أظهرت دراسة حديثة أجريت في مركز الصحة بجامعة "ديوك" أن الأشخاص البد ناء يكلفون الشركات التي يعملون بها مليارات الدولارات سنويا ,ليس فقط بسبب تدني مستوى إنتاجيتهم وضعف تركيزهم ونفاذ طاقتهم قبل إنجاز المهام الموكلة إليهم , بل أيضا بسبب كثرة غيابهم عن العمل , وضخامة فاتورة العلاج الصحي التي تضطر الشركات التي يعملون إلى تحملها نتيجة بدانتهم .

وبحسب الدراسة التي أشرف عليها الدكتور إيزاك فرانكستين فإن محيط الخصر أصبح مؤشرا مهما من مؤشرات الحكم على إنتاجية الفرد , وكلما زاد محيط الخصر انخفض مستوى الإنتاجية في العمل .

وتشير الدراسة إلى أن الاقتصاد الأمريكي على سبيل المثال يتكلف في المتوسط 73 مليار دولار سنويا بسبب المشكلات المرتبطة ببدانة وسمنة العاملين لدى الشركات

وهذه الخسائر لا تقتصر على فاتورة العلاج الصحي والغياب فقط , وإنما في انخفاض القدرة على التركيز والبطء في إنجاز المهام الموكلة إليهم . والحاجة إلى إعادة القيام أو على الأقل مراجعة الأعمال التي يقومون بها للتأكد من عدم الوقوع بالأخطاء , ووفقا للدراسة فأن التكلفة الإضافية التي تتحملها الشركة لعلاج موظف بدين من الرجال تتراوح ما بين 322دولار و6087 دولار , في حين تراوح التكلفة الإضافية التي تتحملها الشركة لعلاج موظفة بدينة بين 797دولار و6694 دولار .

وحتى تتوصل الدراسة إلى منهجية علمية في تقدير الخسائر التي تتحملها الشركات بسبب بدانة الموظفين , افترض الباحثون أن متوسط وزن الموظف العادي يقل عن 150 رطل ,أي ما يعادل 60 كيلو غرام تقريبا , وقام الباحثون باحتساب مؤشر كتلة الجسم , وهو ناتج قسمة الوزن بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر , وبحسب الدراسة فإن من تقل كتلة الجسم لديهم عن 35 يمثلون نسبة37% من البدناء في بيئة العمل , في حين أنهم يساهمون بنسبة 68% من الزيادة في تكلفة الفاتورة الصحية في شركاتهم

وتشير الدراسة التي نشرت في دورية "جورنال أوف أكيو بيشنال آند إنفايرونمنتال مديسن "إلى أن الغياب عن العمل كنتيجة للبدانة يمثل الجانب الأكبر من الخسائر , حيث يمثل نسبة 56% في حالة النساء و68% في حالة الرجال , ولا تتوقف الدراسة عند احتساب الخسائر المباشرة التي تتحملها الشركات نتيجة ارتفاع تكلفة العلاج الصحي والغياب وتدني مستوى الإنتاجية , وإنما تشمل أيضا الوقت الضائع ما بين وصول الموظف أو الموظفة البدينة إلى مقر العمل وبين الوقت الفعلي لشروعه في ممارسة عمله , وهو ما تطلق عليه الدراسة تعبير الوقت الضائع

ويقول خبراء التوظيف إن مثل هذه الدراسة ستكون بلا شك محل نظر واعتبار من جانب الشركات وأرباب الأعمال , حتى لو لم يذكروها صراحة في شروط التقدم لملء الوظائف الشاغرة لديهم فمن المنطقي ألا يلجأ أرباب الأعمال إلى توظيف شخص أقل إنتاجية وأكثر غيابا ويكلفهم فاتورة علاج أكبر ويرى الخبراء أن مثل هذه النتائج تكتسب أهمية قصوى في ظل الركود الاقتصادي العالمي الذي فرض على الشركات السعي بقوة إلى خفض نفقاتها وزيادة هوامش أرباحها للتغلب على مشكلات انخفاض الإيرادات ونقص السيولة وصعوبة التمويل التي تعانيها نتيجة للأزمة .ويبدو أن نتائج الدراسات الأكاديمية حول تأثير سمنة العاملين في أداء الشركات قد بدأ يعرف طريقه بالفعل إلى سوق العمل على الأقل في الدول الغربية التي تعتبر فيها معايير الرشاقة واللياقة البدنية جزءا لا يتجزأ من معايير الكفاءة المهنية والأهلية الوظيفية .

وقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن النساء الرشيقات في الولايات المتحدة الأمريكية يحصلن على دخل إضافي أعلى من الدخل الذي تحصل عليه نظيراتهن غير الرشيقات يقدر بنحو 16 ألف دولار سنويا . في حين يحصل الرجل البدين على دخل إضافي يقل 8000 دولار سنويا في المتوسط الذي يحصل عليه الرجل الرشيق

ويرى الخبراء أن هياكل الرواتب والأجور أصبحت أكثر ارتباطا من ذي قبل بكتلة الجسم, مشيرين إلى أن المجتمعات أصبحت مبرمجة وفقا للمقاييس والمعايير الجسمانية التي تروج لها وسائل الإعلام , والتي تنتقل بالضرورة إلى بيئة العمل , وتؤثر في هياكل الرواتب والأجور , مشيرين إلى أن جانب كبيرا من هذا التمييز يعود إلى القرارات التي يتحكم اللاوعي استنادا إلى "الكليسيهات" الاجتماعية السائدة عن المقاييس الجسمانية المقبولة

  • فريق ماسة
  • 2011-02-26
  • 8526
  • من الأرشيف

الرشاقة تتحكم في أرباح وإيرادات المؤسسات

أظهرت دراسة حديثة أجريت في مركز الصحة بجامعة "ديوك" أن الأشخاص البد ناء يكلفون الشركات التي يعملون بها مليارات الدولارات سنويا ,ليس فقط بسبب تدني مستوى إنتاجيتهم وضعف تركيزهم ونفاذ طاقتهم قبل إنجاز المهام الموكلة إليهم , بل أيضا بسبب كثرة غيابهم عن العمل , وضخامة فاتورة العلاج الصحي التي تضطر الشركات التي يعملون إلى تحملها نتيجة بدانتهم . وبحسب الدراسة التي أشرف عليها الدكتور إيزاك فرانكستين فإن محيط الخصر أصبح مؤشرا مهما من مؤشرات الحكم على إنتاجية الفرد , وكلما زاد محيط الخصر انخفض مستوى الإنتاجية في العمل . وتشير الدراسة إلى أن الاقتصاد الأمريكي على سبيل المثال يتكلف في المتوسط 73 مليار دولار سنويا بسبب المشكلات المرتبطة ببدانة وسمنة العاملين لدى الشركات وهذه الخسائر لا تقتصر على فاتورة العلاج الصحي والغياب فقط , وإنما في انخفاض القدرة على التركيز والبطء في إنجاز المهام الموكلة إليهم . والحاجة إلى إعادة القيام أو على الأقل مراجعة الأعمال التي يقومون بها للتأكد من عدم الوقوع بالأخطاء , ووفقا للدراسة فأن التكلفة الإضافية التي تتحملها الشركة لعلاج موظف بدين من الرجال تتراوح ما بين 322دولار و6087 دولار , في حين تراوح التكلفة الإضافية التي تتحملها الشركة لعلاج موظفة بدينة بين 797دولار و6694 دولار . وحتى تتوصل الدراسة إلى منهجية علمية في تقدير الخسائر التي تتحملها الشركات بسبب بدانة الموظفين , افترض الباحثون أن متوسط وزن الموظف العادي يقل عن 150 رطل ,أي ما يعادل 60 كيلو غرام تقريبا , وقام الباحثون باحتساب مؤشر كتلة الجسم , وهو ناتج قسمة الوزن بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر , وبحسب الدراسة فإن من تقل كتلة الجسم لديهم عن 35 يمثلون نسبة37% من البدناء في بيئة العمل , في حين أنهم يساهمون بنسبة 68% من الزيادة في تكلفة الفاتورة الصحية في شركاتهم وتشير الدراسة التي نشرت في دورية "جورنال أوف أكيو بيشنال آند إنفايرونمنتال مديسن "إلى أن الغياب عن العمل كنتيجة للبدانة يمثل الجانب الأكبر من الخسائر , حيث يمثل نسبة 56% في حالة النساء و68% في حالة الرجال , ولا تتوقف الدراسة عند احتساب الخسائر المباشرة التي تتحملها الشركات نتيجة ارتفاع تكلفة العلاج الصحي والغياب وتدني مستوى الإنتاجية , وإنما تشمل أيضا الوقت الضائع ما بين وصول الموظف أو الموظفة البدينة إلى مقر العمل وبين الوقت الفعلي لشروعه في ممارسة عمله , وهو ما تطلق عليه الدراسة تعبير الوقت الضائع ويقول خبراء التوظيف إن مثل هذه الدراسة ستكون بلا شك محل نظر واعتبار من جانب الشركات وأرباب الأعمال , حتى لو لم يذكروها صراحة في شروط التقدم لملء الوظائف الشاغرة لديهم فمن المنطقي ألا يلجأ أرباب الأعمال إلى توظيف شخص أقل إنتاجية وأكثر غيابا ويكلفهم فاتورة علاج أكبر ويرى الخبراء أن مثل هذه النتائج تكتسب أهمية قصوى في ظل الركود الاقتصادي العالمي الذي فرض على الشركات السعي بقوة إلى خفض نفقاتها وزيادة هوامش أرباحها للتغلب على مشكلات انخفاض الإيرادات ونقص السيولة وصعوبة التمويل التي تعانيها نتيجة للأزمة .ويبدو أن نتائج الدراسات الأكاديمية حول تأثير سمنة العاملين في أداء الشركات قد بدأ يعرف طريقه بالفعل إلى سوق العمل على الأقل في الدول الغربية التي تعتبر فيها معايير الرشاقة واللياقة البدنية جزءا لا يتجزأ من معايير الكفاءة المهنية والأهلية الوظيفية . وقد أظهر استطلاع حديث للرأي أن النساء الرشيقات في الولايات المتحدة الأمريكية يحصلن على دخل إضافي أعلى من الدخل الذي تحصل عليه نظيراتهن غير الرشيقات يقدر بنحو 16 ألف دولار سنويا . في حين يحصل الرجل البدين على دخل إضافي يقل 8000 دولار سنويا في المتوسط الذي يحصل عليه الرجل الرشيق ويرى الخبراء أن هياكل الرواتب والأجور أصبحت أكثر ارتباطا من ذي قبل بكتلة الجسم, مشيرين إلى أن المجتمعات أصبحت مبرمجة وفقا للمقاييس والمعايير الجسمانية التي تروج لها وسائل الإعلام , والتي تنتقل بالضرورة إلى بيئة العمل , وتؤثر في هياكل الرواتب والأجور , مشيرين إلى أن جانب كبيرا من هذا التمييز يعود إلى القرارات التي يتحكم اللاوعي استنادا إلى "الكليسيهات" الاجتماعية السائدة عن المقاييس الجسمانية المقبولة

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة