في وقت كان يقف فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام نقابات العمال التركية متهماً روسيا بالتورط في التعامل مع تنظيم «داعش»، وبالتوازي مع ارتفاع وتيرة الغارات الروسية قرب الحدود التركية شمال مدينة حلب، شن «داعش» هجوماً واسعاً على عدة قرى حدودية مع تركيا تسيطر عليها فصائل مسلحة، في هجوم هو الأول من نوعه منذ أكثر من شهر، بعد اتفاق شفهي بين التنظيم ومسلحي الفصائل على «هدنة مؤقتة في ريف حلب الشمالي والتفرغ لمحاربة النظام شرق وجنوب غرب حلب».

الهجوم الذي شنه مسلحو «داعش» من عدة محاور تركز على سلسلة قرى حدودية في محيط مدينة إعزاز، التي تشرف على معبر باب الهوى مع تركيا، إحدى أبرز البوابات بين البلدين، والممر الأكبر للأسلحة التي تورد للفصائل المسلحة في مناطق ريف حلب.

وجاء هجوم مسلحي «داعش» الجديد بعد عدة أيام من ارتفاع وتيرة القصف الروسي للمنطقة، وتدمير عدة قوافل كانت في طريقها من تركيا نحو الداخل السوري، بينها شحنات أسلحة، ومواد غذائية، وفق مصدر ميداني تحدث إلى «السفير».

وبحسب المصدر، فقد تركزت هجمات التنظيم على سلسلة قرى وبلدات حدودية، أبرزها جازر، كفرة، وبراغيدة، حيث شهدت هذه القرى اشتباكات عنيفة انتهت بسيطرة «داعش» على براغيدة ونصف جازر وكفرة، اللتين تشهدان حالاً من الكر والفر بين الفصائل المتحاربة.

وأكد المصدر أن الهجمات «كانت مفاجئة لمسلحي الجبهة الشامية المنتشرين في هذه القرى، خصوصاً أنها جاءت بعد فترة طويلة من الهدوء على هذه الجبهات، وإثر الاتفاق الشفهي على تهدئة وتيرة المعارك في الريف الشمالي».

وبدأ «داعش» بتصعيد عملياته في الريف الشمالي قبل نحو ثلاثة أيام، عبر قصف متواتر طال مواقع تمركز الفصائل المسلحة التي تقاتله، حيث شهدت مدينة مارع سقوط عدة قذائف صاروخية خلال اليومين الماضيين، من دون ورود معلومات عن ضحايا، كون المدينة شبه فارغة بعدما تحولت إلى منطقة تماس وميدان للمعارك، حيث نزح سكانها إلى تركيا، وإلى مناطق أخرى بعيدة عن ميادين الاشتباك في الداخل السوري.

وربط مصدر ميداني مقيم في إعزاز بين تحركات «داعش» الأخيرة في ريف حلب، والقصف الروسي العنيف للمنطقة خلال الأيام السابقة، موضحا أن تقدم التنظيم جاء ليسوّق له على أنه تم تحت غطاء جوي روسي، وهو بالفعل ما تم تناقله عبر وسائل الإعلام المعارضة.

وفي وقت نددت فيه فصائل مسلحة باستهداف الطيران الروسي للقوافل التي كانت في طريقها إلى الداخل السوري على اعتبارها «مساعدات غذائية»، نشرت صفحات معارضة صورة لقيادي «شيشاني» (مسلم الشيشاني) وهو يتفقد سيارة مساعدات غذائية وصلت من تركيا إلى ريف اللاذقية، الذي يشهد بدوره ارتفاعاً في وتيرة القصف الروسي بعد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية في 24 تشرين الثاني الماضي.

إلى ذلك، حققت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها تقدماً جديداً في ريفي حلب الجنوبي الغربي والشرقي، حيث تمكنت من استرجاع كامل تل دادين الذي كانت قد خسرت أجزاء منه قبل نحو أربعة أيام إثر هجوم شنه مسلحو «جيش الفتح»، لتتابع القوات السورية تقدمها بعد تأمين التل وتسيطر على قرية جعرة جنوب التل، فيما وسعت قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، دائرة سيطرتها في محيط مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب.

وفي منطقة سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، التي شهدت حالة «ستاتيكو» طيلة الشهر الماضي، كثف الجيش السوري استهدافه لمواقع مسلحي «جيش الفتح» في تل حرزم وقرية المنصورة، فيما يبدو أنه تمهيد لتقدم بري محتمل قد يعيد إحياء معارك سهل الغاب بالتوازي مع التقدم الذي يحققه الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على قرى عرافيت ورويسة شيخو وكتف السلاط الواقعة في سلسة تلال جب اﻷحمر المطلة على سهل الغاب.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-03
  • 14045
  • من الأرشيف

تناغم تركي ـ «داعشي» في شمال حلب: التكفيريون يتقدمون في محيط إعزاز!

في وقت كان يقف فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام نقابات العمال التركية متهماً روسيا بالتورط في التعامل مع تنظيم «داعش»، وبالتوازي مع ارتفاع وتيرة الغارات الروسية قرب الحدود التركية شمال مدينة حلب، شن «داعش» هجوماً واسعاً على عدة قرى حدودية مع تركيا تسيطر عليها فصائل مسلحة، في هجوم هو الأول من نوعه منذ أكثر من شهر، بعد اتفاق شفهي بين التنظيم ومسلحي الفصائل على «هدنة مؤقتة في ريف حلب الشمالي والتفرغ لمحاربة النظام شرق وجنوب غرب حلب». الهجوم الذي شنه مسلحو «داعش» من عدة محاور تركز على سلسلة قرى حدودية في محيط مدينة إعزاز، التي تشرف على معبر باب الهوى مع تركيا، إحدى أبرز البوابات بين البلدين، والممر الأكبر للأسلحة التي تورد للفصائل المسلحة في مناطق ريف حلب. وجاء هجوم مسلحي «داعش» الجديد بعد عدة أيام من ارتفاع وتيرة القصف الروسي للمنطقة، وتدمير عدة قوافل كانت في طريقها من تركيا نحو الداخل السوري، بينها شحنات أسلحة، ومواد غذائية، وفق مصدر ميداني تحدث إلى «السفير». وبحسب المصدر، فقد تركزت هجمات التنظيم على سلسلة قرى وبلدات حدودية، أبرزها جازر، كفرة، وبراغيدة، حيث شهدت هذه القرى اشتباكات عنيفة انتهت بسيطرة «داعش» على براغيدة ونصف جازر وكفرة، اللتين تشهدان حالاً من الكر والفر بين الفصائل المتحاربة. وأكد المصدر أن الهجمات «كانت مفاجئة لمسلحي الجبهة الشامية المنتشرين في هذه القرى، خصوصاً أنها جاءت بعد فترة طويلة من الهدوء على هذه الجبهات، وإثر الاتفاق الشفهي على تهدئة وتيرة المعارك في الريف الشمالي». وبدأ «داعش» بتصعيد عملياته في الريف الشمالي قبل نحو ثلاثة أيام، عبر قصف متواتر طال مواقع تمركز الفصائل المسلحة التي تقاتله، حيث شهدت مدينة مارع سقوط عدة قذائف صاروخية خلال اليومين الماضيين، من دون ورود معلومات عن ضحايا، كون المدينة شبه فارغة بعدما تحولت إلى منطقة تماس وميدان للمعارك، حيث نزح سكانها إلى تركيا، وإلى مناطق أخرى بعيدة عن ميادين الاشتباك في الداخل السوري. وربط مصدر ميداني مقيم في إعزاز بين تحركات «داعش» الأخيرة في ريف حلب، والقصف الروسي العنيف للمنطقة خلال الأيام السابقة، موضحا أن تقدم التنظيم جاء ليسوّق له على أنه تم تحت غطاء جوي روسي، وهو بالفعل ما تم تناقله عبر وسائل الإعلام المعارضة. وفي وقت نددت فيه فصائل مسلحة باستهداف الطيران الروسي للقوافل التي كانت في طريقها إلى الداخل السوري على اعتبارها «مساعدات غذائية»، نشرت صفحات معارضة صورة لقيادي «شيشاني» (مسلم الشيشاني) وهو يتفقد سيارة مساعدات غذائية وصلت من تركيا إلى ريف اللاذقية، الذي يشهد بدوره ارتفاعاً في وتيرة القصف الروسي بعد إسقاط أنقرة مقاتلة روسية في 24 تشرين الثاني الماضي. إلى ذلك، حققت قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها تقدماً جديداً في ريفي حلب الجنوبي الغربي والشرقي، حيث تمكنت من استرجاع كامل تل دادين الذي كانت قد خسرت أجزاء منه قبل نحو أربعة أيام إثر هجوم شنه مسلحو «جيش الفتح»، لتتابع القوات السورية تقدمها بعد تأمين التل وتسيطر على قرية جعرة جنوب التل، فيما وسعت قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازرها، دائرة سيطرتها في محيط مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب. وفي منطقة سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، التي شهدت حالة «ستاتيكو» طيلة الشهر الماضي، كثف الجيش السوري استهدافه لمواقع مسلحي «جيش الفتح» في تل حرزم وقرية المنصورة، فيما يبدو أنه تمهيد لتقدم بري محتمل قد يعيد إحياء معارك سهل الغاب بالتوازي مع التقدم الذي يحققه الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على قرى عرافيت ورويسة شيخو وكتف السلاط الواقعة في سلسة تلال جب اﻷحمر المطلة على سهل الغاب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة