم تنازلات مجانية» في لقاء الرياض. وأوضحت أن منصة القاهرة تحاول مدفوعة بتوافق روسي ــ مصري، لعب دور وساطة لحلحلة الخلافات الرئيسة. وهو ما يتسق بنحو كبير مع ما تحدث عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، خلال لقائه نظيره المصري سامح شكري في موسكو. إذ أشار إلى أن بلاده ومصر وبمشاركة السعودية تعملان على دعم تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية، من أجل إطلاق مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية. ويبدو العمل الروسي ــ المصري مكملاً للاتفاقات الأخيرة التي احتضنتها القاهرة، بين ممثلي وزارة الدفاع الروسية وممثلين عن عدد من الفصائل المسلحة، والتي أفضت إلى اتفاقي «تخفيف التصعيد» الخاصين بالغوطة الشرقية وبريف حمص الشمالي.
وبينما تستضيف موسكو غداً، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يتوقع أن يطغى اتفاق «تخفيف التصعيد» الخاص بالمنطقة الجنوبية في سوريا، على نقاشاته هناك، استضافت عمّان كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس. وركزت نقاشات الأخير مع الملك الأردني عبدالله الثاني، على تطورات المنطقة، ولا سيما الملفان السوري والعراقي ومستجدات الحرب على «داعش»، فضلاً عن مناطق «تخفيف التوتر». ونقلت وكالة «بترا» أن الطرفين أشارا إلى «الاستقرار النسبي الذي تشهده مناطق الجنوب السوري... لغاية الآن». وفي ضوء الزيارة المرتقبة لماتيس إلى أنقرة، بدت لافتة إشارة أردوغان إلى احتمال «تعزيز التعاون» مع إيران في مجال «مكافحة الإرهاب»، خاصة أنه جدد إدانة تعاون واشنطن مع الأكراد في سوريا، وخاصة دفعات الأسلحة التي تصل إليهم عبر العراق.
أما في الميدان، فقد استطاع الجيش وحلفاؤه تعزيز مواقعهم في محيط السخنة الشمالي، عبر سيطرتهم على عدد من التلال المحيطة بالبلدة من تلك الجهة، في موازاة تثبيت نقاط جديدة في بلدة الطيبة والجبال المحيطة بها من الناحية الغربية والجنوبية. وعقب التقدم الأخير، فإن المنطقة المحصورة بين جبل الضاحك وقصر الحير الشرقي، تبقى فاصلة بين القوات، لإتمام الحصار على «داعش» في جيب آخر ضمن بادية حمص الشرقية. كذلك، تمكنت القوات في محيط جبل الشاعر الجنوبي الغربي، من التقدم عبر منطقة تل الصوانة والسيطرة على وادي حويسيس، جنوب جبل أبو ضهور. وبالتوازي، قال رئيس العمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، إن القوات السورية تمكنت بدعم جوي روسي من التقدم في المنطقة الوسطى «بمعدل 30 إلى 40 كيلومتراً يومياً». وأشار إلى أن فك الحصار عن مدينة دير الزور سوف «يكلل هزيمة القوات الأساسية للتنظيم الإرهابي على الأراضي السورية».
المصدر :
الماسة السورية/ الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة