دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لابد من نقاش مطول حول أسباب تقدم داعش في وسط سورية، تحديداً الجزء الشرقي من محافظة حمص، ولكن الآن لابد من التعليق على قيام تنظيم داعش بتفجير معمل غاز حيان،
الذي أعلن عنه اليوم. هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها تنظيم داعش بمثل هذا التكتيك الغريب. الملفت أن المرة الأولى كانت أيضاً في نفس المنطقة، تقريباً، في معمل غاز حقل الشاعر، في شهر آيار الماضي. لايعرف حجم الضرر الحقيقي في كل من الموقعين، الشاعر أو حيان. من الناحية المادية، كان مشروع معمل الغاز في حقل الشاعر قد تعرض لأضرار عدة مرات خلال هجمات تنظيم داعش عليه وخلال فترة سيطرته عليه، لهذا يصعب تقدير قيمة الخسائر المتراكمة. أما معمل غاز حيان فالمعروف أن قيمة المشروع قد ناهزت 300 مليون دولار، قبل الأزمة.
ولكن لماذا فجر التنظيم هذه المنشآت ولم يحاول الاستفادة منها؟ ولاسيما أن التوقع الذي كان سائداً هو أن التنظيم يعتمد على مثل هذه المنشآت للحصول على موارد مالية هامة جداً. تقديري الشخصي هو أن تنظيم داعش يراهن على أن تفجير هذه المنشآت يفقد تلك المناطق أهميتها بالنسبة للحكومة السورية وبالتالي لاتعود ذات أولوية في حشد القوات لاستعادتها: بطريقة ما يقوم تنظيم داعش بتنفيذ تكتيك دفاعي جديد وغير مسبوق؛ يهدف هذا التكتيك أيضاً لشراء الوقت وللتحضير لهجمات مقبلة. لابد من الإشارة هنا إلى أنه منذ أن نفذ التنظيم التفجير في حقل غاز شاعر لم تعد هناك حملات كبيرة لاستعادة تلك المنطقة. وهذا ما مكن تنظيم داعش من أن يبادر هو إلى حشد قواته للتقدم في تلك المنطقة والآن يعمل على تكرار نفس ذلك التكتيك. لقد بات من الواضح، على الأقل منذ بداية العام الماضي، أن تنظيم داعش يسعى للتقدم في هذه المنطقة وصولاً إلى الحدود اللبنانية، وبذلك يكون قد انتقل من "سورية غير المفيدة" إلى قلب "سورية المفيدة".
لابد من التساؤل أيضاً عن المصادر البديلة التي يستخدمها التنظيم لتعويض خسائره والاستمرار بالحرب، وخصوصاً بعد أن بدأ باللجوء إلى هذا التكتيك الغريب. هل لازالت تركيا تقوم بتقديم الدعم بطريقة ما لتنظيم داعش، وماذا عن حقيقة معارك الباب إذاً؟ وإذا ماكان طرف آخر يقوم بمثل هذه المهمة، فماهي الحدود البرية التي يمر الدعم منها؟ أسئلة كثيرة، وسيكون لنا نقاش مطول قريباً.
المصدر :
محمد صالح الفتيح
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة