هل حقا  يمكن للعجائز أن يرجعن صغيرات و جميلات و يتمتعن بالرشاقة والحيوية و روح الشباب ؟

 فبالعودة إلى أوائل الألفية الجديدة وبعد القرار "الجريء" للولايات المتحدة الأمريكية بإحتلال وغزو العراق خارج الشرعية الدولية و قرارت مجلس الأمن,بمشاركة بريطانية و أعتراض  فرنسي وأوروبي و دولي .

 فقد دخلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق وسط تحد ٍ كبير لمصالح غالبية دول المنطقة والعالم , وأنجزت مهمة تدمير العراق وإحتلاله بالكامل .. و وطئت أقدام جنودها أرض العراق, و باتت تقف على الحدود السورية و الإيرانية ... فتحرك الطاووس الأمريكي و وزير خارجيتها اّنذاك كولن باول ليعاتب و يعاقب معارضيه الأوروبيين خاصة الفرنسيين , وخاطبهم كرعية و أتباع ووصف قارتهم ب " العجوز " , أراد إعتلاء أكتافهم و جرّهم إلى تنفيذ رغباته و مصالحه فقط دون أي إعتبار لمصالح حكوماتهم و شعوبهم .

 كان من الصعب على أغلب الأوروبيين استيعاب ما حدث أو منعه , فلطالما إعتبروا الشرق الأوسط ساحتهم و ملعبهم الخاص , و بوابة دخولهم على خط السيطرة على مقدرات الشعوب في القارات الثلاث , خاصة الشرق أوسطية و الإفريقية منها أيضا ً, و لم يتوقفوا عن التفكير في إعادة إحتلاله و لو بطرق مختلفة والحفاظ على مصالحهم الكثيرة و المتشعبة هناك .. لقد خبروا المنطقة تماما ً و رسموا خطوط إحتلالهم و بطشهم على ورق الخرائط , وتقاسموا حياة ومصير الشعوب , و شعورا أنهم أصحاب الأرض و ما عليها , فأعطوا الوعود لتشريد الشعب الفلسطيني و سرقة أرضه , واستبداله بشرذمة شعب ٍ غير متجانس الأصول و الأعراق والغايات والأهداف , لكنهم يشاطرونهم شهوة الدم و السرقة و إغتصاب الأوطان والحقوق .

 لطالما كانت فرنسا و إسبانيا و بريطانيا و روما دولا ً عظمى في الشرّ والإجرام بفضل ما إمتلكت من قوة ٍ , استطاع العقل الصهيوني إذابتها في أتون خطايا قصر النظر والمصالح الضيقة , فتحولت أوروبا إلى أداة ٍ و تابع ٍ وعجوز .. سنوات ٌ وهي تسير في الركب الأمريكي دون معرفة الوجهة كرجل ٍ أعمى فقد بصيرته أيضا ً, تعاون فيها شخصيات سياسية حكمت أهم الدول الأوروبية و تنتاوبت على إضاعة إرثها الحضاري و الثقافي و إرتضت لنفسها دور العبد وجلّ همها إرضاء ذاك السيد الأمريكي المتغطرس .

 فقد تفننت الدول العظمى و الكبرى – السابقة – في إبتكار الأضاحي لسيد البيت الأبيض علّه يرضى , و يسمح لها بفتات موائده , وسارعت تقدم ما سعت لصنعه و زرعه من رجالات وأدوات و تنظيمات رجعية و بدع ٍ دينية إجتهدت في نقشها كنسخة إسلامية تستطيع غسل أعتى العقول العربية و قطع رؤوسها , و قدمتها للسيد الأمريكي الذي لم يتواني في استخدامها في حرب ٍ مجانية غير مسبوقة , قدمت فيها بريطانيا إخوانها المسلمين بعد تعطيش ٍ بلغ أشده حول رغبتهم في الحكم و تحوّل إلى شبق ٍ دموي لا يتوقف , كذلك قدمت صنيعتها الوهابية فكرا ً و إيديولوجية قادرة على استحضار ألمع السيوف لجزّ رقاب المؤمنين والمسالمين والمسلمين دون رحمة ٍ . بالإضافة إلى تمويل ٍ سعودي وخليجي غير مسقوف .. فيما سارعت فرنسا – شيراك , ساركوزي , هولاتد – لتقديم أوراق إعادة معموديتها أمريكيا ً في الشرق الأوسط و تحديدا ً في سورية و لبنان .. و كلهم أمل  فيٌ إستعادة الرضى و تجنب الغضب الأمريكي .. و صدقوا أكاذيب الإدارات الأمريكية المتعاقبة و أنهم شركاء و حلفاء وسيكون لهم من الغنائم و المكاسب بعد إنتهاء المشروع كما لا يمكن وصفه !!

 سنوات للحرب على سوريا ,  وصلت فيها الإدارة الأمريكية و " شركائها " إلى الحائط المسدود , و أصبح لزاما ً عليها تغيير مواقفها و سياستها حصريا ً تجاه سورية .. و استنفذ البحث عن ماء الوجه أشهرا ً طويلة.

 لقد أوجد الأمريكيون في تنظيم " داعش" ضالتهم لهدف ٍ وحيد و نهائي أو ختامي .. يتمثّل بمحاربته و القضاء عليه, و إراحة العالم من خطره , في كل مكان, بعد الإنتهاء من استغلاله و استثمار إرهابه... و عليه يكون" داعش" خُلق كي يموت .. على يد و بفضل شجاعة و حكمة الرئيس الأمريكي و جيشه .. وسط تصفيق العالم الأبله وإعجابه .

 بحث الأوروبيون عن أمنهم وسط عواصمهم و مدنهم, ووسط شوارعهم التي عاث فيها الإرهاب و ضرب عنق مواطنيهم, وبحثوا عن مصالحهم في متابعة الحرب الخاسرة بعد أن تيقنوا من انتصار سوريا و عدم زوالها وبقاء الرئيس الأسد.. حاولوا الصراخ و إظهار الألم , لكن السيد الأمريكي لم يأبه لهم يوما ً, و ساروا في معاداة الدولة الروسية , ووضعوا مصالحهم النفطية واحتياجات مجمّعاتهم الصناعية الكبرى مهب الريح , فروسيا تتحكم في مصادر الطاقة الأوروبية بالكامل عبر السيل الشمالي و الجنوبي , وأن خط نابوكو المزعوم ليس إلاّ شماعة و تشبه العصا و الجزرة.

 أرادوا وقف الحرب على سوريا لتقليل خسائرهم , و إعتمدوا على تاريخهم في المنطقة وسيطرتهم شبه الكاملة على كل مفاصلها الإقتصادية , وتوصّلوا لقرار أولي يفضي إلى التعاون مع سوريا ورفع العقوبات عليها و حصولهم على كافة المعلومات الأمنية وتلك الكنوز التي امتلكتها الدولة السورية خلال السنوات الست الفائتة, لكن الرئيس الأسد والدولة السورية لم تكن يوما ً لترضى بعلاقات مشبوهة أو سرّية و كما يقال من تحت الطاولة , و أعلنتها مرارا ً الباب الرسمي مفتوح للتعامل الدولي و الرسمي الثناني مع الدولة السورية , ما يعني إعادات فتح السفارات و تطبيع العلاقات على كامل المستويات والأعراف و البروتوكولات الدولية , لقد أحرجهم الأسد بذلك فإعترافهم بالدولة السورية الشرعية كعضو في الأمم المتحدة يُحتم عليهم وقف عدوانهم بشكل ٍ  فوري.

 لقد نالوا حصتهم من خداع أردوغان وبطشه وإرهابه وغدره , فقد استغل اللاجئين السوريين وغيرهم أبشع إستغلال و دفع بأعداد ٍ من الإرهابيين لتغزو شوارعهم , التي إختبئت كخلايا نائمة تهدد أوروبا في أية لحظة ..

 لقد ضاقوا ذرعا ً بمواقف الإدارة الأميريكية , فيما ينزفوف مصالحهم , يبدو أنهم قرروا تحدي السيد , و بدؤوا بإرسال وفودهم غير الرسمية , تطورت إلى الرسمية منها , و توجه الإيطاليون نحو دمشق في زيارات ٍ أمنية رسمية , سيكون لها رد ٌ مماثل سوري في إيطاليا , التي أكدت أن وجودها في دمشق يحظى بموافقة العديد من الدول الأوروبية و حتى الإدارة الأمريكية , و تعهدوا بفتح السفارة الإيطالية و بإقناع  الإتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا , كما تلقت دمشق طلبا ً أوروبيا ً لزيارة وفد ٌ رسمي للإتحاد الأوربي إلى دمشق يوم السبت المقبل .

 لن ترضى بريطانية و فرنسا و تركيا و حتى السعودية .. أن يفعلها يوما ً رئيس ٌ أمريكي حالي أو قادم و أن يطيح برقاب أدواتهم الإخوانية والداعشية  والوهابية , بعد أن أعلن صراحة ً نيته القضاء التام على داعش في سوريا , وقد يصدر اللوائح الإرهابية في أية صفقة ٍ مع أي طرف , تحت عنوان نصر ٍ أمريكي يحفظ للرئيس أوباما ماء وجهه , و يظهره كبطل عالمي كوني وسط تصفيق العالم الأبله وإعجابه , و ذهول ٍ أوروبي .

 لقد صوتت بريطانيا على إنسحابها من الإتحاد الأوروبي , حفاظا ً على مصالحها , فأموال الخليج في حوزتها , و يمكنها تقديم المزيد من التسهيلات للمال الخليجي لديها بشكل أكبر مما يقدمه الإتحاد الأوروبي مجتمعا ً , يبدو أنها أجبرت الدول الأوروبية على سماع صوتها , قبل أن تفعلها وينفرط عقد دول الإتحاد الأوروبي , مما سيتسبب لها بالمزيد من الضعف.

 لقد فضلوا الهزيمة أمام الدولة السورية و الرئيس الأسد, قبل أن تفعلها شعوبهم وتطيح بهم.. لكن أوباما حاول امتصاص غضبهم و أظهر موافقته المبدئية على إنهاء الحرب في سورية , وأعرب وزير خارجيته من وراء البحار سعادته بالهدنة التي أقرتها الدولة السورية خلال عيد الفطر السعيد لمدة 72 ساعة , و اتجه أوباما لمغازلة شركائه في أوروبا العجوز  بقوله :" لا غنى عن أوروبا في المجتمع الدولي " , في مؤتمر ٍ صحفي جمعه مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أكد فيه أن : " الاتحاد الأوروبي حقق نجاحات منذ تأسيسه" و : أن " أوروبا ستكون المعلم لإنخراط الولايات المتحدة في المجتمع العالمي وستبقى حليفنا الأكبر ولا غنى عنها في المجتمع الدولي" .

 هكذا أكد أوباما أن العجائز يمكنها أن تعود شابة ً , بعد أن تهزم في سورية و أمام الرئيس الأسد بفضل سواعد الجيش العربي السوري البطل.. و يكون أوباما قد قدّم خلاصة فترتي حكمه بأن يقول :" لك أن تعود شابا ً بعد أن يهزمك الأسد ".

  • فريق ماسة
  • 2016-07-08
  • 6581
  • من الأرشيف

هزمه الأسد .. فغازل أوروبا العجوز

هل حقا  يمكن للعجائز أن يرجعن صغيرات و جميلات و يتمتعن بالرشاقة والحيوية و روح الشباب ؟  فبالعودة إلى أوائل الألفية الجديدة وبعد القرار "الجريء" للولايات المتحدة الأمريكية بإحتلال وغزو العراق خارج الشرعية الدولية و قرارت مجلس الأمن,بمشاركة بريطانية و أعتراض  فرنسي وأوروبي و دولي .  فقد دخلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق وسط تحد ٍ كبير لمصالح غالبية دول المنطقة والعالم , وأنجزت مهمة تدمير العراق وإحتلاله بالكامل .. و وطئت أقدام جنودها أرض العراق, و باتت تقف على الحدود السورية و الإيرانية ... فتحرك الطاووس الأمريكي و وزير خارجيتها اّنذاك كولن باول ليعاتب و يعاقب معارضيه الأوروبيين خاصة الفرنسيين , وخاطبهم كرعية و أتباع ووصف قارتهم ب " العجوز " , أراد إعتلاء أكتافهم و جرّهم إلى تنفيذ رغباته و مصالحه فقط دون أي إعتبار لمصالح حكوماتهم و شعوبهم .  كان من الصعب على أغلب الأوروبيين استيعاب ما حدث أو منعه , فلطالما إعتبروا الشرق الأوسط ساحتهم و ملعبهم الخاص , و بوابة دخولهم على خط السيطرة على مقدرات الشعوب في القارات الثلاث , خاصة الشرق أوسطية و الإفريقية منها أيضا ً, و لم يتوقفوا عن التفكير في إعادة إحتلاله و لو بطرق مختلفة والحفاظ على مصالحهم الكثيرة و المتشعبة هناك .. لقد خبروا المنطقة تماما ً و رسموا خطوط إحتلالهم و بطشهم على ورق الخرائط , وتقاسموا حياة ومصير الشعوب , و شعورا أنهم أصحاب الأرض و ما عليها , فأعطوا الوعود لتشريد الشعب الفلسطيني و سرقة أرضه , واستبداله بشرذمة شعب ٍ غير متجانس الأصول و الأعراق والغايات والأهداف , لكنهم يشاطرونهم شهوة الدم و السرقة و إغتصاب الأوطان والحقوق .  لطالما كانت فرنسا و إسبانيا و بريطانيا و روما دولا ً عظمى في الشرّ والإجرام بفضل ما إمتلكت من قوة ٍ , استطاع العقل الصهيوني إذابتها في أتون خطايا قصر النظر والمصالح الضيقة , فتحولت أوروبا إلى أداة ٍ و تابع ٍ وعجوز .. سنوات ٌ وهي تسير في الركب الأمريكي دون معرفة الوجهة كرجل ٍ أعمى فقد بصيرته أيضا ً, تعاون فيها شخصيات سياسية حكمت أهم الدول الأوروبية و تنتاوبت على إضاعة إرثها الحضاري و الثقافي و إرتضت لنفسها دور العبد وجلّ همها إرضاء ذاك السيد الأمريكي المتغطرس .  فقد تفننت الدول العظمى و الكبرى – السابقة – في إبتكار الأضاحي لسيد البيت الأبيض علّه يرضى , و يسمح لها بفتات موائده , وسارعت تقدم ما سعت لصنعه و زرعه من رجالات وأدوات و تنظيمات رجعية و بدع ٍ دينية إجتهدت في نقشها كنسخة إسلامية تستطيع غسل أعتى العقول العربية و قطع رؤوسها , و قدمتها للسيد الأمريكي الذي لم يتواني في استخدامها في حرب ٍ مجانية غير مسبوقة , قدمت فيها بريطانيا إخوانها المسلمين بعد تعطيش ٍ بلغ أشده حول رغبتهم في الحكم و تحوّل إلى شبق ٍ دموي لا يتوقف , كذلك قدمت صنيعتها الوهابية فكرا ً و إيديولوجية قادرة على استحضار ألمع السيوف لجزّ رقاب المؤمنين والمسالمين والمسلمين دون رحمة ٍ . بالإضافة إلى تمويل ٍ سعودي وخليجي غير مسقوف .. فيما سارعت فرنسا – شيراك , ساركوزي , هولاتد – لتقديم أوراق إعادة معموديتها أمريكيا ً في الشرق الأوسط و تحديدا ً في سورية و لبنان .. و كلهم أمل  فيٌ إستعادة الرضى و تجنب الغضب الأمريكي .. و صدقوا أكاذيب الإدارات الأمريكية المتعاقبة و أنهم شركاء و حلفاء وسيكون لهم من الغنائم و المكاسب بعد إنتهاء المشروع كما لا يمكن وصفه !!  سنوات للحرب على سوريا ,  وصلت فيها الإدارة الأمريكية و " شركائها " إلى الحائط المسدود , و أصبح لزاما ً عليها تغيير مواقفها و سياستها حصريا ً تجاه سورية .. و استنفذ البحث عن ماء الوجه أشهرا ً طويلة.  لقد أوجد الأمريكيون في تنظيم " داعش" ضالتهم لهدف ٍ وحيد و نهائي أو ختامي .. يتمثّل بمحاربته و القضاء عليه, و إراحة العالم من خطره , في كل مكان, بعد الإنتهاء من استغلاله و استثمار إرهابه... و عليه يكون" داعش" خُلق كي يموت .. على يد و بفضل شجاعة و حكمة الرئيس الأمريكي و جيشه .. وسط تصفيق العالم الأبله وإعجابه .  بحث الأوروبيون عن أمنهم وسط عواصمهم و مدنهم, ووسط شوارعهم التي عاث فيها الإرهاب و ضرب عنق مواطنيهم, وبحثوا عن مصالحهم في متابعة الحرب الخاسرة بعد أن تيقنوا من انتصار سوريا و عدم زوالها وبقاء الرئيس الأسد.. حاولوا الصراخ و إظهار الألم , لكن السيد الأمريكي لم يأبه لهم يوما ً, و ساروا في معاداة الدولة الروسية , ووضعوا مصالحهم النفطية واحتياجات مجمّعاتهم الصناعية الكبرى مهب الريح , فروسيا تتحكم في مصادر الطاقة الأوروبية بالكامل عبر السيل الشمالي و الجنوبي , وأن خط نابوكو المزعوم ليس إلاّ شماعة و تشبه العصا و الجزرة.  أرادوا وقف الحرب على سوريا لتقليل خسائرهم , و إعتمدوا على تاريخهم في المنطقة وسيطرتهم شبه الكاملة على كل مفاصلها الإقتصادية , وتوصّلوا لقرار أولي يفضي إلى التعاون مع سوريا ورفع العقوبات عليها و حصولهم على كافة المعلومات الأمنية وتلك الكنوز التي امتلكتها الدولة السورية خلال السنوات الست الفائتة, لكن الرئيس الأسد والدولة السورية لم تكن يوما ً لترضى بعلاقات مشبوهة أو سرّية و كما يقال من تحت الطاولة , و أعلنتها مرارا ً الباب الرسمي مفتوح للتعامل الدولي و الرسمي الثناني مع الدولة السورية , ما يعني إعادات فتح السفارات و تطبيع العلاقات على كامل المستويات والأعراف و البروتوكولات الدولية , لقد أحرجهم الأسد بذلك فإعترافهم بالدولة السورية الشرعية كعضو في الأمم المتحدة يُحتم عليهم وقف عدوانهم بشكل ٍ  فوري.  لقد نالوا حصتهم من خداع أردوغان وبطشه وإرهابه وغدره , فقد استغل اللاجئين السوريين وغيرهم أبشع إستغلال و دفع بأعداد ٍ من الإرهابيين لتغزو شوارعهم , التي إختبئت كخلايا نائمة تهدد أوروبا في أية لحظة ..  لقد ضاقوا ذرعا ً بمواقف الإدارة الأميريكية , فيما ينزفوف مصالحهم , يبدو أنهم قرروا تحدي السيد , و بدؤوا بإرسال وفودهم غير الرسمية , تطورت إلى الرسمية منها , و توجه الإيطاليون نحو دمشق في زيارات ٍ أمنية رسمية , سيكون لها رد ٌ مماثل سوري في إيطاليا , التي أكدت أن وجودها في دمشق يحظى بموافقة العديد من الدول الأوروبية و حتى الإدارة الأمريكية , و تعهدوا بفتح السفارة الإيطالية و بإقناع  الإتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا , كما تلقت دمشق طلبا ً أوروبيا ً لزيارة وفد ٌ رسمي للإتحاد الأوربي إلى دمشق يوم السبت المقبل .  لن ترضى بريطانية و فرنسا و تركيا و حتى السعودية .. أن يفعلها يوما ً رئيس ٌ أمريكي حالي أو قادم و أن يطيح برقاب أدواتهم الإخوانية والداعشية  والوهابية , بعد أن أعلن صراحة ً نيته القضاء التام على داعش في سوريا , وقد يصدر اللوائح الإرهابية في أية صفقة ٍ مع أي طرف , تحت عنوان نصر ٍ أمريكي يحفظ للرئيس أوباما ماء وجهه , و يظهره كبطل عالمي كوني وسط تصفيق العالم الأبله وإعجابه , و ذهول ٍ أوروبي .  لقد صوتت بريطانيا على إنسحابها من الإتحاد الأوروبي , حفاظا ً على مصالحها , فأموال الخليج في حوزتها , و يمكنها تقديم المزيد من التسهيلات للمال الخليجي لديها بشكل أكبر مما يقدمه الإتحاد الأوروبي مجتمعا ً , يبدو أنها أجبرت الدول الأوروبية على سماع صوتها , قبل أن تفعلها وينفرط عقد دول الإتحاد الأوروبي , مما سيتسبب لها بالمزيد من الضعف.  لقد فضلوا الهزيمة أمام الدولة السورية و الرئيس الأسد, قبل أن تفعلها شعوبهم وتطيح بهم.. لكن أوباما حاول امتصاص غضبهم و أظهر موافقته المبدئية على إنهاء الحرب في سورية , وأعرب وزير خارجيته من وراء البحار سعادته بالهدنة التي أقرتها الدولة السورية خلال عيد الفطر السعيد لمدة 72 ساعة , و اتجه أوباما لمغازلة شركائه في أوروبا العجوز  بقوله :" لا غنى عن أوروبا في المجتمع الدولي " , في مؤتمر ٍ صحفي جمعه مع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أكد فيه أن : " الاتحاد الأوروبي حقق نجاحات منذ تأسيسه" و : أن " أوروبا ستكون المعلم لإنخراط الولايات المتحدة في المجتمع العالمي وستبقى حليفنا الأكبر ولا غنى عنها في المجتمع الدولي" .  هكذا أكد أوباما أن العجائز يمكنها أن تعود شابة ً , بعد أن تهزم في سورية و أمام الرئيس الأسد بفضل سواعد الجيش العربي السوري البطل.. و يكون أوباما قد قدّم خلاصة فترتي حكمه بأن يقول :" لك أن تعود شابا ً بعد أن يهزمك الأسد ".

المصدر : الماسة السورية/المهندس : ميشيل كلاغاصي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة