واصل الجيش العربي السوري تقدمه في بادية الحماد جنوب شرقي البلاد بالقرب من الحدود مع الأردن ووصل، بحسب تقارير إعلامية، إلى مسافة 27 كلم من معبر التنف الحدودي مع العراق، كما سيطر على سرية البحوث العلمية جنوب غرب حاجز ظاظا، شرق مطار السين، إثر اشتباكات خفيفة أظهرت افتقار الميليشيات إلى العنصر البشري اللازم لتغطية المنطقة التي سيطرت عليها من تنظيم داعش الإرهابي في الشهرين المنصرمين.

في المقابل أعلنت ميليشيا «الجيش الحر» عن معركة «بركان البادية» ضد الجيش العربي السوري وحلفائه.

ويوجه تقدم الجيش على محور سد الزلف، رسالة سياسية إلى عمان بعدم التسامح مع موضوع الحدود، وأن السيطرة عليها هو أمر سيادي، كما يوجه رسالة عسكرية مفادها أن من شأن هذا المحور أن يفتح حركة الجيش على احتمالات عديدة منها متابعة التقدم على الشريط الحدودي مع الأردن، أو الاتجاه شمالاً للالتقاء مع القوات التي وصلت إلى سرية البحوث العلمية، وهذا سيعني فيما يعنيه محاصرة الميليشيات المسلحة في منطقة بئر القصب ومحيطها، وبالتالي إجبارها على الانسحاب أو إخضاعها لمعركة ليس لها أي فرصة للفوز بها، وبعد ذلك سيسهل على الجيش فتح مسار جديد لقضم منطقة أخرى من المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وهكذا دواليك.

وأغارت طائرات لـ«التحالف الدولي» الخميس الماضي على قوات للجيش السوري بالقرب من نقطة الزرقا، إلا أن هذه الطائرات امتنعت بعد ذلك عن القيام بأي غارة رغم تقدم الجيش المتسارع في المنطقة، وثمة احتمالان لهذا الامتناع: الأول أن التحالف الدولي ينتظر الرد الروسي على المقترح المتعلق بمستقبل المنطقة الممتدة بين التنف ودير الزور، والذي أعلن عنه الجنرال الأميركي جوزيف دونفورد في أعقاب غارة التنف من دون أن يذكر تفاصيله، وبدا لافتاً في هذا السياق البدء بتسريب أنباء عن توجه قوات روسية إلى مدينة السويداء وتمركز بعضها في قرية خربة عواد الحدودية، والاحتمال الثاني أن تكون الولايات المتحدة نتيجة التطورات التي أعقبت غارتها الأولى قد قررت مبدئياً ألا تلجأ إلى سلاح الطيران ضد الجيش السوري وحلفائه إلا عند تماسهم مع الحدود الإدارية لمنطقة التنف دون غيرها، وهذا الاحتمال سيضع الميليشيات المسلحة في موقف صعب لأن عليها مواجهة الجيش السوري دون أي غطاء جوي وهو ما أثبتت معارك الأسبوع الماضي أنه شبه مستحيل.

شمالاً واصل الجيش وحلفاؤه التقدم مجدداً أمس في محيط مطار «الجراح» العسكري باتجاه قريتي المزرعة الثالثة وتل فضة الإستراتيجية في الجهة الجنوبية من المطار، ومدوا نفوذهم إلى محطة قطار تل حسن التي انسحب منها مسلحو التنظيم شرقا نحو ما تبقى من مناطق في الطرف الغربي لبلدة مسكنة، وفرض تغطية نارية حالياً على معمل سكر مسكنة، الذي أصبح بحكم «الساقط عسكرياً».

  • فريق ماسة
  • 2017-05-21
  • 8853
  • من الأرشيف

الجيش يتقدم في بادية الحماد وسط إرباك في صفوف الميليشيات

واصل الجيش العربي السوري تقدمه في بادية الحماد جنوب شرقي البلاد بالقرب من الحدود مع الأردن ووصل، بحسب تقارير إعلامية، إلى مسافة 27 كلم من معبر التنف الحدودي مع العراق، كما سيطر على سرية البحوث العلمية جنوب غرب حاجز ظاظا، شرق مطار السين، إثر اشتباكات خفيفة أظهرت افتقار الميليشيات إلى العنصر البشري اللازم لتغطية المنطقة التي سيطرت عليها من تنظيم داعش الإرهابي في الشهرين المنصرمين. في المقابل أعلنت ميليشيا «الجيش الحر» عن معركة «بركان البادية» ضد الجيش العربي السوري وحلفائه. ويوجه تقدم الجيش على محور سد الزلف، رسالة سياسية إلى عمان بعدم التسامح مع موضوع الحدود، وأن السيطرة عليها هو أمر سيادي، كما يوجه رسالة عسكرية مفادها أن من شأن هذا المحور أن يفتح حركة الجيش على احتمالات عديدة منها متابعة التقدم على الشريط الحدودي مع الأردن، أو الاتجاه شمالاً للالتقاء مع القوات التي وصلت إلى سرية البحوث العلمية، وهذا سيعني فيما يعنيه محاصرة الميليشيات المسلحة في منطقة بئر القصب ومحيطها، وبالتالي إجبارها على الانسحاب أو إخضاعها لمعركة ليس لها أي فرصة للفوز بها، وبعد ذلك سيسهل على الجيش فتح مسار جديد لقضم منطقة أخرى من المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات وهكذا دواليك. وأغارت طائرات لـ«التحالف الدولي» الخميس الماضي على قوات للجيش السوري بالقرب من نقطة الزرقا، إلا أن هذه الطائرات امتنعت بعد ذلك عن القيام بأي غارة رغم تقدم الجيش المتسارع في المنطقة، وثمة احتمالان لهذا الامتناع: الأول أن التحالف الدولي ينتظر الرد الروسي على المقترح المتعلق بمستقبل المنطقة الممتدة بين التنف ودير الزور، والذي أعلن عنه الجنرال الأميركي جوزيف دونفورد في أعقاب غارة التنف من دون أن يذكر تفاصيله، وبدا لافتاً في هذا السياق البدء بتسريب أنباء عن توجه قوات روسية إلى مدينة السويداء وتمركز بعضها في قرية خربة عواد الحدودية، والاحتمال الثاني أن تكون الولايات المتحدة نتيجة التطورات التي أعقبت غارتها الأولى قد قررت مبدئياً ألا تلجأ إلى سلاح الطيران ضد الجيش السوري وحلفائه إلا عند تماسهم مع الحدود الإدارية لمنطقة التنف دون غيرها، وهذا الاحتمال سيضع الميليشيات المسلحة في موقف صعب لأن عليها مواجهة الجيش السوري دون أي غطاء جوي وهو ما أثبتت معارك الأسبوع الماضي أنه شبه مستحيل. شمالاً واصل الجيش وحلفاؤه التقدم مجدداً أمس في محيط مطار «الجراح» العسكري باتجاه قريتي المزرعة الثالثة وتل فضة الإستراتيجية في الجهة الجنوبية من المطار، ومدوا نفوذهم إلى محطة قطار تل حسن التي انسحب منها مسلحو التنظيم شرقا نحو ما تبقى من مناطق في الطرف الغربي لبلدة مسكنة، وفرض تغطية نارية حالياً على معمل سكر مسكنة، الذي أصبح بحكم «الساقط عسكرياً».

المصدر : الوطن /عبد الله علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة