اشارت "الاخبار" الى ان اللبناني أحمد سليمان (41 عاماً) موقوف في السعودية منذ أربعة أشهر بتهمة "المسّ بالذات الملكية". ابن بلدة البياض (قضاء صور)، العائد من غربة طويلة في ألمانيا وصاحب محل الكهربائيات في قانا، "تجرّأ" على "المقدسات". لم يكتب في تدوينة أو ينظم قصيدة أو يلقِ خطبة. كل ما فعله أنه جلس على أوراق جريدة عليها صورة الملك السعودي.

واوضحت انه في موسم الحج الفائت، ذهب سليمان إلى السعودية لأداء فريضة الحج. في اليوم الأخير للمناسك، انتظر في زاوية عند مدخل الحرم المكي تجمّع زملائه في حملة الحج، وبينهم شقيقه، ليغادروا بعد ساعات عائدين إلى بيروت. وفق شهود عيان من زملائه، وجد أحمد جريدة في إحدى الزوايا عند مدخل الحرم، "فلش" أوراقها على الأرض وجلس فوقها. بعد دقائق قليلة، "ضبطه" شرطي بالجرم المشهود جالساً على صورة "طال عمره". لم يُطل الشرطي الكلام مع أحمد. اقتاده مع زميلين له إلى قسم شرطة المدينة المنورة. لم تفلح محاولات زملائه في الحملة في إقناع الضابط السعودي الذي أمرهم بالمغادرة مع باقي الحملة وعدم انتظاره لأنه لن يسمح له بالرحيل بعد فعلته "الخطيرة". من قسم الشرطة، نقل سليمان إلى سجن المدينة حيث لا يزال محتجزاً. ورغم مرور أربعة أشهر على احتجازه، لا يزال قيد التوقيف ولم يحل على المحاكمة، وفق مصادر مواكبة. علماً بأن الحكم في تهمة "المسّ أو العيب بالذات الملكية" خاضع لتقدير القاضي ويقع ضمن قضايا الذم والقدح. وبالنظر إلى قضايا مماثلة، قد يحكم عليه بالسجن بين ثلاث وخمس سنوات والجلد من مئة إلى 300 جلدة.

ولفتت الى انه في "مملكة الخير"، لا أقرباء لأحمد يزورونه ويؤمنون حاجياته. إدارة السجن تسمح له بين حين وآخر بالاتصال بعائلته من هاتف السجن. أما في لبنان، فقد سارت زوجته وطفلاه وأشقاؤه في "درب الجلجلة". زاروا وزارة الخارجية والمرجعيات والنتيجة واحدة: وعود بمراجعة السلطات السعودية.

وكشفت "الاخبار" ان سليمان ليس المعتقل اللبناني الوحيد في السعودية. في 13 كانون الثاني الجاري، أتم علي مازح ابن بلدة باريش (قضاء صور) عامين محتجزاً في سجون المملكة. مطلع 2014، تبلغ من السلطات السعودية بقرار ترحيله "كجزء من تطبيق قانون سعودة الوظائف". توسط مازح الذي يعمل تاجر مجوهرات في جدة لتأجيل تنفيذ القرار لارتباطه بالتزامات مالية بين لبنان والسعودية من دون جدوى. قبيل سفره، دهمت قوة أمنية منزله واقتادته بداية إلى سجن جدة ثم إلى سجن دهبان المخصص للمعتقلين الأمنيين والسياسيين. هذه المعلومات علمت بها أسرته بعد مرور ثمانية أشهر على توقيفه، فقدت خلالها الاتصال معه ورفضت السلطات إبلاغها بمصيره. نقلت عائلته عن المحققين أن مازح متهم بتحويل أموال إلى حزب الله. رفعت العائلة فواتير تثبت أن المبالغ المحوّلة إلى لبنان مرسلة إلى عدد من كبار تجار المجوهرات ولزوم شراء محال في وسط بيروت. لم يُحَل مازح إلى المحكمة بعد، لكنه قبل أكثر من شهر نقل إلى سجن أبها. هناك، تعرف إلى حسين هاني صادق ابن النبطية الذي لم يعرف تاريخ توقيفه وأسبابه.

عائلة مازح جالت على وزارة الخارجية وعدد من المرجعيات. الوزير جبران باسيل أبلغها بأن ملفه أمني. شقيقه وشريكه في العمل، حسن، وضع منذ توقيفه قيد الإقامة الجبرية، فيما رحّل زوج ابنته فوراً. من بقي من أقربائه في السعودية يستطيع زيارته بين الحين والآخر.

لا يتوقع ياسر قشمر أن يكون مصير مازح وصادق وسليمان، أفضل من مصيره. خرج في أيار 2014 بعد قضائه سنة وخمسة أشهر في سجن حائل بتهمة الانتماء إلى خلية تجسس إيرانية تضم تركياً وإيرانياً و8 سعوديين، قضى منها ستة أشهر في السجن الانفرادي. عائلته في لبنان راجعت الوزارة والمرجعيات وتلقت وعوداً كثيرة، إلى أن خرج قشمر فجأةً من دون علم السلطات اللبنانية، ورحّل فوراً إلى لبنان بعد 18 عاماً أمضاها هناك.

  • فريق ماسة
  • 2016-01-19
  • 13017
  • من الأرشيف

الاخبار: لبناني موقوف بالسعودية بتهمة الجلوس على صحيفة عليها صورة الملك

اشارت "الاخبار" الى ان اللبناني أحمد سليمان (41 عاماً) موقوف في السعودية منذ أربعة أشهر بتهمة "المسّ بالذات الملكية". ابن بلدة البياض (قضاء صور)، العائد من غربة طويلة في ألمانيا وصاحب محل الكهربائيات في قانا، "تجرّأ" على "المقدسات". لم يكتب في تدوينة أو ينظم قصيدة أو يلقِ خطبة. كل ما فعله أنه جلس على أوراق جريدة عليها صورة الملك السعودي. واوضحت انه في موسم الحج الفائت، ذهب سليمان إلى السعودية لأداء فريضة الحج. في اليوم الأخير للمناسك، انتظر في زاوية عند مدخل الحرم المكي تجمّع زملائه في حملة الحج، وبينهم شقيقه، ليغادروا بعد ساعات عائدين إلى بيروت. وفق شهود عيان من زملائه، وجد أحمد جريدة في إحدى الزوايا عند مدخل الحرم، "فلش" أوراقها على الأرض وجلس فوقها. بعد دقائق قليلة، "ضبطه" شرطي بالجرم المشهود جالساً على صورة "طال عمره". لم يُطل الشرطي الكلام مع أحمد. اقتاده مع زميلين له إلى قسم شرطة المدينة المنورة. لم تفلح محاولات زملائه في الحملة في إقناع الضابط السعودي الذي أمرهم بالمغادرة مع باقي الحملة وعدم انتظاره لأنه لن يسمح له بالرحيل بعد فعلته "الخطيرة". من قسم الشرطة، نقل سليمان إلى سجن المدينة حيث لا يزال محتجزاً. ورغم مرور أربعة أشهر على احتجازه، لا يزال قيد التوقيف ولم يحل على المحاكمة، وفق مصادر مواكبة. علماً بأن الحكم في تهمة "المسّ أو العيب بالذات الملكية" خاضع لتقدير القاضي ويقع ضمن قضايا الذم والقدح. وبالنظر إلى قضايا مماثلة، قد يحكم عليه بالسجن بين ثلاث وخمس سنوات والجلد من مئة إلى 300 جلدة. ولفتت الى انه في "مملكة الخير"، لا أقرباء لأحمد يزورونه ويؤمنون حاجياته. إدارة السجن تسمح له بين حين وآخر بالاتصال بعائلته من هاتف السجن. أما في لبنان، فقد سارت زوجته وطفلاه وأشقاؤه في "درب الجلجلة". زاروا وزارة الخارجية والمرجعيات والنتيجة واحدة: وعود بمراجعة السلطات السعودية. وكشفت "الاخبار" ان سليمان ليس المعتقل اللبناني الوحيد في السعودية. في 13 كانون الثاني الجاري، أتم علي مازح ابن بلدة باريش (قضاء صور) عامين محتجزاً في سجون المملكة. مطلع 2014، تبلغ من السلطات السعودية بقرار ترحيله "كجزء من تطبيق قانون سعودة الوظائف". توسط مازح الذي يعمل تاجر مجوهرات في جدة لتأجيل تنفيذ القرار لارتباطه بالتزامات مالية بين لبنان والسعودية من دون جدوى. قبيل سفره، دهمت قوة أمنية منزله واقتادته بداية إلى سجن جدة ثم إلى سجن دهبان المخصص للمعتقلين الأمنيين والسياسيين. هذه المعلومات علمت بها أسرته بعد مرور ثمانية أشهر على توقيفه، فقدت خلالها الاتصال معه ورفضت السلطات إبلاغها بمصيره. نقلت عائلته عن المحققين أن مازح متهم بتحويل أموال إلى حزب الله. رفعت العائلة فواتير تثبت أن المبالغ المحوّلة إلى لبنان مرسلة إلى عدد من كبار تجار المجوهرات ولزوم شراء محال في وسط بيروت. لم يُحَل مازح إلى المحكمة بعد، لكنه قبل أكثر من شهر نقل إلى سجن أبها. هناك، تعرف إلى حسين هاني صادق ابن النبطية الذي لم يعرف تاريخ توقيفه وأسبابه. عائلة مازح جالت على وزارة الخارجية وعدد من المرجعيات. الوزير جبران باسيل أبلغها بأن ملفه أمني. شقيقه وشريكه في العمل، حسن، وضع منذ توقيفه قيد الإقامة الجبرية، فيما رحّل زوج ابنته فوراً. من بقي من أقربائه في السعودية يستطيع زيارته بين الحين والآخر. لا يتوقع ياسر قشمر أن يكون مصير مازح وصادق وسليمان، أفضل من مصيره. خرج في أيار 2014 بعد قضائه سنة وخمسة أشهر في سجن حائل بتهمة الانتماء إلى خلية تجسس إيرانية تضم تركياً وإيرانياً و8 سعوديين، قضى منها ستة أشهر في السجن الانفرادي. عائلته في لبنان راجعت الوزارة والمرجعيات وتلقت وعوداً كثيرة، إلى أن خرج قشمر فجأةً من دون علم السلطات اللبنانية، ورحّل فوراً إلى لبنان بعد 18 عاماً أمضاها هناك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة