«في عام 2030، وربما قبل ذلك بكثير، ستكون امامكم… الامبراطورية السعودية»!

 

قال لنا ذلك زميل سعودي، ليضيف «كنتم تبحثون عن الدولة العربية التي تغيّر وجه المنطقة، وها اننا قادمون. اموالنا لم تكن في اي يوم كسولة، او متثاقلة، او واجفة، او تنفق لشراء الهواء. لقد حوّلنا الصحراء الى جنّة، وانشأنا المدن والاوتوسترادات والمرافىء والمصانع، ولا ريب انه كانت هناك ثغرة في تفكيرنا، وهي اننا كنا نفضل الديبلوماسية الناعمة على الديبلوماسية الخشنة، لكن ما حدث في سوريا، وفي العراق، وفي اليمن، جعلنا نشعر اكثر بما يجري حولنا».

 

في رأيه «ان ما فعله الايرانيون حين حاولوا ان يغرزوا السكين في ظهرنا، عبر اليمن، جعلنا نمتشق سيوفنا ثانية ليس فقط للدفاع عن وجودنا، وعن امننا الاستراتيجي، وانما ايضا للذهاب الى من يهددنا في عقر داره».

 

يرفع الزميل السعودي من لهجته، وهو يردد «لسوف يكتشف الايرانيون ان مفاعيل الحصار الاميركي لهم لا تقاس، في اي حال، بمفاعيل حصارنا. دول عربية واسلامية قالت لنا انها ضاقت ذرعا بالتدخل الايراني في شؤونها، وبمنحى تخريبي يزعزع المجتمعات ويشتتها. ببساطة اقول لك اننا سنحرر العرب والمسلمين من الاخطبوط الايراني».

 

واثق من ان الايرانيين «سيشاهدون، ومنذ الان، نوعا آخر من السعوديين بعدما اعتبروا اننا من سكان القصور ولا نصلح للخنادق»، مفاخرا بـ«قوتنا الضاربة، وكان يؤخذ علينا تخزيننا للسلاح. والحقيقة اننا كدولة بهذا المستوى من الثراء، ونمتلك ثروات لا حدود لها، كنا نتوقع ان نتعرض للمخاطر. السلاح كان للّيلة الليلاء وقد دقت بابنا».

 

يقول «ان الايرانيين فوجئوا باطلاقنا «عاصفة الحزم» في اليمن .ندرك تماما مدى التضاريس الطبيعية والقبلية هناك. وما حققناه، في نظر خبراء اميركيين واوروبيين، وفي الظروف اليمنية التي يعرفون تعقيداتها جيدا، هام واستثنائي، وقد صارحونا بأنهم كانوا يخشون علينا من الغرق، لكننا بقينا نمسك بالمبادرة، ولم نخسر سوى القليل، القليل جدا، من جنودنا ومن عتادنا بين تلك التلال والاودية التي كما لو اننا على سطح كوكب آخر».

 

الزميل السعودي، القريب من اهل القرار، وهو يجاهر بذلك، اكد «اننا لن نترك سوريا ايا كان الثمن، نحن مستعدون للتعاون مع الشيطان، وسواء كان هذا الشيطان رجب طيب اردوغان ام بنيامين نتنياهو لاننا في حرب ضروس مع ايران التي، بالنسبة الينا، الشيطان الاكبر».

 

يرى «ان الايرانيين عقدوا الانفاق النووي من اجل ان يفتح الاميركيون امامهم الابواب التي مازالت مقفلة في المنطقة. هذا لم يحدث ولن يحدث. نقلنا مواقفنا الى باراك اوباما وجون كيري وآشتون كارتر باللهجة التي يفهمونها، وقد فهموها، وها نحن، كما تلاحظ، نقفل كل الابواب امام الايرانيين، والعالم الاسلامي كله معنا».

 

تحدث عن روحية جديدة في المملكة بل وعن «استعادة روحنا القديمة حين حررنا شبه الجزيرة»، ليشير الى ان طهران» تمسك بأوراق محروقة في سوريا وفي العراق وفي اليمن. ونحن نبحث عمن ينصحها بأن تعيد النظر، وقبل فوات الاوان، في سياساتها الشاهنشاهية، حيث الدين ليس سوى قناع على وجه كسرى انو شروان».

 

نحاول مقاطعته خلال اتصاله الهاتفي الطويل. في لحظة ما لعله كان خلالها يمسح العرق الذي تصبب على جبينه، نسأله عن (اسرائيل) وما اذا كانت قد سقطت من الذاكرة. اجاب «نحن واضحون في علاقاتنا، لكنني اسألك هل فعلت (اسرائيل) في لبنان وفي سوريا وفي العراق اكثر مما فعلته ايران؟».

 

لا مجال للتعليق يعتبر ان «من المضحك القول اننا سنرى الاسرائيليين يضعون يدهم على بغداد او على دمشق، وهم ليسوا سوى حفنة من البشر، ولكن الم يقل ذاك المسؤول الايراني ان اربع عواصم عربية اصبحت في قبضتنا؟».

 

الزميل السعودي ينفي ان تكون بلاده تنتهج، حاليا، شراء الدول، باعتبار ان الدول المتعثرة مثل الشركات المتعثرة، معروضة للبيع، ويقول «ذاك كلام غبي الذي يقول اننا اشترينا مصر. الكل يعرف اننا انقذناها، ولولا مبادرتنا الاخيرة لكان الجنيه انهار، ولكان التدهور الكارثي، الدولار بمائة جنيه».

 

في نظره انه مثلما باتت للديبلوماسية ديناميكيتها الجديدة، للمال ديناميكته الجديدة ايضا. اتاح لنا تلك اللحظة الخاطفة لنسأله ما اذا كان النظام سيبقى كما هو ام سيتم تطويره. تعجب من السؤال، ربما من سذاجة السؤال، وقال «ممّ يشكو النظام، هو نظام اسلامي وقائم على الشورى؟». وصلنا الجواب. انتظروا…الامبراطورية السعودية!!

 

  • فريق ماسة
  • 2016-05-07
  • 1869
  • من الأرشيف

الإمبراطوريّة السعوديّة!!

«في عام 2030، وربما قبل ذلك بكثير، ستكون امامكم… الامبراطورية السعودية»!   قال لنا ذلك زميل سعودي، ليضيف «كنتم تبحثون عن الدولة العربية التي تغيّر وجه المنطقة، وها اننا قادمون. اموالنا لم تكن في اي يوم كسولة، او متثاقلة، او واجفة، او تنفق لشراء الهواء. لقد حوّلنا الصحراء الى جنّة، وانشأنا المدن والاوتوسترادات والمرافىء والمصانع، ولا ريب انه كانت هناك ثغرة في تفكيرنا، وهي اننا كنا نفضل الديبلوماسية الناعمة على الديبلوماسية الخشنة، لكن ما حدث في سوريا، وفي العراق، وفي اليمن، جعلنا نشعر اكثر بما يجري حولنا».   في رأيه «ان ما فعله الايرانيون حين حاولوا ان يغرزوا السكين في ظهرنا، عبر اليمن، جعلنا نمتشق سيوفنا ثانية ليس فقط للدفاع عن وجودنا، وعن امننا الاستراتيجي، وانما ايضا للذهاب الى من يهددنا في عقر داره».   يرفع الزميل السعودي من لهجته، وهو يردد «لسوف يكتشف الايرانيون ان مفاعيل الحصار الاميركي لهم لا تقاس، في اي حال، بمفاعيل حصارنا. دول عربية واسلامية قالت لنا انها ضاقت ذرعا بالتدخل الايراني في شؤونها، وبمنحى تخريبي يزعزع المجتمعات ويشتتها. ببساطة اقول لك اننا سنحرر العرب والمسلمين من الاخطبوط الايراني».   واثق من ان الايرانيين «سيشاهدون، ومنذ الان، نوعا آخر من السعوديين بعدما اعتبروا اننا من سكان القصور ولا نصلح للخنادق»، مفاخرا بـ«قوتنا الضاربة، وكان يؤخذ علينا تخزيننا للسلاح. والحقيقة اننا كدولة بهذا المستوى من الثراء، ونمتلك ثروات لا حدود لها، كنا نتوقع ان نتعرض للمخاطر. السلاح كان للّيلة الليلاء وقد دقت بابنا».   يقول «ان الايرانيين فوجئوا باطلاقنا «عاصفة الحزم» في اليمن .ندرك تماما مدى التضاريس الطبيعية والقبلية هناك. وما حققناه، في نظر خبراء اميركيين واوروبيين، وفي الظروف اليمنية التي يعرفون تعقيداتها جيدا، هام واستثنائي، وقد صارحونا بأنهم كانوا يخشون علينا من الغرق، لكننا بقينا نمسك بالمبادرة، ولم نخسر سوى القليل، القليل جدا، من جنودنا ومن عتادنا بين تلك التلال والاودية التي كما لو اننا على سطح كوكب آخر».   الزميل السعودي، القريب من اهل القرار، وهو يجاهر بذلك، اكد «اننا لن نترك سوريا ايا كان الثمن، نحن مستعدون للتعاون مع الشيطان، وسواء كان هذا الشيطان رجب طيب اردوغان ام بنيامين نتنياهو لاننا في حرب ضروس مع ايران التي، بالنسبة الينا، الشيطان الاكبر».   يرى «ان الايرانيين عقدوا الانفاق النووي من اجل ان يفتح الاميركيون امامهم الابواب التي مازالت مقفلة في المنطقة. هذا لم يحدث ولن يحدث. نقلنا مواقفنا الى باراك اوباما وجون كيري وآشتون كارتر باللهجة التي يفهمونها، وقد فهموها، وها نحن، كما تلاحظ، نقفل كل الابواب امام الايرانيين، والعالم الاسلامي كله معنا».   تحدث عن روحية جديدة في المملكة بل وعن «استعادة روحنا القديمة حين حررنا شبه الجزيرة»، ليشير الى ان طهران» تمسك بأوراق محروقة في سوريا وفي العراق وفي اليمن. ونحن نبحث عمن ينصحها بأن تعيد النظر، وقبل فوات الاوان، في سياساتها الشاهنشاهية، حيث الدين ليس سوى قناع على وجه كسرى انو شروان».   نحاول مقاطعته خلال اتصاله الهاتفي الطويل. في لحظة ما لعله كان خلالها يمسح العرق الذي تصبب على جبينه، نسأله عن (اسرائيل) وما اذا كانت قد سقطت من الذاكرة. اجاب «نحن واضحون في علاقاتنا، لكنني اسألك هل فعلت (اسرائيل) في لبنان وفي سوريا وفي العراق اكثر مما فعلته ايران؟».   لا مجال للتعليق يعتبر ان «من المضحك القول اننا سنرى الاسرائيليين يضعون يدهم على بغداد او على دمشق، وهم ليسوا سوى حفنة من البشر، ولكن الم يقل ذاك المسؤول الايراني ان اربع عواصم عربية اصبحت في قبضتنا؟».   الزميل السعودي ينفي ان تكون بلاده تنتهج، حاليا، شراء الدول، باعتبار ان الدول المتعثرة مثل الشركات المتعثرة، معروضة للبيع، ويقول «ذاك كلام غبي الذي يقول اننا اشترينا مصر. الكل يعرف اننا انقذناها، ولولا مبادرتنا الاخيرة لكان الجنيه انهار، ولكان التدهور الكارثي، الدولار بمائة جنيه».   في نظره انه مثلما باتت للديبلوماسية ديناميكيتها الجديدة، للمال ديناميكته الجديدة ايضا. اتاح لنا تلك اللحظة الخاطفة لنسأله ما اذا كان النظام سيبقى كما هو ام سيتم تطويره. تعجب من السؤال، ربما من سذاجة السؤال، وقال «ممّ يشكو النظام، هو نظام اسلامي وقائم على الشورى؟». وصلنا الجواب. انتظروا…الامبراطورية السعودية!!  

المصدر : نبيه البرجي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة