للمرة الرابعة يعلن راعيا العمل على المسار السياسي في الأزمة السورية يعلنان توصلهما إلى تحديد ثم تمديد العمل بقرار وقف الأعمال العدائية في مناطق سورية،

 

 

الحالة التي نشأت عندما تم التوافق على البدء بالعملية السياسية وشمل التحديد ثم التمديد الأخير مدينة حلب رغم كل ما يحيط بها من أسئلة ووقائع تجعل الهدنة تحت علامات استفهام كبيرة.‏

 

ففي حلب كما يعلم الجميع فصائل إرهابية تنتمي في معظمها إلى تنظيم القاعدة الإرهابي و في مقدمتها جبهة النصرة ، و لذلك كان تحفظ على الفكرة في مطلع حقبة وقف العمليات القتالية في سورية باعتبار أن الفصائل المصنفة دوليا إرهابية و منها جبهة النصرة لا يمكن أن تكون باي حال مشمولة بقرار وقف العمليات القتالية لان هذا القرار ارسي على قاعدة الانطلاق بالعملية السياسية التي تفضي إلى تثبيت وحدة سورية وتأكيد علمانية الدولة فيها خلافا لما تسعى اليه القاعدة و فروعها و بالتالي هناك تناقض بنيوي بين طبيعة العملية السياسية و مرتكزاتها و أهدافها من جهة و طبيعة عمل و أهداف القاعدة و فروعها .‏

 

وانطلاقا من تلك القاعدة استبعدت حلب عن قرار وقف العمليات القتالية باعتبار جبهة النصرة ومن يأتمرون بأمرها من الفصائل الإرهابية الأخرى هم القوى المسلحة الأساسية المسيطرة على الجزء الخارج عن سيطرة الدولة فيها . أما في الريف فقد كانت هناك بعض البؤر التي يدعي ما يسمى فصائل المعارضة المعتدلة المسلحة تدعى أنها تسيطر عليها لذلك شملت بالقرار توسعا واستفادت جبهة النصرة من الأمر نظرا لتداخل مواقعها مع مواقع الأخرين.‏

 

و لكت بالنسبة للحكومة السورية بقي الأمر واضحا ، حيث استمرت متمسكة بمبدأ وجوب استعادة المناطق السورية كلها إلى كنف الدولة ، فما يستعاد بالحوار و السياسة بدءا من المصالحات وصولا إلى المباحثات و الحوار السياسي بين السوريين يعمل به و ما تكون السياسة عاجزة عن أداء المهمة فيه يكون حله بالميدان عملا بقاعدة مكافحة الإرهاب و بهذا السياسة تعاملت الحكومة السورية و اكد عليه الرئيس الأسد في رسالته للرئيس بوتين مؤخرا ،لكن كان صادما ما صدر عن بعض القوى الإقليمية و الدولية من ردات فعل حيال ما تقوم به الحكومة السورية في الميدان عامة و في حلب حيث جبهة النصرة خاصة .‏

 

إذ أن من يسمع مكونات العدوان على سورية من غربيين وإقليميين حول حلب ومنها ما يتصل بالأزمة السورية عامة يكاد يظن بان حلب مدينة غير سورية وأن الجيش العريي السوري يعد العدة ويحشد الإمكانات لمهاجمتها «منتهكا القانون الدولي ومرتكبا جريمة العدوان التي تحرمها قواعد هذا القانون «. فلماذا هذا الموقف وما ذا يخفي وراءه.‏

 

لا يمكن في البدء أن يجادل أحد حول أهمية المدينة السورية حلب من الوجهة الاستراتيجية المركبة والمتعددة الأبعاد أهمية تجعل القيادة السورية على المستويين العسكري والسياسي تضعها في راس أولوياتها لتحريرها من الإرهابيين الذين أفسدوا امن ثلثها تقريبا باحتلالهم له وأمطروا الثلثين الباقيين بنار جرائمهم وإرهابهم ما أدى إلى أفظع المجازر والأضرار بحق البشر والحجر في المدينة.‏

 

ورغم ذلك فقد انبرى مسؤول فرنسي هنا ومسؤول أميركي هناك ليس لاستنكار تلك الجرائم بما فيها استعمال الإرهابيين للغازات السامة ضد المدنيين وضد رجال الجيش العربي السوري بل لاستنكار ما تحضر له الحكومة السورية الشرعية لاستعادة مدينة سورية هي العاصمة الثانية للدولة والعاصمة الاقتصادية فيها، فيبدي الفرنسي قلقه ويعبر الأميركي عن غضبه ويريد الاثنان أن تمتنع سورية عن أي أجراء يمكنها من استعادة المدينة إلى كنف الدولة. ومع هذه الوقاحة والفجور المثير للاستهجان نعود إلى طرح السؤال حول حقيقة ما تريده قيادة العدوان على سورية من الشمال السوري اليوم.‏

 

نحن لم نشك لحظة واحدة و منذ بدء العدوان بان للمعتدين هدفا لم يتخلوا عنها حتى الأن ، و منهم من يجاهر به علانية ومنهم من يناور خلف الستار لتحقيقه ، و الهدف المركزي في العدوان هو أسقاط سورية الوطنية و القومية و إعادة صياغتها لتكون أداة تابعة في المشروع الصهيواميركي الذي خرج السعودي مجاهرا به اليوم بكونه احد اهم العاملين فيه إلى الحد الذي بات أمراء بني سعود و بوقاحة و فجور كلي ينظرون للعمل المشترك بين العرب و إسرائيل مقتفيين اثر من اطلق نظرية الشرق الأوسط الجديد شمعون بيرس الذي أوصى بان يحكم العقل اليهودي المنطقة و يستثمر أموالها .‏

 

لقد عمل المعتدون على سورية لتحقيق أهدافهم بالحرب و بالقوة ففشلوا فاضطروا للمناورة و القبول بالعمل السياسي بعد أن اخفق جيش الإرهاب الذي نظموه وسلحوه و حشدوا له حتى وصل إلى 200 الف مسلح ، اخفق في تحقيق الإنجاز ، و بالمقابل تمكنت سورية مع حلفاء صادقين أن تثبت في الميدان ثم تستعيد زمام المبادرة ثم تبدأ باستعادة الأرض التي دخلها الإرهابيون في سورية تباعا ما جعل قيادة العدوان تدرك بان ما تحصل عليه اليوم في السياسة سيكون اكثر مما قد تحصل عليه غدا و هالها أن تحشد سورية و حلفاؤها القوى لاستعادة حلب لان في هذا الأمر إفراغ يد العدوان من ورقة بالغة الأهمية لأكثر من سبب .‏

 

ففي حلب تتقاطع الديمغرافيا مع الاقتصاد مع الجغرافية فتترجم كلها سمات استراتيجية تجعل من حلب المكان الذي يحدد فيه الاتجاه النهائي لطبيعة الحل سياسيا كان أو عسكريا لكل الأزمة السورية فمن يحكم السيطرة على حلب ومنطقتها يتحكم بمسار الأزمة. ففي الميدان يحكم السيطرة على حدود الشر المتدفق من تركيا وفي السياسة يخرج اهم ثاني مدينة سورية بكل أوزانها التي ذكرت ويجعلها في كفة ميزانه التفاوضي.‏

 

لهذه الأسباب فجر الإرهابيون معركة حلب مستبقين ظنونهم بان الجيش يحضر لها ولهذه الأسباب ابدى الغربيون مواقفهم من ذلك وبالوقاحة التي ذكرنا، ولكن الإرهاب فشل في تحقيق ما يبتغي في حلب فارتكب الجرائم الإضافية بحق السكان انتقاما لفشله وقلب الأمور لينسب الجرائم التي ارتكبها إلى الجيش العربي السوري، وتداعت مجموعة دعم المسار السياسي السوري لإدخال حلب في الهدنة رغم الواقع الذي وصفناه.‏

 

لقد قبلت الحكومة السورية بهدنة حلب مع علمها بهذا الواقع حرصا على العملية السياسية التي كان تلويح بوقفها كليا ، لكنه كان قبولا مشروطا بالوقت و الوظيفة ، قبول شاءت منه جس النبض و اختبار النوايا و سحب الذرائع ، و الآن و قد مضت بعض الأيام التي حددت لهذه الهدنة فان ملاحظات كبرى تسجل لتوضع برسم من يرعى الهدنة و يراقب الميدان : ملاحظات ليس اقلها قيام المسلحين بمتابعة أعمال العدوان و القصف و انتهاك سلامة المدنيين في حلب ، فضلا عن أقدامهم على متابعة أعمال هجومية هنا و هناك معطوفة على الاستفادة من الوضع و استقدامهم لألاف المسلحين عبر تركيا مع مئات الأطنان من الأسلحة و الذخائر .‏

 

و مع هذا المشهد نرى كما كنا و لازلنا نعتقد أن أميركا و اتباعها لم يطرحوا الهدنة ألا لعجز واجهوه في الميدان و هم يريدون استثمار الهدنة من اجل سد الثغرات في بنيتهم القتالية ثم الانطلاق إلى تحقيق إنجاز كبير يحلمون به على الساحة السورية ، و قبل هذا الإنجاز لن يعودوا إلى جنيف و لن يفاوضوا لان الواقع الميداني القائم لا يتيح لهم الحصول على السلطة التي يبتغون ، و قرارهم اليوم كما يبدو المماطلة قدر الإمكان في السياسة و المراوغة في الميدان حتى ترجح الكفة لصالحهم و بهذا المنطق ينظرون إلى قرار وقف العمليات و الهدنات التي تنبثق عنه .‏

 

وفي المقابل فان سورية يقظة واعية لما يخططون و تعمل على خطوط دفاعية متعددة بعد ان حشدت لكل خط منها في الميدان والسياسة والدبلوماسية ما يكفيه من طاقات لتمنع مكونات العدوان من بلوغ مآربهم، وبات الفريقان المتواجهان على ما يبدو مدركين أن زمن الحل لم تأت ساعته ومن هو في هجوم عدواني مستمر في عدوانه ويراوغ، ومن هو في دفاع مؤكد مستمر في صلابته مصر على الانتصار أو استكمال ما تحقق بيده من انتصارات في السنوات الخمس الماضية ولن تخدعه هدنة أو مناورة و هذا برأينا ما عناه السيد حسن نصرالله عندما وصف الأيام المقبلة بانها صعبة .‏

 

  • فريق ماسة
  • 2016-05-08
  • 14163
  • من الأرشيف

لِـما الهدنة في حلب؟ ... وما النتائج المتوقعة؟.

للمرة الرابعة يعلن راعيا العمل على المسار السياسي في الأزمة السورية يعلنان توصلهما إلى تحديد ثم تمديد العمل بقرار وقف الأعمال العدائية في مناطق سورية،     الحالة التي نشأت عندما تم التوافق على البدء بالعملية السياسية وشمل التحديد ثم التمديد الأخير مدينة حلب رغم كل ما يحيط بها من أسئلة ووقائع تجعل الهدنة تحت علامات استفهام كبيرة.‏   ففي حلب كما يعلم الجميع فصائل إرهابية تنتمي في معظمها إلى تنظيم القاعدة الإرهابي و في مقدمتها جبهة النصرة ، و لذلك كان تحفظ على الفكرة في مطلع حقبة وقف العمليات القتالية في سورية باعتبار أن الفصائل المصنفة دوليا إرهابية و منها جبهة النصرة لا يمكن أن تكون باي حال مشمولة بقرار وقف العمليات القتالية لان هذا القرار ارسي على قاعدة الانطلاق بالعملية السياسية التي تفضي إلى تثبيت وحدة سورية وتأكيد علمانية الدولة فيها خلافا لما تسعى اليه القاعدة و فروعها و بالتالي هناك تناقض بنيوي بين طبيعة العملية السياسية و مرتكزاتها و أهدافها من جهة و طبيعة عمل و أهداف القاعدة و فروعها .‏   وانطلاقا من تلك القاعدة استبعدت حلب عن قرار وقف العمليات القتالية باعتبار جبهة النصرة ومن يأتمرون بأمرها من الفصائل الإرهابية الأخرى هم القوى المسلحة الأساسية المسيطرة على الجزء الخارج عن سيطرة الدولة فيها . أما في الريف فقد كانت هناك بعض البؤر التي يدعي ما يسمى فصائل المعارضة المعتدلة المسلحة تدعى أنها تسيطر عليها لذلك شملت بالقرار توسعا واستفادت جبهة النصرة من الأمر نظرا لتداخل مواقعها مع مواقع الأخرين.‏   و لكت بالنسبة للحكومة السورية بقي الأمر واضحا ، حيث استمرت متمسكة بمبدأ وجوب استعادة المناطق السورية كلها إلى كنف الدولة ، فما يستعاد بالحوار و السياسة بدءا من المصالحات وصولا إلى المباحثات و الحوار السياسي بين السوريين يعمل به و ما تكون السياسة عاجزة عن أداء المهمة فيه يكون حله بالميدان عملا بقاعدة مكافحة الإرهاب و بهذا السياسة تعاملت الحكومة السورية و اكد عليه الرئيس الأسد في رسالته للرئيس بوتين مؤخرا ،لكن كان صادما ما صدر عن بعض القوى الإقليمية و الدولية من ردات فعل حيال ما تقوم به الحكومة السورية في الميدان عامة و في حلب حيث جبهة النصرة خاصة .‏   إذ أن من يسمع مكونات العدوان على سورية من غربيين وإقليميين حول حلب ومنها ما يتصل بالأزمة السورية عامة يكاد يظن بان حلب مدينة غير سورية وأن الجيش العريي السوري يعد العدة ويحشد الإمكانات لمهاجمتها «منتهكا القانون الدولي ومرتكبا جريمة العدوان التي تحرمها قواعد هذا القانون «. فلماذا هذا الموقف وما ذا يخفي وراءه.‏   لا يمكن في البدء أن يجادل أحد حول أهمية المدينة السورية حلب من الوجهة الاستراتيجية المركبة والمتعددة الأبعاد أهمية تجعل القيادة السورية على المستويين العسكري والسياسي تضعها في راس أولوياتها لتحريرها من الإرهابيين الذين أفسدوا امن ثلثها تقريبا باحتلالهم له وأمطروا الثلثين الباقيين بنار جرائمهم وإرهابهم ما أدى إلى أفظع المجازر والأضرار بحق البشر والحجر في المدينة.‏   ورغم ذلك فقد انبرى مسؤول فرنسي هنا ومسؤول أميركي هناك ليس لاستنكار تلك الجرائم بما فيها استعمال الإرهابيين للغازات السامة ضد المدنيين وضد رجال الجيش العربي السوري بل لاستنكار ما تحضر له الحكومة السورية الشرعية لاستعادة مدينة سورية هي العاصمة الثانية للدولة والعاصمة الاقتصادية فيها، فيبدي الفرنسي قلقه ويعبر الأميركي عن غضبه ويريد الاثنان أن تمتنع سورية عن أي أجراء يمكنها من استعادة المدينة إلى كنف الدولة. ومع هذه الوقاحة والفجور المثير للاستهجان نعود إلى طرح السؤال حول حقيقة ما تريده قيادة العدوان على سورية من الشمال السوري اليوم.‏   نحن لم نشك لحظة واحدة و منذ بدء العدوان بان للمعتدين هدفا لم يتخلوا عنها حتى الأن ، و منهم من يجاهر به علانية ومنهم من يناور خلف الستار لتحقيقه ، و الهدف المركزي في العدوان هو أسقاط سورية الوطنية و القومية و إعادة صياغتها لتكون أداة تابعة في المشروع الصهيواميركي الذي خرج السعودي مجاهرا به اليوم بكونه احد اهم العاملين فيه إلى الحد الذي بات أمراء بني سعود و بوقاحة و فجور كلي ينظرون للعمل المشترك بين العرب و إسرائيل مقتفيين اثر من اطلق نظرية الشرق الأوسط الجديد شمعون بيرس الذي أوصى بان يحكم العقل اليهودي المنطقة و يستثمر أموالها .‏   لقد عمل المعتدون على سورية لتحقيق أهدافهم بالحرب و بالقوة ففشلوا فاضطروا للمناورة و القبول بالعمل السياسي بعد أن اخفق جيش الإرهاب الذي نظموه وسلحوه و حشدوا له حتى وصل إلى 200 الف مسلح ، اخفق في تحقيق الإنجاز ، و بالمقابل تمكنت سورية مع حلفاء صادقين أن تثبت في الميدان ثم تستعيد زمام المبادرة ثم تبدأ باستعادة الأرض التي دخلها الإرهابيون في سورية تباعا ما جعل قيادة العدوان تدرك بان ما تحصل عليه اليوم في السياسة سيكون اكثر مما قد تحصل عليه غدا و هالها أن تحشد سورية و حلفاؤها القوى لاستعادة حلب لان في هذا الأمر إفراغ يد العدوان من ورقة بالغة الأهمية لأكثر من سبب .‏   ففي حلب تتقاطع الديمغرافيا مع الاقتصاد مع الجغرافية فتترجم كلها سمات استراتيجية تجعل من حلب المكان الذي يحدد فيه الاتجاه النهائي لطبيعة الحل سياسيا كان أو عسكريا لكل الأزمة السورية فمن يحكم السيطرة على حلب ومنطقتها يتحكم بمسار الأزمة. ففي الميدان يحكم السيطرة على حدود الشر المتدفق من تركيا وفي السياسة يخرج اهم ثاني مدينة سورية بكل أوزانها التي ذكرت ويجعلها في كفة ميزانه التفاوضي.‏   لهذه الأسباب فجر الإرهابيون معركة حلب مستبقين ظنونهم بان الجيش يحضر لها ولهذه الأسباب ابدى الغربيون مواقفهم من ذلك وبالوقاحة التي ذكرنا، ولكن الإرهاب فشل في تحقيق ما يبتغي في حلب فارتكب الجرائم الإضافية بحق السكان انتقاما لفشله وقلب الأمور لينسب الجرائم التي ارتكبها إلى الجيش العربي السوري، وتداعت مجموعة دعم المسار السياسي السوري لإدخال حلب في الهدنة رغم الواقع الذي وصفناه.‏   لقد قبلت الحكومة السورية بهدنة حلب مع علمها بهذا الواقع حرصا على العملية السياسية التي كان تلويح بوقفها كليا ، لكنه كان قبولا مشروطا بالوقت و الوظيفة ، قبول شاءت منه جس النبض و اختبار النوايا و سحب الذرائع ، و الآن و قد مضت بعض الأيام التي حددت لهذه الهدنة فان ملاحظات كبرى تسجل لتوضع برسم من يرعى الهدنة و يراقب الميدان : ملاحظات ليس اقلها قيام المسلحين بمتابعة أعمال العدوان و القصف و انتهاك سلامة المدنيين في حلب ، فضلا عن أقدامهم على متابعة أعمال هجومية هنا و هناك معطوفة على الاستفادة من الوضع و استقدامهم لألاف المسلحين عبر تركيا مع مئات الأطنان من الأسلحة و الذخائر .‏   و مع هذا المشهد نرى كما كنا و لازلنا نعتقد أن أميركا و اتباعها لم يطرحوا الهدنة ألا لعجز واجهوه في الميدان و هم يريدون استثمار الهدنة من اجل سد الثغرات في بنيتهم القتالية ثم الانطلاق إلى تحقيق إنجاز كبير يحلمون به على الساحة السورية ، و قبل هذا الإنجاز لن يعودوا إلى جنيف و لن يفاوضوا لان الواقع الميداني القائم لا يتيح لهم الحصول على السلطة التي يبتغون ، و قرارهم اليوم كما يبدو المماطلة قدر الإمكان في السياسة و المراوغة في الميدان حتى ترجح الكفة لصالحهم و بهذا المنطق ينظرون إلى قرار وقف العمليات و الهدنات التي تنبثق عنه .‏   وفي المقابل فان سورية يقظة واعية لما يخططون و تعمل على خطوط دفاعية متعددة بعد ان حشدت لكل خط منها في الميدان والسياسة والدبلوماسية ما يكفيه من طاقات لتمنع مكونات العدوان من بلوغ مآربهم، وبات الفريقان المتواجهان على ما يبدو مدركين أن زمن الحل لم تأت ساعته ومن هو في هجوم عدواني مستمر في عدوانه ويراوغ، ومن هو في دفاع مؤكد مستمر في صلابته مصر على الانتصار أو استكمال ما تحقق بيده من انتصارات في السنوات الخمس الماضية ولن تخدعه هدنة أو مناورة و هذا برأينا ما عناه السيد حسن نصرالله عندما وصف الأيام المقبلة بانها صعبة .‏  

المصدر : .العميد د. أمين محمد حطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة