دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يوم عصيب مرّ على الجيش السوري وحلفائه أمس. عملية واسعة شنّها تنظيم «القاعدة» وإخوانه في ريف حلب الجنوبي هدفت إلى بلوغ بلدة الحاضر الاستراتيجية، لكن مع بزوغ الفجر استعاد المدافعون كافة النقاط التي خسروها جبهات ريف حلب الجنوبي ما زالت محكومةً بلعبة الكرّ والفرّ، في ظل التداخلات السياسيّة التي حالت حتى الآن دونَ فتح الجيش السوري وحلفائه عمليّة واسعةَ النطاق على هذا المحور، رغم اكتمال المعطيات المواتية.
وفي انتظار «الضوء الأخضر»، يبدو أنّ استراتيجية الجيش وحلفائه تقوم في المرحلة الراهنة على امتصاص أي هجمات تستهدف مناطق السيطرة في الريف الجنوبي، عبر تنفيذ انسحابات من بعض النقاط ومعاودة التقدّم إليها بعد فسح المجال أمام سلاح الجو لتنفيذ تدخّلات مكثّفة. ضمن هذا الإطار، عاود الجيش والحلفاء نهار أمس السيطرة على نقاطٍ عدّة على محور «خلصة – زيتان» كان قد انسحب منها فجراً. وكانت «جبهة النصرة» وحلفاؤها «الحزب الإسلامي التركستاني» ومجموعات «جيش الفتح» قد شنّوا هجمات مكثّفة دشّنتها عملياتٌ انتحاريّة أدت ليل أوّل من أمس إلى انسحاب الجيش وحلفائه من بلدة زيتان (جنوب شرق الزربة) بعد اشتباكات عنيفة. وتزامن هذا الهجوم مع آخر استهدف بلدة خَلصة (شمال غرب الزربة)، وثالث نحو بلدة برنة (جنوب الزربة). فيما كان الهدف التالي حسب خطط «النصرة» شنّ هجومٍ مركّز على تمركزات الجيش في بلدة الحاضر الاستراتيجيّة، في إحياء لخطط قديمة تطمح إلى السيطرة على نقاط استراتيجيّة عدّة في الريف الجنوبي («الأخبار»، 2868). وأكّد مصدر ميداني سوري لـ«الأخبار» أنّ «الجيش والحلفاء تمكّنوا من استعادة كل النقاط التي انسحبوا منها تكتيكيّاً لوقت قصير، وكبّدوا الإرهابيين خسائر فادحة».
وفي السياق، أكّد قائد ميداني من «غرفة عمليات حلب» أن ما جرى «يؤكد جاهزية الجيش السوري وحلفائه لصد وإفشال اي اعتداء تفكر فيه هذه المجموعات الإرهابية التي تستغل الهدنة المعلنة وتنتهكها بشكل دائم ومستمر»، مستغرباً «حفلة الكذب التي يقودها السعودي عبد الله المحيسني أمام الرأي العام». وقتل في خلال الاشتباكات على جبهة خلصة، المسؤول الميداني في «النصرة» «أبو يحيى تقاد»، والقيادي في «فيلق الشام» المدعو «بلال الواو».
وفي ريف اللاذقية الشمالي، واصل الجيش السوري تقدّمه في المناطق الأخيرة الواقعة تحت سيطرة المسلحين في جبل التركمان، حيث سيطر على مزرعة الحياة. وفي منطقة آراك على طريق تدمر ــ السخنة في ريف حمص الشرقي، سيطر على تلة السيرياتيل وتلال محيطة عدة.
في سياق آخر، أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» سيطرتها على 1000 كيلومتر مربع في ريف مدينة منبج في ريف حلب الشرقي. وما زالت القوات تحاصر مدينة منبج دون أن تحاول اقتحامها منذ أيام.
وفي دير الزور، جرت اشتباكات عنيفة جداً في محيط المطار العسكري، حيث يستهدف تنظيم «داعش» المطار بقذائف المدفعية الثقيلة، كذلك شنّ هجوماً على جبل الثردة في محاولة منه لاستعادة ما خسره في الأيام الماضية، بينما شنت الطائرات الحربية غارات على محيط المطار ونقاط الاشتباكات.
إلى ذلك، اغتال مجهولون في قرية رتين في ريف ادلب الجنوبي طعان فاعور، وهو يعدّ أحد أمهر القناصة في «فيلق الشام»، بعد استهدافه بالرصاص بعد خروجه من مسجد. كذلك، قتل أحد المسؤولين العسكريين في «جبهة النصرة»، الملقّب بـ«أبو علي المهاجرين» في انفجار وسط مدينة ادلب.
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن 148 بلدة انضمت إلى نظام الهدنة بعد توقيع اتفاق مع ممثلين عن بلدتين في محافظة حمص. وأشار بيان صادر عن مركز المصالحة الروسي في حميميم إلى مواصلة المفاوضات بشأن الانضمام إلى نظام الهدنة مع قادة ميدانيين من المعارضة في محافظات ريف دمشق وحمص والقنيطرة. وبحسب العسكريين الروس، فإن 60 جماعة مسلحة أعلنت تمسكها بشروط وقف القتال. وأضاف البيان أن العسكريين الروس لم يسجلوا أي انتهاك لنظام الهدنة داخل منطقة داريا في ريف دمشق.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة