على مدار أربعة أيام كثّفت قناة «العربيّة» عرض إعلان ترويجي لما قالت إنه وثائقي بعنوان «حكاية حسن». ذكر في الإعلان أن الوثائقي يروي حكاية الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وتفاصيل «رحلة صنعت كيانًا خطف دولة». لاقى الترويج أصداء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحوّلت الضجّة إلى «نكسة»، بعد عرض الشريط مساء الخميس الماضي، فانهالت الشتائم على القناة حتّى من متابعيها ومؤيديها.

على امتداد 22 دقيقة، عرضت «العربيّة» مقتطفات من خطابات السيد نصرالله، وتعليقات مأخوذة من برامج عرضتها قنوات فضائية لا تقدم أي إضافة. فكان الوثائقي أشبه بعملية بحثٍ في موقع «يوتيوب»، مع مونتاج سريع يلصق أشرطة مصوّرة من دون تسلسل زمني أو توجّه واضح. يفصل بين الفيديوهات سردٌ تاريخي مطوّل ومشاهد من الحرب الأهلية في لبنان أو مقتطفات من برامج منوعة.

عرّفت القناة السعودية ما قدّمته على أنه «وثائقي يسرد سيرة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من خلال سيرتيه الذاتية والسياسية وعبر الكلمات والخطب التي أطلقها على المنابر»، وتابعت في تعريفها «يأخذ الوثائقي المشاهد إلى مسقط عائلة نصرالله وولادة الابن البكر في حي «الكرنتينا»، شرق بيروت، وسفره إلى النجف للدراسة الدينية وعودته إلى لبنان. ثم كيف باشر حياته السياسية ضمن صفوف حركة «أمل» في منطقة البقاع، ومن ثم انشقاقه عن الحركة مع مجموعة من الكوادر والبدء في تأسيس «حزب الله» بدعم مباشر من إيران. كما يغطي الفيلم جميع المراحل والحروب التي خاضها حزب الله بقيادة نصر الله، من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فدخول الحزب في حرب تموز وتدخله في الحرب السورية وسيطرته على مرافق السياسة العامة في لبنان».

من يقرأ تعريف القناة يخال له أنه سيشاهد وثائقيًا مدروسًا يستخلص سيرة نصرالله الذاتية من خلال خطابته، إلا أن ما عرض لا يمت للتعريف بصلة، ولا يمكن نقده فنيًا أو تاريخيًا، لأنه لم يقدم أي محتوى يمكن الاستناد إليه. ولا يمكن تصنيفه وثائقيًا حتى في معايير صناعة الافلام الوثائقية عند الهواة.

خلال السرد التاريخي في الشريط، تمرّ لقطات من الحرب الأهلية اللبنانيّة تمتدّ لأكثر من دقيقتين من دون أي مبرر. وفي جزء آخر، يستعان بلقطات من حلقة «لعبة الأمم»، التي عرضت في شهر آذار من العام 2015 على قناة «الميادين»، يروي خلالها مستشار الرئيس الراحل رفيق الحريري حكاية تعليق الحريري على حذاء نصرالله، حيث نصحه حينها بارتداء حذاء طبي.

كذلك أقحمت القناة لقطات للملاكم اللبناني محمد علي دياب عندما رفع علم حزب الله خلال إحدى البطولات في بريطانيا على وقع أغنية شعبية. واسترسلت في عرض لقطات لشابٍ يبكي فرحًا بعد ظهور نصرالله في خطاب جماهيري. إضافة إلى لقطة للمغنية هيفاء وهبي خلال مشاركتها في أحد البرامج الحوارية وهي تقول إنها تحب السيد نصرالله. كل هذه المقاطع وضعت من دون أي ترابط بين الفقرات أو حتى التمهيد. يبدو أن القناة السعودية حاولت أن تبحث عن تناقضات في خطابات نصرالله أو تسخر منه عبر اللقطات المنوّعة، إلا أنها استعاضت عن «التناقضات» بلقطات مقتطعة من الخطابات وركّبت اللقطات الساخرة بشكل سيء، فلم تنجح في المحاولتين.

فشل القناة في تحقيق آمال متابعيها المتشوّقين لكشف «خبايا حزب الله» قلب الطاولة عليها، فانهالت آلاف التعليقات الغاضبة من متابعي القناة على مواقع التواصل الاجتماعي مقرونة بوسم «حكاية حسن». اتّهم البعض القناة بـ «تلميع صورة نصرالله»، في حين كتب آخرون ان «سحر القناة انقلب عليها»، وتسائل أحد المغرّدين هل يطيح الفيلم بتركي الدخيل؟ (مدير القناة)»، فيما علّق آخر: «أرادوا أن يذمّوه فمدحوه».

  • فريق ماسة
  • 2016-02-21
  • 9573
  • من الأرشيف

قناة العربية تعرض فيلم "حكاية حسن" ..أرادوا أن يذمّو السيد حسن نصر الله فمدحوه

على مدار أربعة أيام كثّفت قناة «العربيّة» عرض إعلان ترويجي لما قالت إنه وثائقي بعنوان «حكاية حسن». ذكر في الإعلان أن الوثائقي يروي حكاية الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله وتفاصيل «رحلة صنعت كيانًا خطف دولة». لاقى الترويج أصداء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تحوّلت الضجّة إلى «نكسة»، بعد عرض الشريط مساء الخميس الماضي، فانهالت الشتائم على القناة حتّى من متابعيها ومؤيديها. على امتداد 22 دقيقة، عرضت «العربيّة» مقتطفات من خطابات السيد نصرالله، وتعليقات مأخوذة من برامج عرضتها قنوات فضائية لا تقدم أي إضافة. فكان الوثائقي أشبه بعملية بحثٍ في موقع «يوتيوب»، مع مونتاج سريع يلصق أشرطة مصوّرة من دون تسلسل زمني أو توجّه واضح. يفصل بين الفيديوهات سردٌ تاريخي مطوّل ومشاهد من الحرب الأهلية في لبنان أو مقتطفات من برامج منوعة. عرّفت القناة السعودية ما قدّمته على أنه «وثائقي يسرد سيرة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من خلال سيرتيه الذاتية والسياسية وعبر الكلمات والخطب التي أطلقها على المنابر»، وتابعت في تعريفها «يأخذ الوثائقي المشاهد إلى مسقط عائلة نصرالله وولادة الابن البكر في حي «الكرنتينا»، شرق بيروت، وسفره إلى النجف للدراسة الدينية وعودته إلى لبنان. ثم كيف باشر حياته السياسية ضمن صفوف حركة «أمل» في منطقة البقاع، ومن ثم انشقاقه عن الحركة مع مجموعة من الكوادر والبدء في تأسيس «حزب الله» بدعم مباشر من إيران. كما يغطي الفيلم جميع المراحل والحروب التي خاضها حزب الله بقيادة نصر الله، من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان إلى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فدخول الحزب في حرب تموز وتدخله في الحرب السورية وسيطرته على مرافق السياسة العامة في لبنان». من يقرأ تعريف القناة يخال له أنه سيشاهد وثائقيًا مدروسًا يستخلص سيرة نصرالله الذاتية من خلال خطابته، إلا أن ما عرض لا يمت للتعريف بصلة، ولا يمكن نقده فنيًا أو تاريخيًا، لأنه لم يقدم أي محتوى يمكن الاستناد إليه. ولا يمكن تصنيفه وثائقيًا حتى في معايير صناعة الافلام الوثائقية عند الهواة. خلال السرد التاريخي في الشريط، تمرّ لقطات من الحرب الأهلية اللبنانيّة تمتدّ لأكثر من دقيقتين من دون أي مبرر. وفي جزء آخر، يستعان بلقطات من حلقة «لعبة الأمم»، التي عرضت في شهر آذار من العام 2015 على قناة «الميادين»، يروي خلالها مستشار الرئيس الراحل رفيق الحريري حكاية تعليق الحريري على حذاء نصرالله، حيث نصحه حينها بارتداء حذاء طبي. كذلك أقحمت القناة لقطات للملاكم اللبناني محمد علي دياب عندما رفع علم حزب الله خلال إحدى البطولات في بريطانيا على وقع أغنية شعبية. واسترسلت في عرض لقطات لشابٍ يبكي فرحًا بعد ظهور نصرالله في خطاب جماهيري. إضافة إلى لقطة للمغنية هيفاء وهبي خلال مشاركتها في أحد البرامج الحوارية وهي تقول إنها تحب السيد نصرالله. كل هذه المقاطع وضعت من دون أي ترابط بين الفقرات أو حتى التمهيد. يبدو أن القناة السعودية حاولت أن تبحث عن تناقضات في خطابات نصرالله أو تسخر منه عبر اللقطات المنوّعة، إلا أنها استعاضت عن «التناقضات» بلقطات مقتطعة من الخطابات وركّبت اللقطات الساخرة بشكل سيء، فلم تنجح في المحاولتين. فشل القناة في تحقيق آمال متابعيها المتشوّقين لكشف «خبايا حزب الله» قلب الطاولة عليها، فانهالت آلاف التعليقات الغاضبة من متابعي القناة على مواقع التواصل الاجتماعي مقرونة بوسم «حكاية حسن». اتّهم البعض القناة بـ «تلميع صورة نصرالله»، في حين كتب آخرون ان «سحر القناة انقلب عليها»، وتسائل أحد المغرّدين هل يطيح الفيلم بتركي الدخيل؟ (مدير القناة)»، فيما علّق آخر: «أرادوا أن يذمّوه فمدحوه».

المصدر : السفير/علاء حلبي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة