بعد خمس سنوات من الحرب في سوريا، أصبحت مدينة حلب (ثاني أكبر مدن سوريا بتاريخها الصناعي والسياحي العريق) جرحا مفتوحا ورمزا نازفا للجحيم الذي وقعت فيه البلاد.

وأشارت افتتاحية غارديان إلى أن المدينة التي كانت عامرة بالحياة أصبحت الآن جبهة قتال تدك بالمدافع والبراميل المتفجرة وتحولت في أماكن كثيرة منها إلى أطلال وأنقاض ولم يتبق فيها سوى ثلاثمئة ألف شخص، بعد أن كان عدد سكانها مليوني نسمة، يصارعون من أجل ضرورات حياتهم اليومية، ولا يزال مسلسل التدمير يتفاقم.

"إذا سقطت حلب فستُسحق كل الآمال في مفاوضات سلام حقيقية، وأي وسيلة دائمة للخروج من المأساة السورية تتطلب مواجهة جذور الصراع واستخدام المزيد من الضغط الدولي على مؤيدي الأسد بموسكو وطهران"

وترى الصحيفة أن مصير سوريا يمكن أن يتوقف على هذه المدينة لأنها تمثل مركزا للجماعات المناوئة للأسد التي يراد لها أن تكون جزءا من التسوية الأممية، إذا قدر لها أن تتحقق، وأيضا بسبب موقعها الإستراتيجي، على مقربة من الحدود التركية، الذي كان بمثابة شريان الحياة لـ خطوط الإمداد وتحركات اللاجئين.

وعلقت الصحيفة بأنه إذا سقطت حلب فستُسحق كل الآمال في مفاوضات سلام حقيقية، وأن أي وسيلة دائمة للخروج من المأساة السورية تتطلب مواجهة جذور الصراع، واستخدام المزيد من الضغط الدولي على مؤيدي الأسد في موسكو وطهران إذا ما قدر أن يحدث أي تغيير.

وختمت بأنه لا يمكن لأي  وقف لإطلاق النار أن يصمد إذا لم يُحترم في حلب، وأن أي عملية دبلوماسية تغض الطرف عن مخاطر استمرار العنف تصبح أقرب إلى مجرد سراب وإلهاء عن الحقائق المتغيرة بسرعة على الأرض، وفي نهاية المطاف لن تكون هناك فائدة منه، وستستمر عذابات المدنيين السوريين مع تكشف الأحداث في حلب.

  • فريق ماسة
  • 2016-05-07
  • 8538
  • من الأرشيف

غارديان: لا تسوية بسورية دون هدنة دائمة بحلب

بعد خمس سنوات من الحرب في سوريا، أصبحت مدينة حلب (ثاني أكبر مدن سوريا بتاريخها الصناعي والسياحي العريق) جرحا مفتوحا ورمزا نازفا للجحيم الذي وقعت فيه البلاد. وأشارت افتتاحية غارديان إلى أن المدينة التي كانت عامرة بالحياة أصبحت الآن جبهة قتال تدك بالمدافع والبراميل المتفجرة وتحولت في أماكن كثيرة منها إلى أطلال وأنقاض ولم يتبق فيها سوى ثلاثمئة ألف شخص، بعد أن كان عدد سكانها مليوني نسمة، يصارعون من أجل ضرورات حياتهم اليومية، ولا يزال مسلسل التدمير يتفاقم. "إذا سقطت حلب فستُسحق كل الآمال في مفاوضات سلام حقيقية، وأي وسيلة دائمة للخروج من المأساة السورية تتطلب مواجهة جذور الصراع واستخدام المزيد من الضغط الدولي على مؤيدي الأسد بموسكو وطهران" وترى الصحيفة أن مصير سوريا يمكن أن يتوقف على هذه المدينة لأنها تمثل مركزا للجماعات المناوئة للأسد التي يراد لها أن تكون جزءا من التسوية الأممية، إذا قدر لها أن تتحقق، وأيضا بسبب موقعها الإستراتيجي، على مقربة من الحدود التركية، الذي كان بمثابة شريان الحياة لـ خطوط الإمداد وتحركات اللاجئين. وعلقت الصحيفة بأنه إذا سقطت حلب فستُسحق كل الآمال في مفاوضات سلام حقيقية، وأن أي وسيلة دائمة للخروج من المأساة السورية تتطلب مواجهة جذور الصراع، واستخدام المزيد من الضغط الدولي على مؤيدي الأسد في موسكو وطهران إذا ما قدر أن يحدث أي تغيير. وختمت بأنه لا يمكن لأي  وقف لإطلاق النار أن يصمد إذا لم يُحترم في حلب، وأن أي عملية دبلوماسية تغض الطرف عن مخاطر استمرار العنف تصبح أقرب إلى مجرد سراب وإلهاء عن الحقائق المتغيرة بسرعة على الأرض، وفي نهاية المطاف لن تكون هناك فائدة منه، وستستمر عذابات المدنيين السوريين مع تكشف الأحداث في حلب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة