دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو شبح العدو التركي مرعبا لمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي ..
حشد قوات تركية على اطراف عفرين يشكل خطوة خطيرة تتجاوز التهديدات لتصل الى حدود التلويح الجاد بالعصى التركية الرافضة بالمطلق وجود وحدات حماية الشعب الكردية على حدودها ..
حاولت تركيا ان تقضي على التنسيق بين الدولة السورية و الاكراد "سواء في عفرين او منبج او الحسكة " فعملت على خفض منسوب مياه نهر الفرات من 500م مكعب بالثانية الى 160م مكعب اي ان القدرة الانتاجية لسد تشرين من الكهرباء وصلت حدودها الدنيا .. هذا الواقع دفع قوات سورية الديمقراطية " وحدات حماية الشعب مكون رئيسي في قسد" لقطع الكهرباء عن مضخات مياه الخفسة فقطعت المياه عن اكثر من مليوني مواطن في حلب " لن ادخل حاليا في تقصير مديرية مياه حلب في هذا الشأن" ، بالتزامن مع موجة حر قاسية، هذا الامر خلق مزاجا شعبيا غضبا في الشارع الحلبي يطالب بالمياه و يرفض جميع التبريرات التي بات يراها واهية .. هذا الامر شكل عامل ضغط على المسؤولين و الدولة التي طالبت قسد باعادة الكهرباء الى الخفسة .. هنا وقفت وحدات حماية الشعب امام خيارين "في ظل انخفاض منسوب مياه الفرات بفعل تركي ادى لانخفاض انتاج الكهرباء"هما:
اولا: تزويد الخفسة بالكهرباء وهذا يعني قطعها عن منبج و عين العرب و مناطق سيطرة قسد.
ثانيا: قطع الكهرباء عن الخفسة وهنا ستدخل العلاقة مع الدولة السورية دائرة التوتر و تكون تركيا قد حققت هدفها و مهدت لضرب معاقل الاكراد بفعل توتر العلاقة اي ان الدولة السورية لن تتدخل لمنع دخول تركيا الى مناطق تواجد وحدات الحماية سواء في عفرين او منبج ..
فعلا توترت العلاقة لايام و لكن سرعان ما عادت المياه الى مجاريها ...فضلت قسد الخيار الاول و زودت الخفسة بالكهرباء بل و ذهبت الى ماهو ابعد من ذلك باعطاء الخفسة ساعات اضافية من الكهرباء .. الامر تزامن بدخول مدرعات روسية الى عفرين قبل اسبوع من اليوم و معها قوات للجيش السوري انتشرت في نقاط التماس من تل رفعت مرورا بعين دقنة و دير الجمال و منغ و و .
لكن يبقى السؤال الى متى ستبقى العصى التركية تشكل تهديدا لعفرين ؟
لماذا عفرين و لم تهدد تركيا عين العرب؟
من هي الفصائل الكردية في عفرين و التي تراها تركيا تهديدا لها و لا ترى بمن هم في عين العرب تهديدا؟
طبعا واضح تماما ان وحدات حماية الشعب في عفرين هم الاكثر تنسيقا و قربا للدولة السورية من قسد في عين العرب .. و لعل هذا الامر يبدو واضحا اكثر من خلال التواجد الروسي الى جانب الوحدات في عفرين في حين تتواجد امريكا على المقلب الاخر .
اما عن دخول تركيا من عدمه الى عفرين فمن المسلم ان هذا الامر تحدده طبيعة علاقة وحدات الحماية مع الدولة السورية و حلفائها. لن تتجرأ انقرة على ارتكاب حماقة دخول عفرين من دون اغماض الدولة السورية عينها عن هذا التحرك .. قبل اشهر عندما حاول المسلحون المدعومين تركيا الدخول الى مناطق الاكراد في تل رفعت تدخلت مدفعية اللجان الشعبية في ريف حلب الشمالي لمساندة الاكراد و ايقاف الهجوم راسمة خط احمر ممنوع كسره الا اذا انهارت العلاقة بين الدولة السورية و وحدات حماية الشعب في عفرين.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة