كتب باتريك كوكبورن "Patrick Cockburn" مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" قال فيها أن "الحكومة التركية لا تعرف ما عليها القيام به" لوقف الهجمات الإرهابية.

 

ورجح الكاتب أن تستمر هذه الهجمات بالوتيرة نفسها "بصرف النظر عما تقوم به الحكومة"، لأن "داعش" - بنظره- أكبر من أن تقضي عليه الحكومة التركية، وفق الكاتب. كما أشار كوكبورن أن "داعش" متجذرٌ في تركيا، ويمكن أن يستخدم المسلحين في الداخل التركي أو إدخال القتلى إلى تركيا من الخارج، لافتاً الى أن التنظيم الإرهابي ربما استخدم هذا الأسلوب بالهجومين على الملهى الليلي ومطار أتاتورك. الكاتب قال أيضاً أن ما يميز الارهاب في تركيا عن غيرها هي الجهات العديدة التي ترتكب الهجمات الارهابية، وأتى في السياق على ذكر احدى فروع حزب العمال الكردستاني، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم أودى بحياة 44 شخصًا قبل ثلاثة أسابيع خارج ملعب كرة قدم في اسطنبول، وإلى أنه تم تحميل انصار فتح الله غولن مسؤولية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة. وعليه حذر الكاتب من ان جميع هذه الاطراف قوية، ولديها عناصر داخل وخارج تركيا، ولن توقف نشاطها في أي وقت قريب، وفق رأيه، كما لفت إلى أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا خلال العامين الماضيين لم تؤد إلى تضامن وطني بل إلى حالة استقطاب حادة بين القوى الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان، وتلك المعادية له، ما يشكل بيئة ملائمة لنمو الإرهاب.

 

وفي نفس السياق ، توقعت مجموعة "صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية" أن تشهد تركيا تكثيفاً للنشاط الإرهابي بعد الهجوم الاخير على الملهى الليلي في اسطنبول. وفي تقريرها اليومي، قالت المجموعة أن الوضع في تركيا مع بداية عام 2017 يختلف بشكلٍ كبير عن العام الذي سبقه، إذ إن المصالحة التركية مع موسكو جعلت تركيا أقرب الى الموقف الروسي في الحرب السورية.كما اضافت بأن هذا التحول في السياسة التركية يؤدي فقط إلى تغيير طبيعة التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" الإرهابي لتركيا. وأشارت المجموعة إلى أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أتاتورك في شهر حزيران/يونيو الماضي، جاء بعد يوم واحد من الاعتذار الذي قدمته تركيا إلى روسيا بسبب إسقاط الطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية مع تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015.كما لفتت الى ان عملية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة جاء عقب صدور تقارير بأن اجتماعًا سيعقد بين تركيا وإيران وروسيا لبحث الملف السوري. كذلك تناولت المجموعة معلومات أفادت بأن منفذ الهجوم على الملهى الليلي "رينا" هو من قيرغيزستان، لافتة إلى أن منفذي الهجوم على مطار أتاتورك يعتقد أنهم كانوا أيضًا من جمهوريات سوفياتية سابقة. وتابعت بأن سياسة تركيا التي تسمح لمواطني دول آسيا الوسطى والتي تحوي أعدادًا كبيرة من التركمانيين الدخول الى أراضيها دون تأشيرة، تجعلها تستقطب العديد من المسافرين،"بمن فيهم على الأرجح الأعداد الكبيرة من المتطرفين في الجمهوريات السوفياتية السابقة".

  • فريق ماسة
  • 2017-01-07
  • 12138
  • من الأرشيف

الهجمات الارهابية في تركيا ستستمر ..والحكومة التركية لا تعرف ما عليها القيام به؟

كتب باتريك كوكبورن "Patrick Cockburn" مقالة نشرتها صحيفة "الاندبندنت" قال فيها أن "الحكومة التركية لا تعرف ما عليها القيام به" لوقف الهجمات الإرهابية.   ورجح الكاتب أن تستمر هذه الهجمات بالوتيرة نفسها "بصرف النظر عما تقوم به الحكومة"، لأن "داعش" - بنظره- أكبر من أن تقضي عليه الحكومة التركية، وفق الكاتب. كما أشار كوكبورن أن "داعش" متجذرٌ في تركيا، ويمكن أن يستخدم المسلحين في الداخل التركي أو إدخال القتلى إلى تركيا من الخارج، لافتاً الى أن التنظيم الإرهابي ربما استخدم هذا الأسلوب بالهجومين على الملهى الليلي ومطار أتاتورك. الكاتب قال أيضاً أن ما يميز الارهاب في تركيا عن غيرها هي الجهات العديدة التي ترتكب الهجمات الارهابية، وأتى في السياق على ذكر احدى فروع حزب العمال الكردستاني، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم أودى بحياة 44 شخصًا قبل ثلاثة أسابيع خارج ملعب كرة قدم في اسطنبول، وإلى أنه تم تحميل انصار فتح الله غولن مسؤولية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة. وعليه حذر الكاتب من ان جميع هذه الاطراف قوية، ولديها عناصر داخل وخارج تركيا، ولن توقف نشاطها في أي وقت قريب، وفق رأيه، كما لفت إلى أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا خلال العامين الماضيين لم تؤد إلى تضامن وطني بل إلى حالة استقطاب حادة بين القوى الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان، وتلك المعادية له، ما يشكل بيئة ملائمة لنمو الإرهاب.   وفي نفس السياق ، توقعت مجموعة "صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية" أن تشهد تركيا تكثيفاً للنشاط الإرهابي بعد الهجوم الاخير على الملهى الليلي في اسطنبول. وفي تقريرها اليومي، قالت المجموعة أن الوضع في تركيا مع بداية عام 2017 يختلف بشكلٍ كبير عن العام الذي سبقه، إذ إن المصالحة التركية مع موسكو جعلت تركيا أقرب الى الموقف الروسي في الحرب السورية.كما اضافت بأن هذا التحول في السياسة التركية يؤدي فقط إلى تغيير طبيعة التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" الإرهابي لتركيا. وأشارت المجموعة إلى أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أتاتورك في شهر حزيران/يونيو الماضي، جاء بعد يوم واحد من الاعتذار الذي قدمته تركيا إلى روسيا بسبب إسقاط الطائرة الحربية الروسية على الحدود السورية مع تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015.كما لفتت الى ان عملية اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة جاء عقب صدور تقارير بأن اجتماعًا سيعقد بين تركيا وإيران وروسيا لبحث الملف السوري. كذلك تناولت المجموعة معلومات أفادت بأن منفذ الهجوم على الملهى الليلي "رينا" هو من قيرغيزستان، لافتة إلى أن منفذي الهجوم على مطار أتاتورك يعتقد أنهم كانوا أيضًا من جمهوريات سوفياتية سابقة. وتابعت بأن سياسة تركيا التي تسمح لمواطني دول آسيا الوسطى والتي تحوي أعدادًا كبيرة من التركمانيين الدخول الى أراضيها دون تأشيرة، تجعلها تستقطب العديد من المسافرين،"بمن فيهم على الأرجح الأعداد الكبيرة من المتطرفين في الجمهوريات السوفياتية السابقة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة