هل تسمعون الزغاريد في الشمال وسيمفونيات الحرية؟؟ أم أن أصوات السلاسل التي تتحطم شمالا وجنوبا غطت على أصوات الزغاريد؟

اعذروني ان قلت بأنني لم أتعب من أصوات الزغاريد شمالا وجنوبا ولم تملّ أذناي سيمفونيات كسر السلاسل .. ولكنني ولأول مرة سأخدع نفسي ان لم اقل بأن مايطربني أكثر من سيمفونيات كسر السلاسل واصوات الزغاريد هو سماع أصوات القهر والغيظ في العواصم التي تئن وتتألم وتبكي بصوت عال .. ولاأبالغ ان قلت بأن صوت العواصم الباكية هذه الأيام يمتعني أكثر من كل أصوات الوجود .. وتمتعني تلك الرحلة في نشرات أخبار العربية والجزيرة وتل أبيب .. فكلها هم وغم وأحيانا انكار وصدمة ..

هذا وقت يمكن لمن يضع أذنه على أبواب استانبول أن يسمع الأبواب تتشاجر مع الأبواب .. ويسمع تبادل اللكمات والصفعات .. وأصوات بكاء مر وشهقات تحترق .. لأن تحطيم حصار نبل والزهراء يعني أن العظم التركي في حلب بدأ يتشقق تحت ضربات الجيش السوري .. والأتراك يتألمون ويتأوهون .. فالعظم العثماني سينكسر في حلب .. والسلاجقة حائرون وعاجزون عن عمل شيء لايقود الى مغامرة وحرب ..

 

ومن يضع أذنيه على جدران الرياض فسيسمع أهل الحكم هناك مضطربين خائفين وربما يبولون في ثيابهم وكأن الجيش السوري صار يدق على أبواب الرياض لما لعملية تحطيم الحصار من دلالات التحدي والبأس والعناد والقوة .. فهذه أول مرة في تاريخ آل سعود لابنفع فيها المال ولا القاعدة ولاداعش ولا الارهاب ولا الانتحاريون ولا الانغماسيون .. ولا الرشاوى ولا أردوغان ولا أميريكا ولا اسرائيل ولا فرنسا ولا بريطانيا ولامجلس الأمن وتمثيليات المآسي الانسانية ولا (دونكي مون) .. لأن نبل والزهراء تحررتا دون منّة من أحد وكانتا مثل الرهينتين أو العصفورتين في ايدي اللصوص لمقايضتهما أو بيعهما في سوق النخاسة الدولية .. واليوم طارت العصافير من القفص ..

 

ولاتستغربوا أن يخرج عليكم غدا البطل المغوار والمحارب الصنديد والرجل الغامض الحديدي عادل الجبير ويقول بأنه لاحل سوى برحيل الأسد وان السعودية مستعدة للتدخل العسكري .. مع قطر ..

 

وهنا وانا أتأمل انهيارات المسلحين في الشيخ مسكين جنوبا وفي سلمى في ريف اللاذقية وفي مدن ريف حلب .. وأراجع تصريحات عنترة السعودي اثر كل هزيمة .. لاأملك الا أن أضحك حتى تنقطع أنفاسي .. فكلما تهاوت حصون المسلحين يتوعد الجبير ويطمئن الثوار ويرفع من سوية تهديداته وشروطه ولزوميات: لامستقبل للأسد في سورية الغد .. فتحضرني دعابة تقول بأنه في احدى الحروب اتصل أحد الجنود مستغيثا بقيادة الأركان قائلا لقيادته بانفعال: سيدي العدو على بعد 500 متر .. ماذا أفعل؟ فترد القيادة: لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم!! .. وبعد ربع ساعة يعاود المسكين الاتصال بالقيادة قائلا: سيدي العدو على بعد 250 مترا .. ماذا أفعل؟؟ فترد القيادة مشجعة: لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم؟؟ .. وبعد ربع ساعة يعاود الجندي الاتصال قلقا ويقول: سيدي .. العدو صار على بعد 100 متر.. ماذا أفعل؟؟ فترد القيادة : لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم؟ وبعد ربع ساعة يتصل الجندي : سيدي العدو على بعد خمسين مترا .. أرجوكم ماذا أفعل؟ فترد القيادة: لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم؟ .. وبعد ربع ساعة وصل اتصال من الجندي وكان هادئا .. وقال: ياقيادة .. تفضلي .. العدو معكم مباشرة على الخط ..الله لايوفقكم ..

وهذا بالضبط حال الجبير وقيادته .. وحال القيادة التركية التي يتصل بها المسلحون من جنوب سورية وشمالها ووسطها .. وهم يولولون .. العدو صار على بعد 100 متر .. والجبير يقول: قد نتدخل عسكريا ولامستقبل للأسد في سورية الغد .. ولكن الشيخ مسكين سقطت وتلقى الجبير اتصالا من المسلحين يقول: ياقيادة .. تفضلي .. العدو معكم مباشرة على الخط .. ثم تلقاه من سلمى وكان العدو على الخط مباشرة أيضا .. وتلقاه بالأمس من محيط نبل والزهراء ..وكان العدو من جديد على الخط مباشرة ..

 

على كل حال .. بالرغم من أصوات الزغاريد واختلاطها بأصوات السلاسل المحطمة في نبل والزهراء وبأصوات البكاء والعويل في استانبول والرياض .. فان هناك مدنا سورية وقرى يمكن أن نسمع اصواتها وهي تتضرع الى الله ان تبدأ اتصالات المسلحين بالقيادة التركية والسعودية وتخبر عن اقتراب العدو السوري ..

 

والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع هي ان هذا العدو الجميل الرائع البطل والشجاع يقترب أكثر من أجمل المدن .. وأحلاها .. والتي طال شوقنا لها .. وفيها لن نسمع فقط صوت تحطم الحديد والقيود .. بل سنسمع صوت فرقعة العظام التركية وهي تتكسر .. وصوت الجماجم العثمانية وهي تتشقق وتنفلق .. وسيتدحرج فيها رأس السلطان .. ورأس الملك .. وسنسمع عويل النساء وأشباه الرجال في الرياض .. من يوم القيامة في حلب .. الذي لن نرحم فيه من نصرهم .. ومن والاهم ..

 

الى اللقاء في حلب .. مع العدو .. وجها لوجه ..

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-02-03
  • 4573
  • من الأرشيف

العدو السوري يقترب .. تنصت على جدران استانبول والرياض...بقلم نارام سرجون

هل تسمعون الزغاريد في الشمال وسيمفونيات الحرية؟؟ أم أن أصوات السلاسل التي تتحطم شمالا وجنوبا غطت على أصوات الزغاريد؟ اعذروني ان قلت بأنني لم أتعب من أصوات الزغاريد شمالا وجنوبا ولم تملّ أذناي سيمفونيات كسر السلاسل .. ولكنني ولأول مرة سأخدع نفسي ان لم اقل بأن مايطربني أكثر من سيمفونيات كسر السلاسل واصوات الزغاريد هو سماع أصوات القهر والغيظ في العواصم التي تئن وتتألم وتبكي بصوت عال .. ولاأبالغ ان قلت بأن صوت العواصم الباكية هذه الأيام يمتعني أكثر من كل أصوات الوجود .. وتمتعني تلك الرحلة في نشرات أخبار العربية والجزيرة وتل أبيب .. فكلها هم وغم وأحيانا انكار وصدمة .. هذا وقت يمكن لمن يضع أذنه على أبواب استانبول أن يسمع الأبواب تتشاجر مع الأبواب .. ويسمع تبادل اللكمات والصفعات .. وأصوات بكاء مر وشهقات تحترق .. لأن تحطيم حصار نبل والزهراء يعني أن العظم التركي في حلب بدأ يتشقق تحت ضربات الجيش السوري .. والأتراك يتألمون ويتأوهون .. فالعظم العثماني سينكسر في حلب .. والسلاجقة حائرون وعاجزون عن عمل شيء لايقود الى مغامرة وحرب ..   ومن يضع أذنيه على جدران الرياض فسيسمع أهل الحكم هناك مضطربين خائفين وربما يبولون في ثيابهم وكأن الجيش السوري صار يدق على أبواب الرياض لما لعملية تحطيم الحصار من دلالات التحدي والبأس والعناد والقوة .. فهذه أول مرة في تاريخ آل سعود لابنفع فيها المال ولا القاعدة ولاداعش ولا الارهاب ولا الانتحاريون ولا الانغماسيون .. ولا الرشاوى ولا أردوغان ولا أميريكا ولا اسرائيل ولا فرنسا ولا بريطانيا ولامجلس الأمن وتمثيليات المآسي الانسانية ولا (دونكي مون) .. لأن نبل والزهراء تحررتا دون منّة من أحد وكانتا مثل الرهينتين أو العصفورتين في ايدي اللصوص لمقايضتهما أو بيعهما في سوق النخاسة الدولية .. واليوم طارت العصافير من القفص ..   ولاتستغربوا أن يخرج عليكم غدا البطل المغوار والمحارب الصنديد والرجل الغامض الحديدي عادل الجبير ويقول بأنه لاحل سوى برحيل الأسد وان السعودية مستعدة للتدخل العسكري .. مع قطر ..   وهنا وانا أتأمل انهيارات المسلحين في الشيخ مسكين جنوبا وفي سلمى في ريف اللاذقية وفي مدن ريف حلب .. وأراجع تصريحات عنترة السعودي اثر كل هزيمة .. لاأملك الا أن أضحك حتى تنقطع أنفاسي .. فكلما تهاوت حصون المسلحين يتوعد الجبير ويطمئن الثوار ويرفع من سوية تهديداته وشروطه ولزوميات: لامستقبل للأسد في سورية الغد .. فتحضرني دعابة تقول بأنه في احدى الحروب اتصل أحد الجنود مستغيثا بقيادة الأركان قائلا لقيادته بانفعال: سيدي العدو على بعد 500 متر .. ماذا أفعل؟ فترد القيادة: لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم!! .. وبعد ربع ساعة يعاود المسكين الاتصال بالقيادة قائلا: سيدي العدو على بعد 250 مترا .. ماذا أفعل؟؟ فترد القيادة مشجعة: لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم؟؟ .. وبعد ربع ساعة يعاود الجندي الاتصال قلقا ويقول: سيدي .. العدو صار على بعد 100 متر.. ماذا أفعل؟؟ فترد القيادة : لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم؟ وبعد ربع ساعة يتصل الجندي : سيدي العدو على بعد خمسين مترا .. أرجوكم ماذا أفعل؟ فترد القيادة: لاتقلق .. سنتصرف بشكل حاسم؟ .. وبعد ربع ساعة وصل اتصال من الجندي وكان هادئا .. وقال: ياقيادة .. تفضلي .. العدو معكم مباشرة على الخط ..الله لايوفقكم .. وهذا بالضبط حال الجبير وقيادته .. وحال القيادة التركية التي يتصل بها المسلحون من جنوب سورية وشمالها ووسطها .. وهم يولولون .. العدو صار على بعد 100 متر .. والجبير يقول: قد نتدخل عسكريا ولامستقبل للأسد في سورية الغد .. ولكن الشيخ مسكين سقطت وتلقى الجبير اتصالا من المسلحين يقول: ياقيادة .. تفضلي .. العدو معكم مباشرة على الخط .. ثم تلقاه من سلمى وكان العدو على الخط مباشرة أيضا .. وتلقاه بالأمس من محيط نبل والزهراء ..وكان العدو من جديد على الخط مباشرة ..   على كل حال .. بالرغم من أصوات الزغاريد واختلاطها بأصوات السلاسل المحطمة في نبل والزهراء وبأصوات البكاء والعويل في استانبول والرياض .. فان هناك مدنا سورية وقرى يمكن أن نسمع اصواتها وهي تتضرع الى الله ان تبدأ اتصالات المسلحين بالقيادة التركية والسعودية وتخبر عن اقتراب العدو السوري ..   والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع هي ان هذا العدو الجميل الرائع البطل والشجاع يقترب أكثر من أجمل المدن .. وأحلاها .. والتي طال شوقنا لها .. وفيها لن نسمع فقط صوت تحطم الحديد والقيود .. بل سنسمع صوت فرقعة العظام التركية وهي تتكسر .. وصوت الجماجم العثمانية وهي تتشقق وتنفلق .. وسيتدحرج فيها رأس السلطان .. ورأس الملك .. وسنسمع عويل النساء وأشباه الرجال في الرياض .. من يوم القيامة في حلب .. الذي لن نرحم فيه من نصرهم .. ومن والاهم ..   الى اللقاء في حلب .. مع العدو .. وجها لوجه ..    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة