دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشفت موسكو، للمرة الأولى، بالصور والفيديو، عن المسارات التي يستخدمها تنظيم «داعش» لتهريب النفط المسروق من سوريا والعراق إلى تركيا.
كما أنها زادت من الضغوط على أنقرة عبر اتهامها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته بالاستفادة من النفط المهرب، مقابل توريد أسلحة ومقاتلين إلى التنظيم.
لكن في بادرة أمل على إمكانية إيجاد مخرج ديبلوماسي لـ «الحرب» التي اندلعت بين البلدين، منذ إسقاط تركيا طائرة الـ «سوخوي» في 24 تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في نيقوسيا أمس، موافقته على الاجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد، لكنه أضاف «سيكون من المحزن إذا لم نسمع شيئا جديدا».
واعتبر لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي يوانيس كاسوليدس، أن إسقاط القاذفة الروسية قد يكون محاولة لضرب عملية التسوية السياسية في سوريا. وأكد أن «روسيا تدعم عملية فيينا، وتعول على أن جميع المشاركين من دون استثناء في مجموعة دعم سوريا سيلتزمون التزاماً صارماً ودقيقاً بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في ما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وإنشاء وفد معارضة يمثل حقيقياً في المفاوضات مع الحكومة» السورية.
وسارعت واشنطن للدفاع عن حليفها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي مارك تونر إن «المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة هي أن تنظيم داعش يبيع النفط عند آبار النفط إلى وسطاء، هم بدورهم ضالعون في تهريبه عبر الحدود إلى تركيا». وأضاف «نرفض رفضاً قاطعاً القول إن الحكومة التركية تتعاون مع داعش لتهريب النفط عبر حدودها. لا نرى بصراحة أي دليل يدعم مثل هذا الاتهام».
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، من جهته، أن الولايات المتحدة غير راضية عن وجود ثغرة على حدود تركيا وسوريا، وإن بعض المناطق لم يتم تأمينها تأميناً سليماً. وقال، رداً على مزاعم روسيا بأن تركيا تشتري النفط من «داعش»، إنه إذا كانت موسكو قلقة بشأن تمويل التنظيم فينبغي أن تتناول الأمر مع الرئيس السوري.
موسكو تتهم أردوغان ببيع نفط «داعش»
وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي أنطونوف، في مؤتمر صحافي أمام عشرات الصحافيين في موسكو تم خلاله بث صور وأشرطة فيديو عن طرق تهريب «داعش» النفط من سوريا والعراق إلى تركيا، «يتبين أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين، سوريا والعراق، هو تركيا».
وأضاف أن «الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذه التجارة غير المشروعة»، معتبراً «أن استهتار الحكومة التركية لا حدود له»، موضحاً أن روسيا «حذرت مراراً من خطر التعامل مع الإرهاب».
وتابع «ربما يكون كلامي جافاً أكثر من اللازم، لكن لا يمكن لشخص إلا أن يعهد بإدارة أعمال السرقة هذه لواحد من أوثق مساعديه»، موضحاً «ألا تطرحون تساؤلات حول كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة إحدى أبرز شركات النفط، وان زوج ابنته عُين وزيراً للطاقة؟ يا لها من شركة عائلية رائعة!»، معلقاً على تعيين بيرات البيرق (37 عاما) صهر اردوغان وزيرا للطاقة وعلى نجله بلال اردوغان الذي يملك مجموعة «بي ام زد» المتخصصة بالأشغال العامة والنقل البحري.
وقال أنطونوف إن «التدفقات المالية الناتجة من الإتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان». وتحدى السلطات التركية السماح بتفتيش المناطق التي تشير بيانات وزارة الدفاع الروسية إلى وجود طرق لتهريب النفط «الداعشي» فيها، مشيراً إلى عقد مؤتمر جديد الأسبوع المقبل للكشف عن «معلومات عن الأسلحة والمواد المتفجرة التي يجري إرسالها من تركيا إلى سوريا، وعن تدريب الإرهابيين في الأراضي التركية».
وعرض مسؤولون في وزارة الدفاع صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية قالوا إنها تبين طابوراً من شاحنات صهاريج محملة بنفط في منشآت يسيطر عليها «داعش» في سوريا والعراق، ثم وهي تعبر الحدود إلى تركيا. وذكروا أنهم على علم بثلاثة مسارات يمر من خلالها النفط السوري والعراقي إلى تركيا، وهي من الرقة إلى شمال غرب سوريا، ومن ثم إلى بلدة إعزاز ومنها إلى الريحانية التركية، قبل أن تنقل إلى ميناءي ديورتيول واسكندورنة. وأشاروا إلى أن هذه الشاحنات تعبر الحدود بالمئات على الرغم من العمليات القتالية الدائرة في المنطقة، وتظهر اللقطات أنه لا يجري تفتيش تلك الشحنات في الجانب التركي من الحدود. والمسار الثاني ينطلق من دير الزور إلى ريف الحسكة، فيما تنطلق الصهاريج، عبر المسار الثالث، من الحقول النفطية في ريف الحسكة وفي محيط زاخو شمال غربي العراق إلى مناطق تركية حدودية.
وأعلن ميخائيل ميزينتسيف، رئيس المركز الوطني لإدارة العمليات التابع لوزارة الدفاع، أن «قرابة ألفي إرهابي دخلوا سوريا من الأراضي التركية خلال الأسبوع الماضي للانضمام إلى صفوف داعش وجبهة النصرة، بالإضافة إلى إرسال ما يربو عن 120 طناً من الذخيرة ونحو 250 عربة، وحسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات نظامياً ومنذ وقت طويل».
تدريبات سورية ـ روسية
وكشف مصدر أمني في ريف اللاذقية، لوكالة «فرانس برس»، أن القوات السورية والروسية تجري تدريبات مشتركة في غرب سوريا تمهيداً لعمليات عسكرية في محافظة ادلب التي تسيطر عليها مجموعات إسلامية متشددة، أبرزها «جبهة النصرة».
وقال المصدر إن «عمليات تدريب مشتركة تجري منذ نحو أسبوعين بين القوات الروسية والقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي»، من دون أن يحدد موعد انتهائها، موضحاً أن منطقة التدريبات «تحاكي بطبيعتها مناطق في ريف إدلب خلف خطوط العدو، حيث إنه في مرحلة مقبلة ستصبح إدلب الوجهة الأكبر والأهم للعمليات العسكرية المشتركة السورية ـ الروسية». وأوضح أن محافظة ادلب «تشكل حاليا أكبر تجمع للفصائل المقاتلة، باستثناء تنظيم داعش، على مستوى الجغرافيا السورية».
وأشار المصدر إلى أن «المسلحين يرحلون إلى محافظة ادلب بعد التسويات» التي يتوصلون لها مع الحكومة السورية في مناطق أخرى، خصوصا أن تلك المحافظة هي «الوحيدة الخارجة عن سيطرة الدولة السورية بالكامل لمصلحة مسلحين لا ينتمون إلى تنظيم داعش».
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف وارن أن وحدة القوات الخاصة الأميركية الجديدة التي ستنتشر في العراق لشن غارات على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا ستعد «على الأرجح مئة (عنصر) وربما أقل بقليل». وقال «ربما تكون نحو مئة، وربما أقل قليلا. سيكونون في غالبيتهم أفرادا للإسناد، تتنوع مهامهم في كل المجالات، ابتداء من الطيران إلى جمع المعلومات. لذا ستكون القوة التي ستقوم بعمليات هجومية أو قتالية صغيرة للغاية».
وأوضح أرنست أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يؤيد مساعي أميركا لإرسال «نحو 200» من أفراد قوات العمليات الخاصة للعراق، مشيراً إلى أن بيان العبادي حول انه لا حاجة لقوات أميركية إضافية يتعلق بالقوات القتالية البرية وليس قوات العمليات الخاصة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة