دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة على مساحة مدينة الباب السورية، بين مجموعات مسلحة من المفترض أنها في حلف واحد وتحت قيادة واحدة في غازي عنتاب التركية،
غير ان حسابات المصالح على الارض ليست هي نفسها في المحفل السياسي، خصوصا مع تراجع زخم القبضة التركية المشغولة هذه الفترة بتقدم الاكراد في جبهة الرقة، وفي الايام الاخيرة اتت الخلافات الخليجية والحملة القاسية التي تشنها السعودية ضد قطر الحليف الخليجي الوفي لتركيا، لتجعل انقرة في مشاغل تلهيها عن متابعة خلافات الفصائل السورية المسلحة على الأرض وهذه الخلافات لا تكاد تنتهي.
تعتبر مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة الاتراك وحلفائهم من فصائل درع الفرات الذي اسسته تركيا بعد التقارب مع روسيا قبل عدة اشهر، وبعدما فرض عليها سحب يدها من مدينة حلب. وقد اسست تركيا منظمة درع الفرات من الفصائل السورية المعارضة باستثناء "جبهة فتح الشام ـ النصرة"، وقد استغلت تركيا هذا الغطاء السوري المعارض للسيطرة على مدينة الباب التي تقع شمال شرقي مدينة حلب وانجزت باحتلال المدينة فصل مناطق الاكراد في اقصى الشمال السوري عند مدينة عفرين عند الضفة الشرقية لنهر الفرات عند مدينة عين عرب.
ما الذي حصل يوم الجمعة 9 شهر حزيران الماضي؟
في معلومات خاصة بـ"موقع العهد الاخباري" تروي مصادر سورية معارضة، عن "بيعة مفاجئة أعلنها فصيل مسلح متواجد في الباب لتنظيم داعش تسببت في الاقتتال الدائر منذ عدة ايام"، وقالت المصادر السورية المعارضة ان "جماعة من الفوج الاول بقيادة ياسر الكرز الملقب حجي الباب بدأت بالهتاف والتحية لخليفة داعش ابي بكر البغدادي ونادت بتكفير الجيش الحر، ثم بدأ أفرادها بإطلاق النار في سوق المدينة بالقرب من فرن الشهابي، ما تسبب في إصابة القيادي في فيلق الشام زكور العبيدي، وتبع ذلك اندلاع اشتباكات وحدوث فوضى عارمة في المدينة".
المصادر السورية المعارضة تضيف" "في الوقت نفسه وعلى طريق الازرق بالقرب من الباب خرج علي نعوس الملقب ابو نعوس مع جماعة تابعة له وبدأوا بالهتاف باسم امير هيئة فتح الشام أبو محمد الجولاني، فتوسعت الاشتباكات داخل مدينة الباب اثر ذلك وما تزال مستمرة دون توقف، ودون اي تدخل من الجيش التركي الذي يتواجد على مشارف المدينة، التي يبدو انها ستكون مختبرًا تركيًّا لخلق المشاكل خصوصا مع الخلافات الامريكية التركية حول الرقة، وحول الدعم الامريكي العسكري لأكراد سوريا".
وتقول المصادر أن "تركيا تريد إعادة خلط الاوراق في الشمال السوري انطلاقا من مدينة الباب"، وتضيف: "الاتراك يشعرون انهم الخاسر الكبير في الحرب السورية، بعدما كانوا يمنون انفسهم بالسيطرة على سوريا، وبالدخول عبرها الى كل العالم العربي والشرق الاوسط، وإذا بهم يجدون انفسهم أمام تمدد كردي على حدودهم مع سوريا والعراق، مع دعم اميركي عسكري غير مسبوق لاكراد سوريا، وهم بعد خروجهم من معادلة معركة الموصل، يخرجون من معادلة معركة الرقة، مع بدء الولايات المتحدة حملة على جماعة الاخوان المسلمين في العالم والتي تعتبر الغطاء الاسلامي والعربي لتركيا في العالمين العربي والاسلامي"
المصدر :
نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة