دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انضمت الصين مجددا إلى روسيا في التصويت ضد مشروع قرار غربي حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد أن أثار امتناعها عن التصويت قبل شهرين، تساؤلات حول احتمال تعديل موقفها.
وفشل مشروع القرار الجديد الذي أعدته نيوزلندا ومصر وإسبانيا القاضي بإحلال هدنة في حلب وإيصال المساعدات، فشل خلال التصويت في مجلس الأمن، الاثنين 5 ديسمبر/كانون الأول، وهو سادس مشروع قرار دولي بشأن سوريا يسقط بسبب الفيتو الروسي منذ عام 2011.
ويبدو أن الحديث لا يدور عن تخلي بكين عن موقفها من الأزمة السورية، نظرا لبدئها تقديم مساعدات عسكرية لدمشق في الآونة الأخيرة. لكن قد يكون الموقف الصيني بالأمم المتحدة، مرتبطا بالتحولات المنتظرة الكبرى في العلاقات بين كل من موسكو وبكين مع واشنطن بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل. وربما تكون عودة بكين لدعم الفيتو الروسي خلال التصويت الأخير جزءا من هذه اللعبة الكبرى، إذ تسعى الصين للاحتفاظ بمكانتها كلاعب مهم فيما يخص التسوية السورية واستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط بشكل عام.
وكانت موسكو قد أعربت، الاثنين 5 ديسمبر/كانون الأول، على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، عن دهشتها من طرح مشروع القرار الجديد حول حلب للتصويت، في الوقت الذي شهدت فيه الجهود الروسية الأمريكية انفراجا جديدا.
يذكر أن مشروع القرار كان يتضمن دعوة إلى هدنة فورية في حلب لمدة 7 أيام. لكن لافروف اعتبر المشروع عديم الفائدة، موضحا أنه، في حال توصل الخبراء الروس والأمريكيين إلى اتفاق نهائي ينهي أزمة حلب، سيتم إحلال هدنة في المدينة مباشرة، بالإضافة إلى نقل المساعدات الإنسانية إليها.
وازداد الغموض حول الجهة التي وقفت وراء طرح هذا المشروع المحكوم عليه مسبقا بالفشل للتصويت، بعد أن أعلنت مصر فيما بعد ، وهي كانت من مؤلفي نص المشروع، أن قرار طرحه على مجلس الأمن كان إجراء سابقا لآوانه اتخذ تلبية لطلب من دول أخرى. وأفادت القاهرة بأنها كانت تفضل مواصلة التشاور حول مشروع القرار بشأن وقف القتال في حلب.
بدورها، قدمت الصين تفسيرا لتصويتها ضد المشروع، على الرغم من إقرارها بأنه “يتضمن إجراءات معينة لتخفيف معاناة المدنيين في سوريا”.
وقال المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه في أعقاب التصويت: “أعضاء مجلس الأمن بذلوا جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى توافق. وكان بإمكاننا مواصلة هذه الجهود، لكي يتحدث مجلس الأمن بصوت واحد، ومن أجل تجنب تسييس القضايا الإنسانية”.
وشدد على ضرورة حفاظ مجلس الأمن على وحدة الصف، فيما يخص تسوية الأزمة السورية، داعيا إلى تضافر الجهود للعب دور بناء في التوصل إلى حل سياسي في أقرب وقت.
ويبدو أن الموقف الصيني في مجلس الأمن، هو جزء من المعضلة المعقدة التي تشكلت حول الأزمة السورية، مع قرب انتهاء صلاحيات الإدارة الأمريكية الحالية، إذ يبذل جميع اللاعبين على الساحة، جهودا متسارعة لتقوية مواقفهم قبل تغيير قواعد اللعبة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة