«القدس العربي» ـ: لم يكد صوت الاشتباكات يهدأ في محيط مدينة عفرين شمال حلب، بموجب اتفاق سابق على وقف إطلاق النار بين قوات المعارضة من جهة، ووحدات الحماية الكردية وحليفها جيش الثوار من جهة أخرى، قبل نحو عشرة أيام من الآن، حتى اندلعت اشتباكات بين الطرفين السابقين، بوتيرة أقوى من ذي قبل، كان مسرحها «المالكية وشوارغة» المحاذيتان لمدينة اعزاز من الجهة الغربية.

وبينما تبدو الأيام القادمة حبلى بتطورات قد تؤجج حدة الصراع، فإن المأساة الإنسانية للمدنيين قد تتخذ أوجها متعددة، لا سيما عند النظر إلى إغلاق الحدود التركية، وإلى اكتظاظ المدن القريبة من ساحة الصراع بالمدنيين، حيث تشير آخر التقديرات غير الرسمية إلى وجود حوالى مليون نسمة في عفرين لوحدها نصفهم من النازحين العرب، الذين وجدوا في المدينة التي تقطنها غالبية كردية ملاذاً آمناً، ولم تخف مصادر محلية تخوفها على مصير النازحين العرب في مدينة عفرين، في حال قررت المعارضة شن هجوم واسع على مدينة عفرين، وبحسب المصادر نفسها فإن ما يزيد من حجم مخاوفها هذه، ممارسات تهجير ممنهجة ضد المكون العربي، اتهمت «الوحدات الكردية» بارتكابها في الحسكة والرقة وعلى طول الخطوط الحدودية التركية السورية التي شهدت تراجعاً لسيطرة تنظيم «الدولة».

وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول الطرف الأول الذي قام بخرق وقف إطلاق النار، يتهم كل طرف الآخر بخرق البنود التي حددها اتفاق سابق جاء استجابة لمبادرة كان قد أطلقها مجلس الشورى والصلح في مدينة حلب «حقناً للدماء»، نصت على إطلاق سراح المعتقلين بين الطرفين، وإفساح المجال لجيش الثوار حليف الوحدات، لقتال تنظيم «الدولة» إلى جانب قوات المعارضة، وفك الحصار عن مدينة عفرين والشيخ مقصود. ووصفت المعارضة في بيان لها هجوم الوحدات الذي أسفر عن مصرع ستة عناصر للمعارضة في قرية شوارغة التي كانت تسيطر عليها المعارضة بـ"الخيانة الجديدة"، متهمة «الوحدات» بممارسة التضليل الإعلامي لكسب التعاطف الشعبي والدولي، وذلك بتصوير جثث القتلى على أنهم عناصر من «جبهة النصرة»، و»أحرار الشام».

واتهمت المعارضة في بيان لها ، «الوحدات» الكردية ومن والاها بخرق بنود الاتفاق، وبمسؤولية التصعيد المقصود المتزامن مع القصف الروسي على مواقع المعارضة، على حد وصف البيان

بدورها أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً مماثلاً أكدت فيه أن موقفها هو موقع المدافع عن نفسه في وجه الاعتداءات التي تتعرض لها، منوهة إلى اعتزامها إلغاء بنود اتفاق وقف إطلاق النار السابق في حال استمرت هجمات من وصفتهم بـ»المجاميع» على عفرين.

وتعقيباً على ذلك أكد مراسل شبكة «شام» الاخبارية عمر حافظ، قيام «جيش الثوار» مدفوعاً من «الوحدات» بهجوم مباغت قبل يومين من الآن، على معسكر المالكية وقرية شوارغة التي تبعد عن مدينة اعزاز حوالى سبعة كيلو مترات فقط، مضيفاً لـ»القدس العربي»:»كان هذا الهجوم متزامناً مع توجيه المقاتلات الروسية ضربات على مقار للمعارضة».

  • فريق ماسة
  • 2016-01-01
  • 13617
  • من الأرشيف

سوريا: المعارضة تتهم «وحدات الحماية الكردية» بالخيانة بعد هجوم عليها تزامن مع قصف جوّي روسيّ

«القدس العربي» ـ: لم يكد صوت الاشتباكات يهدأ في محيط مدينة عفرين شمال حلب، بموجب اتفاق سابق على وقف إطلاق النار بين قوات المعارضة من جهة، ووحدات الحماية الكردية وحليفها جيش الثوار من جهة أخرى، قبل نحو عشرة أيام من الآن، حتى اندلعت اشتباكات بين الطرفين السابقين، بوتيرة أقوى من ذي قبل، كان مسرحها «المالكية وشوارغة» المحاذيتان لمدينة اعزاز من الجهة الغربية. وبينما تبدو الأيام القادمة حبلى بتطورات قد تؤجج حدة الصراع، فإن المأساة الإنسانية للمدنيين قد تتخذ أوجها متعددة، لا سيما عند النظر إلى إغلاق الحدود التركية، وإلى اكتظاظ المدن القريبة من ساحة الصراع بالمدنيين، حيث تشير آخر التقديرات غير الرسمية إلى وجود حوالى مليون نسمة في عفرين لوحدها نصفهم من النازحين العرب، الذين وجدوا في المدينة التي تقطنها غالبية كردية ملاذاً آمناً، ولم تخف مصادر محلية تخوفها على مصير النازحين العرب في مدينة عفرين، في حال قررت المعارضة شن هجوم واسع على مدينة عفرين، وبحسب المصادر نفسها فإن ما يزيد من حجم مخاوفها هذه، ممارسات تهجير ممنهجة ضد المكون العربي، اتهمت «الوحدات الكردية» بارتكابها في الحسكة والرقة وعلى طول الخطوط الحدودية التركية السورية التي شهدت تراجعاً لسيطرة تنظيم «الدولة». وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول الطرف الأول الذي قام بخرق وقف إطلاق النار، يتهم كل طرف الآخر بخرق البنود التي حددها اتفاق سابق جاء استجابة لمبادرة كان قد أطلقها مجلس الشورى والصلح في مدينة حلب «حقناً للدماء»، نصت على إطلاق سراح المعتقلين بين الطرفين، وإفساح المجال لجيش الثوار حليف الوحدات، لقتال تنظيم «الدولة» إلى جانب قوات المعارضة، وفك الحصار عن مدينة عفرين والشيخ مقصود. ووصفت المعارضة في بيان لها هجوم الوحدات الذي أسفر عن مصرع ستة عناصر للمعارضة في قرية شوارغة التي كانت تسيطر عليها المعارضة بـ"الخيانة الجديدة"، متهمة «الوحدات» بممارسة التضليل الإعلامي لكسب التعاطف الشعبي والدولي، وذلك بتصوير جثث القتلى على أنهم عناصر من «جبهة النصرة»، و»أحرار الشام». واتهمت المعارضة في بيان لها ، «الوحدات» الكردية ومن والاها بخرق بنود الاتفاق، وبمسؤولية التصعيد المقصود المتزامن مع القصف الروسي على مواقع المعارضة، على حد وصف البيان بدورها أصدرت وحدات حماية الشعب بياناً مماثلاً أكدت فيه أن موقفها هو موقع المدافع عن نفسه في وجه الاعتداءات التي تتعرض لها، منوهة إلى اعتزامها إلغاء بنود اتفاق وقف إطلاق النار السابق في حال استمرت هجمات من وصفتهم بـ»المجاميع» على عفرين. وتعقيباً على ذلك أكد مراسل شبكة «شام» الاخبارية عمر حافظ، قيام «جيش الثوار» مدفوعاً من «الوحدات» بهجوم مباغت قبل يومين من الآن، على معسكر المالكية وقرية شوارغة التي تبعد عن مدينة اعزاز حوالى سبعة كيلو مترات فقط، مضيفاً لـ»القدس العربي»:»كان هذا الهجوم متزامناً مع توجيه المقاتلات الروسية ضربات على مقار للمعارضة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة