عنوان مقالتي هو لسؤال طرحه أحد كبار الصحفيين في صحف النفط، والغاز بتاريخ 29/8/2016، ولا أدري إن كان طرح السؤال هو من باب محبة عربي لسورية كما قال صاحب المقال أم من باب التشفي،

 

أم من باب الشفقة على حال السوريين، وخاصة أن محاولة المقارنة بين الماضي، حين كانت سورية كما قال هي العقدة دائماً، والمفتاح أحياناً، والواقع الراهن والصعب الذي تمر به سورية حين تحولت برأيه إلى ملعب للآخرين يقرر فيها الروسي، والإيراني والأميركي، والتركي، والبريطاني، والفرنسي؟ هدفها الوصول إلى مجموعة تساؤلات قد تبدو لي أنها خبيثة، ومطلوب تمريرها في مقالة، ومنها:

 

– أين سورية السورية العربية؟

– إن جميع شظايا السيادة السورية من تحت الركام، والأعلام قد يستلزم دهراً، وأكثر؟

– ينكسر قلب العربي حين يدقق في المشهد السوري؟

– مشهد استثنائي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية؟

– تكاد سورية تغيب عن الخريطة، ويواصل سيرغي لافروف: متعة الاصطياد في بحيرة الدم؟

– كآبة بان كي مون لن تغسل العار الذي يظلل منظمة العجز الدولي؟

– يتهامس كثيرون اليوم أن سورية السورية قد قتلت، وأن الحل هو بتوزيع سورية بين المكونات، ولو تحت تسميات خجولة، وتوزيعها أيضاً مناطق نفوذ للقوى الدولية، والإقليمية، وهذا شديد الخطورة على سورية، والمنطقة معاً؟

– يغضب السوريون من الحديث عن مصرع سورية السورية، لكنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن المذبحة غيرت البشر، والحجر؟

– إن من حق أي عربي محب لسورية أن يطرح سؤالاً وقحاً، وبسيطاً هو: أين سورية؟

– لقد تقصدت أن أستخرج من مقال هذا (المحب لسورية) كما يقول أهم التساؤلات البريئة، وغير البريئة، لأطرح أيضاً على طريقته أسئلة وقحة وبسيطة:

هل ما حدث في سورية التي يتباكون عليها هو بفعل سوء إدارة، أم نتيجة مؤامرة كونية (كتب عنها الغرب) أكثر مما كتب عنها صحفيو النفط، والغاز الذين يقتصر دورهم على الهمس، واللمز لواقع جديد يعرفون أسبابه؟

كم دفعت أنظمة العار العربي بمن فيهما مملكة الوهابية السعودية، ومشيخة قطر من مليارات الدولارات لتدمير سورية العربية بلذة تشبه لذة الضباع حين ينقضون على فريسة؟

كم كذب إعلام النفط، والغاز، ومنها صحيفة هذا المحب لسورية، حول حقيقة ما يجري فيها حين قدم سردية (الديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان، والكرامة) على أنها الدافع، والمحرك لما يحدث في سورية، وليس مخططاً تقوده غرف عمليات عسكرية، استخباراتية، وإعلامية، ودبلوماسية لتدمير سورية العربية؟

هل سأل هذا المحب لسورية كم عدد الإرهابيين المتعددي الجنسية الذين تم إيفادهم إلى سورية للقيام بمهمة تدميرها، الغرب يتحدث عن (360) ألف إرهابي بين نيسان/2011 حتى نهاية عام 2015.

من المملكة الوهابية وحدها قَدِمَ أكثر من (25) ألف مجرم وهابي، فهل بإمكان هذا المحب لسورية أن ينشر هذه الأرقام في صحيفته؟

هل كآبة بان كي مون وحدها لن تغسل العار الذي يُظلل منظمة العجز الدولي أم كآبة نبيل العربي، وغير المأسوف عليه سعود الفيصل، وحمد بن جاسم، وشهود الزور العرب الآخرين الذين كانوا يبصمون على قرارات منظمة الشلل العربي بحصار سورية، وشعبها، وعروبتها بكل وقاحة، وقلة أدب- وانبطاح أمام ناظري الخارجية الأميركية حتى تحولت (جامعة الشلل العربي) إلى مجرد (قسم تعقيب قرارات) للولايات المتحدة الأميركية؟

من سيغسل عار العرب، وتآمرهم على سورية جهاراً نهاراً؟ ومن سيغسل دناءة هؤلاء الأعراب في تمويل، وتسليح القتلة، والمجرمين من كل أنحاء العالم بمليارات الدولارات التي كانت كافية لتطوير وتنمية أكثر من بلد عربي؟

ينكسر قلب العربي ليس فقط حين يدقق في المشهد السوري- كما قال (المحب لسورية)، ولكن أيضاً حين يدقق في المشهد الليبي، واليمني، والسوداني، واللبناني، والعراقي، حتى السعودي الذي تحول إلى خنجر يطعن العرب بلداً بلداً ويزور تل أبيب جهاراً نهاراً، ويحرم المسلمين من الحج حسب مواقفهم السياسية ويقتل أطفال اليمن، ونساءها، وحضاراتها بعنجهية، وصلف، وتكبر حتى يكاد يصل إلى حافة الإفلاس الاقتصادي دون أن يرتوي من دماء العرب، والمسلمين؟

الحقائق الكثيرة التي لا يتجرأ هذا (المحب لسورية) أن يكتب عنها هو أن ما حصل لسورية، وشعبها هو أكبر كارثة إنسانية ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأن تهامس الكثيرين من أن سورية السورية قد قتلت، وأن الحل هو بتوزيع سورية بين المكونات ليست إلا وصفة صهيونية أميركية يروج لها، وأن سورية السورية ما تزال موجودة، قائمة شامخة بشعبها، وجيشها، وقائدها أمام مشروع اليأس العربي ومحاولات البعض عبر الهمس فرض المحاصصات بكل أشكالها كنموذج يدفع به دفعاً لسورية كما هو حال العراق، ولبنان.

لا نغضب أبداً ممن يحبون سورية، ويطرحون أسئلتهم البسيطة الوقحة، ونعرف حجم التحديات التي تواجهنا، وهي جسيمة، وكبيرة، وليست سهلة على الإطلاق، ولكننا نعرف أيضاً أن سورية ستبقى هي سورية لأن الشعب، والجيش الذي تحدى أكبر مجزرة يتعرض لها بلد بعد الحرب العالمية الثانية، والمواطنون الذين يذهبون إلى المدرسة، والجامعة والمتجر، والمسرح، والجامع، والكنيسة، ويتحدون الموت، ومشروعات الإرهاب المتنقل الممولة من ممالك النفط والغاز، ونواطيره، سوف ينهضون ببلدهم الذي يحبونه، والذي سيبقى سورية السورية، وسورية العربية، وأما القلق من الروسي، والإيراني، وحزب اللـه فنقول لكم إن حذاء أي جندي منهم أشرف من أشرفكم- يا أيها المتباكون والحريصون على سورية، والمحبون لها ظاهراً والمتمنون من كلامكم وكتاباتكم أن تنشق الأرض وتبتلعها..

محبو سورية كُثر، أما للإجابة عن سؤال (أين سورية؟) فإن:

– اقتراحي لمن يدعون محبة سورية أن يتجرؤوا مرة لزيارتها أثناء محنتها ليروا بأم عينهم مشاعر هذا الشعب،، وصلابته، وعنفوانه وموقفه تجاه مشروعات المحاصصات التي يتهامسون حولها، وليروا إرادة هذا الشعب، الذي يقدم الشهداء يومياً لمنع أوطان الكانتونات الإثنية، والإمارات الطائفية المذهبية الوهابية المدعومة من قصور آل سعود، وأسيادهم في تل أبيب، وواشنطن.

لا تحزنوا على سورية بل احزنوا على أنفسكم لأنكم تحولتم إلى أقلام بأسماء كبيرة تعتاشون على فتات نواطير النفط والغاز، لتحدثونا عن السياسة، وفنونها، والديمقراطية وأشكالها، والدساتير وأنماطها، والأوطان ومستقبلها، من دون أن تتجرؤوا مرة، ولو بصحوة ضمير لتكتبوا لنا في صحفكم التي تعتاشون منها عن ديمقراطية، ودستور، وسياسة آل سعود، وحقدهم الذي لن ينتهي إلا بانتهاء وجودهم.

– أما سورية السورية، والعربية فهي ستبقى- كما سيفها الدمشقي شامخة- أبية- مقاومة مهما حل بها من مصائب، ونوائب، ونحن نعرف، وندرك ذلك، أما الحزن، والأسى فهو دائماً عليكم يا من تكذبون على أنفسكم، وعلى الآخرين.

  • فريق ماسة
  • 2016-08-31
  • 12495
  • من الأرشيف

أين سورية السورية العربية؟

عنوان مقالتي هو لسؤال طرحه أحد كبار الصحفيين في صحف النفط، والغاز بتاريخ 29/8/2016، ولا أدري إن كان طرح السؤال هو من باب محبة عربي لسورية كما قال صاحب المقال أم من باب التشفي،   أم من باب الشفقة على حال السوريين، وخاصة أن محاولة المقارنة بين الماضي، حين كانت سورية كما قال هي العقدة دائماً، والمفتاح أحياناً، والواقع الراهن والصعب الذي تمر به سورية حين تحولت برأيه إلى ملعب للآخرين يقرر فيها الروسي، والإيراني والأميركي، والتركي، والبريطاني، والفرنسي؟ هدفها الوصول إلى مجموعة تساؤلات قد تبدو لي أنها خبيثة، ومطلوب تمريرها في مقالة، ومنها:   – أين سورية السورية العربية؟ – إن جميع شظايا السيادة السورية من تحت الركام، والأعلام قد يستلزم دهراً، وأكثر؟ – ينكسر قلب العربي حين يدقق في المشهد السوري؟ – مشهد استثنائي في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية؟ – تكاد سورية تغيب عن الخريطة، ويواصل سيرغي لافروف: متعة الاصطياد في بحيرة الدم؟ – كآبة بان كي مون لن تغسل العار الذي يظلل منظمة العجز الدولي؟ – يتهامس كثيرون اليوم أن سورية السورية قد قتلت، وأن الحل هو بتوزيع سورية بين المكونات، ولو تحت تسميات خجولة، وتوزيعها أيضاً مناطق نفوذ للقوى الدولية، والإقليمية، وهذا شديد الخطورة على سورية، والمنطقة معاً؟ – يغضب السوريون من الحديث عن مصرع سورية السورية، لكنهم يدركون في قرارة أنفسهم أن المذبحة غيرت البشر، والحجر؟ – إن من حق أي عربي محب لسورية أن يطرح سؤالاً وقحاً، وبسيطاً هو: أين سورية؟ – لقد تقصدت أن أستخرج من مقال هذا (المحب لسورية) كما يقول أهم التساؤلات البريئة، وغير البريئة، لأطرح أيضاً على طريقته أسئلة وقحة وبسيطة:  هل ما حدث في سورية التي يتباكون عليها هو بفعل سوء إدارة، أم نتيجة مؤامرة كونية (كتب عنها الغرب) أكثر مما كتب عنها صحفيو النفط، والغاز الذين يقتصر دورهم على الهمس، واللمز لواقع جديد يعرفون أسبابه؟  كم دفعت أنظمة العار العربي بمن فيهما مملكة الوهابية السعودية، ومشيخة قطر من مليارات الدولارات لتدمير سورية العربية بلذة تشبه لذة الضباع حين ينقضون على فريسة؟  كم كذب إعلام النفط، والغاز، ومنها صحيفة هذا المحب لسورية، حول حقيقة ما يجري فيها حين قدم سردية (الديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان، والكرامة) على أنها الدافع، والمحرك لما يحدث في سورية، وليس مخططاً تقوده غرف عمليات عسكرية، استخباراتية، وإعلامية، ودبلوماسية لتدمير سورية العربية؟  هل سأل هذا المحب لسورية كم عدد الإرهابيين المتعددي الجنسية الذين تم إيفادهم إلى سورية للقيام بمهمة تدميرها، الغرب يتحدث عن (360) ألف إرهابي بين نيسان/2011 حتى نهاية عام 2015.  من المملكة الوهابية وحدها قَدِمَ أكثر من (25) ألف مجرم وهابي، فهل بإمكان هذا المحب لسورية أن ينشر هذه الأرقام في صحيفته؟  هل كآبة بان كي مون وحدها لن تغسل العار الذي يُظلل منظمة العجز الدولي أم كآبة نبيل العربي، وغير المأسوف عليه سعود الفيصل، وحمد بن جاسم، وشهود الزور العرب الآخرين الذين كانوا يبصمون على قرارات منظمة الشلل العربي بحصار سورية، وشعبها، وعروبتها بكل وقاحة، وقلة أدب- وانبطاح أمام ناظري الخارجية الأميركية حتى تحولت (جامعة الشلل العربي) إلى مجرد (قسم تعقيب قرارات) للولايات المتحدة الأميركية؟  من سيغسل عار العرب، وتآمرهم على سورية جهاراً نهاراً؟ ومن سيغسل دناءة هؤلاء الأعراب في تمويل، وتسليح القتلة، والمجرمين من كل أنحاء العالم بمليارات الدولارات التي كانت كافية لتطوير وتنمية أكثر من بلد عربي؟  ينكسر قلب العربي ليس فقط حين يدقق في المشهد السوري- كما قال (المحب لسورية)، ولكن أيضاً حين يدقق في المشهد الليبي، واليمني، والسوداني، واللبناني، والعراقي، حتى السعودي الذي تحول إلى خنجر يطعن العرب بلداً بلداً ويزور تل أبيب جهاراً نهاراً، ويحرم المسلمين من الحج حسب مواقفهم السياسية ويقتل أطفال اليمن، ونساءها، وحضاراتها بعنجهية، وصلف، وتكبر حتى يكاد يصل إلى حافة الإفلاس الاقتصادي دون أن يرتوي من دماء العرب، والمسلمين؟ الحقائق الكثيرة التي لا يتجرأ هذا (المحب لسورية) أن يكتب عنها هو أن ما حصل لسورية، وشعبها هو أكبر كارثة إنسانية ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأن تهامس الكثيرين من أن سورية السورية قد قتلت، وأن الحل هو بتوزيع سورية بين المكونات ليست إلا وصفة صهيونية أميركية يروج لها، وأن سورية السورية ما تزال موجودة، قائمة شامخة بشعبها، وجيشها، وقائدها أمام مشروع اليأس العربي ومحاولات البعض عبر الهمس فرض المحاصصات بكل أشكالها كنموذج يدفع به دفعاً لسورية كما هو حال العراق، ولبنان. لا نغضب أبداً ممن يحبون سورية، ويطرحون أسئلتهم البسيطة الوقحة، ونعرف حجم التحديات التي تواجهنا، وهي جسيمة، وكبيرة، وليست سهلة على الإطلاق، ولكننا نعرف أيضاً أن سورية ستبقى هي سورية لأن الشعب، والجيش الذي تحدى أكبر مجزرة يتعرض لها بلد بعد الحرب العالمية الثانية، والمواطنون الذين يذهبون إلى المدرسة، والجامعة والمتجر، والمسرح، والجامع، والكنيسة، ويتحدون الموت، ومشروعات الإرهاب المتنقل الممولة من ممالك النفط والغاز، ونواطيره، سوف ينهضون ببلدهم الذي يحبونه، والذي سيبقى سورية السورية، وسورية العربية، وأما القلق من الروسي، والإيراني، وحزب اللـه فنقول لكم إن حذاء أي جندي منهم أشرف من أشرفكم- يا أيها المتباكون والحريصون على سورية، والمحبون لها ظاهراً والمتمنون من كلامكم وكتاباتكم أن تنشق الأرض وتبتلعها.. محبو سورية كُثر، أما للإجابة عن سؤال (أين سورية؟) فإن: – اقتراحي لمن يدعون محبة سورية أن يتجرؤوا مرة لزيارتها أثناء محنتها ليروا بأم عينهم مشاعر هذا الشعب،، وصلابته، وعنفوانه وموقفه تجاه مشروعات المحاصصات التي يتهامسون حولها، وليروا إرادة هذا الشعب، الذي يقدم الشهداء يومياً لمنع أوطان الكانتونات الإثنية، والإمارات الطائفية المذهبية الوهابية المدعومة من قصور آل سعود، وأسيادهم في تل أبيب، وواشنطن. لا تحزنوا على سورية بل احزنوا على أنفسكم لأنكم تحولتم إلى أقلام بأسماء كبيرة تعتاشون على فتات نواطير النفط والغاز، لتحدثونا عن السياسة، وفنونها، والديمقراطية وأشكالها، والدساتير وأنماطها، والأوطان ومستقبلها، من دون أن تتجرؤوا مرة، ولو بصحوة ضمير لتكتبوا لنا في صحفكم التي تعتاشون منها عن ديمقراطية، ودستور، وسياسة آل سعود، وحقدهم الذي لن ينتهي إلا بانتهاء وجودهم. – أما سورية السورية، والعربية فهي ستبقى- كما سيفها الدمشقي شامخة- أبية- مقاومة مهما حل بها من مصائب، ونوائب، ونحن نعرف، وندرك ذلك، أما الحزن، والأسى فهو دائماً عليكم يا من تكذبون على أنفسكم، وعلى الآخرين.

المصدر : د. بسام أبو عبد الله


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة