دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في عملية منتظرة منذ مدّة، أطلق الجيش السوري وحلفاؤه معركة تستهدف عدة قرى في وادي بردى في ريف دمشق الغربي، بالتزامن مع إعلان المسلحين إيقاف هجوم على مزارع الملاح بعد ساعات من إطلاقه، لأن إمكانية النجاح «صعبة» ولأسبابٍ «فنية وعسكرية»
بالتوازي مع حمايته لـ«طوق حلب»، وتعزيزه لنقاطه هناك، أطلق الجيش السوري والحلفاء عملية عسكرية، محدودة، في ريف دمشق الغربي، بهدف السيطرة على عدد من البلدات المحيطة بالزبداني ومضايا، ووصل مناطق سيطرته في ما بينها.
وسيطرت وحدات الجيش السوري والحلفاء على بلدة هريرة، الواقعة في جبال منطقة وادي بردى والقريبة من بلدة مضايا، في ريف دمشق الغربي، بعد اشتباكات مع مسلحي «جبهة النصرة» وحلفائهم.
ورغم أن البلدات المحاذية لهريرة تدخل ضمن «هدنة الزبداني – مضايا – كفريا والفرعة»، بين الجيش والمسلحين، إلا أن القرية الدمشقية لا تتضمنها تلك البنود، ما شكّل دافعاً لاستعادة السيطرة عليها، لحصر المسلحين وتقليص رقعة انتشارهم في الريف الدمشقي الغربي، ووصل مناطق سيطرة الجيش في الزبداني بسهل رنكوس، في القلمون الغربي. كذلك تهدف العملية إلى تأمين مياه الشفة للعاصمة، والتي تنبع من وادي بردى، حيث تسيطر المجموعات المسلحة، وتقوم بابتزاز الحكومة السورية بشكلٍ مستمر.
وفيما كانت المواجهات دائرة، بين الطرفين، أعدمت «النصرة» 14 أسيراً من الجيش، كانت قد اعتقلتهم في هجومها على حاجز الصفا، في القلمون الغربي، بعد أن «طالبت القوات بعدم دخول بلدتي هريرة والكفرة، وإيقاف هجومها»، وذلك في رسالةٍ بثّها «مراسل القلمون»، التابع لـ«شبكة مراسلي المنارة البيضاء».
وبالتوازي مع معركة هريرة، أغارت الطائرات الحربية على تجمعات مسلحي «حركة أحرار الشام» في جرود بلدتي إفرة وهريرة، في حين استهدف رماة الصواريخ الموجهة في المقاومة آلية «bmp» للمسلحين، في مدينة الزبداني، أثناء اعتدائها على نقاط الجيش في محيط المدينة، ما أدى إلى تدمير الآلية ومقتل طاقمها.
وبحسب المعلومات الميدانية، فإن عملية الجيش مستمرة للوصول إلى بلدتي الكفرة، وإفرة، وسنبا، وهو أمرٌ بدأته أمس وحدات الجيش والحلفاء، حيث وصلت إلى مشارف سبنا، وسط مواجهات بينها وبين المسلحين.
كذلك دارت مواجهات أخرى بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» على أوتوستراد دمشق ــ حمص في محيط مشفى الشرطة، في غوطة دمشق الشرقية، في حين نفت فصائل «الجيش الحر» العاملة في مدينة داريا، جنوبي الغوطة الغربية، ما نُشر على أنه بيان «النفير العام»، مؤكّدة أنه «مزوّر».
في غضون ذلك، تصدّى الجيش لهجوم شنّته الفصائل المسلحة، المنضوية في «غرفة عمليات فتح حلب»، على مواقعه في منطقة الملاح، شمالي مدينة حلب. وأشارت مواقع معارضة إلى أن «أرتالاً عسكرية من حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة تحرّكت إلى أرض الملاح، عصر أمس، في محاولة منها لفكّ الحصار عن مدينة حلب»، مضيفةً أن «المعارك تجري ضد قوات الأسد في المنطقة، بهدف استعادة النقاط التي تخضع لها على طريق الكاستيلو، وطردها خارج منطقة الملاح». وبعد ساعاتٍ على بدء الهجوم، أعلنت الفصائل انتهاء المعركة، لـ«أسباب فنية وعسكرية». واستولى الجيش على آلية «bmp»، ودبابة للمسلحين، إثر محاولتهم التقدم باتجاه نقاطه جنوبي المزارع الجنوبية، ليصبح عدد الآليات المستولى عليها 3، ودبابتين. واعترفت «تنسيقيات» المسلحين بمقتل أحد المسؤولين الميدانيين في «جبهة النصرة»، اللبناني إسماعيل مندو «أبو أدهم الحمصي»، في المواجهات الدائرة في محيط «الكاستيلو».
ورافق الهجوم تهويل بهجومٍ آخر، أطلقته «التنسيقيات»، إلا أن مصادر ميدانية نفت لـ«الأخبار» الأنباء التي تروّجها، حول قطع طريق الراموسية، إثر هجوم شنّته الفصائل المسلحة، باتجاه حي العامرية، جنوبي حلب، مؤكّدة أن «كل ما يشاع هو عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلاً».
في موازة ذلك، تابع الجيش تقدّمه في ريف حماة الشرقي، مسيطراً على 3 مواقع لمسلحي «داعش»، على طريق خط البترول شرقي مدينة السلمية، وسط قصف مدفعي وصاروخي استهدف تجمعات التنظيم في المنطقة. أما في الجبهة الجنوبية، فقد أكّدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» مقتل أمير «داعش» في منطقة اللجّاة، شمال مدينة درعا، عماد السبتي، إثر شجار نشب بينه وبين أحد عناصر التنظيم.
إلى ذلك، سقط عدد من الشهداء المدنيين، وجرح آخرون، عقب إطلاق «جبهة النصرة» لصاروخين يحملان مواد شديدة الانفجار من القرى الحدودية مع الجولان السوري المحتل على مدينة البعث في القنيطرة. واللافت في الأمر أن مواقع العدو الإسرائيلي، المتاخمة لمواقع «النصرة»، تشرف على نقطة إطلاق الصواريخ، حيث تبعد 300 متر، فقط، عن الشريط الشائك الفاصل للجولان المحتل. وتقع النقطة التابعة لـ«النصرة» بين معبر القنيطرة والحميدية، غربي القنيطرة، حيث تم الإطلاق عبر آلية متحركة، وقد تمكّن رماة الصواريخ الموجّهة، في الجيش السوري، من استهداف الآلية التي أطلقت صواريخ، ما أدّى إلى مقتل كامل أفرادها.
المصدر :
الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة