بات في الإمكان القول إن وجود «جبهة النصرة» في لبنان قد انتهى. هي ساعات قليلة، أو أيام، تفصل عن الإجهاز على ما بقي من المسلّحين في الجرود عملياً، صار يمكن القول إن وجود «جبهة النصرة» على الأراضي اللبنانية قد انتهى. المنطقة التي لا تزال تحكمها ضاقت حتى كادت تخنقها. في غضون ساعات، أو أيام على أبعد تقدير، لن يبقى مسلّح واحد من «النصرة» يمثل تهديداً للأمن اللبناني، بمعنى التهديد الوجودي وخطر احتلال قرى ومدن، وإقامة منطقة آمنة لإرسال الانتحاريين والسيارات المفخخة منها.

ولا شك أن خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، سيكون اليوم (عند الثامنة والنصف مساءً) بمثابة خطاب الانتصار على «تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، وعلى رعاته وداعميه، وعلى مشروعه الأكبر في لبنان وسوريا.

وحتى موعد الخطاب، ستقضم المقاومة المزيد من التلال، بعدما باتت تسيطر على «مواقع حاكمة» تشرف على كامل المنطقة التي لا تزال تحتلها «النصرة». ولم يعد خيار التفاوض للرحيل إلى إدلب أو غيرها متاحاً لأمير التنظيم أبو مالك التلّي. فالمقاومة اتخذت قرار الإجهاز عليه، وأمامه وجهتان: إما الموت، أو الاستسلام. لكن يبقى خيار الهرب إلى مناطق سيطرة «داعش»، أو إلى أحد المخيمات، ومنه إلى عرسال، مطروحاً (ولو نظرياً) كخيار تسعى المقاومة إلى حرمانه إياه، بعدما حدّدت المنطقة التي يختبئ فيها، وستعمل على توقيفه أو قتله. وقد تقلّصت قوة التلّي، بما يتناسب مع تقلّص الأرض التي يحتلها، بعدما قضت المقاومة في معارك الأيام الخمسة الماضية على أكثر من 120 من مقاتليه.

 

 

يُطل نصرالله اليوم في خطاب النصر على «القاعدة» وداعميه

 

ورغم ذلك، فإنه لا يزال يقاتل، بهدف إنزال أكبر الخسائر الممكنة في صفوف المحرِّرين.

بعد «النصرة»، حان وقت تنظيم «داعش»، ومقاتليه الذين يحتلون جزءاً ضئيلاً من جرود عرسال، وأجزاء واسعة من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تنظيم «داعش» أرسل وسطاء إلى قيادة المقاومة، وإلى جهات رسمية لبنانية، لطرح خيار الخروج من الأراضي اللبنانية، إلى البادية السورية، بلا معارك. ويرى قادة «داعش» أن المواجهة فعل انتحاري، لا طائل منه. وبحسب المصادر، فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لنتيجة المفاوضات: إما الرحيل، أو الحرب. وتلفت مصادر رسمية لبنانية إلى أن التنظيم دفع في حزيران الماضي ثمناً باهظاً لمحاولته السيطرة على مخيمات للنازحين، في هجوم فاشل شنّه قاصداً الوصول إلى وادي حميّد ومنطقة الملاهي في جرود عرسال. إذ قتل حينذاك نحو 50 من نخبة مقاتليه. وتشير المصادر إلى أن التنظيم يرى أن معركته ضد المقاومة ستكون بلا جدوى، لافتة إلى أن التقدّم السريع لحزب الله في المناطق التي كانت تحتلها «جبهة النصرة»، منح جماعة «داعش» نموذجاً عملياً عن المعركة المقبلة.

ويوم أمس، تابعت المقاومة تقدمها في الجرود وأحكمت السيطرة على مرتفع سرج الخربة وطلعة النصاب ومرتفع النصاب وعقبة نوح، إضافة إلى مناطق وادي كحيل، ووادي حمودي، ومكعبة الفرن، والبيدر، وشعبات النحلة، ووادي ضليل البراك. وخسرت «النصرة» عدداً كبيراً من الآليات والمقاتلين (نحو 17 قتيلاً وعشرات الجرحى).

ونفت المقاومة ما أُشيع عن استهداف مدفعي مركز وكثيف لوادي حميد ومدينة الملاهي، وأكدت أن العمليات العسكرية مستمرة في المرتفعات جنوب وادي حميد.

  • فريق ماسة
  • 2017-07-25
  • 7442
  • من الأرشيف

خطاب الأمين العام لحزب الله اليوم ...تحرير الجرود: نهاية «النصرة»... و«داعش» يفاوض للرحيل

بات في الإمكان القول إن وجود «جبهة النصرة» في لبنان قد انتهى. هي ساعات قليلة، أو أيام، تفصل عن الإجهاز على ما بقي من المسلّحين في الجرود عملياً، صار يمكن القول إن وجود «جبهة النصرة» على الأراضي اللبنانية قد انتهى. المنطقة التي لا تزال تحكمها ضاقت حتى كادت تخنقها. في غضون ساعات، أو أيام على أبعد تقدير، لن يبقى مسلّح واحد من «النصرة» يمثل تهديداً للأمن اللبناني، بمعنى التهديد الوجودي وخطر احتلال قرى ومدن، وإقامة منطقة آمنة لإرسال الانتحاريين والسيارات المفخخة منها. ولا شك أن خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، سيكون اليوم (عند الثامنة والنصف مساءً) بمثابة خطاب الانتصار على «تنظيم القاعدة في بلاد الشام»، وعلى رعاته وداعميه، وعلى مشروعه الأكبر في لبنان وسوريا. وحتى موعد الخطاب، ستقضم المقاومة المزيد من التلال، بعدما باتت تسيطر على «مواقع حاكمة» تشرف على كامل المنطقة التي لا تزال تحتلها «النصرة». ولم يعد خيار التفاوض للرحيل إلى إدلب أو غيرها متاحاً لأمير التنظيم أبو مالك التلّي. فالمقاومة اتخذت قرار الإجهاز عليه، وأمامه وجهتان: إما الموت، أو الاستسلام. لكن يبقى خيار الهرب إلى مناطق سيطرة «داعش»، أو إلى أحد المخيمات، ومنه إلى عرسال، مطروحاً (ولو نظرياً) كخيار تسعى المقاومة إلى حرمانه إياه، بعدما حدّدت المنطقة التي يختبئ فيها، وستعمل على توقيفه أو قتله. وقد تقلّصت قوة التلّي، بما يتناسب مع تقلّص الأرض التي يحتلها، بعدما قضت المقاومة في معارك الأيام الخمسة الماضية على أكثر من 120 من مقاتليه.     يُطل نصرالله اليوم في خطاب النصر على «القاعدة» وداعميه   ورغم ذلك، فإنه لا يزال يقاتل، بهدف إنزال أكبر الخسائر الممكنة في صفوف المحرِّرين. بعد «النصرة»، حان وقت تنظيم «داعش»، ومقاتليه الذين يحتلون جزءاً ضئيلاً من جرود عرسال، وأجزاء واسعة من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تنظيم «داعش» أرسل وسطاء إلى قيادة المقاومة، وإلى جهات رسمية لبنانية، لطرح خيار الخروج من الأراضي اللبنانية، إلى البادية السورية، بلا معارك. ويرى قادة «داعش» أن المواجهة فعل انتحاري، لا طائل منه. وبحسب المصادر، فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لنتيجة المفاوضات: إما الرحيل، أو الحرب. وتلفت مصادر رسمية لبنانية إلى أن التنظيم دفع في حزيران الماضي ثمناً باهظاً لمحاولته السيطرة على مخيمات للنازحين، في هجوم فاشل شنّه قاصداً الوصول إلى وادي حميّد ومنطقة الملاهي في جرود عرسال. إذ قتل حينذاك نحو 50 من نخبة مقاتليه. وتشير المصادر إلى أن التنظيم يرى أن معركته ضد المقاومة ستكون بلا جدوى، لافتة إلى أن التقدّم السريع لحزب الله في المناطق التي كانت تحتلها «جبهة النصرة»، منح جماعة «داعش» نموذجاً عملياً عن المعركة المقبلة. ويوم أمس، تابعت المقاومة تقدمها في الجرود وأحكمت السيطرة على مرتفع سرج الخربة وطلعة النصاب ومرتفع النصاب وعقبة نوح، إضافة إلى مناطق وادي كحيل، ووادي حمودي، ومكعبة الفرن، والبيدر، وشعبات النحلة، ووادي ضليل البراك. وخسرت «النصرة» عدداً كبيراً من الآليات والمقاتلين (نحو 17 قتيلاً وعشرات الجرحى). ونفت المقاومة ما أُشيع عن استهداف مدفعي مركز وكثيف لوادي حميد ومدينة الملاهي، وأكدت أن العمليات العسكرية مستمرة في المرتفعات جنوب وادي حميد.

المصدر : الماسة السورية/ الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة