الهجمات الإرهابية التي شنتها المجموعات الإرهابية في محيط دمشق وريف حماة ومناطق أخرى، نجح الجيش السوري وحلفاؤه في إفشالها. وهو يستطيع إفشال أي هجمات مماثلة مهما كان حجمها،

ومهما كانت القوى التي تقف خلفها، فالمرحلة التي كانت فيها المجموعات الإرهابية تحتلّ قرى وبلدات سورية وتثبّت فيها، أصبحت من الماضي، إذ إنّ الجيش السوري يعتمد استراتيجية منع المجموعات الإرهابية من التثبيت.

وإذا كان الإرهاب لا يستطيع التثبيت في أي موقع جديد يتسلل إليه، فإن السؤال البديهي، لماذا توحّدت عشرات المجموعات تحت راية جبهة النصرة الإرهابية، ونفذت مجتمعة هجوماً على نقاط الجيش السوري؟

بالتأكيد، الجواب ليس عند جبهة «النصرة» ولا عند المجموعات الملتحقة بها، فهؤلاء جميعاً ومنذ بداية الحرب على سورية، تحرّكهم دول معروفة. وهم يمارسون القتل والإجرام والإرهاب لصالح مشاريع كبرى «إسرائيلية» ـ أميركية ـ غربية.

غير أن ما حصل من تصعيد قرب دمشق، وفي ريف حماه، قبل أيام من جنيف 5، طرح علامات استفهام حول مدى التزام الدول التي ترعى الإرهاب بالمسارات السياسية التي سبق ووافقت عليها، وما إذا كانت هذه الدول تريد أن تدفع بجبهة النصرة إلى صدارة المشهد الإرهابي، لاستعادة زمام الأمور بعد الانهيارات المتتالية التي أصابت المجموعات الإرهابية في أكثر من منطقة سورية.

وما هو لافت، أنّ ما يُسمى «المعارضات» المشاركة في جولات جنيف، سارعت إلى الإعلان عن تأييدها الواضح لهجوم المجموعات الإرهابية بقيادة جبهة «النصرة» المصنفة إرهابية، وهذا الإعلان لم يلقَ تعليقاً من الدول الراعية للإرهاب، ما يكشف عن اتجاه للتنصّل من المسار السياسي والعودة الى التصعيد الميداني بواسطة النصرة وأخواتها.

وعليه، يبدو أن رعاة الإرهاب متفقون على تمديد الحرب على سورية، وفي هذا السياق جاءت الاندفاعة الأميركية باتجاه مدينة الرقة عبر الطبقة، لقطع طريق تقدم الجيش السوري باتجاه المدينة. وسبقت ذلك الغارات «الإسرائيلية» على مواقع سورية قرب مدينة تدمر، لكن ما لم تكن تتوقعه «إسرائيل» والدول الراعية للإرهاب هو رد الفعل السوري الكبير.

إنّ موقف رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف السفير بشار الجعفري الذي حمّل تركيا والسعودية وقطر ودولاً أخرى المسؤولية الكاملة عن هجوم المجموعات الإرهابية، أمر طبيعي، لأن كل الدول التي تشغّل المجموعات الإرهابية تبدو متفقة ومتوافقة على تمديد الحرب الإرهابية ضد سورية، بهدف إسقاط النتائج التي حققها الجيش السوري بانتصاره في مدينة حلب وانجازاته المتتالية.

  • فريق ماسة
  • 2017-03-24
  • 9281
  • من الأرشيف

إعادة تشغيل «النصرة».. تمديد الحرب على سورية

 الهجمات الإرهابية التي شنتها المجموعات الإرهابية في محيط دمشق وريف حماة ومناطق أخرى، نجح الجيش السوري وحلفاؤه في إفشالها. وهو يستطيع إفشال أي هجمات مماثلة مهما كان حجمها، ومهما كانت القوى التي تقف خلفها، فالمرحلة التي كانت فيها المجموعات الإرهابية تحتلّ قرى وبلدات سورية وتثبّت فيها، أصبحت من الماضي، إذ إنّ الجيش السوري يعتمد استراتيجية منع المجموعات الإرهابية من التثبيت. وإذا كان الإرهاب لا يستطيع التثبيت في أي موقع جديد يتسلل إليه، فإن السؤال البديهي، لماذا توحّدت عشرات المجموعات تحت راية جبهة النصرة الإرهابية، ونفذت مجتمعة هجوماً على نقاط الجيش السوري؟ بالتأكيد، الجواب ليس عند جبهة «النصرة» ولا عند المجموعات الملتحقة بها، فهؤلاء جميعاً ومنذ بداية الحرب على سورية، تحرّكهم دول معروفة. وهم يمارسون القتل والإجرام والإرهاب لصالح مشاريع كبرى «إسرائيلية» ـ أميركية ـ غربية. غير أن ما حصل من تصعيد قرب دمشق، وفي ريف حماه، قبل أيام من جنيف 5، طرح علامات استفهام حول مدى التزام الدول التي ترعى الإرهاب بالمسارات السياسية التي سبق ووافقت عليها، وما إذا كانت هذه الدول تريد أن تدفع بجبهة النصرة إلى صدارة المشهد الإرهابي، لاستعادة زمام الأمور بعد الانهيارات المتتالية التي أصابت المجموعات الإرهابية في أكثر من منطقة سورية. وما هو لافت، أنّ ما يُسمى «المعارضات» المشاركة في جولات جنيف، سارعت إلى الإعلان عن تأييدها الواضح لهجوم المجموعات الإرهابية بقيادة جبهة «النصرة» المصنفة إرهابية، وهذا الإعلان لم يلقَ تعليقاً من الدول الراعية للإرهاب، ما يكشف عن اتجاه للتنصّل من المسار السياسي والعودة الى التصعيد الميداني بواسطة النصرة وأخواتها. وعليه، يبدو أن رعاة الإرهاب متفقون على تمديد الحرب على سورية، وفي هذا السياق جاءت الاندفاعة الأميركية باتجاه مدينة الرقة عبر الطبقة، لقطع طريق تقدم الجيش السوري باتجاه المدينة. وسبقت ذلك الغارات «الإسرائيلية» على مواقع سورية قرب مدينة تدمر، لكن ما لم تكن تتوقعه «إسرائيل» والدول الراعية للإرهاب هو رد الفعل السوري الكبير. إنّ موقف رئيس الوفد السوري إلى مفاوضات جنيف السفير بشار الجعفري الذي حمّل تركيا والسعودية وقطر ودولاً أخرى المسؤولية الكاملة عن هجوم المجموعات الإرهابية، أمر طبيعي، لأن كل الدول التي تشغّل المجموعات الإرهابية تبدو متفقة ومتوافقة على تمديد الحرب الإرهابية ضد سورية، بهدف إسقاط النتائج التي حققها الجيش السوري بانتصاره في مدينة حلب وانجازاته المتتالية.

المصدر : معن حمية / البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة