رحبت الخارجية المصرية بقرار اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي اعتبار "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية، ودعوته الإدارة الأمريكية إلى إدراج الجماعة على ﻻئحة التنظيمات الإرهابية.

قرار اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي يمثل نقلة كبيرة في موقف المشرعين الأمريكيين حيال جماعة "الإخوان"، خاصة أن الإدارة الأمريكية ظلت حتى وقت قريب مقصدا لقيادات التنظيم الدولي؛ وقد زارت وفود إخوانية مقر وزارة الخارجية قبل نحو شهرين ضمن محاوﻻت للحصول على مواقف أمريكية أكثر تشدداً إزاء مصر.

ويفرض القرار الأمريكي واقعا جديدا على جماعة الإخوان، وقد يتلوه حسم نهائي لموقف بعض دول أوروبا، التي ما زالت مواقفها من الإخوان مترددة، وﻻ سيما بريطانيا، التي لم تحسم حتى اﻵن أمرها من التنظيم، الذي تعد عاصمتها لندن ملاذا آمنا لقياداته وعناصره، وﻻ يزال تقرير الحكومة البريطانية بشأن الإخوان غير محسوم.

وقد ذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي في أعقاب صدور القرار أن مشروع قانون تصنيف "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية عام 2015 كان برعاية النائب الجمهوري ماريو دياز بلارت؛ وسيقتضي التصنيف الإرهابي للتنظيم أن تقوم الإدارة الأمريكية بمنع الأجانب والأمريكيين ممن لهم علاقة بالجماعة من دخول الولايات المتحدة؛ وسيعني أيضاً أن الجماعة ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية، وسيتم تجميد أصولها.

وقال النائب بلارت إن تنظيم "الإخوان" يمثل تهديدا عالميا؛ مضيفا أن الجماعة تدعم وتمول الشبكات الإرهابية حول العالم. وأكد أن اعتراف الإدارة الأمريكية بـ"الإخوان" جماعة إرهابية يعد جزءاً من الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي.

من جهته، أشاد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد بقرار الكونغرس الأمريكي، وقال إن اعتماد اللجنة القضائية النيابية الأمريكية مشروع القانون يعكس مجدداً صحة الموقف الرسمي والشعبي المصري تجاه هذا التنظيم وممارساته الإرهابية، وإن المجتمع الدولي أصبح يدرك يوماً بعد يوم تلك الحقيقة؛ مضيفا أن الفكر المتطرف لهذه الجماعة، وتبنيها للعنف، بات يمثل تهديداً للمجتمعات والشعوب المختلفة.

بيد أن جماعة "الإخوان" لم تستسلم للقرار؛ إذ قامت مواقع محسوبة عليها بنشر معلومات بشأن قيام "مجلس الإخوان بتركيا"، برئاسة مها عزام، بزيارة إلى وزارة الخارجية في إحدى الدول الأوروبية الكبرى لشرح الأوضاع، التي تشهدها مصر؛ فيما شن القيادي الإخواني في الولايات المتحدة محمود الشرقاوي هجوما عنيفا على واشنطن، مشيراً، في تصريح له على صفحته في "فيسبوك"، إلى أن الخارجية الأمريكية تدعم النظام في مصر، وأن لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس تؤيد النظام المصري.

من جهته، يرى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور سعيد اللاوندي أن الإدارة الأمريكية ستسعى لمحاربة هذا القرار، كي تضمن استمرار دعمها للجماعة؛ موضحاً أن قرار اللجنة القضائية سيفضح علاقة مسؤولين أمريكيين بالتنظيم المحظور ودعمهم للإرهاب.

بدوره، يرى المتحدث الرسمي باسم التنظيم الدولي للإخوان سابقا الدكتور كمال الهلباوي أن الولايات المتحدة تعيش في هذه الفترة نهاية فترة رئاسية، وأجواء انتخابية تستعد معها لاستقبال رئيس جديد، وربما حزب جديد..

وقد اعتاد العالم في هذه الفترة على تحوﻻت في المواقف الأمريكية؛ وإذا كانت اللجنة النيابية قد أصدرت قراراً باعتبار الإخوان جماعة إرهابية بتوجه تزعمه نواب جمهوريون، فلعل ذلك سيمثل تحولاً في الفترة المقبلة من الإدارة الأمريكية تجاه الجماعة، التي ساندها أوباما، وساعدها في الوصول إلى الحكم في مصر، وفق ما ذكره الهلباوي، الذي دعا الدول الأوروبية كافة لتصحيح مواقفها حيال الجماعة، التي انحرفت عن مسارها، وأضحت بهذا التوجه خطرا يتهدد مصر كما يتهدد بقية دول العالم.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-26
  • 13605
  • من الأرشيف

ترحيب مصري بقرار مجلس النواب الأمريكي اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية

رحبت الخارجية المصرية بقرار اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي اعتبار "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية، ودعوته الإدارة الأمريكية إلى إدراج الجماعة على ﻻئحة التنظيمات الإرهابية. قرار اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي يمثل نقلة كبيرة في موقف المشرعين الأمريكيين حيال جماعة "الإخوان"، خاصة أن الإدارة الأمريكية ظلت حتى وقت قريب مقصدا لقيادات التنظيم الدولي؛ وقد زارت وفود إخوانية مقر وزارة الخارجية قبل نحو شهرين ضمن محاوﻻت للحصول على مواقف أمريكية أكثر تشدداً إزاء مصر. ويفرض القرار الأمريكي واقعا جديدا على جماعة الإخوان، وقد يتلوه حسم نهائي لموقف بعض دول أوروبا، التي ما زالت مواقفها من الإخوان مترددة، وﻻ سيما بريطانيا، التي لم تحسم حتى اﻵن أمرها من التنظيم، الذي تعد عاصمتها لندن ملاذا آمنا لقياداته وعناصره، وﻻ يزال تقرير الحكومة البريطانية بشأن الإخوان غير محسوم. وقد ذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي في أعقاب صدور القرار أن مشروع قانون تصنيف "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية عام 2015 كان برعاية النائب الجمهوري ماريو دياز بلارت؛ وسيقتضي التصنيف الإرهابي للتنظيم أن تقوم الإدارة الأمريكية بمنع الأجانب والأمريكيين ممن لهم علاقة بالجماعة من دخول الولايات المتحدة؛ وسيعني أيضاً أن الجماعة ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية، وسيتم تجميد أصولها. وقال النائب بلارت إن تنظيم "الإخوان" يمثل تهديدا عالميا؛ مضيفا أن الجماعة تدعم وتمول الشبكات الإرهابية حول العالم. وأكد أن اعتراف الإدارة الأمريكية بـ"الإخوان" جماعة إرهابية يعد جزءاً من الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي. من جهته، أشاد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد بقرار الكونغرس الأمريكي، وقال إن اعتماد اللجنة القضائية النيابية الأمريكية مشروع القانون يعكس مجدداً صحة الموقف الرسمي والشعبي المصري تجاه هذا التنظيم وممارساته الإرهابية، وإن المجتمع الدولي أصبح يدرك يوماً بعد يوم تلك الحقيقة؛ مضيفا أن الفكر المتطرف لهذه الجماعة، وتبنيها للعنف، بات يمثل تهديداً للمجتمعات والشعوب المختلفة. بيد أن جماعة "الإخوان" لم تستسلم للقرار؛ إذ قامت مواقع محسوبة عليها بنشر معلومات بشأن قيام "مجلس الإخوان بتركيا"، برئاسة مها عزام، بزيارة إلى وزارة الخارجية في إحدى الدول الأوروبية الكبرى لشرح الأوضاع، التي تشهدها مصر؛ فيما شن القيادي الإخواني في الولايات المتحدة محمود الشرقاوي هجوما عنيفا على واشنطن، مشيراً، في تصريح له على صفحته في "فيسبوك"، إلى أن الخارجية الأمريكية تدعم النظام في مصر، وأن لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس تؤيد النظام المصري. من جهته، يرى الخبير في العلاقات الدولية الدكتور سعيد اللاوندي أن الإدارة الأمريكية ستسعى لمحاربة هذا القرار، كي تضمن استمرار دعمها للجماعة؛ موضحاً أن قرار اللجنة القضائية سيفضح علاقة مسؤولين أمريكيين بالتنظيم المحظور ودعمهم للإرهاب. بدوره، يرى المتحدث الرسمي باسم التنظيم الدولي للإخوان سابقا الدكتور كمال الهلباوي أن الولايات المتحدة تعيش في هذه الفترة نهاية فترة رئاسية، وأجواء انتخابية تستعد معها لاستقبال رئيس جديد، وربما حزب جديد.. وقد اعتاد العالم في هذه الفترة على تحوﻻت في المواقف الأمريكية؛ وإذا كانت اللجنة النيابية قد أصدرت قراراً باعتبار الإخوان جماعة إرهابية بتوجه تزعمه نواب جمهوريون، فلعل ذلك سيمثل تحولاً في الفترة المقبلة من الإدارة الأمريكية تجاه الجماعة، التي ساندها أوباما، وساعدها في الوصول إلى الحكم في مصر، وفق ما ذكره الهلباوي، الذي دعا الدول الأوروبية كافة لتصحيح مواقفها حيال الجماعة، التي انحرفت عن مسارها، وأضحت بهذا التوجه خطرا يتهدد مصر كما يتهدد بقية دول العالم.

المصدر : الماسة السورية/ ايهاب نافع


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة