يعكف المؤلف أحمد علي أحمد على كتابة مسلسل يتناول قصـــة حيــــاة الجاسوسة أمينـــة داود المفتـــي، ورشح الفنانــــة السورية سلاف فواخرجي لبطولته، على أن يتولى إخراجه زوجها المخرج وائـــل رمضـــــان الذي تعاون معها في آخر مسلسلاتها «كيلوباترا» الذي عرض في رمضان الماضي.

ويقول علي أحمد إنه تحمس كثيراً لتقديم شخصية المفتي في مسلسل عقب انتهائه من إصدار كتابه «الجاسوسية والجنس.. سلاح إسرائيلي فاسد»، الذي صدر أخيراً وتناول فيه قصصاً وحكايات من ملفات التجسس، وصراع الاستخبارات العربية مع الجواسيس والموساد.

ويضـــيف: «أمينة داود المفتي هي شخصية واقعية ولدت عام 1939 من أسرة شركسية مسلمة هاجرت إلى الأردن، وتبوأت مراكز سياسية واجتماعية عالية، إذ كان والــــدها تاجر مجوهــــرات ثــــري وعمها حاصل على رتبة لواء في البلاط الملكي. أما أمها، فكانــــت سيدة مثقـــــفة تجيد أربع لغات، وكانت أمينـــــة أصغر إخوتها وعاشت في الأردن حتى أكملت الثانوية، ثم بدأت رحلة الاغتراب التي جعلت منها شيئاً فشيئاً أشهر جاسوسة إسرائيلية للموساد ضد الفلسطينيين، إذ سافرت إلى فيينا لاستكمال دراستــــها الجامعيـــــة بعد أن حصلت على مجموع قليـــــل في الثانوية العامة، وبدأت هناك حياة التحرر إلى أن أتمـــت دراستها وحصلت على درجة البكالوريوس في علم النفس الطبي من جامعة فيينا. وهناك تعرفت الى شقيق صديقتها موشيه بيراد، وهو طيار عسكري يهودي برتبة نقيب مقيم في النمسا ساعدهـــا في الحصول على شهادة دكتوراه مزورة في علــــم النفس المرضي، وتزوجتــــه في معبد شيمودت في فيينـــــا بعد أن ارتدت عن الإسلام وتهوّدت وتعمدت في المعبد واستبدلـــت اسمها بـ«آني موشيه بيراد» عام 1967، ثم أصــــرت أن يهاجرا إلى إسرائيل لأنها كانت تخاف أن يأتي أهلها لقتلها في النمسا. وهكذا هاجرت هي وزوجها عام 1972 إلى إسرائيل حيث تقلد زوجها رتبة رائد طيار في سلاح الجو الإسرائيلي. وفي آخر كانون الثاني (يناير) 1973 أسقطت المدفعية السورية طائرته واعتبر من لحظتها مفقوداً. هذا الحدث شكّل النقطة المفصلية في بداية مشوار جاسوسيتها، اعتقاداً منها أنها تنتقم لفقدان زوجها على أيدي السوريين والفلسطينيين، من هنا راحت تتغلغـــل في الفصائل الفلسطينية، وعاشت فترة في بيــــروت حيث أقحمت نفسها في ملاجئ الفلسطينيين بحجة أنها طبيبة متطوعة لشفاء الجرحى، ووصلت بدهائها حتى مكتب الرئيس ياسر عرفات، وحصلت منه على تصريح موقَّع يمكِّنها من دخول كل المواقع الفلسطينية بصفتها طبيبة ماهرة تشارك في تأهيل الجرحى، وخدعته بتأثرها الزائف بوضع المشردين الفلسطينيين وحماسها للمقاومة وما إلى ذلك».

ويوضح المؤلف أنها «اعتقلت في آب (أغسطس) عام 1975 على يد السلطات الفلسطينية بعدما انكشفت عمالتها، خصوصاً أنها كانت ترسل معلومات وتقارير عن العمليات الفدائية وأسماء أفراد الاستخبارات الفلسطينية مع تفاصيل دقيقة عن تحركات أهم شخصيات منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد اعترافها الكامل أُبقيت معتقلة لمدة خمس سنوات، إذ تم مقايضتها بأسيرين فلسطينيين لدى الإسرائيليين، ثم عادت إلى إسرائيل وحاولت الاتصال بأهلها في الأردن، لكنهم رفضوا التحدث معها وأخبروها أنهم يعتبرونها ميتة.

وفي عام 1984 أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي قـــــراراً بصرف معاش دائم لها بعدما تصدرت لوحة الشرف في مدخل في مبني الموساد، وهــــي لوحة تضم أمهر العملاء، ويطلق عليهم «الأصدقاء» الذين أخلــــصوا لإسرائيل وقدموا إليها معلومات عن أعدائها ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة، ولا يُعرف إلى الآن كيف أتمت حياتها في ظل اختلاف الروايات».

ويؤكد علي أحمد أنه استند في كتابة مسلسله إلى عدد من المراجع، منها مذكرات أمينة المفتي، وبروتوكولات حكماء صهيون التي نشرت بالروسية، وكتاب «جواسيس جدعون.. التاريخ السري للموساد» و«أمراء الموساد» و«الدم والنفط والرمال» و«ثلاثون قضية استخباراتية وأمنية في إسرائيل».

  • فريق ماسة
  • 2011-01-26
  • 13474
  • من الأرشيف

سلاف فواخرجي جاسوسة عربية للموساد

يعكف المؤلف أحمد علي أحمد على كتابة مسلسل يتناول قصـــة حيــــاة الجاسوسة أمينـــة داود المفتـــي، ورشح الفنانــــة السورية سلاف فواخرجي لبطولته، على أن يتولى إخراجه زوجها المخرج وائـــل رمضـــــان الذي تعاون معها في آخر مسلسلاتها «كيلوباترا» الذي عرض في رمضان الماضي. ويقول علي أحمد إنه تحمس كثيراً لتقديم شخصية المفتي في مسلسل عقب انتهائه من إصدار كتابه «الجاسوسية والجنس.. سلاح إسرائيلي فاسد»، الذي صدر أخيراً وتناول فيه قصصاً وحكايات من ملفات التجسس، وصراع الاستخبارات العربية مع الجواسيس والموساد. ويضـــيف: «أمينة داود المفتي هي شخصية واقعية ولدت عام 1939 من أسرة شركسية مسلمة هاجرت إلى الأردن، وتبوأت مراكز سياسية واجتماعية عالية، إذ كان والــــدها تاجر مجوهــــرات ثــــري وعمها حاصل على رتبة لواء في البلاط الملكي. أما أمها، فكانــــت سيدة مثقـــــفة تجيد أربع لغات، وكانت أمينـــــة أصغر إخوتها وعاشت في الأردن حتى أكملت الثانوية، ثم بدأت رحلة الاغتراب التي جعلت منها شيئاً فشيئاً أشهر جاسوسة إسرائيلية للموساد ضد الفلسطينيين، إذ سافرت إلى فيينا لاستكمال دراستــــها الجامعيـــــة بعد أن حصلت على مجموع قليـــــل في الثانوية العامة، وبدأت هناك حياة التحرر إلى أن أتمـــت دراستها وحصلت على درجة البكالوريوس في علم النفس الطبي من جامعة فيينا. وهناك تعرفت الى شقيق صديقتها موشيه بيراد، وهو طيار عسكري يهودي برتبة نقيب مقيم في النمسا ساعدهـــا في الحصول على شهادة دكتوراه مزورة في علــــم النفس المرضي، وتزوجتــــه في معبد شيمودت في فيينـــــا بعد أن ارتدت عن الإسلام وتهوّدت وتعمدت في المعبد واستبدلـــت اسمها بـ «آني موشيه بيراد» عام 1967، ثم أصــــرت أن يهاجرا إلى إسرائيل لأنها كانت تخاف أن يأتي أهلها لقتلها في النمسا. وهكذا هاجرت هي وزوجها عام 1972 إلى إسرائيل حيث تقلد زوجها رتبة رائد طيار في سلاح الجو الإسرائيلي. وفي آخر كانون الثاني (يناير) 1973 أسقطت المدفعية السورية طائرته واعتبر من لحظتها مفقوداً. هذا الحدث شكّل النقطة المفصلية في بداية مشوار جاسوسيتها، اعتقاداً منها أنها تنتقم لفقدان زوجها على أيدي السوريين والفلسطينيين، من هنا راحت تتغلغـــل في الفصائل الفلسطينية، وعاشت فترة في بيــــروت حيث أقحمت نفسها في ملاجئ الفلسطينيين بحجة أنها طبيبة متطوعة لشفاء الجرحى، ووصلت بدهائها حتى مكتب الرئيس ياسر عرفات، وحصلت منه على تصريح موقَّع يمكِّنها من دخول كل المواقع الفلسطينية بصفتها طبيبة ماهرة تشارك في تأهيل الجرحى، وخدعته بتأثرها الزائف بوضع المشردين الفلسطينيين وحماسها للمقاومة وما إلى ذلك». ويوضح المؤلف أنها «اعتقلت في آب (أغسطس) عام 1975 على يد السلطات الفلسطينية بعدما انكشفت عمالتها، خصوصاً أنها كانت ترسل معلومات وتقارير عن العمليات الفدائية وأسماء أفراد الاستخبارات الفلسطينية مع تفاصيل دقيقة عن تحركات أهم شخصيات منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد اعترافها الكامل أُبقيت معتقلة لمدة خمس سنوات، إذ تم مقايضتها بأسيرين فلسطينيين لدى الإسرائيليين، ثم عادت إلى إسرائيل وحاولت الاتصال بأهلها في الأردن، لكنهم رفضوا التحدث معها وأخبروها أنهم يعتبرونها ميتة. وفي عام 1984 أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي قـــــراراً بصرف معاش دائم لها بعدما تصدرت لوحة الشرف في مدخل في مبني الموساد، وهــــي لوحة تضم أمهر العملاء، ويطلق عليهم «الأصدقاء» الذين أخلــــصوا لإسرائيل وقدموا إليها معلومات عن أعدائها ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة، ولا يُعرف إلى الآن كيف أتمت حياتها في ظل اختلاف الروايات». ويؤكد علي أحمد أنه استند في كتابة مسلسله إلى عدد من المراجع، منها مذكرات أمينة المفتي، وبروتوكولات حكماء صهيون التي نشرت بالروسية، وكتاب «جواسيس جدعون.. التاريخ السري للموساد» و«أمراء الموساد» و«الدم والنفط والرمال» و«ثلاثون قضية استخباراتية وأمنية في إسرائيل».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة