أكد موقع الكتروني، أن ما ساهم في تحقيق الإنجاز الميداني في السيطرة على «مزارع الملاح» هو أمران، إدخال تعديلات على التكتيك الهجومي، من جهة، والمعلومات التي كانت بحوزة الجيش السوري وحلفائه بشأن الأسلحة الموجودة بحوزة المجموعات المسلحة.

 ولفت موقع «العهد» اللبناني التابع لحزب الله، الذي يشارك عناصره في القتال جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، إلى أن ملامح معركة حلب الكبرى توضحت مع إلقاء الأمين العام للحزب حسن نصر اللـه خطابه قبل أيام، واصفةً هذه المعركة بـ«الفاصلة في السياسة والحرب بكل ما للكلمة من معنى». وتوقعت أن «تمتد لأيام طويلة سيكون خلالها محور المقاومة في مواجهة مباشرة مع أتباع السعوديين»، كاشفةً أن «ضباطاً سعوديين وأتراكاً، وغرف عمليات دولية وإقليمية» تشارك في المعارك الدائرة هناك.

 ولأن المعركة بهذه الأهمية، بين الموقع أن جبهات الجيش وحلفائه في حلب شهدت «إعادة تخطيط وتجمع وتحشيد، ونشر قوات واستخدام اختصاصات جديدة في الحرب البرية ومسرح العمليات العسكرية»، لافتةً إلى أن التركيز في المعارك أصبح على «الثقل الهجومي على محاور عدة كان أبرزها المفاجأة في الريف الشمالي، ومزارع الملاح».

وحسب الموقع، فإن الجيش وحلفاءه استخدموا «أسلوب تقسيم المحور الواحد إلى عدة جبهات، للاستفادة من الغطاء الناري الكثيف وغير المسبوق، كما حدث في الملاح في ريف حلب الشمالي، ما يمنح الأفضلية للقوات البرية بالتقدم والسيطرة والتثبيت، (وذلك) في ظل فقدان الإدراك لدى المجموعات المسلحة». وأوضح الموقع، أن هذا التكتيك هو ما «مكن الوحدات المهاجمة من الوصول إلى المزارع الجنوبية للملاح، بعد سيطرتها على الشمالية، ودحر المجموعات التكفيرية في تلك المنطقة».

ولفت إلى أن تكتيك «تقسيم المحاور إلى جبهات» ساعد الجيش العربي السوري على إيهام المسلحين بأن الهجوم سيكون على محور بني زيد، بعد أن تركز القصف المدفعي والجوي على محاور بني زيد والكاستلو، لكنه أشار إلى أن «الهجوم الفعلي» استهدف جبهة الملاح في المحور الشمالي لريف حلب.

أما الأمر الثاني الذي ساهم في تذليل «عقبة الملاح»، حسب «العهد»، فهو «المعرفة الاستخباراتية الدقيقة بكميات الأسلحة ونوعياتها التي دخلت إلى تلك الجبهات، في محاولة من الدول الداعمة لتحصين تلك الجبهات»، كاشفا أن هذا «التسليح الكمي والنوعي كان رأس الحربة فيه السعودية وتركيا»، وأماط الموقع اللثام عن معلومات وصلت إلى غرفة العمليات المشتركة في حلب، تؤكد أن «السعودية تجاوزت التسليح إلى وجود ضباط لها يقاتلون على الأرض مع المسلحين، ويشاركون في إدارة غرف العمليات».

ووفقاً للموقع، فقد أكدت هذه المعلومات، أن «تكتيكات المقاتلين وطرق الاتصالات الحديثة ووسائلها، إضافة إلى التشفير كل هذا لا تستخدمه إلا الجيوش التي تدربت لدى الولايات المتحدة»، وبالمقابل توافرت معلومات أخرى عن وصول كميات جديدة من الأسلحة تم نقلها عبر تركيا إلى المسلحين في جبهة الريف الشمالي لحلب. ومن بين تلك الأسلحة، صواريخ أميركية مضادة للدروع من طراز «تاو»، تم تسلميها إلى قيادة الفرقة 13 التابعة لمليشيا «الجيش الحر»، وجبهة النصرة، إضافة إلى تزويد حركة «أحرار الشام الإسلامية» للمرة الأولى بشكل مباشر بأكثر من مئة صاروخ. ولفت الموقع إلى أن هذه الصواريخ «كانت جزءاً من صفقة صواريخ أبرمتها السعودية وكلفتها نحو 900 مليون دولار، لإمداد المسلحين بأكثر من 13 ألف صاروخ. كما تسلمت المجموعات المسلحة صواريخ من نوع « فيكتوري» (النصر) أو التي تسمى «فاغوت» والتي يصل مداها إلى أكثر من 2500 متر.

وبين «العهد» أن مخططي عملية الملاح أخذوا بالحسبان وجود هذه الصواريخ بحوزة المسلحين لدى وضع خطة الاقتحام، و«سحبت البساط» من تحت أقدام المسلحين وداعميهم. وأكد أن الجيش وحلفاءه لجؤوا إلى «الاستخدام الكثيف للصبائب النارية، والكثافة النارية التمهيدية قبل دخول قوات المشاة، وعدم الاعتماد على الآليات والمدرعات بشكل كثيف، ما أفرغ هذا التسليح الجديد من قوته، وجعل المسلحين في حيرة من أمرهم، وأفشل خطة الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، بعد أن سحبت غرفة العمليات المشتركة البساط من تحت أقدام المسلحين، وزجتهم في دائرة خطتها العسكرية التي تستخدم للمرة الأولى».

واعتبر الموقع أن «التقدم الأخير في محور مزارع الملاح (يشكل) وفقاً للعلم العسكري التمهيد الناري لاختراق جبهات بعمق أكثر، واستخدام تكتيكات مختلفة تعتمد على حرب العصابات والعملية المحدودة التي تخطط وفق معلومات استخباراتية، وتؤثر ثأثيراً كبيراً على المسلحين»، مؤكداً أن ذلك ما «تنتظره محاور الاشتباك في حلب وجبهاتها، بعد أن تتوافر المعلومات والظروف الميدانية»، ولفت الموقع إلى أن الاقتحامات المقبلة «ستكون أسهل بعد التقدم في الملاح وإغلاق طريق الكاستيلو، ما يعزز فرص الجيش وحلفائه في خنق فعلي للمجموعات المتمركزة في أحياء حلب الشرقية».

  • فريق ماسة
  • 2016-07-03
  • 11643
  • من الأرشيف

تعديل الجيش تكتيكه وتوافر المعلومات عن تسليح المسلحين وراء إنجاز الملاح

أكد موقع الكتروني، أن ما ساهم في تحقيق الإنجاز الميداني في السيطرة على «مزارع الملاح» هو أمران، إدخال تعديلات على التكتيك الهجومي، من جهة، والمعلومات التي كانت بحوزة الجيش السوري وحلفائه بشأن الأسلحة الموجودة بحوزة المجموعات المسلحة.  ولفت موقع «العهد» اللبناني التابع لحزب الله، الذي يشارك عناصره في القتال جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، إلى أن ملامح معركة حلب الكبرى توضحت مع إلقاء الأمين العام للحزب حسن نصر اللـه خطابه قبل أيام، واصفةً هذه المعركة بـ«الفاصلة في السياسة والحرب بكل ما للكلمة من معنى». وتوقعت أن «تمتد لأيام طويلة سيكون خلالها محور المقاومة في مواجهة مباشرة مع أتباع السعوديين»، كاشفةً أن «ضباطاً سعوديين وأتراكاً، وغرف عمليات دولية وإقليمية» تشارك في المعارك الدائرة هناك.  ولأن المعركة بهذه الأهمية، بين الموقع أن جبهات الجيش وحلفائه في حلب شهدت «إعادة تخطيط وتجمع وتحشيد، ونشر قوات واستخدام اختصاصات جديدة في الحرب البرية ومسرح العمليات العسكرية»، لافتةً إلى أن التركيز في المعارك أصبح على «الثقل الهجومي على محاور عدة كان أبرزها المفاجأة في الريف الشمالي، ومزارع الملاح». وحسب الموقع، فإن الجيش وحلفاءه استخدموا «أسلوب تقسيم المحور الواحد إلى عدة جبهات، للاستفادة من الغطاء الناري الكثيف وغير المسبوق، كما حدث في الملاح في ريف حلب الشمالي، ما يمنح الأفضلية للقوات البرية بالتقدم والسيطرة والتثبيت، (وذلك) في ظل فقدان الإدراك لدى المجموعات المسلحة». وأوضح الموقع، أن هذا التكتيك هو ما «مكن الوحدات المهاجمة من الوصول إلى المزارع الجنوبية للملاح، بعد سيطرتها على الشمالية، ودحر المجموعات التكفيرية في تلك المنطقة». ولفت إلى أن تكتيك «تقسيم المحاور إلى جبهات» ساعد الجيش العربي السوري على إيهام المسلحين بأن الهجوم سيكون على محور بني زيد، بعد أن تركز القصف المدفعي والجوي على محاور بني زيد والكاستلو، لكنه أشار إلى أن «الهجوم الفعلي» استهدف جبهة الملاح في المحور الشمالي لريف حلب. أما الأمر الثاني الذي ساهم في تذليل «عقبة الملاح»، حسب «العهد»، فهو «المعرفة الاستخباراتية الدقيقة بكميات الأسلحة ونوعياتها التي دخلت إلى تلك الجبهات، في محاولة من الدول الداعمة لتحصين تلك الجبهات»، كاشفا أن هذا «التسليح الكمي والنوعي كان رأس الحربة فيه السعودية وتركيا»، وأماط الموقع اللثام عن معلومات وصلت إلى غرفة العمليات المشتركة في حلب، تؤكد أن «السعودية تجاوزت التسليح إلى وجود ضباط لها يقاتلون على الأرض مع المسلحين، ويشاركون في إدارة غرف العمليات». ووفقاً للموقع، فقد أكدت هذه المعلومات، أن «تكتيكات المقاتلين وطرق الاتصالات الحديثة ووسائلها، إضافة إلى التشفير كل هذا لا تستخدمه إلا الجيوش التي تدربت لدى الولايات المتحدة»، وبالمقابل توافرت معلومات أخرى عن وصول كميات جديدة من الأسلحة تم نقلها عبر تركيا إلى المسلحين في جبهة الريف الشمالي لحلب. ومن بين تلك الأسلحة، صواريخ أميركية مضادة للدروع من طراز «تاو»، تم تسلميها إلى قيادة الفرقة 13 التابعة لمليشيا «الجيش الحر»، وجبهة النصرة، إضافة إلى تزويد حركة «أحرار الشام الإسلامية» للمرة الأولى بشكل مباشر بأكثر من مئة صاروخ. ولفت الموقع إلى أن هذه الصواريخ «كانت جزءاً من صفقة صواريخ أبرمتها السعودية وكلفتها نحو 900 مليون دولار، لإمداد المسلحين بأكثر من 13 ألف صاروخ. كما تسلمت المجموعات المسلحة صواريخ من نوع « فيكتوري» (النصر) أو التي تسمى «فاغوت» والتي يصل مداها إلى أكثر من 2500 متر. وبين «العهد» أن مخططي عملية الملاح أخذوا بالحسبان وجود هذه الصواريخ بحوزة المسلحين لدى وضع خطة الاقتحام، و«سحبت البساط» من تحت أقدام المسلحين وداعميهم. وأكد أن الجيش وحلفاءه لجؤوا إلى «الاستخدام الكثيف للصبائب النارية، والكثافة النارية التمهيدية قبل دخول قوات المشاة، وعدم الاعتماد على الآليات والمدرعات بشكل كثيف، ما أفرغ هذا التسليح الجديد من قوته، وجعل المسلحين في حيرة من أمرهم، وأفشل خطة الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، بعد أن سحبت غرفة العمليات المشتركة البساط من تحت أقدام المسلحين، وزجتهم في دائرة خطتها العسكرية التي تستخدم للمرة الأولى». واعتبر الموقع أن «التقدم الأخير في محور مزارع الملاح (يشكل) وفقاً للعلم العسكري التمهيد الناري لاختراق جبهات بعمق أكثر، واستخدام تكتيكات مختلفة تعتمد على حرب العصابات والعملية المحدودة التي تخطط وفق معلومات استخباراتية، وتؤثر ثأثيراً كبيراً على المسلحين»، مؤكداً أن ذلك ما «تنتظره محاور الاشتباك في حلب وجبهاتها، بعد أن تتوافر المعلومات والظروف الميدانية»، ولفت الموقع إلى أن الاقتحامات المقبلة «ستكون أسهل بعد التقدم في الملاح وإغلاق طريق الكاستيلو، ما يعزز فرص الجيش وحلفائه في خنق فعلي للمجموعات المتمركزة في أحياء حلب الشرقية».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة