دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اشتدت وطأة المعارك بين الجيش السوري وتنظيم "داعش" الإرهابي في دير الزور، حيث استهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية تجمعات "داعش" في محيط "المقابر" و"سرية جنيد" و"لواء التأمين" على المحور الجنوبي، وفقاً لـ"الإعلام الحربي المركزي"،
فيما قالت مواقع معارضة إن طائرات مسيرة تابعة لـ"داعش" قصفت مواقع في أحياء هرابش والقصور والجورة في المدينة وأسفرت عن استشهاد وجرح عدد من عناصر الجيش السوري.
فما الذي يحصل على الأرض وما هي الوقائع والتطورات الميدانية لهذه المعركة الدائرة الآن في المنطقة؟
الجيش السوري يقوم بعمليات عسكرية لاسترجاع المناطق التي خسرها بموجب الهجمات الأخيرة التي نفذها "داعش" منذ أكثر من 20 يوماً واحتلّ على اثرها منطفة المقابر، الرابطة بين دير الزور والأحياء السكنية التي يسيطر عليها الجيش السوري، ومنطقة اللواء 137"، يقول المحلل العسكري عمر معربوني، "وبالتالي تتركز المعارك الآن في منطقة المقابر حيث استطاع الجيش السوري خلال الأيام الخمس الأخيرة أن يستعيد حوالي 70% منها."
لكن حتى اللحظة ما تزال عملية قطع الأوصال جارية بين المناطق الثلاثة؛ وهي الأحياء السكنية والمطار العسكري واللواء 137، يضيف معربوني في اتصال مع "الجديد"، حتى اللحظة ما تزال هذه المناطق غير متواصلة بانتظار استكمال عملية السيطرة على كامل منطقة المقابر ليعود الوضع الى ما كان عليه.
ويشير معربوني الى أن الجيش السوري استطاع في هذه المعارك أن يمنع بشكل أساسي عمليات الإمداد من جبل ثردة الذي تسيطر عليها قوات "داعش"، وهذا انجاز، إلاّ أن التنظيم ما يزال حتى اللحظة مصرًّا على التحرك ويؤمن إمداداً من مناطق أخرى في الأحياء السكنية التي يسيطر عليها في المدينة.
المشهد في دير الزور معقد كثيراً بحسب معربوني الذي يلفت النظر الى أن هناك ما يخالف القواعد والقوانين العسكرية إذ "استطاعت وحدات الجيش أن تذهب باتجاه الهجوم المضاد رغم عدم تكافؤ ميزان القوة بين الجيش السوري وداعش، علماً أن منطقة دير الزور تحديداً تعتبر من المناطق الهامة للتنظيم ويحاول السيطرة عليها وإنهاء وجود الجيش السوري فيها"، ويتابع: "لكن عمليات الجيش السوري هناك تسفر عن عمليات صمود استثنائية تخالف قواعد العلوم العسكرية لأسباب عدة، ففي الفترة الأخيرة انضم أكثر من 1500 شاباً من أبناء المدينة الى وحدات الجيش السوري، كما تم ربط المطار عبر عمليات إنزال لواء 3 و4 وهو لواء اقتحام جوي تابع للحرس الجمهوري. حتى اللحظة تستطيع طائرات الانزال بشكل اساسي ضمن توقيت محدد ان تلقي المواد اللازمة للواء 137 وللأحياء السكنية في دير الزور".
عمليات الجيش السوري تتركز الآن على استعادة المناطق التي خسرها والتي استطاع ان يستعيد منها حوالي 70% في الأسبوع الأخير، وتحديداً في الايام الخمسة الأخيرة. في حال استطاع أن يستعيد الجزء المتبقي من هذه المنطقة، سيعود الوضع الى ما كان عليه قبل هجمات "داعش" الأخيرة، يشرح معربوني.
ويشير معربوني الى أن "داعش" يقوم منذ حوالي 14 شهراً بهجمات يومية على هذه المحاور ولم يستطع أن يحقق شيئاً قبل الهجمة الأخيرة التي قام بها بعد الغارة الأميركية منذ أشهر على جبل ثردة، الذي سيطر عليه "داعش"، وهو منطقة أساسية في حماية المطار والمناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وبالتالي، يضيف معربوني، حتى يوفر الجيش السوري حماية أفضل لمنطقة المطار وهامش هبوط وإقلاع من هذا المطار في كل الأوقات، عليه أن يستعيد جبل ثردة والمنطقة التي خسرها أخيراً. ويشير الى أن حركة المطار الآن تقتصر على الهبوط الإقلاع الليلي سواء بالطوافات العسكرية أو بطائرات النقل والطائرات الحربية، وهذا الوضع مستجد سيؤثر في مكان ما على عملية المدافعة طالما لم يستطع الجيش السوري حتى الآن أن يسترجع المناطق التي كان يسيطر عليها من قبل.
أما عن الوقت الذي يحتاجه الجيش السوري قبل استعادة دير الزور، يقول معربوني "لا أحد يستطيع أن يحدد وقتاً لاستمرار المعارك، فالمسألة مرتبطة بمجموعة من الشروط لا يمكن إلاّ للعاملين في الميدان بشكل مباشر معرفتها لأن مطار دير الزور هو ميدان مغلق الى حد ما والمعلومات التي ترد من هناك ترد بشكل حصري، وهو ما يختلف عن باقي الجبهات التي يتم الإطلاع على مجريات المعارك فيها. لذلك لا يمكن لأحد التنبّؤ في هذا الأمر".
المصدر :
سنا السبلاني
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة