اليوم ،من الواضح ان هناك حشد دولي جديد للدول الشريكة بالحرب على الدولة السورية لإقرار تفاصيل استضافة واذلال اللاجئين السوريين ،وهذا الاذلال للاجئين السوريين تحديداً يأتي اليوم ضمن مخطط قذر تطول تفاصيله أستهدف الدولة السورية ، فعلى مدار خمسة أعوام وأكثر، وجدت سورية نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة ومركبة للغاية أسقطت فيها كلّ المعايير الإنسانية، عشرات الآلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة التي دمروا بها مدن وقرى سورية بكاملها، فقتلوا أهلها وضربوا مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو ـ أميركية، وليس لها أي علاقة بكلّ الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سورية تمّ تجهيز تفاصيل المؤامرة، على مراحل وحلقات، وبمشاركة دول عربية وإقليمية.

وتزامناً مع الضجة العالمية "المفتعلة "حول قضية اللاجئين السوريين ،أعلنت بعض الأنظمة الغربية والشريكة بمؤامرة الحرب على سورية سعيها لاستضافة اعداد محدودة من اللاجئين السوريين ،الذين هجرتهم بشكل أو بآخر العصابات الارهابية المارقة التي تدعمها بعض هذه الأنظمة الغربية في سورية ، وهنا يبدو بشكل واضح وصريح ان المجتمع الدولي بمجموعه مازال يتعامى عن حقائق ما يجري بداخل سورية ،فهو يتباكى على لاجئين سوريين هجرتهم العصابات الارهابية التي تدعمها نفس هذه الأنظمة التي تتباكى على حال السوريين اليوم ،ويتعامى بذات الوقت عن رؤية مشاهد سقوط مئات الشهداء والجرحى نصفهم من الأطفال بالداخل السوري في كل اسبوع على الاقل، وهم حصيلة سقوط آلاف القذائف وتفجيرات للسيارات المفخخة والانتحاريين ، وو..ألخ بمدن وبلدان سورية مختلفة ، فهؤلاء السوريين بالداخل السوري اغتالتهم وذبحتهم بصمت وتعامي من قبل المجتمع الدولي العصابات الارهابية المدعومة من النظام التركي والسعودي والقطري والصهيوني والامريكي والفرنسي والبريطاني ، وو... ألخ ،فهناك اليوم اكثر من تسعين دولة تدعم  ومازالت بشكل أو بآخر المجاميع الإرهابية على الاراضي السورية .

وقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي تصدر المرتزقة إلى سورية تجاوز اثنين وتسعين دولة وأنّ هناك غرف عمليات منظمة ضمن بعض المناطق المحاذية لسورية، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثم توريدهم وتسهيل عبورهم من أغلب المنافذ الحدودية، وخصوصاً الحدود التركية، والتي تحدثت هذه الدراسات عنها بإسهاب، شارحة كيف سمحت تركيا بعبور الآلاف من المرتزقة، لذلك من الطبيعي أن نجد اليوم كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل سورية، بهدف ضرب المنظومة السورية المعادية للمشروع الصهيو -أميركي، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش السوري واستنزاف قدراته اللوجيستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سورية ، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.

ولكن تماسك وتلاحم القوى الوطنية في الداخل السوري والممثلة بثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات، فهذا التماسك أجهض خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالمؤسسة العسكرية السورية، وعلى رغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها مؤسسة عميقة ووطنية وقومية جامعة لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة لمواجهتها.

 

ختاماً، علينا أن نقرّ جميعاً وبعيداً عن الحشود الدولية وتباكي الغرب على حال السوريين ، وبعيداً عن خطط المتآمرين ، علينا أن نقرّ بأنّ صمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول آتية سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع المتآمرين، وسيستمرون في التصدي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو ـ أميركي، وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل يبدو أنه قريب جدّاً.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-29
  • 8847
  • من الأرشيف

يا لوقاحة الغرب المتأمر عندما يتباكى على حال اللاجئين السوريين

اليوم ،من الواضح ان هناك حشد دولي جديد للدول الشريكة بالحرب على الدولة السورية لإقرار تفاصيل استضافة واذلال اللاجئين السوريين ،وهذا الاذلال للاجئين السوريين تحديداً يأتي اليوم ضمن مخطط قذر تطول تفاصيله أستهدف الدولة السورية ، فعلى مدار خمسة أعوام وأكثر، وجدت سورية نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة ومركبة للغاية أسقطت فيها كلّ المعايير الإنسانية، عشرات الآلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة التي دمروا بها مدن وقرى سورية بكاملها، فقتلوا أهلها وضربوا مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو ـ أميركية، وليس لها أي علاقة بكلّ الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سورية تمّ تجهيز تفاصيل المؤامرة، على مراحل وحلقات، وبمشاركة دول عربية وإقليمية. وتزامناً مع الضجة العالمية "المفتعلة "حول قضية اللاجئين السوريين ،أعلنت بعض الأنظمة الغربية والشريكة بمؤامرة الحرب على سورية سعيها لاستضافة اعداد محدودة من اللاجئين السوريين ،الذين هجرتهم بشكل أو بآخر العصابات الارهابية المارقة التي تدعمها بعض هذه الأنظمة الغربية في سورية ، وهنا يبدو بشكل واضح وصريح ان المجتمع الدولي بمجموعه مازال يتعامى عن حقائق ما يجري بداخل سورية ،فهو يتباكى على لاجئين سوريين هجرتهم العصابات الارهابية التي تدعمها نفس هذه الأنظمة التي تتباكى على حال السوريين اليوم ،ويتعامى بذات الوقت عن رؤية مشاهد سقوط مئات الشهداء والجرحى نصفهم من الأطفال بالداخل السوري في كل اسبوع على الاقل، وهم حصيلة سقوط آلاف القذائف وتفجيرات للسيارات المفخخة والانتحاريين ، وو..ألخ بمدن وبلدان سورية مختلفة ، فهؤلاء السوريين بالداخل السوري اغتالتهم وذبحتهم بصمت وتعامي من قبل المجتمع الدولي العصابات الارهابية المدعومة من النظام التركي والسعودي والقطري والصهيوني والامريكي والفرنسي والبريطاني ، وو... ألخ ،فهناك اليوم اكثر من تسعين دولة تدعم  ومازالت بشكل أو بآخر المجاميع الإرهابية على الاراضي السورية . وقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي تصدر المرتزقة إلى سورية تجاوز اثنين وتسعين دولة وأنّ هناك غرف عمليات منظمة ضمن بعض المناطق المحاذية لسورية، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثم توريدهم وتسهيل عبورهم من أغلب المنافذ الحدودية، وخصوصاً الحدود التركية، والتي تحدثت هذه الدراسات عنها بإسهاب، شارحة كيف سمحت تركيا بعبور الآلاف من المرتزقة، لذلك من الطبيعي أن نجد اليوم كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل سورية، بهدف ضرب المنظومة السورية المعادية للمشروع الصهيو -أميركي، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش السوري واستنزاف قدراته اللوجيستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سورية ، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري. ولكن تماسك وتلاحم القوى الوطنية في الداخل السوري والممثلة بثلاثية الجيش والشعب والقيادة السياسية، والتي تؤمن جميعها بقضيتها والمتفهمة لحقيقة وطبيعة هذه الحرب أبعاداً وخلفيات، فهذا التماسك أجهض خطط المتآمرين وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام، فالمؤسسة العسكرية السورية، وعلى رغم كلّ ما أصابها، أرسلت رسائل واضحة وأثبتت أنها مؤسسة عميقة ووطنية وقومية جامعة لا يمكن إسقاطها أو تفكيكها ضمن حرب إعلامية، أو خلق نقاط إرهابية ساخنة في مناطق متعدّدة لمواجهتها.   ختاماً، علينا أن نقرّ جميعاً وبعيداً عن الحشود الدولية وتباكي الغرب على حال السوريين ، وبعيداً عن خطط المتآمرين ، علينا أن نقرّ بأنّ صمود الجيش العربي السوري والتلاحم بين أركان الدولة وشعبها وجيشها للحفاظ على وحدة الجغرافيا والديموغرافيا من الأعداء والمتآمرين والكيانات الطارئة في المنطقة والتي تحاول المسّ بوحدتها، ما هو إلا فصل من فصول آتية سيثبت من خلالها السوريون أنهم كانوا وما زالوا وسيبقون بتكامل وحدتهم، صفاً واحداً ضدّ جميع مشاريع المتآمرين، وسيستمرون في التصدي لهذه المشاريع، إلى أن تعلن سورية أنها أسقطت المشروع الصهيو ـ أميركي، وانتصرت عليه، وهذا ليس ببعيد بل يبدو أنه قريب جدّاً.

المصدر : الماسة السورية//هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة