رأى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أنّ "مناطق خفض التوتّر تعتبر اختراقاً إيجابياً"، مؤكداً أنّه "تمّ بالتنسيق بين سوريا والإدارة الروسية وطهران والمقاومة".

واعتبر علي خلال إلقائه محاضرة بعنوان: "الأزمة السورية ومناطق تخفيض التوتر - الدوافع والتحديات"، في مركز "باحث" للدراسات الفلسطينية وبدعوة منه، أنّ "مناطق خفض التوتر تسمح لسوريا أن تنزع أنياب الجماعات المسلحة، والبلدان الداعمة لها"، مشيراً إلى أنّ "تركيا هي إحدى هذه الدول الضامنة للإتفاق حول مناطق خفض التوتر كانت وما تزال تستثمر في الإرهاب تمويلاً وتسليحاً، وأنّها تناور، ومن هنا كانت موافقتها على هذه المناطق، بعد أن كانت تسعى لإقامة مناطق حظر طيران لكنّها لم تصل الى نتائج، إذ لم يكن في حينها توافق أميركي - تركي"، ملمحاً إلى "عدم وجود إطمئنان حول الدور التركي".

ولفت إلى أنّ "تركيا بالنسبة لنا هي خارج دائرة الثقة والاطمئنان والاطمئنان الوحيد لنا هو أن تكون تركيا في حال ضعف وفقدان الإمكانية والقدرة على التمرد والصدام مع أحد"، لافتاً إلى أنّ "روسيا استفادت من حاجة تركيا إليها فعملت على ضمها إلى إتفاق مناطق خفض التوتر".

وأكّد أنّ "مناطق خفض التوتر متفق عليها مع الدولة السورية، ولنا مصلحة في هذه المناطق لأنّ المحاصرين فيها هم الجماعات التي لا تريد وقف الحرب".

أضاف: "لا يقينية واضحة حول هذه الاتفاقات، ولكنها شيء من التجريبية والاختبار، وإن كانت إمكانات النجاح أكبر، مع أنّه لا يرضي ما نطمح إليه، لكنّه ضمان لإغلاق النوافذ على هذه الجماعات الإرهابية".

وأشار إلى "التصادم الحاصل بينها كما في الغوطة الشرقية للعاصمة وهذا أمر إيجابي ويفتح الباب أمام المصالحات كما يحصل في اكثر من منطقة وهو مرشح للزيادة، خاصة وأنه يسقط الرهانات عند هذه المجموعات"، لافتاً إلى أنّ "مناطق خفض التوتر مرشحة للنجاح، وإن كان علينا التحسب لأن هذه المجاميع المسلحة يقف خلفها مكابرون".

واستبعد علي "قيام اسرائيل بشنّ عدوان"، مؤكّدا أنّ "صمود سوريا الدولة والجيش وكل مؤسّساتها ودعم الحلفاء لها وما حدث من مصالحات في أكثر من منطقة في سوريا، فإنّ كل ذلك يسمح بأن نتفاءل بأن المستقبل يحمل نجاحات من بينها حصار هذه المجموعات المسلحة، وحصار الدول الداعمة لها".

وتابع: "ما نملكه من أوراق، ومن قوى على الأرض يسمح لنا بالتفاؤل أكثر وسوريا ستخرج من نزيفها".

وعن العنصرية التي تمارس على السوريين من النازحين أو المقيمين والتنسيق بهذا الشأن مع الحكومة اللبنانية لمنع تحميل سوريا كل هذه التبعات، قال: "إنّ الدولة اللبنانية دولة شقيقة وننسق معها بالحد الأدنى، وأن الجواب على هذا السؤال موجود عند الحكومة اللبنانية، لأن عدونا واحد وهو اسرائيل والإرهاب. أما المقاومة فهي شريك في التصدي لهذا الإرهاب، كما أنّها تدافع عن لبنان وعن الأصوات التي هي ضد المقاومة".

وكرر تأكيده وجود تنسيق مع الدولة اللبنانية وأنّه "حتى في حال وجود أخطاء من السوريين فإنّنا ندعو إلى التنسيق أكثر بين مؤسسات البلدين، لأنّ في ذلك مصلحة البلدين والشعبين والعائلات الواحدة المنتشرة على الحدود المشتركة".

  • فريق ماسة
  • 2017-05-22
  • 9076
  • من الأرشيف

السفير السوري بلبنان: مناطق خفض التوتر اختراقاً إيجابياً

 رأى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أنّ "مناطق خفض التوتّر تعتبر اختراقاً إيجابياً"، مؤكداً أنّه "تمّ بالتنسيق بين سوريا والإدارة الروسية وطهران والمقاومة". واعتبر علي خلال إلقائه محاضرة بعنوان: "الأزمة السورية ومناطق تخفيض التوتر - الدوافع والتحديات"، في مركز "باحث" للدراسات الفلسطينية وبدعوة منه، أنّ "مناطق خفض التوتر تسمح لسوريا أن تنزع أنياب الجماعات المسلحة، والبلدان الداعمة لها"، مشيراً إلى أنّ "تركيا هي إحدى هذه الدول الضامنة للإتفاق حول مناطق خفض التوتر كانت وما تزال تستثمر في الإرهاب تمويلاً وتسليحاً، وأنّها تناور، ومن هنا كانت موافقتها على هذه المناطق، بعد أن كانت تسعى لإقامة مناطق حظر طيران لكنّها لم تصل الى نتائج، إذ لم يكن في حينها توافق أميركي - تركي"، ملمحاً إلى "عدم وجود إطمئنان حول الدور التركي". ولفت إلى أنّ "تركيا بالنسبة لنا هي خارج دائرة الثقة والاطمئنان والاطمئنان الوحيد لنا هو أن تكون تركيا في حال ضعف وفقدان الإمكانية والقدرة على التمرد والصدام مع أحد"، لافتاً إلى أنّ "روسيا استفادت من حاجة تركيا إليها فعملت على ضمها إلى إتفاق مناطق خفض التوتر". وأكّد أنّ "مناطق خفض التوتر متفق عليها مع الدولة السورية، ولنا مصلحة في هذه المناطق لأنّ المحاصرين فيها هم الجماعات التي لا تريد وقف الحرب". أضاف: "لا يقينية واضحة حول هذه الاتفاقات، ولكنها شيء من التجريبية والاختبار، وإن كانت إمكانات النجاح أكبر، مع أنّه لا يرضي ما نطمح إليه، لكنّه ضمان لإغلاق النوافذ على هذه الجماعات الإرهابية". وأشار إلى "التصادم الحاصل بينها كما في الغوطة الشرقية للعاصمة وهذا أمر إيجابي ويفتح الباب أمام المصالحات كما يحصل في اكثر من منطقة وهو مرشح للزيادة، خاصة وأنه يسقط الرهانات عند هذه المجموعات"، لافتاً إلى أنّ "مناطق خفض التوتر مرشحة للنجاح، وإن كان علينا التحسب لأن هذه المجاميع المسلحة يقف خلفها مكابرون". واستبعد علي "قيام اسرائيل بشنّ عدوان"، مؤكّدا أنّ "صمود سوريا الدولة والجيش وكل مؤسّساتها ودعم الحلفاء لها وما حدث من مصالحات في أكثر من منطقة في سوريا، فإنّ كل ذلك يسمح بأن نتفاءل بأن المستقبل يحمل نجاحات من بينها حصار هذه المجموعات المسلحة، وحصار الدول الداعمة لها". وتابع: "ما نملكه من أوراق، ومن قوى على الأرض يسمح لنا بالتفاؤل أكثر وسوريا ستخرج من نزيفها". وعن العنصرية التي تمارس على السوريين من النازحين أو المقيمين والتنسيق بهذا الشأن مع الحكومة اللبنانية لمنع تحميل سوريا كل هذه التبعات، قال: "إنّ الدولة اللبنانية دولة شقيقة وننسق معها بالحد الأدنى، وأن الجواب على هذا السؤال موجود عند الحكومة اللبنانية، لأن عدونا واحد وهو اسرائيل والإرهاب. أما المقاومة فهي شريك في التصدي لهذا الإرهاب، كما أنّها تدافع عن لبنان وعن الأصوات التي هي ضد المقاومة". وكرر تأكيده وجود تنسيق مع الدولة اللبنانية وأنّه "حتى في حال وجود أخطاء من السوريين فإنّنا ندعو إلى التنسيق أكثر بين مؤسسات البلدين، لأنّ في ذلك مصلحة البلدين والشعبين والعائلات الواحدة المنتشرة على الحدود المشتركة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة