لم يثن تواصل سقوط القذائف على أحياء العاصمة دمشق لليوم الثاني مساعي التهدئة في حلب، حيث أجرت الجهات المعنية في المدينة «بروفات» خاصة بإخراج دفعات من مسلحي أحيائها الشرقية عبر معبرين مبدئياً،

 

 استباقاً لجهود تبذل على هذا الصعيد من لجنة المصالحة الوطنية في المحافظة وفعاليات أهلية دخلت على الخط وأفسحت المجال واسعاً أمام تواصل المسلحين وذويهم الراغبين بمغادرة تلك الأحياء.

 

وعلمت «الوطن» من مصادر خاصة أن أكثر من ألفي مسلح مع عائلاتهم تواصلوا مع المعنيين بالأمر خلال الأيام الأخيرة بغية تأمين مرور آمن لهم عبر المعابر الإنسانية التي حددتها المحافظة إلى أحياء المدينة الغربية، على أن يتم الاتفاق حول وجهتهم في مفاوضات انتعشت الآمال بقرب تحقيق نتائج مرجوة منها، مدفوعة بزيادة الضغط الشعبي على المسلحين الذين تآكلت حاضنتهم وخرجت في مظاهرات منددة بحضورهم المسلح شرقي المدينة، التي صمم الجيش العربي السوري على إحكام سيطرته عليها وحقق فيها إنجازات لافتة.

وأوضحت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من ميليشيات معارضة شرقي حلب لـ«الوطن» أن فرصة إنجاز مصالحات وطنية للمسلحين مع الجيش نالت أخيراً حظاً جيداً من فرص النجاح وصلت إلى نسبة 50 بالمئة في ظل نية وعزم بعض الميليشيات تسوية أوضاعها مقابل تعنت، وتخوف بعضها الآخر من اتخاذ الخطوة خشية بطش «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والتي توعدت بتصفية من يقدم على هذه الخطوة.

ولم يسبق أن شهدت حلب أي مصالحات وطنية من قبل جراء إجهاض الميليشيات المتشددة والإرهابية لأي مبادرة على هذا الصعيد، كما حدث الأسبوع الماضي أثناء محاولة مجموعة من المسلحين تجاوز معبر حي صلاح الدين إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، لكن خبراء عسكريين رأوا في حديث لـ«الوطن» أن من شأن إحداث خرق مهم في هذا الملف الشائك والمعقد أن يفتح الباب عريضاً أمام تحقيق مبادرات شبيهة قد تفضي بتسوية أوضاع المسلحين في جميع الأحياء وخصوصاً الواقعة على خطوط التماس مثل سيف الدولة وصلاح الدين وبستان الباشا وكرم الجبل وبستان القصر وغيرها.

وليل أمس كثفت حوامات الجيش إلقاء المنشورات فوق الأحياء الشرقية من المدينة والتي تدعو المسلحين إلى التغلب على مخاوفهم وعبور المنافذ لتسوية أوضاعهم أو تأمين ممرات آمنة إلى مناطق أخرى مثل إدلب أسوة بمسلحي حي الوعر الحمصي ومدن داريا وقدسيا بريف دمشق.

ولفت مصدر خاص لـ«الوطن» إلى أن الحوامات ألقت بالإضافة إلى المنشورات الأعلام السورية وصوابين وشفرات حلاقة، في ظل ورود معلومات عن حلق الكثير من مسلحي تلك الأحياء لحاهم استعداداً لتسوية أوضاعهم أو الدخول في مصالحات كما في حيي الحيدرية ومساكن هنانو وبعيدين والهلك.

وصعد المسلحون الرافضون للتسويات أمس بإطلاق قذائفهم الصاروخية على أحياء المدينة الآمنة وحظيت محلة المنشية في مركز المدينة لوحدها بـ5 شهداء مدنيين ارتقوا بقذائف مسلحي حلب القديمة على حين جرح أكثر من 35 آخرين في أنحاء متفرقة من المدينة.

وفي دمشق نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة، أن قذيفتي هاون أطلقها إرهابيو ميليشيا «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» صباح أمس، سقطتا على حي مزة 86 السكني وأسفرتا عن إصابة طفل عمره 5 سنوات، كما أصابت قذيفة ثالثة أحد المنازل بمنطقة الحميدية في دمشق القديمة وألحقت أضراراً مادية فيه، في حين تسبب سقوط قذيفتي هاون في حي المزرعة بوقوع أضرار مادية بالممتلكات.

  • فريق ماسة
  • 2016-10-12
  • 13785
  • من الأرشيف

الحوامات مهدت بإلقاء مناشير وأعلام الوطن.. «بروفات» في حلب لإخراج مسلحين من الأحياء الشرقية

 لم يثن تواصل سقوط القذائف على أحياء العاصمة دمشق لليوم الثاني مساعي التهدئة في حلب، حيث أجرت الجهات المعنية في المدينة «بروفات» خاصة بإخراج دفعات من مسلحي أحيائها الشرقية عبر معبرين مبدئياً،    استباقاً لجهود تبذل على هذا الصعيد من لجنة المصالحة الوطنية في المحافظة وفعاليات أهلية دخلت على الخط وأفسحت المجال واسعاً أمام تواصل المسلحين وذويهم الراغبين بمغادرة تلك الأحياء.   وعلمت «الوطن» من مصادر خاصة أن أكثر من ألفي مسلح مع عائلاتهم تواصلوا مع المعنيين بالأمر خلال الأيام الأخيرة بغية تأمين مرور آمن لهم عبر المعابر الإنسانية التي حددتها المحافظة إلى أحياء المدينة الغربية، على أن يتم الاتفاق حول وجهتهم في مفاوضات انتعشت الآمال بقرب تحقيق نتائج مرجوة منها، مدفوعة بزيادة الضغط الشعبي على المسلحين الذين تآكلت حاضنتهم وخرجت في مظاهرات منددة بحضورهم المسلح شرقي المدينة، التي صمم الجيش العربي السوري على إحكام سيطرته عليها وحقق فيها إنجازات لافتة. وأوضحت مصادر معارضة متقاطعة مقربة من ميليشيات معارضة شرقي حلب لـ«الوطن» أن فرصة إنجاز مصالحات وطنية للمسلحين مع الجيش نالت أخيراً حظاً جيداً من فرص النجاح وصلت إلى نسبة 50 بالمئة في ظل نية وعزم بعض الميليشيات تسوية أوضاعها مقابل تعنت، وتخوف بعضها الآخر من اتخاذ الخطوة خشية بطش «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والتي توعدت بتصفية من يقدم على هذه الخطوة. ولم يسبق أن شهدت حلب أي مصالحات وطنية من قبل جراء إجهاض الميليشيات المتشددة والإرهابية لأي مبادرة على هذا الصعيد، كما حدث الأسبوع الماضي أثناء محاولة مجموعة من المسلحين تجاوز معبر حي صلاح الدين إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، لكن خبراء عسكريين رأوا في حديث لـ«الوطن» أن من شأن إحداث خرق مهم في هذا الملف الشائك والمعقد أن يفتح الباب عريضاً أمام تحقيق مبادرات شبيهة قد تفضي بتسوية أوضاع المسلحين في جميع الأحياء وخصوصاً الواقعة على خطوط التماس مثل سيف الدولة وصلاح الدين وبستان الباشا وكرم الجبل وبستان القصر وغيرها. وليل أمس كثفت حوامات الجيش إلقاء المنشورات فوق الأحياء الشرقية من المدينة والتي تدعو المسلحين إلى التغلب على مخاوفهم وعبور المنافذ لتسوية أوضاعهم أو تأمين ممرات آمنة إلى مناطق أخرى مثل إدلب أسوة بمسلحي حي الوعر الحمصي ومدن داريا وقدسيا بريف دمشق. ولفت مصدر خاص لـ«الوطن» إلى أن الحوامات ألقت بالإضافة إلى المنشورات الأعلام السورية وصوابين وشفرات حلاقة، في ظل ورود معلومات عن حلق الكثير من مسلحي تلك الأحياء لحاهم استعداداً لتسوية أوضاعهم أو الدخول في مصالحات كما في حيي الحيدرية ومساكن هنانو وبعيدين والهلك. وصعد المسلحون الرافضون للتسويات أمس بإطلاق قذائفهم الصاروخية على أحياء المدينة الآمنة وحظيت محلة المنشية في مركز المدينة لوحدها بـ5 شهداء مدنيين ارتقوا بقذائف مسلحي حلب القديمة على حين جرح أكثر من 35 آخرين في أنحاء متفرقة من المدينة. وفي دمشق نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة، أن قذيفتي هاون أطلقها إرهابيو ميليشيا «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» صباح أمس، سقطتا على حي مزة 86 السكني وأسفرتا عن إصابة طفل عمره 5 سنوات، كما أصابت قذيفة ثالثة أحد المنازل بمنطقة الحميدية في دمشق القديمة وألحقت أضراراً مادية فيه، في حين تسبب سقوط قذيفتي هاون في حي المزرعة بوقوع أضرار مادية بالممتلكات.

المصدر : الماسة السورية/ الوط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة