اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بمناسبة تحرير الموصل وآخر المستجدات، ان فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف على وجوب مواجهة تنظيم "داعش" الارهابي شكلت البداية الحاسمة لهذه الانتصارات الكبرى واصفا الانتصار في معركة الموصل بانه انتصار عظيم وكبير جدا.

واوضح نصرالله بانه لا شك ان الانتصار الذي اعلن عنه العبادي بالأمس في مدينة الموصول ومن حوله القادة العسكريون هو انتصار عظيم وكبير جدا ولا شك بذلك وفي سياق تصاعدي لانتصار العراقيين على الارهاب ويعيدنا للايام الاولى للمواجهات القاسية التي حصلت بين القوات العراقية و "داعش" والاكتساح الواسع لـ"داعش" لعدد من المحافظات العرقية حتى أصبحت على مقربة من العاصمة بغداد.

وتابع قائلا : اولا ان المحنة كانت كبيرة جدا على العراقيين الذين وجدوا أنفسهم أمام فتنة، هناك حالة حيرة وذهول واحباط وارتباك ويأس وحجم الذي حصل أكبر من أن يتم استيعابه، وأتت فتوى المرجعية الدينية في النجف، السيد علي السيستاني بوجوب الدفاع والجهاد كفاية على كل قادر على حمل السلاح والقتال ووجوب مواجهة "داعش" بكل قوة، ومن يقتل في هذه المعركة فهو شهيد في سبيل الله. فتوى المرجعية لكل العراقيين هو المفصل الحاسم لهذه الانتصارات الكبرى، هذه الفتوى انهت الارتباك في الموقف.

 

واستطرد الامين العام لحزب الله قائلا، ان الامر الثاني هو أن الفتوى أيضا حددت العدو بشكل حاسم، وهو "داعش" الذي كان اسمه الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي اشتبه البعض أنها ثورة اسلامية، البعض اعتبرها جزءا من الربيع العربي وصفق لها ودعمها وساندها، الفتوى حددت العدو الذي يجب أن يقاتل وأن من يقتل شهيد في سبيل الله.

واضاف : ان الامر الثالث هو ان المرجعية الدينية حملت المسؤولية للجميع، الفتوى أو النداء التاريخي لم يتوجه فقط الى الشيعة بل الى كل الشعب العراقي بمختلف اطيافه، هذه الفتوى تعبر عن حقيقية الموقف الانساني والاخلاقي والوطني، لذلك كانت المسؤولية على الجميع.

ورابعا الفتوى رفعت سقف المواجهة وحسمت شكلها مع هذا التهديد بعيدا عن اي مفاوضات او رهانات أو بحث عن حلول وتمكنت من استنهاض الشعب العراقي واخرجته من حالة الاحباط واليأس وكانت الاستجابة الشعبي الكبيرة، وأعطت روحا معنوية هائلة لافراد القوات العراقية ودفعت بالالاف من لاعراقيين للالتحاف بجبهات القتال والتطوع مما أدى الى تأسيس حشد شعبي شكل قوة حقيقية للعراق.

واضاف  نصر الله القول :عندما نتحدث عن انتصار الموصل والانتصارات السابقة، يجب أن نبدأ من الفتوى الشرعية مثلما يفعل كل القادة العراقيين. كل الاقليات الدينية والسياسية والاحزاب تفاعلت مع الفتوى وحظيت بتأييد عموم رجال الدين في العراق وايران وعلماء الدين السنة والشيعة، التفاعل الشعبي كان عظيما ومباركا. وجاء الموقف الحاسم للجمهورية الاسلامية في ايران الى جانب الحكومة العراقية والفتوى، وحرس الثورة حضروا الى بغددا واستعدوا لتقديم المساعدة، هذا كله حصل ولكن الاهم هو التفاعل الشعبي والعائلات والعشائر من كل المناطق والانتماءات الذين دفعوا الشباب والازواج والاحبة، هنا القوة الحقيقية، هناك من لبى وحمل دمه على كفه هنا القوة الحقيقية والاساسية التي أوجدت التحول وجعلت هذا الموقف يأخذ حقه.

ولفت الى ان كان هناك تآمر من بعض القوى الاقليمية والعالمية التي أسست "داعش" ودعمته وسهلت له سيطرته في سوريا ودخول العراق واضاف : هذا كان الوضع الاقليمي والدولي. ماذا فعل العراقيون؟ صنعوا مستقبلهم بأيديهم ولم ينتظروا لا جامعة دول عربية ولا ملوك ورؤساء ولا انتظروا منظمة تعاون اسلامي ولا مجتمع دولي، راهنوا على ارادتهم وتوكلوا على الله، هذه عبرة اساسية فيما جرى في العراق، وتوحدوا حول هذا الخيار وطنيا. رئاسات الحكومة والاحزاب والتيارات والانتماءات العراقية والدينية، ونسجل لعدد من كبار علماء السنة في العراق موقفهم المميز، ببساطة لأن هناك من عمل منذ اللحظة الاولى لتقديم الصراع في العراق على أنه شيعي وسني. الذي عطل هذه الفتنة وقطع الطريق عليها هو الموقف الصادق لعلماء السنة في العراق الذين بينوا البعد الحقيقي لهذه المعركة مع القتلة والتكفيريين الذين سفكوا دماء الجميع.

وأشار الى دخول الجميع في الميدان، من القوات المسلحة العراقية التي ينتمي اليها كل العراقيين، وحتى الحشد الشعبي الذي هو حشد وطني وشعبي انتمى اليه الكثيرون منوها بالقول: هذا حضور ميداني جامع في الميدان.، ورابعا هو الثبات في الميدان والشجاعة والبطولات خصوصا في المراحل الاولى الوضع اللوجستي كان صعب ومتعثر، ورغم الوضع الجغرافي والاحوال الجوية كانت هناك تضحيات جسيمة وعشرات الاف الحاضرين في الميدان والاف الشهداء والجرحى، وصبرهم واخلاصهم وتحمل الشعب العراقي لتبعات هذه المعركة التي كانت في كل مدينة وقرية عراقية، هذا الاحتضان الشعبي للجهاد والقتال والصبر على مدى 3 سنوات من القتال كان عاملا مهما. والعامل الاخير هو عدم الاصغاء الى الخارج. ويجب أن تستفيد منها كل شعوب المنطقة التي تواجه خطرا، هذا الخارج دوره احباط الهمم والعزائم. الاميركيون قالوا نريد أن نساعد وأن القضاء على "داعش" يحتاج الى 30 سنة والاقل 10 سنوات، وذلك يعني أن هناك فكرة للاستفادة من "داعش" لتحقيق مشاريع واهداف معينة لمصلحة الهيمنة الاميركية ومصلحة "اسرائيل".

  • فريق ماسة
  • 2017-07-10
  • 3543
  • من الأرشيف

السيد حسن نصرالله .... يكشف عن المفصل الحاسم لانتصار العراق

 اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته بمناسبة تحرير الموصل وآخر المستجدات، ان فتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف على وجوب مواجهة تنظيم "داعش" الارهابي شكلت البداية الحاسمة لهذه الانتصارات الكبرى واصفا الانتصار في معركة الموصل بانه انتصار عظيم وكبير جدا. واوضح نصرالله بانه لا شك ان الانتصار الذي اعلن عنه العبادي بالأمس في مدينة الموصول ومن حوله القادة العسكريون هو انتصار عظيم وكبير جدا ولا شك بذلك وفي سياق تصاعدي لانتصار العراقيين على الارهاب ويعيدنا للايام الاولى للمواجهات القاسية التي حصلت بين القوات العراقية و "داعش" والاكتساح الواسع لـ"داعش" لعدد من المحافظات العرقية حتى أصبحت على مقربة من العاصمة بغداد. وتابع قائلا : اولا ان المحنة كانت كبيرة جدا على العراقيين الذين وجدوا أنفسهم أمام فتنة، هناك حالة حيرة وذهول واحباط وارتباك ويأس وحجم الذي حصل أكبر من أن يتم استيعابه، وأتت فتوى المرجعية الدينية في النجف، السيد علي السيستاني بوجوب الدفاع والجهاد كفاية على كل قادر على حمل السلاح والقتال ووجوب مواجهة "داعش" بكل قوة، ومن يقتل في هذه المعركة فهو شهيد في سبيل الله. فتوى المرجعية لكل العراقيين هو المفصل الحاسم لهذه الانتصارات الكبرى، هذه الفتوى انهت الارتباك في الموقف.   واستطرد الامين العام لحزب الله قائلا، ان الامر الثاني هو أن الفتوى أيضا حددت العدو بشكل حاسم، وهو "داعش" الذي كان اسمه الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي اشتبه البعض أنها ثورة اسلامية، البعض اعتبرها جزءا من الربيع العربي وصفق لها ودعمها وساندها، الفتوى حددت العدو الذي يجب أن يقاتل وأن من يقتل شهيد في سبيل الله. واضاف : ان الامر الثالث هو ان المرجعية الدينية حملت المسؤولية للجميع، الفتوى أو النداء التاريخي لم يتوجه فقط الى الشيعة بل الى كل الشعب العراقي بمختلف اطيافه، هذه الفتوى تعبر عن حقيقية الموقف الانساني والاخلاقي والوطني، لذلك كانت المسؤولية على الجميع. ورابعا الفتوى رفعت سقف المواجهة وحسمت شكلها مع هذا التهديد بعيدا عن اي مفاوضات او رهانات أو بحث عن حلول وتمكنت من استنهاض الشعب العراقي واخرجته من حالة الاحباط واليأس وكانت الاستجابة الشعبي الكبيرة، وأعطت روحا معنوية هائلة لافراد القوات العراقية ودفعت بالالاف من لاعراقيين للالتحاف بجبهات القتال والتطوع مما أدى الى تأسيس حشد شعبي شكل قوة حقيقية للعراق. واضاف  نصر الله القول :عندما نتحدث عن انتصار الموصل والانتصارات السابقة، يجب أن نبدأ من الفتوى الشرعية مثلما يفعل كل القادة العراقيين. كل الاقليات الدينية والسياسية والاحزاب تفاعلت مع الفتوى وحظيت بتأييد عموم رجال الدين في العراق وايران وعلماء الدين السنة والشيعة، التفاعل الشعبي كان عظيما ومباركا. وجاء الموقف الحاسم للجمهورية الاسلامية في ايران الى جانب الحكومة العراقية والفتوى، وحرس الثورة حضروا الى بغددا واستعدوا لتقديم المساعدة، هذا كله حصل ولكن الاهم هو التفاعل الشعبي والعائلات والعشائر من كل المناطق والانتماءات الذين دفعوا الشباب والازواج والاحبة، هنا القوة الحقيقية، هناك من لبى وحمل دمه على كفه هنا القوة الحقيقية والاساسية التي أوجدت التحول وجعلت هذا الموقف يأخذ حقه. ولفت الى ان كان هناك تآمر من بعض القوى الاقليمية والعالمية التي أسست "داعش" ودعمته وسهلت له سيطرته في سوريا ودخول العراق واضاف : هذا كان الوضع الاقليمي والدولي. ماذا فعل العراقيون؟ صنعوا مستقبلهم بأيديهم ولم ينتظروا لا جامعة دول عربية ولا ملوك ورؤساء ولا انتظروا منظمة تعاون اسلامي ولا مجتمع دولي، راهنوا على ارادتهم وتوكلوا على الله، هذه عبرة اساسية فيما جرى في العراق، وتوحدوا حول هذا الخيار وطنيا. رئاسات الحكومة والاحزاب والتيارات والانتماءات العراقية والدينية، ونسجل لعدد من كبار علماء السنة في العراق موقفهم المميز، ببساطة لأن هناك من عمل منذ اللحظة الاولى لتقديم الصراع في العراق على أنه شيعي وسني. الذي عطل هذه الفتنة وقطع الطريق عليها هو الموقف الصادق لعلماء السنة في العراق الذين بينوا البعد الحقيقي لهذه المعركة مع القتلة والتكفيريين الذين سفكوا دماء الجميع. وأشار الى دخول الجميع في الميدان، من القوات المسلحة العراقية التي ينتمي اليها كل العراقيين، وحتى الحشد الشعبي الذي هو حشد وطني وشعبي انتمى اليه الكثيرون منوها بالقول: هذا حضور ميداني جامع في الميدان.، ورابعا هو الثبات في الميدان والشجاعة والبطولات خصوصا في المراحل الاولى الوضع اللوجستي كان صعب ومتعثر، ورغم الوضع الجغرافي والاحوال الجوية كانت هناك تضحيات جسيمة وعشرات الاف الحاضرين في الميدان والاف الشهداء والجرحى، وصبرهم واخلاصهم وتحمل الشعب العراقي لتبعات هذه المعركة التي كانت في كل مدينة وقرية عراقية، هذا الاحتضان الشعبي للجهاد والقتال والصبر على مدى 3 سنوات من القتال كان عاملا مهما. والعامل الاخير هو عدم الاصغاء الى الخارج. ويجب أن تستفيد منها كل شعوب المنطقة التي تواجه خطرا، هذا الخارج دوره احباط الهمم والعزائم. الاميركيون قالوا نريد أن نساعد وأن القضاء على "داعش" يحتاج الى 30 سنة والاقل 10 سنوات، وذلك يعني أن هناك فكرة للاستفادة من "داعش" لتحقيق مشاريع واهداف معينة لمصلحة الهيمنة الاميركية ومصلحة "اسرائيل".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة