هي ممثلة جميلة عشقتها الشاشة وانتظرها المشاهدون دائما في أعمال تنوّعت فيها أدوارها ولكن كانت دائما فيها متألّقة محترفة تقنع الجمهور مهما اختلفت شخصياتها وتباعدت في الشكل والمضمون.

من المسرح إلى التلفزيون والسينما ومن المسلسلات الاجتماعية إلى البدوية والتاريخية وتلك التي تنبض بالسياسة عرفت صبا مبارك كيف تتميّز وتثبت أنها الرقم الصعب بين فنانات جيلها.

وتم الحوار مع الممثلة الأردنية المتألقة صبا مبارك ..

كيف قبلت الدور بمسلسل" وراء الشمس" الذي حصل على جوائز عديدة وماذا شعرت خلال تمثيلك له بتلك الطريقة المبدعة؟

قبلت بالدور لأن العمل مهم فمن الورق يتمكّن الإنسان من تقدير أهمية هذا العمل والذي يحمل توجها جديدا في الدراما العربية حيث تتناول الأعمال الناس ذوي الحاجات الخاص والأشخاص الأقل حظا في المجتمع، وهي للأسف قضايا لم تطرح بشكل كبير في الأعمال العربية ولذلك عندما قرأت النص تحمّست جدا. بالإضافة إلى عدة عناصر مهمة من بينها أسماء الناس الذين كانوا مرشحين للعمل وعلى رأسهم الأساتذة بسام كوسا ومنى واصف وباسل خيّاط واسم المخرج وأيضا الشركة المنتجة المعروفة بإنتاج أعمال ذات مستوى. ولذلك كله لم يكن العمل يمثل لي تحديا كي أوافق عليه فقد وافقت وضحيت بأكثر من فرصة لكي أتفرغ لذلك المسلسل في ذلك الوقت.

أنت قدّمت "أنا القدس" في نفس الفترة أيضا؟

كلا ليس في نفس الفترة فبعد انتهائي من مسلسل "وراء الشمس" قمت بتصوير "أنا القدس"، فأنا لا أحبذ أن تتقاطع الأعمال سويا في وقت التصوير لأنني اعتبرها مشكلة. ونادرا ما حصلت معي هذه الحالة لأنني لا أفضّل أن أصور عملين في الوقت نفسه.

إذا حصل معك مشكلة كالتي وقعت في البرنامج وكنت حاملا بجنين لديه إعاقة، هل تجهضين الطفل أم تحتفظين به؟

أنا اعتقد انه من الصعب جدا على الإنسان أن يأخذ قرارات مسبقة في أمور كهذه، وهو بصراحة سؤال إنساني ومتعلق بنا كبشر ولكن إذا كنت في الفترة التي يسمح فيها الإجهاض فأنا لن أحاكم من يجهض وكذلك إذا اخذ احدهم قرارا جريئا بالبقاء على الجنين فاحترم الناس الذين لديهم هذه الشجاعة. أرجو من الله ألا أمر في موقف كهذا ولكن صدقا لا اعرف ماذا سيكون قراري.

بسام كوسا قال لنا انه غضب من طريقة تناول الأمور في المسلسل من قبل المخرج وقضية خلط الدين بذوي الحاجات الخاصة، والمخرج قال أن كوسا كان يجب أن يتعالى عن مثل هذه الأمور بسبب الجوائز التي حصدها المسلسل، ما تعليقك على الموضوع؟

لكل إنسان رأيه الذي يجب احترامه ولكن أنا بحسب رأيي فمبدئيا خطوة العمل بذاتها ايجابية في تناول قضية ذوي الحاجات الخاصة. طبعا أنا لست مع أن يتركّز على أن الإنسان صاحب الحالة هذه مسلم ولكن أيضا لا اعتقد أن المسلسل كان يقصد هذا الأمر. ربما هناك مجموعة تفصيلات أكدت على هذه النقطة ولكن هناك وجهة نظر فنية وفكرية للمخرج. بنهاية الأمر بسام كوسا مؤسسة ثقافية في ذاته وحقه الطبيعي أن يكون مشارك حتى في فكر المشروع الذي يكون هو جزءا منه.

أنا صعب علي قليلا أن ابدي رأيي في هذا الأمر ولكن من جانبي كممثلة كان مهما جدا أن يتم هذا العمل ويكون موجودا ليفسح الطريق أمام جديدة جريئة من هذا النوع وليس هناك عمل فني كامل وإذا كان هناك عثرات فيمكن تخطيها في الأعمال القادمة وتقديم وجهات نظر جديدة.

هل حصدت جوائز عن دورك الخاص في المسلسل؟

المسلسل نال الكثير من الجوائز وأنا أيضا حصدت السنة جائزتين من "الجوردن اووردز" عن دوري في "أنا القدس" و"وراء الشمس"، وكذلك حصدت لقب أفضل ممثلة في العديد من الاستفتاءات المختلفة. ولكن بعيدا عن الجوائز الشخصية فما يهمني أنا هو أن أكون جزءا من مشروع ناجح نال هذه الشعبية و الجماهيرية.

رأيناك في الكثير من المشاهد وأنت تمثلين من دون وضع أي ماكياج، بينما ترفض العديد من الممثلات هذا الأمر وحتى أننا نرى في المسلسلات التاريخية "تاتو" و"بوتوكس" وماكياج على الوجوه رغم أن هذه الأمور لم تكن موجودة حينها، ما تعليقك؟

هذه موضوع شخصي، ولكن إذا كانت الممثلة ترفض الظهور اعتبر هذا نوعا من عدم فهم هذه المهنة، والظهور بهذا الشكل نتركه للمهرجانات والسجادة الحمراء والسهرات وغيرها. ولكن في نهاية الأمر إذا تطلّب الدور أن يكون صاحيا من النوم أو في حالة اكتئاب، أظنها الماكياج وغيرها حينها مجرّد تفصيلات إذا زادت عن حدها تجعل المشاهد يبتعد عنك ولا يصدقك.من ناحية ثانية مسألة عمليات التجميل مسألة شخصية ولكن أنا لا أحبذها شخصيا وأرفض خاصة العمليات التي تجمّد تعابير الوجه فلا يتمكن من الابتسام أو إظهار الغضب، وإذا تعطّلت عضلات الوجه فأنت كممثل تعطّل أهم أداء عندك، وهذا الأمر ليس للممثلين فقط ولكن للمغنيين أيضا فنحن كنا نرى أم كلثوم على المسرح بصوتها وتعابير وجهها وأدائها ونقف منبهرين أمامها حتى الآن أمام التلفاز رغم عدم وجود كليب أو أي شيء.

ومشكلتي أنا مع عمليات التجميل أنها لم تعد إضافة لتحسين عيوب معيّنة في الشكل بل أصبحت وسيلة للوصول إلى كمال في الشكل وهذا من الصعب الوصول إليه، وهي أمر يبدأ ولا ينتهي وقد تصل للأسف عند البعض لدرجة يصبح فيها لا يشبه نفسه أو ربما يصبح يشبه شخصا آخر.

 لنتحدّث عن "أنا القدس" الذي ترك كدمات على جسدك كما صرّحت مرة وقلت انه الأصعب فيزيائيا، هل تمكنتم من توصيل الرسالة رغم أن القضية الفلسطينية تم تناولها في العديد من الأعمال ولم يتغيّر شيء، ما تعليقك؟

أنا اعتبر انه يجب علة الفنان آن يقوم بدوره ولا أتوقع أنا أن ما نقوم يمكن أن يصل لمرحلة يخدم الشعب الفلسطيني بالمعنى المباشر للكلمة، ولكن ما نقوم به هو واجبنا فأن أكون أنا في مسلسل فلسطيني وأصاب بكدمات على جسدي فهو اقل بكثير من امرأة فلسطينية موجودة هناك وتبحث عن ابنها. ولكن هذا لا يعني أن لا أشارك في مسلسل فلسطيني وتوجهي في الأساس إضافة إلى أن أقول شكرا لكل فلسطيني موجود هناك وان كرامته من كرامتي، فأنني أحاول أن أوصل صورة النضال الفلسطيني بشكلها الحقيقي وليس في دائرة الإرهاب والتخريب كما يحاول الإعلام الصهيوني أن يصورها.

أنت قمت بالعديد من الأدوار مسرحيا وتلفزيونيا وسينمائيا حيث قمت بشخصيات مختلفة، ولكن ابن تجدين انك فعلا أبدعت؟ في أي مسلسل؟ ومع أي مخرج؟

سرّ التمثيل هو هذا التنوّع الكبير وهذه اللوحة الملونة التي تتضمن توجهات مختلفة ومخرجين مختلفين وعناصر جميلة جدا من دون كليشيهات وهذه هي مغامرة التمثيل. ولذلك أنا أحب أن توصف مهنتي بأنها ناجحة على المستوى الفني.

 كيف تقيمين أدوارك في المسلسلات البدوية؟

أقيمها بشكل جيد جدا واعتبر أن الأعمال التي مثلت فيها كانت من أهم الأعمال البدوية الموجودة على الساحة حينها، وهم جزء من نسيج تجربتي كاملا، فانا لست ممثلة أعمال بدوية ولست ممثلة أعمال فلسطينية ولا غيرها بل أنا ممثلة في كل دور يستهويني، ولذلك لا أحب أن اكرر التجارب في إطار واحد ما عدا العمل الفلسطيني لأنه يعنيني أنا كشخص وأريد أن أبقى حاضرة في هذا الموضوع. ولكن أنا موجودة للقيام بالدوار المختلفة وإذا كنت سأقوم بالأدوار نفسها فهذا يعني أنني أصبحت افهم التمثيل بشكل خاطئ.

من البطل أو الممثل الذي ترغبين أن تشكلي ثنائي معه وتدين أنكما تنجحان معا؟

أنا لا أحب أن أشكل ثنائيا مع احد، فاختلاف الأبطال والأدوار أفضل وكذلك أيضا التعاون مع المخرجين المختلفين. فانا تعاملت مع أهم مخرجي الوطن العربي وكذلك تعاملت مع ممثلين من أهم ممثلي الوطن العربي وهذا من حسن حظي وشعرت بمغامرة كبيرة ومتعة كبيرة عندما أقف أمام أي احد منهم. ولذلك فكرة الثنائي في التمثيل تهدّدك قليلا إذا وضع في قالب معيّن، فنحن كممثلين محترفين نتقاطع أحيانا في أعمال سويا ولكن نبقى قادرين على الاحتفاظ بفرديتنا التي تبقى سرّ وجودنا رغم أننا.

 أنت وصلت إلى مصر وقدمت "بنتين من مصر" الذي يعتبر من الأفلام السياسية، هل تمكنت من استقطاب جمهور مصري كبير أم ما زلت في بداية المسيرة هناك؟

اعتقد أن استقطاب الجمهور المصري بحاجة إلى باع طويل من الزمن ولكن بلا شكّ اعتقد أن خطوة "بنتين من مصر" هي خطوة في الاتجاه الصحيح. لم تكن التجربة خيار سهل أي أن نتجه إلى الفيلم التجاري الذي سيعجب الجمهور ولكن فكرنا بمشروع ليس "موضة" بل مشروع يبقى خالدا وربما يكون مشروعا جماهيريا ولما لا ولكن هذه المشاريع تطلّب وقتا لكي يكبر حضورهم على الساحة ولكنهم أيضا لا يضمرون بسرعة بل يبقون في تاريخنا لمدة طويلة جدا.

صبا أنت عالجت أمورا اجتماعية وأمور سياسية مهمة جدا في أعمالك، ما الموضوع المهم الذي ترغبين بتناوله في عمل لك جديد؟

المشاكل الجدية أو القيم المطلقة هي محدودة العدد ولا تتعدى الخمس من الحبّ والحرب وسواها وهي محدودة العدد منذ أيام شكسبير وسوفوكليس فالمواضيع هي نفسها. ولكن طريقة تناولها تختلف من مرة إلى أخرى وطريقة معالجة هذه القيم والمشاكل وصياغتها وتقديمها. ولكن لا اعتقد أن هناك ادوار جديدة بقدر ما هناك صياغة جديدة للمسائل لنبحث عن منطقة لم أتحرك فيها كممثلة. فيمكن أن العب دور عاشقة من جديد رغم أنني لعبت هذا الدور 3 أو 4 مرات ولكن بطريقة مختلفة.

 قسم كبير من الجمهور يعتبرك سورية ولا يعرف انك أردنية وكأن الأردن لا يبالي بفنانيه، فلماذا يحصل هذا الأمر؟ وهل هناك تضييق على عمل المرأة في الفن؟

لا اعتقد انه الأردن هو الملام في الموضوع، فنحن بلد فيه مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين ولكنه ما زال متأخرا في هذا الموضوع بسبب الركود الكبير الذي حصل بعد حرب الخليج الأولى ولكن الآن نعود إلى الساحة وأتمنى أن يتسارع هذا الأمر بشكل اكبر.

أما بخصوص موضوع المرأة والفن فبالعكس أنا اشعر أنني مقدّرة جدا في بلدي الأردن وهذه هي الحقيقة.

هل يشاهد ابنك مسلسلاتك، وما رأيه فيك؟

نعم يشاهدها (ضاحكة).

وهل يقوم بانتقادك أو بالتعليق على تمثيلك؟

كلا فهو لا يهتم كثيرا بالتلفزيون ولم يصل إلى هذه المرحلة بعد فعمره 6 سنوات ولا يتابع المسلسلات، ولكنه يشاهدني قليلا ويشعر أنني أقوم بشيء مهم.

المرأة الجميلة تحاول دائما أن تثبت أنها ذكية، والممثلة الجميلة تحاول أن تثبت أنها محترفة وموهوبة، ويلفتنا جمالك قبل أن تلفتنا موهبتك، فكيف تبرهني للجمهور انك ممثلة قديرة؟

شكرا لك لقولك امرأة جميلة مع أن هذا الموضوع نسبي جدا واعلم أن هذا الحضور هو جزء من مهنتنا والهالة التي تحيط بهذه النجمة ولكن إذا أردنا أن نحافظ على هذا الأمر فعلينا أن نحافظ على هذا الإعجاب الذي يدور حولنا وإذا كان الأمر متعلقا بالشكل فقط فسيملّ المشاهد لأن بعد كل جميلة هناك امرأة أجمل منها. ولكن في النهاية جاذبيتك وحضورك يؤكدهما طريقة تصرّفك وسلوكك والشكل الذي تقدم فيه نفسك كممثل وكم أنت صادق في ما تقدّمه.

برز من خلال "ما وراء الشمس" ضرورة أن تكون المرأة مثقفة لأن أم بسام كوسا في المسلسل لم تتمكن من التعاطي مع حالة ابنها وبقي يعاني رغم امتلاكه الموهبة، فإلى أي مدى تشعرين انه من الواجب أن تكون المرأة مثقفة اليوم؟

ليس الإمرأة فقط بل المجتمع بكاملة يحتاج إلى نهضة ثقافية. وأنا لا اشعر أنني اقل حظ من الرجل لذلك يجب علي أن اثبت أنني مثقفة بل يجب أن أكون أنا مثقفة وليس فقط محاولة إثبات هذا الشيء. وهذا الأمر مطلوب مني ومن الرجل وليس مني وحدي. أما موضوع ذوي الحاجات الخاصة الذين يعيشون في إطار من الجهل يعززه المجتمع ككل وليس فقط الطريقة الرجعية التي نرى فيها الاختلاف كخطأ حيث يجب أن يتشابه الكلّ. ومن خلال تجربتي في "وراء الشمس" برهن علاء الدين زيبق هذا الشاب الذي يعاني من "متلازمة داون" انه ذكي جدا وموهوب جدا وعنده طرق تعبير مختلفة قد لا تشابه طرق التعبير عندنا ولكن بحاجة الى مجهود قليل منا لكي نرى ما عنده.

كيف تأقلم علاء في تمثيل هذا الدور؟

من الصعب أن اشرح لك هذا الأمر لأنني نفسي كنت مدهوشة من تأقلمه مع التمثيل فنحن تعلمنا التمثيل وتطلب الأمر وقتا لنتبنّى فرضيات التمثيل كلها، ولكن لأنه ذكي جدا ولأن نوع المقاربات العقلية والمنطقية تختلف عنده فكان من السهل لديه أن يصدّق بطريقة عفوية هذه الفرضيات.

على أبواب عام 2011 ما مشاريعك الجديدة لهذه السنة؟

على المستوى المهني لدي رغبة شديدة هذه السنة بأن اعمل في السينما وأنا أركز على هذا الأمر. فأنا قدّمت حوالي 6 أفلام وفيلم "مملكة النحل" من المفروض أن يعرض العرض الأساسي له في عام 2011.

وعلى الصعيد الشخصي ما أمنياتك في العام الجديد؟

أتمنى أن تكون عائلتي بأتمّ الصحّة والسعادة وأتمنى بالنسبة لفلسطين أن يتبلور حلّ مرضي للناس الموجودين هناك.

  • فريق ماسة
  • 2011-01-14
  • 12295
  • من الأرشيف

صبا مبارك:أمثل بدون ماكياج وأرفض عمليات التجميل

هي ممثلة جميلة عشقتها الشاشة وانتظرها المشاهدون دائما في أعمال تنوّعت فيها أدوارها ولكن كانت دائما فيها متألّقة محترفة تقنع الجمهور مهما اختلفت شخصياتها وتباعدت في الشكل والمضمون. من المسرح إلى التلفزيون والسينما ومن المسلسلات الاجتماعية إلى البدوية والتاريخية وتلك التي تنبض بالسياسة عرفت صبا مبارك كيف تتميّز وتثبت أنها الرقم الصعب بين فنانات جيلها. وتم الحوار مع الممثلة الأردنية المتألقة صبا مبارك .. كيف قبلت الدور بمسلسل" وراء الشمس" الذي حصل على جوائز عديدة وماذا شعرت خلال تمثيلك له بتلك الطريقة المبدعة؟ قبلت بالدور لأن العمل مهم فمن الورق يتمكّن الإنسان من تقدير أهمية هذا العمل والذي يحمل توجها جديدا في الدراما العربية حيث تتناول الأعمال الناس ذوي الحاجات الخاص والأشخاص الأقل حظا في المجتمع، وهي للأسف قضايا لم تطرح بشكل كبير في الأعمال العربية ولذلك عندما قرأت النص تحمّست جدا. بالإضافة إلى عدة عناصر مهمة من بينها أسماء الناس الذين كانوا مرشحين للعمل وعلى رأسهم الأساتذة بسام كوسا ومنى واصف وباسل خيّاط واسم المخرج وأيضا الشركة المنتجة المعروفة بإنتاج أعمال ذات مستوى. ولذلك كله لم يكن العمل يمثل لي تحديا كي أوافق عليه فقد وافقت وضحيت بأكثر من فرصة لكي أتفرغ لذلك المسلسل في ذلك الوقت. أنت قدّمت "أنا القدس" في نفس الفترة أيضا؟ كلا ليس في نفس الفترة فبعد انتهائي من مسلسل "وراء الشمس" قمت بتصوير "أنا القدس"، فأنا لا أحبذ أن تتقاطع الأعمال سويا في وقت التصوير لأنني اعتبرها مشكلة. ونادرا ما حصلت معي هذه الحالة لأنني لا أفضّل أن أصور عملين في الوقت نفسه. إذا حصل معك مشكلة كالتي وقعت في البرنامج وكنت حاملا بجنين لديه إعاقة، هل تجهضين الطفل أم تحتفظين به؟ أنا اعتقد انه من الصعب جدا على الإنسان أن يأخذ قرارات مسبقة في أمور كهذه، وهو بصراحة سؤال إنساني ومتعلق بنا كبشر ولكن إذا كنت في الفترة التي يسمح فيها الإجهاض فأنا لن أحاكم من يجهض وكذلك إذا اخذ احدهم قرارا جريئا بالبقاء على الجنين فاحترم الناس الذين لديهم هذه الشجاعة. أرجو من الله ألا أمر في موقف كهذا ولكن صدقا لا اعرف ماذا سيكون قراري. بسام كوسا قال لنا انه غضب من طريقة تناول الأمور في المسلسل من قبل المخرج وقضية خلط الدين بذوي الحاجات الخاصة، والمخرج قال أن كوسا كان يجب أن يتعالى عن مثل هذه الأمور بسبب الجوائز التي حصدها المسلسل، ما تعليقك على الموضوع؟ لكل إنسان رأيه الذي يجب احترامه ولكن أنا بحسب رأيي فمبدئيا خطوة العمل بذاتها ايجابية في تناول قضية ذوي الحاجات الخاصة. طبعا أنا لست مع أن يتركّز على أن الإنسان صاحب الحالة هذه مسلم ولكن أيضا لا اعتقد أن المسلسل كان يقصد هذا الأمر. ربما هناك مجموعة تفصيلات أكدت على هذه النقطة ولكن هناك وجهة نظر فنية وفكرية للمخرج. بنهاية الأمر بسام كوسا مؤسسة ثقافية في ذاته وحقه الطبيعي أن يكون مشارك حتى في فكر المشروع الذي يكون هو جزءا منه. أنا صعب علي قليلا أن ابدي رأيي في هذا الأمر ولكن من جانبي كممثلة كان مهما جدا أن يتم هذا العمل ويكون موجودا ليفسح الطريق أمام جديدة جريئة من هذا النوع وليس هناك عمل فني كامل وإذا كان هناك عثرات فيمكن تخطيها في الأعمال القادمة وتقديم وجهات نظر جديدة. هل حصدت جوائز عن دورك الخاص في المسلسل؟ المسلسل نال الكثير من الجوائز وأنا أيضا حصدت السنة جائزتين من "الجوردن اووردز" عن دوري في "أنا القدس" و"وراء الشمس"، وكذلك حصدت لقب أفضل ممثلة في العديد من الاستفتاءات المختلفة. ولكن بعيدا عن الجوائز الشخصية فما يهمني أنا هو أن أكون جزءا من مشروع ناجح نال هذه الشعبية و الجماهيرية. رأيناك في الكثير من المشاهد وأنت تمثلين من دون وضع أي ماكياج، بينما ترفض العديد من الممثلات هذا الأمر وحتى أننا نرى في المسلسلات التاريخية "تاتو" و"بوتوكس" وماكياج على الوجوه رغم أن هذه الأمور لم تكن موجودة حينها، ما تعليقك؟ هذه موضوع شخصي، ولكن إذا كانت الممثلة ترفض الظهور اعتبر هذا نوعا من عدم فهم هذه المهنة، والظهور بهذا الشكل نتركه للمهرجانات والسجادة الحمراء والسهرات وغيرها. ولكن في نهاية الأمر إذا تطلّب الدور أن يكون صاحيا من النوم أو في حالة اكتئاب، أظنها الماكياج وغيرها حينها مجرّد تفصيلات إذا زادت عن حدها تجعل المشاهد يبتعد عنك ولا يصدقك.من ناحية ثانية مسألة عمليات التجميل مسألة شخصية ولكن أنا لا أحبذها شخصيا وأرفض خاصة العمليات التي تجمّد تعابير الوجه فلا يتمكن من الابتسام أو إظهار الغضب، وإذا تعطّلت عضلات الوجه فأنت كممثل تعطّل أهم أداء عندك، وهذا الأمر ليس للممثلين فقط ولكن للمغنيين أيضا فنحن كنا نرى أم كلثوم على المسرح بصوتها وتعابير وجهها وأدائها ونقف منبهرين أمامها حتى الآن أمام التلفاز رغم عدم وجود كليب أو أي شيء. ومشكلتي أنا مع عمليات التجميل أنها لم تعد إضافة لتحسين عيوب معيّنة في الشكل بل أصبحت وسيلة للوصول إلى كمال في الشكل وهذا من الصعب الوصول إليه، وهي أمر يبدأ ولا ينتهي وقد تصل للأسف عند البعض لدرجة يصبح فيها لا يشبه نفسه أو ربما يصبح يشبه شخصا آخر.  لنتحدّث عن "أنا القدس" الذي ترك كدمات على جسدك كما صرّحت مرة وقلت انه الأصعب فيزيائيا، هل تمكنتم من توصيل الرسالة رغم أن القضية الفلسطينية تم تناولها في العديد من الأعمال ولم يتغيّر شيء، ما تعليقك؟ أنا اعتبر انه يجب علة الفنان آن يقوم بدوره ولا أتوقع أنا أن ما نقوم يمكن أن يصل لمرحلة يخدم الشعب الفلسطيني بالمعنى المباشر للكلمة، ولكن ما نقوم به هو واجبنا فأن أكون أنا في مسلسل فلسطيني وأصاب بكدمات على جسدي فهو اقل بكثير من امرأة فلسطينية موجودة هناك وتبحث عن ابنها. ولكن هذا لا يعني أن لا أشارك في مسلسل فلسطيني وتوجهي في الأساس إضافة إلى أن أقول شكرا لكل فلسطيني موجود هناك وان كرامته من كرامتي، فأنني أحاول أن أوصل صورة النضال الفلسطيني بشكلها الحقيقي وليس في دائرة الإرهاب والتخريب كما يحاول الإعلام الصهيوني أن يصورها. أنت قمت بالعديد من الأدوار مسرحيا وتلفزيونيا وسينمائيا حيث قمت بشخصيات مختلفة، ولكن ابن تجدين انك فعلا أبدعت؟ في أي مسلسل؟ ومع أي مخرج؟ سرّ التمثيل هو هذا التنوّع الكبير وهذه اللوحة الملونة التي تتضمن توجهات مختلفة ومخرجين مختلفين وعناصر جميلة جدا من دون كليشيهات وهذه هي مغامرة التمثيل. ولذلك أنا أحب أن توصف مهنتي بأنها ناجحة على المستوى الفني.  كيف تقيمين أدوارك في المسلسلات البدوية؟ أقيمها بشكل جيد جدا واعتبر أن الأعمال التي مثلت فيها كانت من أهم الأعمال البدوية الموجودة على الساحة حينها، وهم جزء من نسيج تجربتي كاملا، فانا لست ممثلة أعمال بدوية ولست ممثلة أعمال فلسطينية ولا غيرها بل أنا ممثلة في كل دور يستهويني، ولذلك لا أحب أن اكرر التجارب في إطار واحد ما عدا العمل الفلسطيني لأنه يعنيني أنا كشخص وأريد أن أبقى حاضرة في هذا الموضوع. ولكن أنا موجودة للقيام بالدوار المختلفة وإذا كنت سأقوم بالأدوار نفسها فهذا يعني أنني أصبحت افهم التمثيل بشكل خاطئ. من البطل أو الممثل الذي ترغبين أن تشكلي ثنائي معه وتدين أنكما تنجحان معا؟ أنا لا أحب أن أشكل ثنائيا مع احد، فاختلاف الأبطال والأدوار أفضل وكذلك أيضا التعاون مع المخرجين المختلفين. فانا تعاملت مع أهم مخرجي الوطن العربي وكذلك تعاملت مع ممثلين من أهم ممثلي الوطن العربي وهذا من حسن حظي وشعرت بمغامرة كبيرة ومتعة كبيرة عندما أقف أمام أي احد منهم. ولذلك فكرة الثنائي في التمثيل تهدّدك قليلا إذا وضع في قالب معيّن، فنحن كممثلين محترفين نتقاطع أحيانا في أعمال سويا ولكن نبقى قادرين على الاحتفاظ بفرديتنا التي تبقى سرّ وجودنا رغم أننا.  أنت وصلت إلى مصر وقدمت "بنتين من مصر" الذي يعتبر من الأفلام السياسية، هل تمكنت من استقطاب جمهور مصري كبير أم ما زلت في بداية المسيرة هناك؟ اعتقد أن استقطاب الجمهور المصري بحاجة إلى باع طويل من الزمن ولكن بلا شكّ اعتقد أن خطوة "بنتين من مصر" هي خطوة في الاتجاه الصحيح. لم تكن التجربة خيار سهل أي أن نتجه إلى الفيلم التجاري الذي سيعجب الجمهور ولكن فكرنا بمشروع ليس "موضة" بل مشروع يبقى خالدا وربما يكون مشروعا جماهيريا ولما لا ولكن هذه المشاريع تطلّب وقتا لكي يكبر حضورهم على الساحة ولكنهم أيضا لا يضمرون بسرعة بل يبقون في تاريخنا لمدة طويلة جدا. صبا أنت عالجت أمورا اجتماعية وأمور سياسية مهمة جدا في أعمالك، ما الموضوع المهم الذي ترغبين بتناوله في عمل لك جديد؟ المشاكل الجدية أو القيم المطلقة هي محدودة العدد ولا تتعدى الخمس من الحبّ والحرب وسواها وهي محدودة العدد منذ أيام شكسبير وسوفوكليس فالمواضيع هي نفسها. ولكن طريقة تناولها تختلف من مرة إلى أخرى وطريقة معالجة هذه القيم والمشاكل وصياغتها وتقديمها. ولكن لا اعتقد أن هناك ادوار جديدة بقدر ما هناك صياغة جديدة للمسائل لنبحث عن منطقة لم أتحرك فيها كممثلة. فيمكن أن العب دور عاشقة من جديد رغم أنني لعبت هذا الدور 3 أو 4 مرات ولكن بطريقة مختلفة.  قسم كبير من الجمهور يعتبرك سورية ولا يعرف انك أردنية وكأن الأردن لا يبالي بفنانيه، فلماذا يحصل هذا الأمر؟ وهل هناك تضييق على عمل المرأة في الفن؟ لا اعتقد انه الأردن هو الملام في الموضوع، فنحن بلد فيه مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين ولكنه ما زال متأخرا في هذا الموضوع بسبب الركود الكبير الذي حصل بعد حرب الخليج الأولى ولكن الآن نعود إلى الساحة وأتمنى أن يتسارع هذا الأمر بشكل اكبر. أما بخصوص موضوع المرأة والفن فبالعكس أنا اشعر أنني مقدّرة جدا في بلدي الأردن وهذه هي الحقيقة. هل يشاهد ابنك مسلسلاتك، وما رأيه فيك؟ نعم يشاهدها (ضاحكة). وهل يقوم بانتقادك أو بالتعليق على تمثيلك؟ كلا فهو لا يهتم كثيرا بالتلفزيون ولم يصل إلى هذه المرحلة بعد فعمره 6 سنوات ولا يتابع المسلسلات، ولكنه يشاهدني قليلا ويشعر أنني أقوم بشيء مهم. المرأة الجميلة تحاول دائما أن تثبت أنها ذكية، والممثلة الجميلة تحاول أن تثبت أنها محترفة وموهوبة، ويلفتنا جمالك قبل أن تلفتنا موهبتك، فكيف تبرهني للجمهور انك ممثلة قديرة؟ شكرا لك لقولك امرأة جميلة مع أن هذا الموضوع نسبي جدا واعلم أن هذا الحضور هو جزء من مهنتنا والهالة التي تحيط بهذه النجمة ولكن إذا أردنا أن نحافظ على هذا الأمر فعلينا أن نحافظ على هذا الإعجاب الذي يدور حولنا وإذا كان الأمر متعلقا بالشكل فقط فسيملّ المشاهد لأن بعد كل جميلة هناك امرأة أجمل منها. ولكن في النهاية جاذبيتك وحضورك يؤكدهما طريقة تصرّفك وسلوكك والشكل الذي تقدم فيه نفسك كممثل وكم أنت صادق في ما تقدّمه. برز من خلال "ما وراء الشمس" ضرورة أن تكون المرأة مثقفة لأن أم بسام كوسا في المسلسل لم تتمكن من التعاطي مع حالة ابنها وبقي يعاني رغم امتلاكه الموهبة، فإلى أي مدى تشعرين انه من الواجب أن تكون المرأة مثقفة اليوم؟ ليس الإمرأة فقط بل المجتمع بكاملة يحتاج إلى نهضة ثقافية. وأنا لا اشعر أنني اقل حظ من الرجل لذلك يجب علي أن اثبت أنني مثقفة بل يجب أن أكون أنا مثقفة وليس فقط محاولة إثبات هذا الشيء. وهذا الأمر مطلوب مني ومن الرجل وليس مني وحدي. أما موضوع ذوي الحاجات الخاصة الذين يعيشون في إطار من الجهل يعززه المجتمع ككل وليس فقط الطريقة الرجعية التي نرى فيها الاختلاف كخطأ حيث يجب أن يتشابه الكلّ. ومن خلال تجربتي في "وراء الشمس" برهن علاء الدين زيبق هذا الشاب الذي يعاني من "متلازمة داون" انه ذكي جدا وموهوب جدا وعنده طرق تعبير مختلفة قد لا تشابه طرق التعبير عندنا ولكن بحاجة الى مجهود قليل منا لكي نرى ما عنده. كيف تأقلم علاء في تمثيل هذا الدور؟ من الصعب أن اشرح لك هذا الأمر لأنني نفسي كنت مدهوشة من تأقلمه مع التمثيل فنحن تعلمنا التمثيل وتطلب الأمر وقتا لنتبنّى فرضيات التمثيل كلها، ولكن لأنه ذكي جدا ولأن نوع المقاربات العقلية والمنطقية تختلف عنده فكان من السهل لديه أن يصدّق بطريقة عفوية هذه الفرضيات. على أبواب عام 2011 ما مشاريعك الجديدة لهذه السنة؟ على المستوى المهني لدي رغبة شديدة هذه السنة بأن اعمل في السينما وأنا أركز على هذا الأمر. فأنا قدّمت حوالي 6 أفلام وفيلم "مملكة النحل" من المفروض أن يعرض العرض الأساسي له في عام 2011. وعلى الصعيد الشخصي ما أمنياتك في العام الجديد؟ أتمنى أن تكون عائلتي بأتمّ الصحّة والسعادة وأتمنى بالنسبة لفلسطين أن يتبلور حلّ مرضي للناس الموجودين هناك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة