وسيتألم ويحزن اكثر عندما يرى ملامح الكيان الكردي تتبلور بدعم البيت الأبيض.. ومهمته القادمة في واشنطن ستكون صعبة جدا

اردوغان قال في تصريحات ادلى بها امس انه “حزين” جدا هذه الأيام، وسبب حزنه الذي ورد على لسانه، رؤيته عربات عسكرية أمريكية تقوم بأعمال الدورية قرب الحدود التركية الشمالية مع مقاتلين اكراد يتبعون “وحدات حماية الشعب” التي تصفها انقرة بأنها تنظيم إرهابي، وتعتبرها احد اذرع حزب العمال الكردستاني.

حزن الرئيس اردوغان قد يتحول الى “ألم” عندما يرى القوات الامريكية نفسها تنتشر على طول الحدود التركية السورية لحماية الاكراد عموما، ودعم قوات سورية الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية التي تتقدم حاليا في هجومها في مدينة الطبقة لاخراج “داعش” وقواتها من مدينة الرقة العاصمة المعلنة لها.

هذا الانتشار العسكري الأمريكي، المعزز بغطاء جوي، يأتي بعد قصف للقوات التركية لقوات الحماية الشعبية الكردية، ومقتل اكثر من 60 مقاتلا في صفوفها، ولمنع القوات التركية من التوغل في شمال سورية، والسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية.

الرسالة الامريكية للحليف التركي واضحة تقول ان ضرب الاكراد خط احمر لا يمكن السماح باجتيازه، وان مهمة “تحرير” الرقة محصورة في قوات سورية الديمقراطية ولن يتم السماح بأي دور للقوات التركية في هذا المضمار.

الرئيس اردوغان خيّر إدارة أوباما السابقة بينه كحليف امريكي معتمد في حلف الناتو، وبين الاكراد، فجاءه الجواب بدعم امريكي اكبر للاكراد كرد عملي وليس شفهيا فقط، ويبدو ان إدارة الرئيس دونالد ترامب تسير على النهج السياسي نفسه، ولذلك فإن محاولته، أي الرئيس اردوغان، اقناع الرئيس الأمريكي اثناء زيارته المتوقعة لواشنطن بعد أسبوعين في تغيير هذه السياسة، وتفضيل تركيا على الاكراد ستكون صعبة، ان لم تكن مستحيلة.

قبل الازمة السورية كانت تركيا اردوغان تعيش عصرا ذهبيا في الاستقرار والامن والنمو الاقتصادي، وكانت تجربتها في الحكم، تحت راية حزب العدالة والتنمية، التي تزاوج بين الديمقراطية والإسلام المعتدل، والازدهار الاقتصادي موضع اعجاب الشرق والغرب، ولكن طموحات  اردوغان العثمانية السلطانية، ووسوسة بعض الشياطين العرب، نيابة عن أمريكا وبتحريض منها، الذين زينوا له سهولة التدخل في سورية لتغيير النظام نسفت هذه التجربة الرائدة، وادخلت تركيا في نفق مظلم.

حزن الرئيس اردوغان سيطول وسيشتد، وقد يتحول الى بكاء مرّ عندما يعود الى الوراء قليلا، ويكتشف حقيقة المصيدة التي نصبت له، بدهاء شديد، لتوريطه في حروب وعداوات مع كل الدول المجاورة، وربما يؤدي في النهاية الى قيام الكيان الكردي، على حساب تركيا ودول المنطقة الأخرى مثل العراق وسورية وايران التي يعاديها الرئيس اردوغان، وبما يؤدي الى تفتيتها، أي تركيا أيضا.. والأيام بيننا.

  • فريق ماسة
  • 2017-05-01
  • 9712
  • من الأرشيف

اردوغان “حزين” لرؤيته دوريات أمريكية كردية مشتركة على طول حدوده مع سورية..

 وسيتألم ويحزن اكثر عندما يرى ملامح الكيان الكردي تتبلور بدعم البيت الأبيض.. ومهمته القادمة في واشنطن ستكون صعبة جدا اردوغان قال في تصريحات ادلى بها امس انه “حزين” جدا هذه الأيام، وسبب حزنه الذي ورد على لسانه، رؤيته عربات عسكرية أمريكية تقوم بأعمال الدورية قرب الحدود التركية الشمالية مع مقاتلين اكراد يتبعون “وحدات حماية الشعب” التي تصفها انقرة بأنها تنظيم إرهابي، وتعتبرها احد اذرع حزب العمال الكردستاني. حزن الرئيس اردوغان قد يتحول الى “ألم” عندما يرى القوات الامريكية نفسها تنتشر على طول الحدود التركية السورية لحماية الاكراد عموما، ودعم قوات سورية الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية التي تتقدم حاليا في هجومها في مدينة الطبقة لاخراج “داعش” وقواتها من مدينة الرقة العاصمة المعلنة لها. هذا الانتشار العسكري الأمريكي، المعزز بغطاء جوي، يأتي بعد قصف للقوات التركية لقوات الحماية الشعبية الكردية، ومقتل اكثر من 60 مقاتلا في صفوفها، ولمنع القوات التركية من التوغل في شمال سورية، والسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية. الرسالة الامريكية للحليف التركي واضحة تقول ان ضرب الاكراد خط احمر لا يمكن السماح باجتيازه، وان مهمة “تحرير” الرقة محصورة في قوات سورية الديمقراطية ولن يتم السماح بأي دور للقوات التركية في هذا المضمار. الرئيس اردوغان خيّر إدارة أوباما السابقة بينه كحليف امريكي معتمد في حلف الناتو، وبين الاكراد، فجاءه الجواب بدعم امريكي اكبر للاكراد كرد عملي وليس شفهيا فقط، ويبدو ان إدارة الرئيس دونالد ترامب تسير على النهج السياسي نفسه، ولذلك فإن محاولته، أي الرئيس اردوغان، اقناع الرئيس الأمريكي اثناء زيارته المتوقعة لواشنطن بعد أسبوعين في تغيير هذه السياسة، وتفضيل تركيا على الاكراد ستكون صعبة، ان لم تكن مستحيلة. قبل الازمة السورية كانت تركيا اردوغان تعيش عصرا ذهبيا في الاستقرار والامن والنمو الاقتصادي، وكانت تجربتها في الحكم، تحت راية حزب العدالة والتنمية، التي تزاوج بين الديمقراطية والإسلام المعتدل، والازدهار الاقتصادي موضع اعجاب الشرق والغرب، ولكن طموحات  اردوغان العثمانية السلطانية، ووسوسة بعض الشياطين العرب، نيابة عن أمريكا وبتحريض منها، الذين زينوا له سهولة التدخل في سورية لتغيير النظام نسفت هذه التجربة الرائدة، وادخلت تركيا في نفق مظلم. حزن الرئيس اردوغان سيطول وسيشتد، وقد يتحول الى بكاء مرّ عندما يعود الى الوراء قليلا، ويكتشف حقيقة المصيدة التي نصبت له، بدهاء شديد، لتوريطه في حروب وعداوات مع كل الدول المجاورة، وربما يؤدي في النهاية الى قيام الكيان الكردي، على حساب تركيا ودول المنطقة الأخرى مثل العراق وسورية وايران التي يعاديها الرئيس اردوغان، وبما يؤدي الى تفتيتها، أي تركيا أيضا.. والأيام بيننا.

المصدر : الماسة السورية/ رأي اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة