قبل اسبوعين من الان حشد الجيش السوري وحلفاؤه لمعركة حاسمة في محافظة درعا جنوب البلاد هدفها الاساس اعادة امساك الحدود الجنوبية مع الاردن، ومع انطلاق العملية عاد الجيش السوري وأعلن وقف جميع العمليات لمدة 48 ساعة مع ترجيح تمديد الهدنة إفساحا بالمجال لإطلاق مفاوضات تسوية أو ما بات يعرف بالمصالحات على غرار مناطق أخرى، إلا أن مصالحة درعا تبدو مختلفة عن سابقتها، وتحظى بخصوصية تدلل عليها مجموعة مؤشرات ظهرت بعض ملامحها مع الساعات الأولى لاعلان الجيش السوري وقف النار.

إذ عملت “راي اليوم” ان وفدا لم يعلن عن هوية أعضائه خرج من درعا عقد جولة مفاوضات مع الجيش السوري وعاد في ذات اليوم، الوفد حسب معلومات “راي اليوم” ليس ممثلا للجماعات والفصائل المسلحة إنما يقوم بدور الوسيط، ورجحت مصادر لنا أن الوفد قد يكون قد تشكل بإشراف الأردن لابرام تسوية يجنب المدينة القتال، إلا أن المفاوضات ما تزال في بدايتها. وكان لافتا ترحيب الأردن بوقف النار في درعا على حدودها.

اذ قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن «الأردن يدعم جميع الجهود والمبادرات التي تبذل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على كل الأراضي السورية». وشدد المومني على «أهمية اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه السبت في الجنوب السوري لمدة 48 ساعة». ليس هذا الترحيب الوحيد الافت هو انضمام الولايات المتحدة الذي قالت المتحدثة باسم وزراة خارجيتها على الفصائل المسلحة أن توقف الهجمات وسنحكم على هذه المبادرة بالنتائج وليس الكلمات، وانضمام مصر الى تأييد هذا التفاوض والتهدئة على رغم أن هذا لم يحدث في اي من الصالحات والتسويات عبر السنوات الماضية، بل نددت بها واشنطن في حينها.

كل هذا يصب في إطار ما أكدته بعض المصادر المطلعة من أن الوفد المفاوض والذي ينسق كل شيء مع الأردن نقل عدد من المطالب لابرام التسوية كان من بينها أن لا يتواجد أيا من مقاتلي حزب الله أو القوات الحليفة للجيش السوري في درعا بعد إبرام أي تسوية، وهو مطلب يعكس رغبة أمريكية إسرائيلية لتجنب اقتراب حزب الله أو قوات مدعومة من إيران من حدود فلسطين المحتلة، المنسق لهذا التواصل والذي كفل التواصل مع الحكومة السورية حسب مصادر “راي اليوم” هي جمهورية مصر.

قد تكون هذه أول محاولة لدعاة التريث للتصعيد الأمريكي في الجنوب السوري، داخل الإدارة الأمريكية، إذ تضغط شخصيات داخل الإدارة لتصعيد التحرك العسكري الأمريكي جنوب سوريا حسب تقارير أمريكية، إلا أن عدد من  الدبلوماسيين والعسكريين في الإدارة يقاومون هذه الضغوط لانها حسب التقارير الأمريكية مواجهه خطيرة قد تعرض القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا والعراق إلى خطر استهدافها.

لذلك فإن نجاح ترتيبات درعا سوف تفتح على مسارات جديدة في الحرب السورية.

  • فريق ماسة
  • 2017-06-18
  • 10789
  • من الأرشيف

مفاوضات درعا استثنائية.. الأردن يقودها ومن خلفه واشنطن.. ومصر لعبت دور المنسق.. وأبرز المطالب إبعاد حزب الله عن الحدود

قبل اسبوعين من الان حشد الجيش السوري وحلفاؤه لمعركة حاسمة في محافظة درعا جنوب البلاد هدفها الاساس اعادة امساك الحدود الجنوبية مع الاردن، ومع انطلاق العملية عاد الجيش السوري وأعلن وقف جميع العمليات لمدة 48 ساعة مع ترجيح تمديد الهدنة إفساحا بالمجال لإطلاق مفاوضات تسوية أو ما بات يعرف بالمصالحات على غرار مناطق أخرى، إلا أن مصالحة درعا تبدو مختلفة عن سابقتها، وتحظى بخصوصية تدلل عليها مجموعة مؤشرات ظهرت بعض ملامحها مع الساعات الأولى لاعلان الجيش السوري وقف النار. إذ عملت “راي اليوم” ان وفدا لم يعلن عن هوية أعضائه خرج من درعا عقد جولة مفاوضات مع الجيش السوري وعاد في ذات اليوم، الوفد حسب معلومات “راي اليوم” ليس ممثلا للجماعات والفصائل المسلحة إنما يقوم بدور الوسيط، ورجحت مصادر لنا أن الوفد قد يكون قد تشكل بإشراف الأردن لابرام تسوية يجنب المدينة القتال، إلا أن المفاوضات ما تزال في بدايتها. وكان لافتا ترحيب الأردن بوقف النار في درعا على حدودها. اذ قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني إن «الأردن يدعم جميع الجهود والمبادرات التي تبذل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار على كل الأراضي السورية». وشدد المومني على «أهمية اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه السبت في الجنوب السوري لمدة 48 ساعة». ليس هذا الترحيب الوحيد الافت هو انضمام الولايات المتحدة الذي قالت المتحدثة باسم وزراة خارجيتها على الفصائل المسلحة أن توقف الهجمات وسنحكم على هذه المبادرة بالنتائج وليس الكلمات، وانضمام مصر الى تأييد هذا التفاوض والتهدئة على رغم أن هذا لم يحدث في اي من الصالحات والتسويات عبر السنوات الماضية، بل نددت بها واشنطن في حينها. كل هذا يصب في إطار ما أكدته بعض المصادر المطلعة من أن الوفد المفاوض والذي ينسق كل شيء مع الأردن نقل عدد من المطالب لابرام التسوية كان من بينها أن لا يتواجد أيا من مقاتلي حزب الله أو القوات الحليفة للجيش السوري في درعا بعد إبرام أي تسوية، وهو مطلب يعكس رغبة أمريكية إسرائيلية لتجنب اقتراب حزب الله أو قوات مدعومة من إيران من حدود فلسطين المحتلة، المنسق لهذا التواصل والذي كفل التواصل مع الحكومة السورية حسب مصادر “راي اليوم” هي جمهورية مصر. قد تكون هذه أول محاولة لدعاة التريث للتصعيد الأمريكي في الجنوب السوري، داخل الإدارة الأمريكية، إذ تضغط شخصيات داخل الإدارة لتصعيد التحرك العسكري الأمريكي جنوب سوريا حسب تقارير أمريكية، إلا أن عدد من  الدبلوماسيين والعسكريين في الإدارة يقاومون هذه الضغوط لانها حسب التقارير الأمريكية مواجهه خطيرة قد تعرض القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا والعراق إلى خطر استهدافها. لذلك فإن نجاح ترتيبات درعا سوف تفتح على مسارات جديدة في الحرب السورية.

المصدر : راي اليوم/ كمال خلف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة