دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
دعا الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم في مجلس الأمن كل من فرنسا و بريطانيا إلى إطلاق تسمية أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإرهابية و أبو بكر البغدادي زعيم داعش على شارعين في باريس ولندن تخليداً لمساهمتهما في العمل الإنساني في حلب..
وفيا يلي النص الكامل للكلمة النارية للدكتور بشار الجعفري في جلسة مجلس الأمن حول حلب:
إلى كل الذين تراودهم أحلام اليقظة بدفن سورية..تماما كما كانوا قد حلموا بدفن العراق و ليبيا واليمن..ولكنهم عندما يهجعون للنوم..أنا متأكد أنه ستلاحقهم الكوابيس واللعنات السورية والعراقية والليبية والفلسطينية ..
منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية المفروضة على بلادي سورية تتداعى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والتي باتت تستحق بجدارة لقب "الفرسان الثلاثة المدافعين عن الإرهاب" ويا ليتهم يقتدون بشخصية دون كيشوت لانها شخصية نبيلة كانت تدافع عن العدالة الإنسانية..
تتداعى هذه الدول إلى جانب دول أخرى من خارج هذا المجلس مثل تركيا و قطر والسعودية إلى عقد الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية والمشاورات الجانبية بصيغها المختلفة وطرح مشاريع قرارات الواحد تلو الآخر بطريقة أدت إلى خروج الأمم المتحدة عن أهم مبادئها ومقاصدها في حفظ السلم والأمن الدوليين لتصبح بممارسات البعض الخاطئة منبرا وأداة للدفاع عن الإرهاب في سورية وحمايته والترويج له وتقويض التوافق الدولي حول مكافحته ولن نفاجأ إذا استمر الحال على ذلك أن ترشح حكومات هذه الدول الإرهابيين من أمثال جوني البريطاني وأبو مرة الفرنسي وأبو المقداد التركي وعبد الله المحيسني السعودي و أبو عبد الرحمن الكندي ونضيف إليهم من ذكرتهم زميلتي المندوبة الأمريكية قبل قليل وأسمه أبو جعفر من حلب " كما قالت" أن ترشحهم لنيل جائزة نوبل للسلام أو أن تقترح حكومتا فرنسا وبريطانيا إطلاق إسمي أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة و أبو بكر البغدادي زعيم داعش على شارعين في باريس ولندن تخليداً لمساهمتهما في العمل الإنساني في حلب وتعزيز الديمقراطية وحماية المدنيين.
ونسأل الفرسان الثلاثة اليوم عن صوتهم المختفي وموقفهم المخزي من قصف المشفى الميداني الروسي اليوم وقتل طبيبتين روسيتين وجرح عاملين ومرضى فيه من قبل الإرهابيين المعتدلين ممن يدافع عنهم هؤلاء داخل مجلس الأمن وخارجه قولا وفعلاً.
إن هذا المشفى الميداني الروسي مخصص لإسعاف وعلاج المدنيين الأبرياء الذين حررهم الجيش السوري وحلفاؤه من تحت قبضة إرهابيي جبهة النصرة الذين كانوا يحتجزونهم كدروع بشرية وهي الحقيقية الثابتة منذ دخول الإرهابيين إلى حلب في صيف العام 2012 والذي استطاع مبعوثان أمميان أن يعترفا بها أخيراً .
إن تحرير ما يقارب المئة ألف مدني من سكان حلب التي تسمونها بحلب الشرقية بما فيهم عشرات الآلاف من الأطفال لم يكن في يوم الأيام جزء من خطط حكومات الفرسان الثلاثة وأتباعهم وإلا لكانت هذه الحكومات رحبت بإنجازات الجيش السوري وحلفائه الذين يحاربون الإرهاب في سورية نيابة عن دول العالم كافة، بعد أن بات خطر الإرهاب يهدد كل زاوية في أنحاء هذا العالم بسبب السياسات الرعناء والابتزاز السياسي الرخيص الذي تمارسه حكومات هذه الدول.
لن أكرر على مسامعكم أيها السادة ما يعانيه أهلنا في مدينة حلب بسبب ممارسة الجماعات الإرهابية ولا القصص المروعة التي رواها أهلنا المحررون بسبب بطش هذه الجماعات وإجرامها ولكنني أؤكد لكم بأن حكومة بلادي بدعم من حلفائها لن تستلم لمحاولات هذه الدول الثلاث وأدواتها لاستغلال مجلس الأمن في دعم الإرهابيين في سورية ولن تخذل أهلنا في حلب ولن تتوانى عن ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في طرد الإرهابيين من حلب ومن كل بقعة على الأرض السورية وفي انقاذ السوريين من ويلات و ممارسات هذه المجموعات وذلك انسجاما مع القانون الدولي و تطبيقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة في مكافحة الإرهاب شأننا في ذلك شأن أي دولة عضو متمسكة بممارسة سيادتها في هذه المنظمة الدولية.
لقد التزمت حكومة الجمهورية العربية السورية وحلفاؤها بكافة فرص التهدئة السابقة حرصا منها على حياة المدنيين السوريين لكن ذلك لم يكن إلا فرصة للجماعات الإرهابية وبدعم وبتوجيه من مشغليها من الدول الأعضاء في هذا المجلس وخارجه من أجل إعادة تجميع قواها و مقاتليها الإرهابيين وتلقي المزيد من السلاح و الإمدادات العسكرية والبشرية واللوجستية من أجل استكمال جرائمها بحق الشعب السوري، وفي هذا السياق فإن السؤال الذي بات الشعب السوري و الرأي العام العالمي الحر يطرحه باستمرار هو" هل سبق في أي مكان أو زمان في هذا العالم أن فرض مجلس الأمن بقرار منه هدنة مع الإرهابيين تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم وتعزيز تسلحهم عدة و عدداً...
في مواجهة هذا الابتزاز السياسي الرخيص الذي يمارسه الفرسان الثلاثة فإن الحكومة السورية بدعم من حلفائها لم تدخر جهداً منذ الأيام الأولى في حربها ضد الإرهاب في احترامها القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين و ممارسة واجبها في تقديم المساعدات لكافة المحتاجين السوريين وكان آخرها كما تعرفون فتح المعابر أمام المدنيين في حلب لتسهيل خروجهم كما أنها منحت الفرصة للمسلحين لترك أسلحتهم من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة وذلك في مقابل تخلي المنظمات الدولية الذين لطالما تباكوا أمام هذا المجلس تخليهم عن تقديم أي شيء لمساعدة أهلنا الذين حررهم الجيش السوري من الإرهاب في حلب حتى هذه الساعة.
لقد بات حريا على الدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن لا تنساق وراء المحاولات الحثيثة لبعض الدول الأعضاء من داخل هذا المجلس وخارجه من أجل اعتماد قرارات لا تخدم في النهاية إلا تقوية الإرهاب و تعزيزه في سورية وهو أمر لن تسلم منه إي دولة عضو في هذه المنظمة.
وأؤكد على كل من يدعي حرصه على تحقيق مصلحة الشعب السوري سواء في تخفيف معاناته الإنسانية أو التوصل إلى حل سياسي بقيادة السوريين أنفسهم "كما تقولون أنتم" أو القضاء على آفة الإرهاب فعليه أن يطرق باب الحكومة السورية والعنوان معروف للجميع.
ختاماً إن حكومة دولة دائمة العضوية في هذا المجلس يدافع وزير خارجيتها عن قتل الطائرات السعودية لآلاف المدنيين في اليمن وتدمير هذا البلد لا يمكن أن تكون في موقع يؤهلها لتوجيه الإتهامات الباطلة للآخرين لقد قال وزير الخارجية البريطانية اليوم:" أن السعودية لم تتجاوز أي خطوط حمراء في اليمن وأن بلاده ستستمر في تزويد السعودية بالسلاح والمشورة في حربها على اليمن" هذا حرفيا ما قاله وزير الخارجية البريطاني على الرغم مما يشهده العالم بأسره من قصف للمستشفيات وقتل للمدنيين و تخريب للبنى التحتية في اليمن.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة