على الرغم من الاحتجاجات الواسعة التي رافقت منحه جائزة "ريمارك" للسلام نهاية العام الماضي، في ألمانيا، إلا أن اللجنة قامت منذ أيام، بتسليم الشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر والمعروف باسم "أدونيس" جائزته السالفة، ضاربة عرض الحائط بكل الانتقادات التي وجهت إليها حتى من شخصيات أدبية أوروبية معروفة في الوسط الثقافي على نطاق واسع.

 وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشاعر السوري أدونيس تسلّم جائزة "إيريش ماريا ريمارك" للسلام في مدينة "أوسنا بروك" على الرغم من "نقد شديد وجهه إليه وإلى لجنة التحكيم كتّاب ألمان ومعارضون سوريون".

 حيث عرف في هذا السياق أن الإيطالية جوزيبينا ماريا نيكوليني، وهي رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا، قد رفضت استلام جائزتها إلى جانب أدونيس.

معبرة عن استيائها من منح جائزة السلام للشاعر الذي كان ولايزال ضد الثورة في بلاده، ولا يقف إلى جانب الشعب المظلوم والمقهور، بل إلى جانب نظامه الديكتاتوري.

 أما الكاتب الألماني الإيراني المعروف على نطاق واسع في ألمانيا ويعد جزءا من النخبة الفكرية والثقافية هناك "نفيد كرماني" فقد انتقد بشدة تسليم الجائزة لأدونيس، لأن الأخير يتهرب من إدانة نظام دمشق الذي "يتعامل بوحشية مع شعبه".

والأمر الذي زاد من حدة انتقاد المعارضة السورية له هو أنه وصف ما يسمى الثورة السورية بكونها خرجت "من المساجد"، وحسب، على حد وصفه، وعبّر عن رفضه لها، لهذا السبب الديني.

 وفي حوار أجري مع أدونيس على هامش استلامه للجائزة التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية الغربية، ولدى سؤاله إن كان شعر بالدهشة بسبب تلك الانتقادات الواسعة التي وجهت للجنة التي منحته جائزة السلام: "بشكل ما لم أكن مندهشاً. فأنا أعتقد أن أعضاء اللجنة هم مفكرون كبار".

 ولدى سؤاله عن موقفه "المعادي" للثورة في بلاده، يقول: "أنا دعمتُ المعارضة الداخلية. أنا كنت وما أزال ضد المعارضة في الخارج". ويختتم إجابته معاوداً التأكيد: "إنني كنت وسأبقى ضد هذه المعارضة".

 واعتبر أدونيس أن النقد العنيف الذي وجّه إلى اللجنة التي منحته الجائزة، سببه "الغيرة والحسد" وأنه "عادة عربية إجمالاً" على حد قوله.

يشار إلى أن أدونيس ومنذ بداية الثورة السورية على نظام الأسد في عام 2011 وقف موقفاً "عدائياً" ضدها في المحافل الدولية، ولم يوجه أي كلمة انتقاد لنظام الأسد، لا قبل الثورة ولا بعدها.

 وآخر مواقفه لدى استلام جائزة السلام، حيث عبّر علناً عن رفضه للثورة السورية، واعتبر منتقديه قادمين من "ثقافة سحرية".

 وشرح رؤيته لاستمرار النظام الديكتاتوري مدافعاً عن بقائه ومؤكداً أن "تغيير النظام الديكتاتوري لن يحل المشكلة" بل "سيعقّدها" خصوصا إذا ما استُبدِل "بنظام ديني" على حد ما ذكره في الحوار المشار إليه.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-21
  • 9351
  • من الأرشيف

المانيا أصرت على منحه جائزة السلام رغم انتقادات وقوفه مع "النظام" ..أدونيس: أن ضد هذه المعارضة التي خرجت من المساجد

على الرغم من الاحتجاجات الواسعة التي رافقت منحه جائزة "ريمارك" للسلام نهاية العام الماضي، في ألمانيا، إلا أن اللجنة قامت منذ أيام، بتسليم الشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر والمعروف باسم "أدونيس" جائزته السالفة، ضاربة عرض الحائط بكل الانتقادات التي وجهت إليها حتى من شخصيات أدبية أوروبية معروفة في الوسط الثقافي على نطاق واسع.  وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشاعر السوري أدونيس تسلّم جائزة "إيريش ماريا ريمارك" للسلام في مدينة "أوسنا بروك" على الرغم من "نقد شديد وجهه إليه وإلى لجنة التحكيم كتّاب ألمان ومعارضون سوريون".  حيث عرف في هذا السياق أن الإيطالية جوزيبينا ماريا نيكوليني، وهي رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا، قد رفضت استلام جائزتها إلى جانب أدونيس. معبرة عن استيائها من منح جائزة السلام للشاعر الذي كان ولايزال ضد الثورة في بلاده، ولا يقف إلى جانب الشعب المظلوم والمقهور، بل إلى جانب نظامه الديكتاتوري.  أما الكاتب الألماني الإيراني المعروف على نطاق واسع في ألمانيا ويعد جزءا من النخبة الفكرية والثقافية هناك "نفيد كرماني" فقد انتقد بشدة تسليم الجائزة لأدونيس، لأن الأخير يتهرب من إدانة نظام دمشق الذي "يتعامل بوحشية مع شعبه". والأمر الذي زاد من حدة انتقاد المعارضة السورية له هو أنه وصف ما يسمى الثورة السورية بكونها خرجت "من المساجد"، وحسب، على حد وصفه، وعبّر عن رفضه لها، لهذا السبب الديني.  وفي حوار أجري مع أدونيس على هامش استلامه للجائزة التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية الغربية، ولدى سؤاله إن كان شعر بالدهشة بسبب تلك الانتقادات الواسعة التي وجهت للجنة التي منحته جائزة السلام: "بشكل ما لم أكن مندهشاً. فأنا أعتقد أن أعضاء اللجنة هم مفكرون كبار".  ولدى سؤاله عن موقفه "المعادي" للثورة في بلاده، يقول: "أنا دعمتُ المعارضة الداخلية. أنا كنت وما أزال ضد المعارضة في الخارج". ويختتم إجابته معاوداً التأكيد: "إنني كنت وسأبقى ضد هذه المعارضة".  واعتبر أدونيس أن النقد العنيف الذي وجّه إلى اللجنة التي منحته الجائزة، سببه "الغيرة والحسد" وأنه "عادة عربية إجمالاً" على حد قوله. يشار إلى أن أدونيس ومنذ بداية الثورة السورية على نظام الأسد في عام 2011 وقف موقفاً "عدائياً" ضدها في المحافل الدولية، ولم يوجه أي كلمة انتقاد لنظام الأسد، لا قبل الثورة ولا بعدها.  وآخر مواقفه لدى استلام جائزة السلام، حيث عبّر علناً عن رفضه للثورة السورية، واعتبر منتقديه قادمين من "ثقافة سحرية".  وشرح رؤيته لاستمرار النظام الديكتاتوري مدافعاً عن بقائه ومؤكداً أن "تغيير النظام الديكتاتوري لن يحل المشكلة" بل "سيعقّدها" خصوصا إذا ما استُبدِل "بنظام ديني" على حد ما ذكره في الحوار المشار إليه.

المصدر : الماسة السورية/ الجمهورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة