شهدت الساحة في سوريا والعراق، في الايام الاخيرة، تطورات عدة ميدانية وعسكرية واستراتيجية، تمثلت بإعادة تمركز للجيش السوري وقوات الحشد الشعبي العراقي في مواقع جديدة.

هذه التحولات تنذر بحصول تغيرات جذرية ستنعكس على المواقف السياسية والاصطفافات والتموضعات، وستنتج واقعا جديدا، بحسب الخبير العسكري عمر معربوني. “المفاجأة ستشكل مرحلة انتقالية على المستوى السياسي لكنها ستكون طويلة نظرا للتعقيدات التي تحيط بالميدان بالرغم من التقدم الكبير الذي تحرزه قوات الحشد الشعبي في العراق والجيش السوري وحلفاؤه في سوريا”.

في سوريا، يتجه الوضع الميداني نحو رسم خط لجبهة تبدأ من شمال غرب الطبقة بشكل مباشر وتصل الى منطقة الجنوب، يضيف معربوني، “هذا الخط سيستكمل بانتهاء العمليات في جنوب تدمر وشرق القلمون التي اسفرت عن تحرير مناطق واسعة وطوّقت الجماعات المسلحة التابعة الى جيش الاسلام وغيره”.

اما التحول الاخر فسيطرأ على طريق دمشق تدمر القديم اذ اصبح مفتوحا وهو اقصر من حيث المسافة لجهة الامداد من الطريق الذي كان يربط دمشق بتدمر عبر حمص، بحسب معربوني الذي يشير الى انه “على هذا الاساس تقوم قوات الجيش السوري بفتح معركة مزدوجة في ريف حماة الجنوبي الشرقي حيث تتقدم باتجاه الجنوب الشرقي والغربي، وهذه العمليات تستهدف احد قواعد الارتكاز الكبيرة لداعش ما سينتج عنه انسحاب كبير لعناصر التنظيم باتجاه الشرق”.

أما الهدف الاساسي من حشد الجيش السوري قوات كبيرة بمشاركة الفرقة الرابعة في منطقة الجنوب، فهو “اعادة رسم الخرائط في منطقة درعا واريافها لمنع تشكل اقليم حوران جديد تتكلم عنه الاوساط الاميركية منذ فترة”، يضيف.

الثقل والتركيز على الجبهة الجنوبية يعود، بحسب معربوني، الى تعرض وحدات الجيش السوري المتمركزة في درعا جنوبا لهجمات يومية بعد سيطرة “جبهة النصرة” على اجزاء من حي المنشية في المدينة، و”بالتالي بعد اجراء التسويات الكبيرة في الغوطة الغربية لدمشق ومحيطها استطاع الجيش السوري ان يحرر جزءًا كبيرا من قواته من هذه الهجمات”.

"سنشهد في غضون اسبوعين معارك كبيرة، ويرجّح معربوني، بناء على ميزان القوى الجديد ان تكون نتيجتها "لمصلحة الجيش السوري إذ يملك وحدات وعتاد احتياطية قادرة على تنفيذ معارك شاملة ونوعية، وهو ما حصل في منطقة البادية الممتدة من جنوب تدمر الى القلمون الشرقي".

  • فريق ماسة
  • 2017-06-03
  • 15301
  • من الأرشيف

سورية على ابواب تحولات جذرية ومعارك كبيرة؟!

شهدت الساحة في سوريا والعراق، في الايام الاخيرة، تطورات عدة ميدانية وعسكرية واستراتيجية، تمثلت بإعادة تمركز للجيش السوري وقوات الحشد الشعبي العراقي في مواقع جديدة. هذه التحولات تنذر بحصول تغيرات جذرية ستنعكس على المواقف السياسية والاصطفافات والتموضعات، وستنتج واقعا جديدا، بحسب الخبير العسكري عمر معربوني. “المفاجأة ستشكل مرحلة انتقالية على المستوى السياسي لكنها ستكون طويلة نظرا للتعقيدات التي تحيط بالميدان بالرغم من التقدم الكبير الذي تحرزه قوات الحشد الشعبي في العراق والجيش السوري وحلفاؤه في سوريا”. في سوريا، يتجه الوضع الميداني نحو رسم خط لجبهة تبدأ من شمال غرب الطبقة بشكل مباشر وتصل الى منطقة الجنوب، يضيف معربوني، “هذا الخط سيستكمل بانتهاء العمليات في جنوب تدمر وشرق القلمون التي اسفرت عن تحرير مناطق واسعة وطوّقت الجماعات المسلحة التابعة الى جيش الاسلام وغيره”. اما التحول الاخر فسيطرأ على طريق دمشق تدمر القديم اذ اصبح مفتوحا وهو اقصر من حيث المسافة لجهة الامداد من الطريق الذي كان يربط دمشق بتدمر عبر حمص، بحسب معربوني الذي يشير الى انه “على هذا الاساس تقوم قوات الجيش السوري بفتح معركة مزدوجة في ريف حماة الجنوبي الشرقي حيث تتقدم باتجاه الجنوب الشرقي والغربي، وهذه العمليات تستهدف احد قواعد الارتكاز الكبيرة لداعش ما سينتج عنه انسحاب كبير لعناصر التنظيم باتجاه الشرق”. أما الهدف الاساسي من حشد الجيش السوري قوات كبيرة بمشاركة الفرقة الرابعة في منطقة الجنوب، فهو “اعادة رسم الخرائط في منطقة درعا واريافها لمنع تشكل اقليم حوران جديد تتكلم عنه الاوساط الاميركية منذ فترة”، يضيف. الثقل والتركيز على الجبهة الجنوبية يعود، بحسب معربوني، الى تعرض وحدات الجيش السوري المتمركزة في درعا جنوبا لهجمات يومية بعد سيطرة “جبهة النصرة” على اجزاء من حي المنشية في المدينة، و”بالتالي بعد اجراء التسويات الكبيرة في الغوطة الغربية لدمشق ومحيطها استطاع الجيش السوري ان يحرر جزءًا كبيرا من قواته من هذه الهجمات”. "سنشهد في غضون اسبوعين معارك كبيرة، ويرجّح معربوني، بناء على ميزان القوى الجديد ان تكون نتيجتها "لمصلحة الجيش السوري إذ يملك وحدات وعتاد احتياطية قادرة على تنفيذ معارك شاملة ونوعية، وهو ما حصل في منطقة البادية الممتدة من جنوب تدمر الى القلمون الشرقي".

المصدر : عمر معربوني


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة