تزامنآ مع ما تعيشه القارة الإوروبية العجوز  من صراع مع الوقت بملف مكافحة الإرهاب بعد "جمعة باريس" الدامية ،امر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بـ"تكثيف" الغارات الجوية على تنظيم "داعش "في سورية وكذلك في العراق" ،ويأتي كل هذا وذاك في الوقت الذي تقدمت فيه فرنسا وبدعم من المنظومة الإوروبية بمشروع قرار إلى مجلس الامن ينص على اتخاذ "كل الاجراءات الضرورية"لمكافحة تنظيم داعش"،وفي زحمة كل هذه التطورات التي تعيشها القارة العجوزة تستمر الحملة الإمنية الفرنسية بمناطق مختلفة من العاصمة باريس ومختلف المدن الفرنسية والتي ترافقها حملات امنية آخرى بمدن وعواصم اوروبية مختلفة من بروكسل مرورآ ببرلين ،و..الخ،للكشف عن الخلايا الإرهابية المرتبطة باحداث باريس وغيرها.

من هنا يبدو واضحآ ان القارة العجوز ومعها واشنطن ،بدأت تستشعر بشكل أو بآخر خطورة تمدد الإرهاب ، فالمنظومة الغربية بمجموعها والتي لطالما كان لها دور بارز بدعم الإرهاب بالمنطقة العربية ليحقق لها مصالح آنية ومستقبلية إستراتيجية ،بدأ الإرهاب الذي دعمته برتّد عليها ،فطابخ السم آكله ،ومن هنا يمكن أن نقرأ أن المنظومة الغربية وتحت وقع الإرهاب العائد اليها بدأت اليوم فعليآ تبحث عن حلول عاجلة لمكافحة هذا الإرهاب الذي بدأ يهدد أمنها فعليآ .

اليوم من الواضح أن الغرب ورأس الحرب له أمريكا ،بدآ بشكل واضح يبحث عن حلول لإزمات المنطقة العربية ،فهو اليوم أصبح بين مطرقة الإرهاب العائد اليه وسندان المهجرين من العرب  إلى الغرب،وهذا ما ظهر جليآ من خلال  حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن عن قرب انطلاق مسار الحلول والتحالفات الخاصة بالوصول إلى حلّ سياسي للحرب المفروضة على الدولة السورية ولتوحيد الجهود للحرب على الإرهاب بعد أحداث باريس الإخيرة، ومن هنا يبدو واضحاً في هذه المرحلة أنّ مسار الحلول السياسية للحرب على سورية، بدأ يشهد تغيرآ ملحوظآ وخصوصآ في استراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها تجاه سورية،فاحداث باريس الاخيرة بدأت تفرض واقعاً جديداً على واشنطن وحلفائها، ومن ينظر إلى العملية العسكرية الفرنسية الجوية ضد تنظيم داعش بالرقة السورية وبدعم من الالمان والبريطانيين وحديث الروس والفرنسيين عن مسار تحالفي جديد بين باريس وموسكو بخصوص مشروع الحرب على الارهاب  سيجد بشكل ملحوظ تغيرآ ملموسآ برؤية حلفاء واشنطن لطبيعة الحل بسورية أو العراق أو ليبيا .

أن مايجري بسورية ميدانيآ اليوم بدأ يفرض نفسه وبقوة على ملف الإرهاب ،واليوم هناك تقارير دولية عدة إكدت عودة المئات من المقاتلين الاوروبيين والعرب والشيشان  الفارين من زحمة هذه المعارك بالشمال السوري إلى بلدانهم الاوروبية وبعضهم توجه إلى ليبيا وافغانستان واليمن والسعودية وبعضهم استقر بتركيا ،هؤلاء المقاتلين الفارين من معارك الشمال السوري أكدت التقارير الدولية أنهم بصدد تنفيذ عمليات أرهابية بالدول التي عادوا اليها  أو استقروا بها  ، وهذا بدوره ما ساهم بخلط أوراق وحسابات شركاء الحرب على سورية ،فعودة هؤلاء الارهابيين إلى دولهم وتنفيذ عمليات إرهابية كالتي حصلت بباريس ،شكلت حالة صدمة كبرى عند الدول الإوروبية الشريكة بالحرب على سورية ،فارهابهم الذي دعموه لإسقاط سورية يرتد عليهم اليوم ،ولذلك هم اليوم بصراع مع الوقت لإيجاد حل ما يضمن القضاء على هذه المجاميع الارهابية بسورية وعدم السماح بعودتها إلى بلدانها وداعميها ،فحديث جون كيري عن تعاون تركي –أمريكي ،لاغلاق الحدود السورية من جهة تركيا بالكامل هو بهدف عدم السماح للمجاميع الارهابية بالعودة إلى بلدانها،لمنع تنفيذ عمليات كتلك التي حصلت بـ"جمعة باريس الدامية " .

في زحمة كل التطورات القادمة من سورية ،تبرز إلى الواجهة خطورة تمدد تنظيم "داعش "في شمال أفريقيا في سيناء المصرية وفي اجزاء واسعة من شرق وجنوب شرق ليبيا ،وخصوصآ بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية المنكوبة  في مصر ،التي تبناها التنظيم المتطرف ،تمدد التنظيم بمصر وليبيا بدأ يشكل عوامل ضغط أضافية على المصريين كما على  الإوروبيين وعلى الروس أيضآ ،هذا التطوات بمعظمها تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات كبرى بملف مكافحة الإرهاب بسيناء المصرية وبليبيا ،والمتوقع أن نشهد قريبآ جدآ عملية عسكرية كبرى مصرية –روسية –أوروبية ،في ليبيا ،وتعاون وتنسيق مصري –روسي لعملية عسكرية كبرى بسيناء المصرية ،فتمدد التنظيم بالشمال الافريقي بدأ يتزايد بشكل متسارع ويفرض وجوده وبقوة على الجميع وخصوصآ على الاوروبيين ،وخصوصآ بعد المعلومات التي رشحت من عناصر قيادية بالتنظيم أن التنظيم ينوي نقل مقر قيادته الرئيسية من العراق وسورية إلى ليبيا .

ختامآ ،أن معظم التطورات الخاصة بملف الإرهاب الذي بأت فعليآ يهدد المنظومة الغربية ،تؤكد أن الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب إلى اراضيه ،والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراما تيكية بملف مكافحة الإرهاب غربيآ ،ولكن هذه المهمة ليست سهلة وستكون لها نتائج دموية وآثار سلبية كبرى على المجتمعات الغربية بعمومها ،فهذه المجتمعات للأسف تتحمل اليوم نتائج دعم ساستها وحكوماتها للإرهاب بالمنطقة العربية ،ومع كل هذه التطورات سننتظر المرحلة المقبلة لإنها ستحمل الكثير من المفأجات الكبرى بملف مكافحة الإرهاب غربيآ .

 

  • فريق ماسة
  • 2015-12-02
  • 6646
  • من الأرشيف

جمعة "باريس" الدامية هل عجّلت من قرار أوروبا بالحرب على الإرهاب

تزامنآ مع ما تعيشه القارة الإوروبية العجوز  من صراع مع الوقت بملف مكافحة الإرهاب بعد "جمعة باريس" الدامية ،امر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بـ"تكثيف" الغارات الجوية على تنظيم "داعش "في سورية وكذلك في العراق" ،ويأتي كل هذا وذاك في الوقت الذي تقدمت فيه فرنسا وبدعم من المنظومة الإوروبية بمشروع قرار إلى مجلس الامن ينص على اتخاذ "كل الاجراءات الضرورية"لمكافحة تنظيم داعش"،وفي زحمة كل هذه التطورات التي تعيشها القارة العجوزة تستمر الحملة الإمنية الفرنسية بمناطق مختلفة من العاصمة باريس ومختلف المدن الفرنسية والتي ترافقها حملات امنية آخرى بمدن وعواصم اوروبية مختلفة من بروكسل مرورآ ببرلين ،و..الخ،للكشف عن الخلايا الإرهابية المرتبطة باحداث باريس وغيرها. من هنا يبدو واضحآ ان القارة العجوز ومعها واشنطن ،بدأت تستشعر بشكل أو بآخر خطورة تمدد الإرهاب ، فالمنظومة الغربية بمجموعها والتي لطالما كان لها دور بارز بدعم الإرهاب بالمنطقة العربية ليحقق لها مصالح آنية ومستقبلية إستراتيجية ،بدأ الإرهاب الذي دعمته برتّد عليها ،فطابخ السم آكله ،ومن هنا يمكن أن نقرأ أن المنظومة الغربية وتحت وقع الإرهاب العائد اليها بدأت اليوم فعليآ تبحث عن حلول عاجلة لمكافحة هذا الإرهاب الذي بدأ يهدد أمنها فعليآ . اليوم من الواضح أن الغرب ورأس الحرب له أمريكا ،بدآ بشكل واضح يبحث عن حلول لإزمات المنطقة العربية ،فهو اليوم أصبح بين مطرقة الإرهاب العائد اليه وسندان المهجرين من العرب  إلى الغرب،وهذا ما ظهر جليآ من خلال  حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن عن قرب انطلاق مسار الحلول والتحالفات الخاصة بالوصول إلى حلّ سياسي للحرب المفروضة على الدولة السورية ولتوحيد الجهود للحرب على الإرهاب بعد أحداث باريس الإخيرة، ومن هنا يبدو واضحاً في هذه المرحلة أنّ مسار الحلول السياسية للحرب على سورية، بدأ يشهد تغيرآ ملحوظآ وخصوصآ في استراتيجية الحرب التي تنتهجها واشنطن وحلفاؤها تجاه سورية،فاحداث باريس الاخيرة بدأت تفرض واقعاً جديداً على واشنطن وحلفائها، ومن ينظر إلى العملية العسكرية الفرنسية الجوية ضد تنظيم داعش بالرقة السورية وبدعم من الالمان والبريطانيين وحديث الروس والفرنسيين عن مسار تحالفي جديد بين باريس وموسكو بخصوص مشروع الحرب على الارهاب  سيجد بشكل ملحوظ تغيرآ ملموسآ برؤية حلفاء واشنطن لطبيعة الحل بسورية أو العراق أو ليبيا . أن مايجري بسورية ميدانيآ اليوم بدأ يفرض نفسه وبقوة على ملف الإرهاب ،واليوم هناك تقارير دولية عدة إكدت عودة المئات من المقاتلين الاوروبيين والعرب والشيشان  الفارين من زحمة هذه المعارك بالشمال السوري إلى بلدانهم الاوروبية وبعضهم توجه إلى ليبيا وافغانستان واليمن والسعودية وبعضهم استقر بتركيا ،هؤلاء المقاتلين الفارين من معارك الشمال السوري أكدت التقارير الدولية أنهم بصدد تنفيذ عمليات أرهابية بالدول التي عادوا اليها  أو استقروا بها  ، وهذا بدوره ما ساهم بخلط أوراق وحسابات شركاء الحرب على سورية ،فعودة هؤلاء الارهابيين إلى دولهم وتنفيذ عمليات إرهابية كالتي حصلت بباريس ،شكلت حالة صدمة كبرى عند الدول الإوروبية الشريكة بالحرب على سورية ،فارهابهم الذي دعموه لإسقاط سورية يرتد عليهم اليوم ،ولذلك هم اليوم بصراع مع الوقت لإيجاد حل ما يضمن القضاء على هذه المجاميع الارهابية بسورية وعدم السماح بعودتها إلى بلدانها وداعميها ،فحديث جون كيري عن تعاون تركي –أمريكي ،لاغلاق الحدود السورية من جهة تركيا بالكامل هو بهدف عدم السماح للمجاميع الارهابية بالعودة إلى بلدانها،لمنع تنفيذ عمليات كتلك التي حصلت بـ"جمعة باريس الدامية " . في زحمة كل التطورات القادمة من سورية ،تبرز إلى الواجهة خطورة تمدد تنظيم "داعش "في شمال أفريقيا في سيناء المصرية وفي اجزاء واسعة من شرق وجنوب شرق ليبيا ،وخصوصآ بعد حادثة تفجير الطائرة الروسية المنكوبة  في مصر ،التي تبناها التنظيم المتطرف ،تمدد التنظيم بمصر وليبيا بدأ يشكل عوامل ضغط أضافية على المصريين كما على  الإوروبيين وعلى الروس أيضآ ،هذا التطوات بمعظمها تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات كبرى بملف مكافحة الإرهاب بسيناء المصرية وبليبيا ،والمتوقع أن نشهد قريبآ جدآ عملية عسكرية كبرى مصرية –روسية –أوروبية ،في ليبيا ،وتعاون وتنسيق مصري –روسي لعملية عسكرية كبرى بسيناء المصرية ،فتمدد التنظيم بالشمال الافريقي بدأ يتزايد بشكل متسارع ويفرض وجوده وبقوة على الجميع وخصوصآ على الاوروبيين ،وخصوصآ بعد المعلومات التي رشحت من عناصر قيادية بالتنظيم أن التنظيم ينوي نقل مقر قيادته الرئيسية من العراق وسورية إلى ليبيا . ختامآ ،أن معظم التطورات الخاصة بملف الإرهاب الذي بأت فعليآ يهدد المنظومة الغربية ،تؤكد أن الغرب بدأ يستشعر خطورة عودة هذا الإرهاب إلى اراضيه ،والمرحلة المقبلة ستشهد بشكل مؤكد تطورات مهمة ودراما تيكية بملف مكافحة الإرهاب غربيآ ،ولكن هذه المهمة ليست سهلة وستكون لها نتائج دموية وآثار سلبية كبرى على المجتمعات الغربية بعمومها ،فهذه المجتمعات للأسف تتحمل اليوم نتائج دعم ساستها وحكوماتها للإرهاب بالمنطقة العربية ،ومع كل هذه التطورات سننتظر المرحلة المقبلة لإنها ستحمل الكثير من المفأجات الكبرى بملف مكافحة الإرهاب غربيآ .  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة