حملت الصواريخ السورية، التي لاحقت الطائرات الإسرائيلية فوق أراضي فلسطين المحتلة، رسائل حساسة في توقيتها، تؤكد للإسرائيلي أن محاولاته لتقييد تحالف دمشق مع حزب الله وإيران، عبر علاقته الجيدة مع موسكو، سوف تتخللها جولات بلغة النار، تفرض معادلة جديدة فوق الأراضي السورية

 

شهدت الساعات الأولى لفجر أمس تطوراً لافتاً في معطيات الحرب السورية، مع استهداف قوات الدفاع الجوي السوري لطائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية وقصفت مواقع عسكرية في ريف حمص الشرقي.

 

الإعلان الرسمي من دمشق جاء في بيان للقيادة العامة للجيش، أعلن أن قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة إسرائيلية بعد اختراقها للأجواء السورية من منطقة البريج عبر الأجوء اللبنانية. وأوضح أن «أربع طائرات للعدو الإسرائيلي أقدمت عند الساعة 2:40 فجر اليوم (أمس) على اختراق مجالنا الجوي... واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي»، مضيفاً أن «وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لها وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار».

أما الجانب الإسرائيلي، فقد أعلن أنه أسقط صاروخاً من بين عدة صواريخ مضادة للطائرات، أطلقت ضد طائراته التي كان تقوم بمهمة فوق الأراضي السورية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، إن أياً من الصواريخ التي أطلقت من سوريا ضد المقاتلات لم يبلغ هدفه، مضيفاً أن «سلامة المدنيين الإسرائيليين أو طائرات القوات الجوية الإسرائيلية لم تكن في خطر في أي مرحلة».

الهدف من الغارات، وفق الرواية الإسرائيلية، تأخر الإعلان عنه رسمياً حتى مساء أمس، وجاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الغارة استهدفت أسلحة «متطورة» كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني، مؤكداً أن هذا النوع من الضربات سيتواصل. وأضاف خلال حديث تلفزيوني أنه «حين نرصد محاولات نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ونتلقى معلومات من أجهزة استخبارات في هذا المعنى، نتحرك لمنعها».

الاختراق الإسرائيلي الذي نقل العديد من المصادر المطلعة أنه استهدف مواقع عسكرية في محيط مطار «T4» العسكري، غرب مدينة تدمر، يعدّ تحولاً في مسار الاعتداءات الإسرائيلية، لسببين رئيسيين؛ أوّلهما يتعلق بطبيعة المواقع التي استهدفها، والتي تقع في عمق الأراضي السورية من جهة، وتعدّ أحد أهم المواقع القتالية الناشطة حالياً، والتي تضم عدداً من أفراد القوات الروسية وطائراتها الحربية، من جهة أخرى.

 

 

استدعت موسكو السفير الإسرائيلي لديها لنقاش الأحداث الأخيرة في سوريا

 

والثاني هو الرد السوري الواضح على الغارات عبر صواريخ «اس 200» المعدّلة حديثاً بمساعدة القوات الروسية، والذي يأتي بعد وقت قصير على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو، التي لم يستطع خلالها انتزاع ضمانات في ما يخصّ دور حزب الله وإيران في سوريا، وقال بعدها: «أسمَعتُ الأمور التي ينبغي أن أُسمِعها».

وقد تعكس أجواء الزيارة «غير الناجحة» والغارة الإسرائيلية التي هددت مواقع تتمتع فيها موسكو بنفوذ كبير، أن الاختراق الإسرائيلي والرد المباشر عليه لا ينبغي قراءتهما في معزل عن التجاذب بين موسكو وتل أبيب. وهو ما بدا جلياً أمس، إثر «دعوة» موسكو للسفير الإسرائيلي لديها، غاري كورين، للقاء نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ونقاش «الأحداث الأخيرة في سوريا»، وفق ما أوضحه بيان لوزارة الخارجية الروسية.

وتسبّب إطلاق الصواريخ ضد الطائرات الإسرائيلية، والتي وصلت إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حالة من الهلع، بعدما دوّت صفارات الإنذار في عدد من المستوطنات الإسرائيلية في غور الأردن، وسمع بعدها بدقائق دويّ انفجار في عدد من المناطق الفلسطينية.

وأشارت عدة وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن منظومة الصواريخ الإسرائيلية اعترضت صاروخاً مضاداً للطائرات، شمال القدس المحتلة. وتحدث عدد من الناشطين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن سماع دويّ الانفجار في مدينة القدس ومناطق في الضفة الغربية المحتلتين. وذكر مصدر في الدفاع المدني الأردني أن أجزاءً من أحد الصواريخ سقطت في إحدى القرى القريبة من مدينة إربد في شمال الأردن، والتي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن المثلث الحدودي مع سوريا وفلسطين، من دون أن تتسبب في وقوع ضحايا.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأردنية إن «شظايا صواريخ سقطت على بعض القرى في محافظة إربد وفي غور الصافي وفي مناطق خالية، نتيجة اعتراض صواريخ إسرائيلية لصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه بعض المواقع والقواعد الإسرائيلية».

وبالتوازي، طالبت وزارة الخارجية السورية الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بـ«إدانة هذا العدوان الإسرائيلي الصارخ الذي يعدّ انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها»، إلى جانب «إلزام إسرائيل بالتوقف عن دعم الإرهاب... وتطبيق جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب».

 

وزير استخبارات العدو: ما فعله الأسد خطير

 

رأى وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن ما حدث في سوريا (التصدي للطائرات الإسرائيلية) هو حادث خطير، إذ إن الرئيس السوري بشار الأسد سمح لنفسه بالقيام بما لم يكن يقوم به في الماضي. واستدرك بأنه من جهة إسرائيل، «فنحن لن نسلم بالسياسات السورية التي تسمح بتزويد حزب الله بالسلاح، ويوجد هنا محاولة من الأسد لتغيير قواعد اللعبة، وهو عملياً يقول لا تتوقعوا مني أن أوقف تزويد حزب الله بالسلاح». وكردّ على ذلك، أشار كاتس إلى أن جواب إسرائيل هو: «لن نسمح بتغيير قواعد اللعبة». وقال «لدينا خطوط حمراء ونعمل على المحافظة عليها. ونعم، لا مصلحة لدينا في التدخل في الحرب السورية، لكننا نعرف كيف ندافع عن مصالحنا».

  • فريق ماسة
  • 2017-03-17
  • 11696
  • من الأرشيف

الصواريخ السورية فوق فلسطين....وزير استخبارات العدو: ما فعله الأسد خطير

حملت الصواريخ السورية، التي لاحقت الطائرات الإسرائيلية فوق أراضي فلسطين المحتلة، رسائل حساسة في توقيتها، تؤكد للإسرائيلي أن محاولاته لتقييد تحالف دمشق مع حزب الله وإيران، عبر علاقته الجيدة مع موسكو، سوف تتخللها جولات بلغة النار، تفرض معادلة جديدة فوق الأراضي السورية   شهدت الساعات الأولى لفجر أمس تطوراً لافتاً في معطيات الحرب السورية، مع استهداف قوات الدفاع الجوي السوري لطائرات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية وقصفت مواقع عسكرية في ريف حمص الشرقي.   الإعلان الرسمي من دمشق جاء في بيان للقيادة العامة للجيش، أعلن أن قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة إسرائيلية بعد اختراقها للأجواء السورية من منطقة البريج عبر الأجوء اللبنانية. وأوضح أن «أربع طائرات للعدو الإسرائيلي أقدمت عند الساعة 2:40 فجر اليوم (أمس) على اختراق مجالنا الجوي... واستهدفت أحد المواقع العسكرية على اتجاه تدمر في ريف حمص الشرقي»، مضيفاً أن «وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لها وأسقطت طائرة داخل الأراضي المحتلة وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار». أما الجانب الإسرائيلي، فقد أعلن أنه أسقط صاروخاً من بين عدة صواريخ مضادة للطائرات، أطلقت ضد طائراته التي كان تقوم بمهمة فوق الأراضي السورية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، إن أياً من الصواريخ التي أطلقت من سوريا ضد المقاتلات لم يبلغ هدفه، مضيفاً أن «سلامة المدنيين الإسرائيليين أو طائرات القوات الجوية الإسرائيلية لم تكن في خطر في أي مرحلة». الهدف من الغارات، وفق الرواية الإسرائيلية، تأخر الإعلان عنه رسمياً حتى مساء أمس، وجاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الغارة استهدفت أسلحة «متطورة» كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني، مؤكداً أن هذا النوع من الضربات سيتواصل. وأضاف خلال حديث تلفزيوني أنه «حين نرصد محاولات نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله ونتلقى معلومات من أجهزة استخبارات في هذا المعنى، نتحرك لمنعها». الاختراق الإسرائيلي الذي نقل العديد من المصادر المطلعة أنه استهدف مواقع عسكرية في محيط مطار «T4» العسكري، غرب مدينة تدمر، يعدّ تحولاً في مسار الاعتداءات الإسرائيلية، لسببين رئيسيين؛ أوّلهما يتعلق بطبيعة المواقع التي استهدفها، والتي تقع في عمق الأراضي السورية من جهة، وتعدّ أحد أهم المواقع القتالية الناشطة حالياً، والتي تضم عدداً من أفراد القوات الروسية وطائراتها الحربية، من جهة أخرى.     استدعت موسكو السفير الإسرائيلي لديها لنقاش الأحداث الأخيرة في سوريا   والثاني هو الرد السوري الواضح على الغارات عبر صواريخ «اس 200» المعدّلة حديثاً بمساعدة القوات الروسية، والذي يأتي بعد وقت قصير على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو، التي لم يستطع خلالها انتزاع ضمانات في ما يخصّ دور حزب الله وإيران في سوريا، وقال بعدها: «أسمَعتُ الأمور التي ينبغي أن أُسمِعها». وقد تعكس أجواء الزيارة «غير الناجحة» والغارة الإسرائيلية التي هددت مواقع تتمتع فيها موسكو بنفوذ كبير، أن الاختراق الإسرائيلي والرد المباشر عليه لا ينبغي قراءتهما في معزل عن التجاذب بين موسكو وتل أبيب. وهو ما بدا جلياً أمس، إثر «دعوة» موسكو للسفير الإسرائيلي لديها، غاري كورين، للقاء نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ونقاش «الأحداث الأخيرة في سوريا»، وفق ما أوضحه بيان لوزارة الخارجية الروسية. وتسبّب إطلاق الصواريخ ضد الطائرات الإسرائيلية، والتي وصلت إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حالة من الهلع، بعدما دوّت صفارات الإنذار في عدد من المستوطنات الإسرائيلية في غور الأردن، وسمع بعدها بدقائق دويّ انفجار في عدد من المناطق الفلسطينية. وأشارت عدة وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن منظومة الصواريخ الإسرائيلية اعترضت صاروخاً مضاداً للطائرات، شمال القدس المحتلة. وتحدث عدد من الناشطين الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن سماع دويّ الانفجار في مدينة القدس ومناطق في الضفة الغربية المحتلتين. وذكر مصدر في الدفاع المدني الأردني أن أجزاءً من أحد الصواريخ سقطت في إحدى القرى القريبة من مدينة إربد في شمال الأردن، والتي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن المثلث الحدودي مع سوريا وفلسطين، من دون أن تتسبب في وقوع ضحايا. من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأردنية إن «شظايا صواريخ سقطت على بعض القرى في محافظة إربد وفي غور الصافي وفي مناطق خالية، نتيجة اعتراض صواريخ إسرائيلية لصواريخ أطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه بعض المواقع والقواعد الإسرائيلية». وبالتوازي، طالبت وزارة الخارجية السورية الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بـ«إدانة هذا العدوان الإسرائيلي الصارخ الذي يعدّ انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها»، إلى جانب «إلزام إسرائيل بالتوقف عن دعم الإرهاب... وتطبيق جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب».   وزير استخبارات العدو: ما فعله الأسد خطير   رأى وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن ما حدث في سوريا (التصدي للطائرات الإسرائيلية) هو حادث خطير، إذ إن الرئيس السوري بشار الأسد سمح لنفسه بالقيام بما لم يكن يقوم به في الماضي. واستدرك بأنه من جهة إسرائيل، «فنحن لن نسلم بالسياسات السورية التي تسمح بتزويد حزب الله بالسلاح، ويوجد هنا محاولة من الأسد لتغيير قواعد اللعبة، وهو عملياً يقول لا تتوقعوا مني أن أوقف تزويد حزب الله بالسلاح». وكردّ على ذلك، أشار كاتس إلى أن جواب إسرائيل هو: «لن نسمح بتغيير قواعد اللعبة». وقال «لدينا خطوط حمراء ونعمل على المحافظة عليها. ونعم، لا مصلحة لدينا في التدخل في الحرب السورية، لكننا نعرف كيف ندافع عن مصالحنا».

المصدر : الماسة السورية/الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة