أفادت المؤسسة البحثية الأمريكية للدراسات الاستراتيجية "ستراتفور" بأن الجهات المشاركة في تسوية الأزمة السورية تسعى إلى تحقيق أهدافها الذاتية دون الاهتمام بمسألة حل الأزمة.

وتشير المؤسسة التي يعتبرها مراقبون "مؤسسة استخباراتية في الظل" إلى أن هذا هو السبب الرئيس لعرقلة توحيد الجهود في محاربة تنظيم "داعش".

ويقول خبراء المؤسسة إن تشكيل "التحالف الإسلامي" العسكري ضد الإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية يخدم مصالح جهات معينة في الأزمة السورية، لا سيما واشنطن وأنقرة.

ويؤكد الخبراء أن الولايات المتحدة التي تلقت انتقادات متعددة وشديدة لعدم التقدم في محاربة "داعش" تحرص على إشراك قوات إضافية من منطقة النزاع للابتعاد عن تورط أكبر في القتال.

أما بالنسبة لتركيا فإن الخبراء يرون أن قوات التحالف الجديد تسهم في إعطاء مشاركة أنقرة صفة قانونية في الأزمة السورية أمام الجهات العربية. وتشير المؤسسة إلى أن تركيا قلقة من التواجد الروسي والإيراني في ساحة المعركة وترى في "التحالف الإسلامي" حليفا لها.

وأبرزت المؤسسة أهم عامل يعرقل توحيد وتنسيق الجهود للتصدي لـ"داعش"، وهو تقديم الدعم من قبل البلدان المختلفة لجهات النزاع السوري المتحاربة فيما بينها. وفي هذا السياق تنقل المؤسسة أن التواجد المحتمل للقوات السعودية على الأراضي السورية يثير قلقا شديدا لدى طهران، ولفتت المؤسسة إلى أن طهران قد ساعدت دمشق على الدوام بتقديمها الدعم العسكري لسوريا. وتشدد "ستراتفور" على إمكانية قوية لوقوع صدام بين طهران والرياض والجهات الحليفة للأخيرة.

ويؤكد محللو المؤسسة أن سببا أخرا يحول دون تشكيل الجبهة الموحدة ضد الإرهاب، وهو المواجهة بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية على الحدود السورية - التركية، مشيرين إلى أن إشراك القوات العربية سيزعج الأكراد من "القوات الديمقراطية السورية" المعارضة خاصة على خلفية الاشتباكات الكردية والعربية التي وقعت مؤخرا للسيطرة على بعض المدن الأساسية شمال سوريا. ويشكك خبراء المؤسسة بأن دول الخليج العربي قادرة على نشر قوات إضافية في سوريا، مشيرين إلى أن السعودية وحلفاءها في المنطقة منشغلون بأحداث اليمن. ومن الممكن أن يلجأ الخليج لطلب المساعدة من مصر أو الأردن. لكن القاهرة تدعم الحكومة السورية، بحسب "ستراتفور"، ما سبب توترا في علاقاتها مع تركيا، ومصر مهتمة بتعزيز علاقاتها العسكرية والدبلوماسية مع موسكو التي، كما طهران، تلتزم بتنسيق كل العمليات المزمع إجراؤها على الأراضي السورية مع دمشق. أما الأردن فيؤيد السعودية وقطر والولايات المتحدة التي تقدم دعما للمعارضة السورية المسلحة، خاصة "للجيش السوري الحر".

كما يشير المحللون إلى أن عَمّان تبدي تحفظا وحذرا في سياستها تجاه المسلحين السوريين تخوفا من انهيار الحكومة السورية المفاجئ الذي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وسيمكن المتطرفين من تحقيق أهدافهم الإجرامية.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-27
  • 9473
  • من الأرشيف

ما الذي يعوق كسر جليد الأزمة السورية؟!

أفادت المؤسسة البحثية الأمريكية للدراسات الاستراتيجية "ستراتفور" بأن الجهات المشاركة في تسوية الأزمة السورية تسعى إلى تحقيق أهدافها الذاتية دون الاهتمام بمسألة حل الأزمة. وتشير المؤسسة التي يعتبرها مراقبون "مؤسسة استخباراتية في الظل" إلى أن هذا هو السبب الرئيس لعرقلة توحيد الجهود في محاربة تنظيم "داعش". ويقول خبراء المؤسسة إن تشكيل "التحالف الإسلامي" العسكري ضد الإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية يخدم مصالح جهات معينة في الأزمة السورية، لا سيما واشنطن وأنقرة. ويؤكد الخبراء أن الولايات المتحدة التي تلقت انتقادات متعددة وشديدة لعدم التقدم في محاربة "داعش" تحرص على إشراك قوات إضافية من منطقة النزاع للابتعاد عن تورط أكبر في القتال. أما بالنسبة لتركيا فإن الخبراء يرون أن قوات التحالف الجديد تسهم في إعطاء مشاركة أنقرة صفة قانونية في الأزمة السورية أمام الجهات العربية. وتشير المؤسسة إلى أن تركيا قلقة من التواجد الروسي والإيراني في ساحة المعركة وترى في "التحالف الإسلامي" حليفا لها. وأبرزت المؤسسة أهم عامل يعرقل توحيد وتنسيق الجهود للتصدي لـ"داعش"، وهو تقديم الدعم من قبل البلدان المختلفة لجهات النزاع السوري المتحاربة فيما بينها. وفي هذا السياق تنقل المؤسسة أن التواجد المحتمل للقوات السعودية على الأراضي السورية يثير قلقا شديدا لدى طهران، ولفتت المؤسسة إلى أن طهران قد ساعدت دمشق على الدوام بتقديمها الدعم العسكري لسوريا. وتشدد "ستراتفور" على إمكانية قوية لوقوع صدام بين طهران والرياض والجهات الحليفة للأخيرة. ويؤكد محللو المؤسسة أن سببا أخرا يحول دون تشكيل الجبهة الموحدة ضد الإرهاب، وهو المواجهة بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية على الحدود السورية - التركية، مشيرين إلى أن إشراك القوات العربية سيزعج الأكراد من "القوات الديمقراطية السورية" المعارضة خاصة على خلفية الاشتباكات الكردية والعربية التي وقعت مؤخرا للسيطرة على بعض المدن الأساسية شمال سوريا. ويشكك خبراء المؤسسة بأن دول الخليج العربي قادرة على نشر قوات إضافية في سوريا، مشيرين إلى أن السعودية وحلفاءها في المنطقة منشغلون بأحداث اليمن. ومن الممكن أن يلجأ الخليج لطلب المساعدة من مصر أو الأردن. لكن القاهرة تدعم الحكومة السورية، بحسب "ستراتفور"، ما سبب توترا في علاقاتها مع تركيا، ومصر مهتمة بتعزيز علاقاتها العسكرية والدبلوماسية مع موسكو التي، كما طهران، تلتزم بتنسيق كل العمليات المزمع إجراؤها على الأراضي السورية مع دمشق. أما الأردن فيؤيد السعودية وقطر والولايات المتحدة التي تقدم دعما للمعارضة السورية المسلحة، خاصة "للجيش السوري الحر". كما يشير المحللون إلى أن عَمّان تبدي تحفظا وحذرا في سياستها تجاه المسلحين السوريين تخوفا من انهيار الحكومة السورية المفاجئ الذي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وسيمكن المتطرفين من تحقيق أهدافهم الإجرامية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة