قدم السفير الروسي فيتالي تشوركين، منذ بداية العام الحالي، خمسة تقارير مفصلة لمجلس الأمن، تتهم بمجملها أنقرة بدعم مباشر، أو غير مباشر لداعش، الثلاثة الأخيرة منها تم تقديمها للمجلس، بعد بدء وقف الأعمال العدائية.

 

 

وعلى الرغم من التحضير الجاري حالياً لعقد قمة عالمية لمكافحة الإرهاب، في 30 من شهر حزيران، لم يتداول حتى الآن أي من أجهزة الأمم المتحدة هذه المعلومات.

 

وفقاً للمجلة المرجعية «جينز»، فقد نقلت وزارة الدفاع الأميركية في بداية شهر نيسان -أي خلال وقف الأعمال العدائية- كمية ألفي طن من الأسلحة والذخيرة، تم تسليم نصفها للقاعدة وداعش.

لدى طلب وزير الخارجية سيرغي لافروف تفسيراً لهذا الأمر من نظيره الأميركي، قدم جون كيري اعتذاره، وأكد أن هذه الشحنة كانت مقررة قبل وقف الأعمال العدائية، وأن الإدارة التي نفذتها كانت للأسف بيروقراطية.

وفقاً لصحيفة الغارديان، فقد أنشأت المملكة المتحدة في نهاية عام 2013، خلية دعاية «بروباغندا» تسيطر، في الغرب، على كل المعلومات المتعلقة بسورية، يدعمها التاج البريطاني بموازنة سنوية مقدارها 3 ملايين جنيه إسترليني، وربما البيت الأبيض بمبلغ مماثل أيضاً.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية أيضاً، فقد دخل من تركيا نحو ثمانية أو تسعة آلاف جهادي جديد إلى سورية، أثناء وقف الأعمال العدائية.

قدم السفير بشار الجعفري خلال شهر أيار الماضي عدة رسائل لمجلس الأمن، اثنتان منها تتهمان الأردن بنقل تعزيزات قوامها 27 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر لبصرى الشام، والسويداء. كما وجه لمجلس الأمن رسالتين في أعقاب مجزرة الزارة، منوهاً بتبني هذه الجريمة من جبهة النصرة، الحركة الإسلامية، أحرار الشام، فيلق حمص، كتائب أهل السنة، وجيش حمص، واتهم بالاسم الصريح كلاً من الرياض، وأنقرة، والدوحة بتدبير هذه المذبحة، فضلاً عن جرائم أخرى، لنسف المفاوضات في جنيف.

مرة أخرى، لا تبدي الأمم المتحدة أي ردة فعل.

قامت وزارة الدفاع الروسية في 3 حزيران الجاري، بتصوير قافلة ضخمة، مؤلفة من مئات الشاحنات المنطلقة من تركيا، باتجاه المناطق التي تحتلها القاعدة وداعش.

اللافت أنه لم تصدر أوامر بقصفها.

لم يتوقف التصعيد اللفظي بين موسكو وأنقرة، منذ قيام تركيا بإسقاط طائرة سوخوي في شهر تشرين ثاني 2015. الأمر الذي جعل الرئيس بوتين يعتبر، في بداية شهر كانون ثاني الماضي أن تركيا، هي العدو الرئيسي لبلاده، قبل الجهاديين في سورية والعراق، لأنها، هي التي تغذيهم.

وهذا أيضاً ما جعل موسكو تعقد اتفاقاً مع واشنطن يقضي بقيامهما بتسليح القوات الكردية، ظاهرياً لمقاتلة داعش، وواقعيا لمهاجمة تركيا في وقت لاحق.

أشرت في الأسبوع الماضي إلى أن تصميم هذه الخطة كان سيئاً، وأن الرئيس أردوغان على وشك قلب المعادلة لمصلحته.

وما دامت الأدلة غير كافية على دعم المعسكر الإمبريالي لأكلة لحوم البشر المعتدلين من الجيش الحر، وجيش الإسلام، وأحرار الشام، فضلا عن القاعدة وداعش، فلن يتغير في الواقع شيء.

فهل لدى روسيا خطة لا نعرفها؟

وفي حال كان لديها خطة،فما هي؟

  • فريق ماسة
  • 2016-06-07
  • 10988
  • من الأرشيف

ما إستراتيجية روسيا؟ ... تيري ميسان

  قدم السفير الروسي فيتالي تشوركين، منذ بداية العام الحالي، خمسة تقارير مفصلة لمجلس الأمن، تتهم بمجملها أنقرة بدعم مباشر، أو غير مباشر لداعش، الثلاثة الأخيرة منها تم تقديمها للمجلس، بعد بدء وقف الأعمال العدائية.     وعلى الرغم من التحضير الجاري حالياً لعقد قمة عالمية لمكافحة الإرهاب، في 30 من شهر حزيران، لم يتداول حتى الآن أي من أجهزة الأمم المتحدة هذه المعلومات.   وفقاً للمجلة المرجعية «جينز»، فقد نقلت وزارة الدفاع الأميركية في بداية شهر نيسان -أي خلال وقف الأعمال العدائية- كمية ألفي طن من الأسلحة والذخيرة، تم تسليم نصفها للقاعدة وداعش. لدى طلب وزير الخارجية سيرغي لافروف تفسيراً لهذا الأمر من نظيره الأميركي، قدم جون كيري اعتذاره، وأكد أن هذه الشحنة كانت مقررة قبل وقف الأعمال العدائية، وأن الإدارة التي نفذتها كانت للأسف بيروقراطية. وفقاً لصحيفة الغارديان، فقد أنشأت المملكة المتحدة في نهاية عام 2013، خلية دعاية «بروباغندا» تسيطر، في الغرب، على كل المعلومات المتعلقة بسورية، يدعمها التاج البريطاني بموازنة سنوية مقدارها 3 ملايين جنيه إسترليني، وربما البيت الأبيض بمبلغ مماثل أيضاً. وبحسب وزارة الدفاع الروسية أيضاً، فقد دخل من تركيا نحو ثمانية أو تسعة آلاف جهادي جديد إلى سورية، أثناء وقف الأعمال العدائية. قدم السفير بشار الجعفري خلال شهر أيار الماضي عدة رسائل لمجلس الأمن، اثنتان منها تتهمان الأردن بنقل تعزيزات قوامها 27 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر لبصرى الشام، والسويداء. كما وجه لمجلس الأمن رسالتين في أعقاب مجزرة الزارة، منوهاً بتبني هذه الجريمة من جبهة النصرة، الحركة الإسلامية، أحرار الشام، فيلق حمص، كتائب أهل السنة، وجيش حمص، واتهم بالاسم الصريح كلاً من الرياض، وأنقرة، والدوحة بتدبير هذه المذبحة، فضلاً عن جرائم أخرى، لنسف المفاوضات في جنيف. مرة أخرى، لا تبدي الأمم المتحدة أي ردة فعل. قامت وزارة الدفاع الروسية في 3 حزيران الجاري، بتصوير قافلة ضخمة، مؤلفة من مئات الشاحنات المنطلقة من تركيا، باتجاه المناطق التي تحتلها القاعدة وداعش. اللافت أنه لم تصدر أوامر بقصفها. لم يتوقف التصعيد اللفظي بين موسكو وأنقرة، منذ قيام تركيا بإسقاط طائرة سوخوي في شهر تشرين ثاني 2015. الأمر الذي جعل الرئيس بوتين يعتبر، في بداية شهر كانون ثاني الماضي أن تركيا، هي العدو الرئيسي لبلاده، قبل الجهاديين في سورية والعراق، لأنها، هي التي تغذيهم. وهذا أيضاً ما جعل موسكو تعقد اتفاقاً مع واشنطن يقضي بقيامهما بتسليح القوات الكردية، ظاهرياً لمقاتلة داعش، وواقعيا لمهاجمة تركيا في وقت لاحق. أشرت في الأسبوع الماضي إلى أن تصميم هذه الخطة كان سيئاً، وأن الرئيس أردوغان على وشك قلب المعادلة لمصلحته. وما دامت الأدلة غير كافية على دعم المعسكر الإمبريالي لأكلة لحوم البشر المعتدلين من الجيش الحر، وجيش الإسلام، وأحرار الشام، فضلا عن القاعدة وداعش، فلن يتغير في الواقع شيء. فهل لدى روسيا خطة لا نعرفها؟ وفي حال كان لديها خطة،فما هي؟

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة