لفت انتباهي في مقال عن غربال تل بلاط -الثورة 28-6 2017- أن المدير لم يكافأ...!

لقد شجع وحمى أربعة عمال على نقل غربال بذار القمح من مبنى آيل للسقوط في حلب إلى فرع مؤسسة إكثار البذار في حماة - وحققوا وفراً مقداره- 87- مليون ليرة سورية كان سيذهب لإحدى الشركات‏

للقيام بهذا العمل الضخم والمهم - إذ لا يقتصر الربح على الوفر المالي بل على الربح الوطني لمزيد من بذار القمح الجيد للمواسم القادمة.... وأرباح قيمية ومعنوية أخرى - ويجب في هذا السياق ألا نستبعد أن المؤسسة العامة لإكثار البذار لا تملك مثل هذا المبلغ الضخم للإصلاح - والصيانة، فالعمل كبير ومهم لا بل إنه عظيم ولاسيما أن أغلب المديرين يبدون مكبلين بالخوف من الرقابة والتفتيش - فمن يدري ماذا كان سيحدث لو انهار البناء -شبه المدمر على يد الإرهابين قبل تحرير حلب - وتعرض العمال الأبطال أنفسهم للخطر-.‏

لعل الكثير من المديرين لا يبادرون ولا يشجعون على المبادرات الإبداعية الخلاقة خوفاً من وقوع خطأ ما أو مخالفة للتعليمات تودي بهم وتبهدلهم - وسط عواصف الحديث العام والمبهم في أغلب الأحيان عن الفساد - وستكون خسائرهم الشخصية آنذاك فادحة.‏

هذا المدير وأنا لا أعرفه وسمعت به لأول مرة بدا لي - بطلاً- مثل عماله - صحيح أن المكافآت التي صرفت لهم من عدة جهات لم تتجاوز 30500 ل.س لكل منهم وهذا مبلغ رمزي جداً إلا أنه يضيء بقوة عدم حصول المدير الشهم على أي قرش، وهنا يتبدى الدور التحفيزي للمكافأة بصفتها تعزيزاً إيجابياً للسلوك الإداري الناجح والمنطقي والنزيه.‏

لعل القضية التي أضاءها مثال الغربال -أكبر بكثير من موضوع المال- على الرغم من أهميته، فهذا المثال يلفت الانتباه الى الإدارة الناجحة وهي حلمنا وسط سعينا منذ عقود من الزمن نحوها، من دون جدوى.‏

ويطرح هذا المثال نفسه في لحظة تاريخية مهمة جداً تتجسد في قيادة السيد الرئيس بشار الأسد بنفسه الإصلاح الإداري وتركيزه على الإعلام كمتابع ومحفز ومصحح. إن المدير هو رأس المؤسسة وبقدر ما يكون فطناً وواعياً ومتابعاً وحريصاً تنجح المؤسسة، وهذا النجاح في أيام الحرب الراهنة لا بديل عنه وهو ضرورة وطنية ومسألة حياة، وعليه وبعيداً عن الشطط والإسفاف والاستهتار الذي نلحظه في سياق الحديث عن المديرين والوزراء في وسائل التواصل الاحتماعي وبعض وسائل الإعلام، فإنه واستناداً إلى هذا المثال وأمثلة كثيرة مماثلة يجب البحث عنها وإضاءتها، يجب ألا نهاب المطالبة بتكريم مدير ناجح محترم ومعاقبة آخر بعد إقامة الدليل على سيئاته. وإذا لم نفعل -ولا سيما في الإعلام- فإننا نكرس الترهل وعدم تكافؤ الفرص والمماثلة الظالمة بين من يعملون ويعلمون وبين غير المكترثين والسيئين. وعليه أقترح منح السيد موفق عبود مدير فرع إكثار البذار في حماة لقب بطل إنتاج وطرحه في الإعلام التنموي كمثال مهم، ولاسيما أن الوطن يحتاج أمثاله وبكثرة.‏

  • فريق ماسة
  • 2017-07-12
  • 14613
  • من الأرشيف

يحق للمدير أن يكون بطل إنتاج.. غربال تل بلاط "مثال"

لفت انتباهي في مقال عن غربال تل بلاط -الثورة 28-6 2017- أن المدير لم يكافأ...! لقد شجع وحمى أربعة عمال على نقل غربال بذار القمح من مبنى آيل للسقوط في حلب إلى فرع مؤسسة إكثار البذار في حماة - وحققوا وفراً مقداره- 87- مليون ليرة سورية كان سيذهب لإحدى الشركات‏ للقيام بهذا العمل الضخم والمهم - إذ لا يقتصر الربح على الوفر المالي بل على الربح الوطني لمزيد من بذار القمح الجيد للمواسم القادمة.... وأرباح قيمية ومعنوية أخرى - ويجب في هذا السياق ألا نستبعد أن المؤسسة العامة لإكثار البذار لا تملك مثل هذا المبلغ الضخم للإصلاح - والصيانة، فالعمل كبير ومهم لا بل إنه عظيم ولاسيما أن أغلب المديرين يبدون مكبلين بالخوف من الرقابة والتفتيش - فمن يدري ماذا كان سيحدث لو انهار البناء -شبه المدمر على يد الإرهابين قبل تحرير حلب - وتعرض العمال الأبطال أنفسهم للخطر-.‏ لعل الكثير من المديرين لا يبادرون ولا يشجعون على المبادرات الإبداعية الخلاقة خوفاً من وقوع خطأ ما أو مخالفة للتعليمات تودي بهم وتبهدلهم - وسط عواصف الحديث العام والمبهم في أغلب الأحيان عن الفساد - وستكون خسائرهم الشخصية آنذاك فادحة.‏ هذا المدير وأنا لا أعرفه وسمعت به لأول مرة بدا لي - بطلاً- مثل عماله - صحيح أن المكافآت التي صرفت لهم من عدة جهات لم تتجاوز 30500 ل.س لكل منهم وهذا مبلغ رمزي جداً إلا أنه يضيء بقوة عدم حصول المدير الشهم على أي قرش، وهنا يتبدى الدور التحفيزي للمكافأة بصفتها تعزيزاً إيجابياً للسلوك الإداري الناجح والمنطقي والنزيه.‏ لعل القضية التي أضاءها مثال الغربال -أكبر بكثير من موضوع المال- على الرغم من أهميته، فهذا المثال يلفت الانتباه الى الإدارة الناجحة وهي حلمنا وسط سعينا منذ عقود من الزمن نحوها، من دون جدوى.‏ ويطرح هذا المثال نفسه في لحظة تاريخية مهمة جداً تتجسد في قيادة السيد الرئيس بشار الأسد بنفسه الإصلاح الإداري وتركيزه على الإعلام كمتابع ومحفز ومصحح. إن المدير هو رأس المؤسسة وبقدر ما يكون فطناً وواعياً ومتابعاً وحريصاً تنجح المؤسسة، وهذا النجاح في أيام الحرب الراهنة لا بديل عنه وهو ضرورة وطنية ومسألة حياة، وعليه وبعيداً عن الشطط والإسفاف والاستهتار الذي نلحظه في سياق الحديث عن المديرين والوزراء في وسائل التواصل الاحتماعي وبعض وسائل الإعلام، فإنه واستناداً إلى هذا المثال وأمثلة كثيرة مماثلة يجب البحث عنها وإضاءتها، يجب ألا نهاب المطالبة بتكريم مدير ناجح محترم ومعاقبة آخر بعد إقامة الدليل على سيئاته. وإذا لم نفعل -ولا سيما في الإعلام- فإننا نكرس الترهل وعدم تكافؤ الفرص والمماثلة الظالمة بين من يعملون ويعلمون وبين غير المكترثين والسيئين. وعليه أقترح منح السيد موفق عبود مدير فرع إكثار البذار في حماة لقب بطل إنتاج وطرحه في الإعلام التنموي كمثال مهم، ولاسيما أن الوطن يحتاج أمثاله وبكثرة.‏

المصدر : الثورة/ميشيل خياط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة