صيف عام 2012 إجتاح الاف المسلحين الاحياء السكنية في مدينة حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، بهدف سلخها عن بقية البلاد وجعلها منطلقاً لاستهداف مناطق الدولة وتحديداً العاصمة دمشق.

 مخطط شُرعت لتنفيذه تركيا، واُغدق عليه المال الخليجي، ومُهدت له أجهزة استخبارات الغربية، بعد عجزها عن تأليب سكان حلب المدينة، للخروج عن خيار الدولة والانخراط في فوضى مسلحة، كما كان حاصلاً آنذاك في بعض أحياء حمص (بابا عمرو) ودرعا وديرالزور.

 ونتيجة فشلهم في التحريض الطائفي وتحريك الغرائز، لجأ المخططون الى تنفيذ خطة اجتياح حلب عبر إستجلاب الاف المسلحين من ارياف المحافظة المختلفة، ناهيك عن دفع اعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب والعرب.

 واستغل هؤلاء عدم وجود وحدات الجيش داخل احياء مدينة حلب الامنة ليستولوا على مناطق عدة وتحديداً في شرقها، محاولين التمديد غرباً عبر محور صلاح الدين – سيف الدولة، ولكن سرعة استيعاب القيادة السياسية والعسكرية للضربات جعلها تفشل انتشار المسلحين في الغرب، ما دفع هؤلاء إلى فرض حصار قاس على تلك الاحياء بعد قطعهم للطرق الدولية الرئيسة عن حلب عقب إستيلائهم على مناطق شاسعة في الارياف.

 المشهد القاسي الذي شهدته حلب قبل اربعة اعوام دفعت الجيش السوري وحلفاؤه الى استعادة زمام المبادرة، فكان ان فُك الحصار عن حلب وانتظم عمل مطارها الجوي وعادت الحياة الى طريق خناصر البري، لتنتقل بعدها الوحدات العسكرية من الدفاع الى الهجوم في أرياف حلب الاربع وتمكنت من فك الحصار عن نبل والزهراء، ووصلت الى مشارف ما يُسمى مثلث الموت (مارع – اعزاز – تل رفعت) مهددة أهم معاقل مسلحي الريف الحلبي..

 الفشل المتكرر للمسلحين والانهيارات في صفوفهم، دفع رعاتهم في انقرة والرياض وواشنطن الى تكرار المحاولة بصورة تبدو أكبر واشمل دعماً وتسليحاً عن الماضي القريب بعد النكسات التي انزلت في الجماعات المسلحة على امتداد الجغرافية السورية من درعا ودمشق وحمص وصولاً الى اللاذقية وحلب..

 وما يؤكد هذا الامر، الهجمات الواسعة التي تُشن ضد الجيش السوري وحلفائه في الريف الحلبي وتحديداً الجنوبي، حيث زُج بالاف المسلحين بدعم إستخباراتي وتسليحي نوعي بحسب ما تؤكد التقارير الاعلامية، ورغم ذلك لم يستطع هؤلاء من احراز سوى بعض التقدم المحدود قياساً بحجم الهجمة، فيما تكبدت الجماعات المسلحة خسائر فادحة ناهزت الستمئة قتيل (عشرات منهم مسؤولون ميدانيون) ناهيك عن نحو الف جريح وعشرات الاليات والدبابات... الخ.

 ويبدو ان الجيش السوري وحلفاءه عازمون على إفشال المخططات الجديدة للمسلحين ورعاتهم تأكيداً لما اعلنه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقوله: ان “القتال دفاعاً عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، وهو دفاع عن دمشق، وهو دفاع أيضاً عن لبنان، وهو دفاع عن العراق، وهو دفاع عن الأردن”..

  • فريق ماسة
  • 2016-06-25
  • 14308
  • من الأرشيف

لماذا معركة حلب؟!

صيف عام 2012 إجتاح الاف المسلحين الاحياء السكنية في مدينة حلب عاصمة سوريا الاقتصادية، بهدف سلخها عن بقية البلاد وجعلها منطلقاً لاستهداف مناطق الدولة وتحديداً العاصمة دمشق.  مخطط شُرعت لتنفيذه تركيا، واُغدق عليه المال الخليجي، ومُهدت له أجهزة استخبارات الغربية، بعد عجزها عن تأليب سكان حلب المدينة، للخروج عن خيار الدولة والانخراط في فوضى مسلحة، كما كان حاصلاً آنذاك في بعض أحياء حمص (بابا عمرو) ودرعا وديرالزور.  ونتيجة فشلهم في التحريض الطائفي وتحريك الغرائز، لجأ المخططون الى تنفيذ خطة اجتياح حلب عبر إستجلاب الاف المسلحين من ارياف المحافظة المختلفة، ناهيك عن دفع اعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب والعرب.  واستغل هؤلاء عدم وجود وحدات الجيش داخل احياء مدينة حلب الامنة ليستولوا على مناطق عدة وتحديداً في شرقها، محاولين التمديد غرباً عبر محور صلاح الدين – سيف الدولة، ولكن سرعة استيعاب القيادة السياسية والعسكرية للضربات جعلها تفشل انتشار المسلحين في الغرب، ما دفع هؤلاء إلى فرض حصار قاس على تلك الاحياء بعد قطعهم للطرق الدولية الرئيسة عن حلب عقب إستيلائهم على مناطق شاسعة في الارياف.  المشهد القاسي الذي شهدته حلب قبل اربعة اعوام دفعت الجيش السوري وحلفاؤه الى استعادة زمام المبادرة، فكان ان فُك الحصار عن حلب وانتظم عمل مطارها الجوي وعادت الحياة الى طريق خناصر البري، لتنتقل بعدها الوحدات العسكرية من الدفاع الى الهجوم في أرياف حلب الاربع وتمكنت من فك الحصار عن نبل والزهراء، ووصلت الى مشارف ما يُسمى مثلث الموت (مارع – اعزاز – تل رفعت) مهددة أهم معاقل مسلحي الريف الحلبي..  الفشل المتكرر للمسلحين والانهيارات في صفوفهم، دفع رعاتهم في انقرة والرياض وواشنطن الى تكرار المحاولة بصورة تبدو أكبر واشمل دعماً وتسليحاً عن الماضي القريب بعد النكسات التي انزلت في الجماعات المسلحة على امتداد الجغرافية السورية من درعا ودمشق وحمص وصولاً الى اللاذقية وحلب..  وما يؤكد هذا الامر، الهجمات الواسعة التي تُشن ضد الجيش السوري وحلفائه في الريف الحلبي وتحديداً الجنوبي، حيث زُج بالاف المسلحين بدعم إستخباراتي وتسليحي نوعي بحسب ما تؤكد التقارير الاعلامية، ورغم ذلك لم يستطع هؤلاء من احراز سوى بعض التقدم المحدود قياساً بحجم الهجمة، فيما تكبدت الجماعات المسلحة خسائر فادحة ناهزت الستمئة قتيل (عشرات منهم مسؤولون ميدانيون) ناهيك عن نحو الف جريح وعشرات الاليات والدبابات... الخ.  ويبدو ان الجيش السوري وحلفاءه عازمون على إفشال المخططات الجديدة للمسلحين ورعاتهم تأكيداً لما اعلنه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقوله: ان “القتال دفاعاً عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، وهو دفاع عن دمشق، وهو دفاع أيضاً عن لبنان، وهو دفاع عن العراق، وهو دفاع عن الأردن”..

المصدر : الماسة السورية/موقع المنار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة