حكاية طريفة وقعت في ميونيخ توضح العلاقة الطيبة بين غوارديولا وتوماس توخل. هناك نقاط شبه واضحة جعلت البعض يقول إنهما توأمان مثل اللاعبين الشابين لارس بندر وسفن بندر. بينما يرفض البعض هذا الوصف ويعدد نقاط الاختلاف بينهما.

بعد استقالة توماس توخل (42 عاماً) من تدريب ماينز في عام 2014، أخذ المدرب الألماني فترة راحة لمدة عام، قبل أن يتولى تدريب بوروسيا دورتموند. ويُحْكى أنه في تلك الفترة التقى مرتين في ميونيخ مع بيب غوارديولا (45 عاماً) مدرب بايرن، إحداهما في مطعم، والأخرى في حانة (بار)، ليتحدثا عن التكتيك في عالم كرة القدم.

وفي لقاء الحانة كان النقاش حامياً لدرجة أن أحدهما أمسك برشاشة ملح الطعام الموضوعة على الطاولة والآخر أمسك برشاشة الفلفل، وأخذ كل منهما يحرك ما في يده على الطاولة ذهاباً ومجيئاً، وهنا وهناك، وكأنهما جنرالان يناوران في حرب مستعرة. ثم تجمدت العلاقة بينهما بعد تولى توخل مهمة تدريب دورتموند، المنافس الأكبر لبايرن في السنوات الأخيرة.

رغم ذلك فالعلاقة بينهما طيبة على ما يبدو، ويظهر ذلك في تصرفاتهما عند لقاءات الفريقين كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي في الدوري الألماني (بوندسليغا). حيث قال توخل في المؤتمر الصحفي بعد المباراة إن “بايرن في مرحلة ما بعد يوب هاينكيس (مرحلة غوارديولا) أصبح أكثر عطشاً للألقاب، وأكثر مرونة أي ببساطة أفضل”. أما غوارديولا فقد امتدح توخل قبل المباراة مباشرة وقال: “توماس توخل هو واحد من أفضل المدربين في العالم”.

“لارس توخل” و”سفن غوارديولا”

هناك أوجه شبه واضحة بين غوارديولا وتوخل، فمثلاً ولعهما في استخدام التكتيك لمواجهة الخصم هي صفة يتشابهان فيها كأنهما أخوان في الدم. وكلاهما في بحث دائم عن الكمال، سواء من حيث توزيع لاعبيه على أرض الملعب أو تقديم أداء “تام” في المباراة، رغم أن كل منهما يعرف أن هذه مسألة ليس لها وجود أبداً.

9

وكلاهما يتصف بالمرونة التكتيكية. ومؤخراً كان الاثنان من بين أكثر المدربين مضايقة للحكام في البوندسليغا، حيث حلا في المركز الرابع والخامس.

كلاهما مجنون بالنظام حيث يجبر كل منهما لاعبيه على الوقوف على الميزان يومياً ويراقبان ما يأكله اللاعبون. لكن غوارديولا ليس صارماً مثل توخل في نوعية الطعام الذي يتناوله لاعبوه، فتوخل يدقق في المسألة بشدة.

ويقول كريستوف كنير المحرر بجريدة “زود دويتشه تسايتونغ” إن توخل وغوراديولا بين المدربين مثل سفين بندر لاعب دورتموند وشقيقه التوأم لارس بندر لاعب بايرليفركوزن، “إنهما يظهران بشكل متشابه أثناء إدارة المباراة، (كلاهما) استراتيجي ومعقد وكانت مباراة القمة في دورتموند هي الدليل على أن التقارب التكتيكي في المباراة يمكن أن ينتج عنه متعة كبيرة”.

وأضاف كنير أن من خصالهما المشتركة “احترام الفريق المنافس وقدراته” وهذا ما “جعلهما يفكران بطريقة متشابهة. كما أنهما يحبان الكرة الهجومية وكذلك الدفاع العميق”. ومن شدة اقتناع كنير بالتشابه بينهما أطلق عليهما “لارس توخل” و”سفن غوارديولا” وقال إنهما “يفهمان بعضهما كمدربين… خسارة أن مباراتهم الأخيرة كانت المواجهة قبل الأخيرة لهما” في البطولات الألمانية.

اختلافات كثيرة وأوضحها الألقاب

ويرفض الصحفي فيليبو كاتالدو القول بأن غوارديولا وتوخل توأمان “رغم كل الصفات المشتركة بينهما”. ويقول إنه لا يمكن لأحدهما أن يحل محل الآخر. وكان كاتالدو قد قام، قبل مباراة بايرن ودورتموند في الدور الأول، بعمل مقارنة بين غوارديولا وتوخل نشرت على موقع “شبورت 1″ الألماني، وقال فيها “إنهما مجنونان بالتكتيك. إنهما أخوان في الروح ولكن…”

10

أحصى الصحفي الإيطالي، الذي يعيش في ميونيخ، إحدى عشرة نقطة يختلف فيها توخل عن غوارديولا، فعلى سبيل المثال تأثر غوارديولا بأسطورة أياكس وبرشلونة يوهان كرويف، أما قدوته في التدريب فهما الأرجنتينيان سيزار مينوتي ومارسيلو بيلسا، والإيطاليان زدينيك زيمان وأريغو ساتشي، وكلهم بارعون في التكتيك في إدارة المباريات. أما توخل فبدأ مشواره كمدرب مدعوما من رالف رانغيك ثم بعد ذلك من المدرب الراحل هيرمان بادشتوبر، والد لاعب بايرن المصاب حالياً هولغر بادشتوبر.

وبالنسبة للسلوك على الخط فإن غوارديولا يميل أحياناً إلى توجيه لاعبيه من عند خط التماس (حد المعلب) ويوجههم دائماً ويتشاجر أحياناً معهم ولديه مشكلة في البقاء في المنطقة المخصصة للمدرب. أما توخل فيشبه كثيراً يورغن كلوب، حيث يستمر في الصياح والسب عند خط التماس، ويقع في المشاكل خصوصا مع المدرب المنافس والحكم الرابع. وقد طرد توخل مرة من الملعب وهو ما لم يحدث مع غوارديولا.

بعد نجاحه وهو في سن 13 بدخول “لاماسيا” مدرسة برشلونة لكرة القدم للتدريب، صار لاعباً في الفريق الأول بعد بلوغه 18 عاما. وبين عامي 1990 و2001 فاز مع ناديه ببطولة الدوري ست مرات ومرتين بالكأس وأبطال أوروبا.

أما أوضح نقاط الاختلاف بين غوارديولا وتوخل فهي عدد الألقاب، التي فاز بها كل واحد منهما لاعباً ومدرباً. فتوخل كلاعب فاز مع فريق أولم ببطولة ألمانيا للهواة قبل أن تتوقف مسيرته كلاعب في سن الرابعة والعشرين بسبب الإصابة. أما كمدرب ففاز ببطولة الناشئين في ألمانيا في 2005 مع شتوتغارت، و2009 مع ماينز.

بينما فاز غوارديولا كلاعب مع برشلونة ست مرات بالدوري الأسباني ومرتين بالكأس ومثلهما بكأس الكؤوس الأوروبية، ومرة بكأس أبطال الدوري. وفاز مع إسبانيا بالميدالية الذهبية في أولمبياد برشلونة. أما كمدرب فحقق غوارديولا مع برشلونة كل الألقاب الممكنة لناد من الأندية، حيث حصد 14 لقباً من بينها 6 ألقاب في عام 2009 وحده على رأسها دوري أبطال أوروبا. وفاز حتى الآن مع بايرن بكأس العالم للأندية مرة واحدة والدوري الألماني مرتين وكأس ألمانيا مرة.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-09
  • 13152
  • من الأرشيف

غوارديولا وتوخل توأمان في الروح رغم كثرة الاختلافات

حكاية طريفة وقعت في ميونيخ توضح العلاقة الطيبة بين غوارديولا وتوماس توخل. هناك نقاط شبه واضحة جعلت البعض يقول إنهما توأمان مثل اللاعبين الشابين لارس بندر وسفن بندر. بينما يرفض البعض هذا الوصف ويعدد نقاط الاختلاف بينهما. بعد استقالة توماس توخل (42 عاماً) من تدريب ماينز في عام 2014، أخذ المدرب الألماني فترة راحة لمدة عام، قبل أن يتولى تدريب بوروسيا دورتموند. ويُحْكى أنه في تلك الفترة التقى مرتين في ميونيخ مع بيب غوارديولا (45 عاماً) مدرب بايرن، إحداهما في مطعم، والأخرى في حانة (بار)، ليتحدثا عن التكتيك في عالم كرة القدم. وفي لقاء الحانة كان النقاش حامياً لدرجة أن أحدهما أمسك برشاشة ملح الطعام الموضوعة على الطاولة والآخر أمسك برشاشة الفلفل، وأخذ كل منهما يحرك ما في يده على الطاولة ذهاباً ومجيئاً، وهنا وهناك، وكأنهما جنرالان يناوران في حرب مستعرة. ثم تجمدت العلاقة بينهما بعد تولى توخل مهمة تدريب دورتموند، المنافس الأكبر لبايرن في السنوات الأخيرة. رغم ذلك فالعلاقة بينهما طيبة على ما يبدو، ويظهر ذلك في تصرفاتهما عند لقاءات الفريقين كما حدث في نهاية الأسبوع الماضي في الدوري الألماني (بوندسليغا). حيث قال توخل في المؤتمر الصحفي بعد المباراة إن “بايرن في مرحلة ما بعد يوب هاينكيس (مرحلة غوارديولا) أصبح أكثر عطشاً للألقاب، وأكثر مرونة أي ببساطة أفضل”. أما غوارديولا فقد امتدح توخل قبل المباراة مباشرة وقال: “توماس توخل هو واحد من أفضل المدربين في العالم”. “لارس توخل” و”سفن غوارديولا” هناك أوجه شبه واضحة بين غوارديولا وتوخل، فمثلاً ولعهما في استخدام التكتيك لمواجهة الخصم هي صفة يتشابهان فيها كأنهما أخوان في الدم. وكلاهما في بحث دائم عن الكمال، سواء من حيث توزيع لاعبيه على أرض الملعب أو تقديم أداء “تام” في المباراة، رغم أن كل منهما يعرف أن هذه مسألة ليس لها وجود أبداً. 9 وكلاهما يتصف بالمرونة التكتيكية. ومؤخراً كان الاثنان من بين أكثر المدربين مضايقة للحكام في البوندسليغا، حيث حلا في المركز الرابع والخامس. كلاهما مجنون بالنظام حيث يجبر كل منهما لاعبيه على الوقوف على الميزان يومياً ويراقبان ما يأكله اللاعبون. لكن غوارديولا ليس صارماً مثل توخل في نوعية الطعام الذي يتناوله لاعبوه، فتوخل يدقق في المسألة بشدة. ويقول كريستوف كنير المحرر بجريدة “زود دويتشه تسايتونغ” إن توخل وغوراديولا بين المدربين مثل سفين بندر لاعب دورتموند وشقيقه التوأم لارس بندر لاعب بايرليفركوزن، “إنهما يظهران بشكل متشابه أثناء إدارة المباراة، (كلاهما) استراتيجي ومعقد وكانت مباراة القمة في دورتموند هي الدليل على أن التقارب التكتيكي في المباراة يمكن أن ينتج عنه متعة كبيرة”. وأضاف كنير أن من خصالهما المشتركة “احترام الفريق المنافس وقدراته” وهذا ما “جعلهما يفكران بطريقة متشابهة. كما أنهما يحبان الكرة الهجومية وكذلك الدفاع العميق”. ومن شدة اقتناع كنير بالتشابه بينهما أطلق عليهما “لارس توخل” و”سفن غوارديولا” وقال إنهما “يفهمان بعضهما كمدربين… خسارة أن مباراتهم الأخيرة كانت المواجهة قبل الأخيرة لهما” في البطولات الألمانية. اختلافات كثيرة وأوضحها الألقاب ويرفض الصحفي فيليبو كاتالدو القول بأن غوارديولا وتوخل توأمان “رغم كل الصفات المشتركة بينهما”. ويقول إنه لا يمكن لأحدهما أن يحل محل الآخر. وكان كاتالدو قد قام، قبل مباراة بايرن ودورتموند في الدور الأول، بعمل مقارنة بين غوارديولا وتوخل نشرت على موقع “شبورت 1″ الألماني، وقال فيها “إنهما مجنونان بالتكتيك. إنهما أخوان في الروح ولكن…” 10 أحصى الصحفي الإيطالي، الذي يعيش في ميونيخ، إحدى عشرة نقطة يختلف فيها توخل عن غوارديولا، فعلى سبيل المثال تأثر غوارديولا بأسطورة أياكس وبرشلونة يوهان كرويف، أما قدوته في التدريب فهما الأرجنتينيان سيزار مينوتي ومارسيلو بيلسا، والإيطاليان زدينيك زيمان وأريغو ساتشي، وكلهم بارعون في التكتيك في إدارة المباريات. أما توخل فبدأ مشواره كمدرب مدعوما من رالف رانغيك ثم بعد ذلك من المدرب الراحل هيرمان بادشتوبر، والد لاعب بايرن المصاب حالياً هولغر بادشتوبر. وبالنسبة للسلوك على الخط فإن غوارديولا يميل أحياناً إلى توجيه لاعبيه من عند خط التماس (حد المعلب) ويوجههم دائماً ويتشاجر أحياناً معهم ولديه مشكلة في البقاء في المنطقة المخصصة للمدرب. أما توخل فيشبه كثيراً يورغن كلوب، حيث يستمر في الصياح والسب عند خط التماس، ويقع في المشاكل خصوصا مع المدرب المنافس والحكم الرابع. وقد طرد توخل مرة من الملعب وهو ما لم يحدث مع غوارديولا. بعد نجاحه وهو في سن 13 بدخول “لاماسيا” مدرسة برشلونة لكرة القدم للتدريب، صار لاعباً في الفريق الأول بعد بلوغه 18 عاما. وبين عامي 1990 و2001 فاز مع ناديه ببطولة الدوري ست مرات ومرتين بالكأس وأبطال أوروبا. أما أوضح نقاط الاختلاف بين غوارديولا وتوخل فهي عدد الألقاب، التي فاز بها كل واحد منهما لاعباً ومدرباً. فتوخل كلاعب فاز مع فريق أولم ببطولة ألمانيا للهواة قبل أن تتوقف مسيرته كلاعب في سن الرابعة والعشرين بسبب الإصابة. أما كمدرب ففاز ببطولة الناشئين في ألمانيا في 2005 مع شتوتغارت، و2009 مع ماينز. بينما فاز غوارديولا كلاعب مع برشلونة ست مرات بالدوري الأسباني ومرتين بالكأس ومثلهما بكأس الكؤوس الأوروبية، ومرة بكأس أبطال الدوري. وفاز مع إسبانيا بالميدالية الذهبية في أولمبياد برشلونة. أما كمدرب فحقق غوارديولا مع برشلونة كل الألقاب الممكنة لناد من الأندية، حيث حصد 14 لقباً من بينها 6 ألقاب في عام 2009 وحده على رأسها دوري أبطال أوروبا. وفاز حتى الآن مع بايرن بكأس العالم للأندية مرة واحدة والدوري الألماني مرتين وكأس ألمانيا مرة.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة