دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
من الواضح، ومن خلال الزيارة التي بدأها السيد المعلم الى العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء، بدعوة من نظيره الجزائري رمطان العمامرة ان الحصار السياسي والدبلوماسي المفروض عليه، وعلى حكومته، بدأ يتكسر،
وباتت دائرة بيكار تحركاته تتسع، فالعاصمة الجزائرية تأتي اضافة كبيرة لعواصم اخرى تقيم علاقات دبلوماسية مع سورية مثل موسكو وطهران ومسقط، وبكين، واخرى في امريكا اللاتينية، تمردت على الغطرسة الامريكية وسياساتها الاقصائية.
التصريح الذي ادلى به السيد المعلم اثناء وصوله الى مطار الجزائر العاصمة كان لافتا، ويلخص معالم التطور الجديد القديم في السياسة الجزائرية عندما قال “ان الجزائر وسورية يقفان في خندق واحد ضد الارهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول”.
لا نعرف من يجب ان يكون ممتنا للآخر، الجزائر التي اتخذت هذه الخطوة التي تتسم بالكثير من التحدي للتحالف الامريكي العربي الذي يحاصر سورية، ويريد اسقاط نظامها، ام سورية التي يمثلها السيد المعلم التي شكلت بصمودها خمس سنوات حاجزا قويا حال دون انتقال الاضطرابات و”الربيع العربي” ومظاهراته الى قلبها، اي الجزائر، فكل المعلومات كانت تشير ان الجزائر كانت مستهدفة بعد اسقاط النظام في سورية مباشرة على غرار ما حدث في تونس وليبيا ومصر واليمن، وقبلهم العراق.
توقيت استقبال السيد المعلم وفرش السجاد الاحمر له في الجزائر، يأتي على درجة كبيرة من الاهمية، فقد جاء وصوله بعد تحقيق قوات الجيش العربي السوري انجازا كبيرا باستعادة مدينة تدمر الاثرية من تنظيم “داعش”، واحتفال دول عديدة في المنطقة واوروبا بهذا الانجاز، ودخول الازمة السورية عامها السادس، والنظام ما زال في السلطة، ويزداد قوة وثقة، وعدم نجاح “عاصفة الحزم” التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية في فرض الاستسلام على حلفاء سورية المفترضين في اليمن، وخاصة التحالف “الحوثي الصالحي”.
بعد استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر ربما تتراجع حدة عزلة سورية، العربية والدولية في ظل اعطاء الاولوية لدحر “الارهاب” في سورية والعراق وليبيا، واماكن عديدة اخرى، ونجاح التدخل العسكري الروسي في تغيير الكثير من معادلات القوة على الارض، وهذا ما يفسر زيارة وفد برلماني فرنسي كبير الى دمشق قبل يومين ولقائه بالرئيس السوري بشار الاسد، حيث تحدث الرئيس السوري في هذا اللقاء، وآخر سبقه مع وفد عربي، عن وجود اتصالات غير معلنة بين حكومته ونطيراتها العربية والاجنبية.
وصول السيد المعلم الى الجزائر، واستقباله الذي اتسم بالحفاوة من قبل وزير خارجيتها هو الحدث، وهو المتغير الابرز في رأينا، وكل ما عدا ذلك من قضايا على جدول الاعمال تظل تفاصيل اقل اهمية.
طائرة المعلم “المتواضعة” ستحط حتما في مطارات عربية واجنبية اخرى في القريب العاجل، ولا نعتقد ان طموحه في دخول كتاب “غينيس″ للارقام القياسية كأقل وزراء الخارجية العرب سفرا سيكتب لها النجاح.
ترى من هي الدولة العربية، او الاجنبية التالية التي سيزورها الوزير المعلم بعد الجزائر؟
المصدر :
رأي اليوم
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة