يتصاعد الاقتتال بين الميليشيات المسلحة في إدلب بقيادة «حركة أحرار الشام الإسلامية» وجبهة النصرة الإرهابية (فتح الشام) ضمن جولة جديدة عنوانها السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا في إدلب وحلب، وسط تقدم للنصرة.

 

وفي ظل عمليات الاستقطاب التي تجري في إدلب إما باتجاه النصرة أو «أحرار الشام» أعلنت كل من النصرة والميليشيات القاعدية «نور الدين الزنكي» و«جيش السنة» و«أنصار الدين» و«لواء الحق» حل تشكيلاتهم واندماجهم تحت اسم «هيئة تحرير الشام»، على أن يكون قائدها هاشم الشيخ (أبو جابر)، وهو من أهالي مسكنة بريف حلب وكان يشغل منصب القائد السابق لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» حتى أيلول 2015.

 

في حين انضمت إلى «الأحرار» ميليشيات مثل «جيش المجاهدين» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«صقور الشام» وقطاع إدلب في «جيش الإسلام» وقطاع ريف حلب الغربي في «الجبهة الشامية»، حيث ستكون المعارك القادمة بين التشكيلين الرئيسين المنبثقين بعد عملية الاندماجات التي تحصل حالياً.

وبدا لافتاً أن ميليشيا «الزنكي» التي ارتكبت جريمة ذبح عناصرها للطفل الفلسطيني المريض والمدعومة تركياً، نحت باتجاه النصرة لتؤكد خلفيتها القاعدية، رغم كل ما أشيع من تعويل أنقرة على مشاركتها في عزل النصرة والحيلولة من سيطرتها على إدلب خصوصاً.

وكشفت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من الفريقين المتصارعين لـ«الوطن» أن حشوداً ضخمة وجهتها النصرة و«الأحرار» باتجاه المناطق الحدودية حيث المعابر غير الشرعية لتثبيت السيطرة عليها باعتبارها طرق الإمداد الوحيدة من تركيا التي تتدخل في الصراع الدائر لمصلحة «الأحرار»، حيث أمدتها بأسلحة ثقيلة عبر دركوش شمال غرب إدلب والتي وجهت النصرة باتجاهها تعزيزات عسكرية ضخمة لانتزاعها من «الأحرار» لكونها المنفذ الوحيد المتبقي لها بعد هيمنتها على خربة الجوز قرب جسر الشغور.

ولفتت المصادر إلى أن المعارك المقبلة بين «أحرار الشام» وحليفتها «صقور الشام» ستشتد مع النصرة في قرى وبلدات جبل الزاوية قبل أن تنتقل إلى ريف إدلب الشمالي الشرقي في الدانا وسرمدا، ثم إلى معبر أطمة فباب الهوى، والتي تسلط النصرة أنظارها لانتزاعه من حلفاء أنقرة (الأحرار) ومن يدور في فلكهم من الميليشيات التي انضمت إليها.

وفي ريف حلب الشمالي، أكد مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية» لـ«الوطن» أن فصائل حلب حشدت المزيد من القوات في بوابة السلامة الحدودية خشية تقدم النصرة نحوها بعد أن فقدت سيطرتها على أهم معاقلها في الريف الغربي وخصوصاً خان العسل، وفي الريف الشمالي كحريتان وكفر حمرا وعندان بعد ورود أنباء عن نيتها التوجه إلى البوابة الوحيدة المتبقية مع تركيا في حلب.

وفي إشارة إلى أن الصراع مستمر، أعلنت النصرة في بيان لها أمس رفضها مبادرة «أحرار الشام» لحل الخلاف الحاصل بين الجبهة والميليشيات، وفي المقابل حذرت «الأحرار» النصرة من مواصلة التحشيد العسكري والهجوم على مقراتها، مشيرةً إلى أنها «ستبدأ في رد الصيال على دماء عناصرها ومقراتها».

  • فريق ماسة
  • 2017-01-28
  • 16670
  • من الأرشيف

الاقتتال بين «النصرة» والميليشيات يتصاعد والمعابر مع تركيا الوجهة المقبلة

يتصاعد الاقتتال بين الميليشيات المسلحة في إدلب بقيادة «حركة أحرار الشام الإسلامية» وجبهة النصرة الإرهابية (فتح الشام) ضمن جولة جديدة عنوانها السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا في إدلب وحلب، وسط تقدم للنصرة.   وفي ظل عمليات الاستقطاب التي تجري في إدلب إما باتجاه النصرة أو «أحرار الشام» أعلنت كل من النصرة والميليشيات القاعدية «نور الدين الزنكي» و«جيش السنة» و«أنصار الدين» و«لواء الحق» حل تشكيلاتهم واندماجهم تحت اسم «هيئة تحرير الشام»، على أن يكون قائدها هاشم الشيخ (أبو جابر)، وهو من أهالي مسكنة بريف حلب وكان يشغل منصب القائد السابق لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» حتى أيلول 2015.   في حين انضمت إلى «الأحرار» ميليشيات مثل «جيش المجاهدين» و«تجمع فاستقم كما أمرت» و«صقور الشام» وقطاع إدلب في «جيش الإسلام» وقطاع ريف حلب الغربي في «الجبهة الشامية»، حيث ستكون المعارك القادمة بين التشكيلين الرئيسين المنبثقين بعد عملية الاندماجات التي تحصل حالياً. وبدا لافتاً أن ميليشيا «الزنكي» التي ارتكبت جريمة ذبح عناصرها للطفل الفلسطيني المريض والمدعومة تركياً، نحت باتجاه النصرة لتؤكد خلفيتها القاعدية، رغم كل ما أشيع من تعويل أنقرة على مشاركتها في عزل النصرة والحيلولة من سيطرتها على إدلب خصوصاً. وكشفت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من الفريقين المتصارعين لـ«الوطن» أن حشوداً ضخمة وجهتها النصرة و«الأحرار» باتجاه المناطق الحدودية حيث المعابر غير الشرعية لتثبيت السيطرة عليها باعتبارها طرق الإمداد الوحيدة من تركيا التي تتدخل في الصراع الدائر لمصلحة «الأحرار»، حيث أمدتها بأسلحة ثقيلة عبر دركوش شمال غرب إدلب والتي وجهت النصرة باتجاهها تعزيزات عسكرية ضخمة لانتزاعها من «الأحرار» لكونها المنفذ الوحيد المتبقي لها بعد هيمنتها على خربة الجوز قرب جسر الشغور. ولفتت المصادر إلى أن المعارك المقبلة بين «أحرار الشام» وحليفتها «صقور الشام» ستشتد مع النصرة في قرى وبلدات جبل الزاوية قبل أن تنتقل إلى ريف إدلب الشمالي الشرقي في الدانا وسرمدا، ثم إلى معبر أطمة فباب الهوى، والتي تسلط النصرة أنظارها لانتزاعه من حلفاء أنقرة (الأحرار) ومن يدور في فلكهم من الميليشيات التي انضمت إليها. وفي ريف حلب الشمالي، أكد مصدر معارض مقرب من «الجبهة الشامية» لـ«الوطن» أن فصائل حلب حشدت المزيد من القوات في بوابة السلامة الحدودية خشية تقدم النصرة نحوها بعد أن فقدت سيطرتها على أهم معاقلها في الريف الغربي وخصوصاً خان العسل، وفي الريف الشمالي كحريتان وكفر حمرا وعندان بعد ورود أنباء عن نيتها التوجه إلى البوابة الوحيدة المتبقية مع تركيا في حلب. وفي إشارة إلى أن الصراع مستمر، أعلنت النصرة في بيان لها أمس رفضها مبادرة «أحرار الشام» لحل الخلاف الحاصل بين الجبهة والميليشيات، وفي المقابل حذرت «الأحرار» النصرة من مواصلة التحشيد العسكري والهجوم على مقراتها، مشيرةً إلى أنها «ستبدأ في رد الصيال على دماء عناصرها ومقراتها».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة