نشرت مؤسسة توني بلير للدراسات الجيوسياسية تقريرا جديدا قالت فيه إن محاولات لتقسيم الثوار السوريين إلى معتدلين ومتطرفين "محكوم عليها بالفشل".

واقترح التقرير الصادر بأن يتم النظر إلى تلك المجموعات من باب الواقعية وليس الآيديولوجيا.

وذكر التقرير الذي أصدره مركز الدين والجغرافيا السياسية أن تلك الجماعات تشكل تحالفات عندما تشترك معا في الأهداف بغض النظر عن الآيديولوجية، معللة ذلك بمثال الجماعات المسلحة من الإسلاميين وغير الإسلاميين التي تقاتل ضد السلطات السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية" في الآن نفسه.

وبين التقرير أن القوميين السوريين والانفصاليين الأكراد يقاتلون معا ضد تنظيم "داعش" في تحالف القوى الديمقراطية السورية شرقي البلاد، مشيرا إلى أن الجماعات تميل إلى الانتشار في جميع أنحاء سوريا، مستطردا بالقول إن بعضهم يقاتلون بعضهم بعضا في جزء من البلاد في حين أن أعضاء آخرين من الائتلاف في كل الأماكن الأخرى.

وشدد التقرير على أن مثل هذه التداخلات "لا نهاية لها" وأن محاولات القوى دولية التمييز بين المعتدلين والمتطرفين لا جدوى منها.

وتناول التقرير 48 فصيلا من الجماعات المعارضة في سوريا، وكشف أن نحو 33% أو ما يقارب 100 ألف مقاتل، يتبنون فكر تنظيم "داعش"، مبينا أن نسبة 60% من الجماعات تسعى لتشكيل حكومة تتبنى تلك الآيديولوجيا.

ويقول التقرير إن تلك الجماعات التي لا تتبع "داعش" غالبا ما تتبع آيديولوجية الجيش السوري الحر، مبرزا أن العديد منهم على استعداد للقتال مع المتطرفين، وربما يقبل تسوية سياسية إسلامية.

بالإضافة إلى ذلك، نصت الوثيقة على أن التطرف لا يزال ينمو بسبب التقاعس في العالم، حيث أكدت المؤسسة الناشرة أن 6 ائتلافات لا تزال نشطة في الصراع اليوم وأنشئت خلال عام واحد فقط.

إلى ذلك أشار المركز إلى أن الحرب الأهلية لا يمكنها أن تنتهي إذا ما تنحى الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، مؤكدا أن 90% ممن يحاربون في سوريا الآن لديهم هدف موحد وهو عدم الاتفاق على بقاء الأسد في السلطة.

هذا وأشار التقرير إلى أن الغرب يركز حاليا أكثر على تنظيم "داعش" بدلا من معالجة ما دفع إلى الانتفاضة في المقام الأول، معرجا بالقول طالما استمر الوضع على نفس الوتيرة فإن المتطرفين سيستمرون في استخدام محاربة السلطات السورية كملعب للتجنيد".

ولعل اللافت للانتباه، وحسب استطلاع رأي أنجزه المركز، يبرز أن 38 في المائة من الذين خضعوا للدراسة يهتمون بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

في غضون ذلك حذر تقرير من أن عددا من الجماعات الإرهابية يمكن أن تملأ الفراغ، في حال القضاء على تنظيم "داعش"، وأن ما يسمى بـ"الجهاد الإرهابي" لن ينتهي في جميع أنحاء العالم.

وأشار التقرير، إلى أن حوالي 15 فصيلا إرهابيا ينتشرون في سوريا، قادرون على الحلول مكان "داعش"، مضيفا أن ما يقرب من 100 ألف مقاتل من هذه الجماعات المعارضة في سوريا يتبنون ذات الآيديولوجيا الدينية والسياسية للتنظيم الإرهابي.

وبحسب الدراسة فإن نحو 60% من الجماعات المعارضة في سوريا جماعات "متطرفة"، وإذا تمكن التحالف الدولي من هزيمة "داعش" فإن الميليشيات الأخرى ستعكف على توسيع آفاقها وشن هجمات خارج سوريا.

ويشير معدو التقرير إلى أن أكبر خطر على المجتمع الدولي هو المجموعات التي تشترك في فكر "داعش"، ولكن تتجاهل في المعركة ضد الإرهاب.

ويحذر التقرير من أن سوريا أصبحت معقلا لأكبر تجمع للجماعات الإرهابية في العصر الحديث.

جدير بالذكر أن التقرير نشر بعد أن تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بالإجماع يهدف إلى نزع فتيل الأزمة في سوريا ورسم خريطة طريق لعودة الهدوء والاستقرار في البلاد التي مزقتها الحرب مدة 5 سنوات.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-21
  • 9657
  • من الأرشيف

مؤسسة توني بلير: تقسيم الجماعات السورية المسلحة بين متطرفة ومعتدلة خطر

نشرت مؤسسة توني بلير للدراسات الجيوسياسية تقريرا جديدا قالت فيه إن محاولات لتقسيم الثوار السوريين إلى معتدلين ومتطرفين "محكوم عليها بالفشل". واقترح التقرير الصادر بأن يتم النظر إلى تلك المجموعات من باب الواقعية وليس الآيديولوجيا. وذكر التقرير الذي أصدره مركز الدين والجغرافيا السياسية أن تلك الجماعات تشكل تحالفات عندما تشترك معا في الأهداف بغض النظر عن الآيديولوجية، معللة ذلك بمثال الجماعات المسلحة من الإسلاميين وغير الإسلاميين التي تقاتل ضد السلطات السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية" في الآن نفسه. وبين التقرير أن القوميين السوريين والانفصاليين الأكراد يقاتلون معا ضد تنظيم "داعش" في تحالف القوى الديمقراطية السورية شرقي البلاد، مشيرا إلى أن الجماعات تميل إلى الانتشار في جميع أنحاء سوريا، مستطردا بالقول إن بعضهم يقاتلون بعضهم بعضا في جزء من البلاد في حين أن أعضاء آخرين من الائتلاف في كل الأماكن الأخرى. وشدد التقرير على أن مثل هذه التداخلات "لا نهاية لها" وأن محاولات القوى دولية التمييز بين المعتدلين والمتطرفين لا جدوى منها. وتناول التقرير 48 فصيلا من الجماعات المعارضة في سوريا، وكشف أن نحو 33% أو ما يقارب 100 ألف مقاتل، يتبنون فكر تنظيم "داعش"، مبينا أن نسبة 60% من الجماعات تسعى لتشكيل حكومة تتبنى تلك الآيديولوجيا. ويقول التقرير إن تلك الجماعات التي لا تتبع "داعش" غالبا ما تتبع آيديولوجية الجيش السوري الحر، مبرزا أن العديد منهم على استعداد للقتال مع المتطرفين، وربما يقبل تسوية سياسية إسلامية. بالإضافة إلى ذلك، نصت الوثيقة على أن التطرف لا يزال ينمو بسبب التقاعس في العالم، حيث أكدت المؤسسة الناشرة أن 6 ائتلافات لا تزال نشطة في الصراع اليوم وأنشئت خلال عام واحد فقط. إلى ذلك أشار المركز إلى أن الحرب الأهلية لا يمكنها أن تنتهي إذا ما تنحى الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، مؤكدا أن 90% ممن يحاربون في سوريا الآن لديهم هدف موحد وهو عدم الاتفاق على بقاء الأسد في السلطة. هذا وأشار التقرير إلى أن الغرب يركز حاليا أكثر على تنظيم "داعش" بدلا من معالجة ما دفع إلى الانتفاضة في المقام الأول، معرجا بالقول طالما استمر الوضع على نفس الوتيرة فإن المتطرفين سيستمرون في استخدام محاربة السلطات السورية كملعب للتجنيد". ولعل اللافت للانتباه، وحسب استطلاع رأي أنجزه المركز، يبرز أن 38 في المائة من الذين خضعوا للدراسة يهتمون بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية". في غضون ذلك حذر تقرير من أن عددا من الجماعات الإرهابية يمكن أن تملأ الفراغ، في حال القضاء على تنظيم "داعش"، وأن ما يسمى بـ"الجهاد الإرهابي" لن ينتهي في جميع أنحاء العالم. وأشار التقرير، إلى أن حوالي 15 فصيلا إرهابيا ينتشرون في سوريا، قادرون على الحلول مكان "داعش"، مضيفا أن ما يقرب من 100 ألف مقاتل من هذه الجماعات المعارضة في سوريا يتبنون ذات الآيديولوجيا الدينية والسياسية للتنظيم الإرهابي. وبحسب الدراسة فإن نحو 60% من الجماعات المعارضة في سوريا جماعات "متطرفة"، وإذا تمكن التحالف الدولي من هزيمة "داعش" فإن الميليشيات الأخرى ستعكف على توسيع آفاقها وشن هجمات خارج سوريا. ويشير معدو التقرير إلى أن أكبر خطر على المجتمع الدولي هو المجموعات التي تشترك في فكر "داعش"، ولكن تتجاهل في المعركة ضد الإرهاب. ويحذر التقرير من أن سوريا أصبحت معقلا لأكبر تجمع للجماعات الإرهابية في العصر الحديث. جدير بالذكر أن التقرير نشر بعد أن تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بالإجماع يهدف إلى نزع فتيل الأزمة في سوريا ورسم خريطة طريق لعودة الهدوء والاستقرار في البلاد التي مزقتها الحرب مدة 5 سنوات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة